المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 24 آب /لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.august24.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

Below is the link for my new Twiier account/My old one was suspended by twitter for reasons I am not aware of. في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/حسابي الأساسي والقدين اقفل من قبل تويتر لأسباب اجهلها

https://twitter.com/BejjaniY42177

0000

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِذَا صَنَعْتَ وَلِيمَةً فٱدْعُ المَسَاكِين، وَالمُقْعَدِين، والعُرْج، وَالعُمْيَان. وَطُوبَى لَكَ، لأَنَّهُم لَيْسَ لَهُم مَا يُكَافِئُونَكَ بِهِ، وَتَكُونُ مُكَافَأَتُكَ في قِيَامَةِ الأَبْرَار

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني: في ذكرى انتخاب بشير رئيساً للجمهورية

الياس بجاني: استنكار واستغراب لإستدعاء مخابرات الجيش مواطنين من الكحالة للتحقيق معهم على خلفية الجريمة التي اقترفها حزب الله بحق أهلهم وبلدتهم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نرفع صلاتنا على نية راحة نفس الشهيدين جوزيف حنا وريشار صعب، اللذين استشهدا في حادثة تحطّم الطوافة العسكرية في حمانا.المسيح قام حقًا قام.

تذكار القديس اسحق السرياني السنوي في 23 آب

سقوط مروحية للجيش اللبناني وأنباء عن مقتل عدد من الجنود

بعد «وعود» بإستماعهم كشهود..ترك اربعة من «ابناء الكحالة» تمهيداً للادعاء عليهم!

ما مصير حمولة "شاحنة الكحالة"؟

قائد الجيش استقبل السعد ووفدا من عين إبل

مولوي استقبل عائلة الياس الحصروني: التحقيقات ستصل الى خواتيمها

الموافقة على عرض فيلم باربي في لبنان؟

التحقيقات في مقتل الحصروني جدية… الحقيقة خلال أيام؟

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 23 آب 2023

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 23/8/2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

المافيا الحاكمة ومتابعة سياسات النهب/شارل الياس شرتوني

«سيسرقونه».. علي الأمين يتحدث عن «خيبة» التنقيب ويكشف: «حزب الله» تخلّى عن باسيل

لماذا لم يسافر بو حبيب لمواكبة ملف التجديد لـ”اليونيفيل”؟

الحوار بين “التيار” و”الحزب”… أجواءٌ غير ايجابية

إلى أين وصل النقاش بين “الحزب” و”التيار”؟

الخزينة للمخزون 9: “ما شِفْت مين شَفَط؟”

النفط والصندوق السيادي أكثر من ضرورة

حقيقة ما يحصل في الرويسات... والمخابرات تتدّخل!

مدير «الأمن الداخلي» اللبناني: نحن مستهدفون وهناك من يريد الفوضى لا الاستقرار

اللواء عماد عثمان لـ«الشرق الأوسط»: بعض السياسيين يتعاطون بخفة مع موضوع الأمن

لبنان يتحول إلى «جنة للمطلوبين» من مواطنيه... والقانون يمنع تسليمهم إلى المحاكم الدولية بينهم كارلوس غصن ورياض سلامة والمتهمون باغتيال الحريري

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تحطم طائرة تقل قائد «فاغنر» قرب موسكو

البيت الأبيض علق على مقتل رئيس مجموعة فاغنر: الواقعة لن تفاجئ أحدا

الاحتجاجات المطلبية في السويداء «تتسيّس» وتركيا لتوحيد إدارة مناطق سيطرتها شمال سوريا بحاكم واحد

السلطة الفلسطينية تُدين خطة إسرائيلية للتوسع الاستيطاني شمال الضفة

الحكومة الإسرائيلية لإلغاء الانتخابات البلدية العربية بسبب «الجريمة المنظمة»

في أعقاب مجزرة أبو سنان وتصفية مرشح لرئاسة المجلس المحلي

هل خرقت صفقة السجناء مع إيران القانون الأميركي؟ وجمهوريون يحذّرون من تداعياتها «الخطرة»

روسيا تعين قائداً جديداً للقوات الجوية بعد اختفاء «جنرال يوم القيامة» سوروفيكين

أوكرانيا: هجوم روسي على ميناء إسماعيل أتلف 13 ألف طن من الحبوب

الضربات الروسية على الموانئ دمّرت 270 ألف طن خلال شهر

بطء الهجوم المضاد يقابل بواقعية بأوكرانيا وأسئلة في الغرب

بوتين لقمة «بريكس»: روسيا تريد إنهاء حرب «أشعل الغرب فتيلها»

ميدفيديف يحذر من زوال أوكرانيا من الخريطة ونقل الصراع مع الغرب إلى جورجيا لكن موسكو تبدي استعداداً للرد على المقترحات «الجادة» لحل الأزمة وتطرح شروطاً لذلك

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

العصر الحجري مقابل العصر الحجري/نديم قطيش/الشرق الأوسط

هل باتت طريق فرنجية معبدة للرئاسة؟/سام منسى/الشرق الأوسط

موانع عودة النازحين وازدواجية المعايير/وليد شقير/نداء الوطن

“عين الحلوة”: إغتيالات وحروب عبثية/نجم الهاشم/نداء الوطن

الجيش يُواجه مشكلة جديدة… وهذا ما كشفه العماد عون/محمد شقير/الشرق الأوسط

ميقاتي ينقل تحذيرات دولية: بعد أيلول أنا out/كلير شكر/نداء الوطن

حوار باسيل-“الحزب”: نقاش حول اللامركزية ومطالب “خاصة”/راكيل عتيّق/نداء الوطن

 "أوّل إعلان رسمي عن مصير الودائع"/غسان العياش/النهار

هنا السويداء حيث الساحة التي صارت ثورةً!/أيمن الشوفي/موقع درج

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

لبنان: انفجار قنبلة قرب إحدى مدارس «أونروا» بمخيم «عين الحلوة»

الراعي من يسوع الملك: تراهم يتستّرون وراء الحوار والتوافق فيما الحلّ بانتخاب رئيس ووضع حد للمهزلة

سويف موفدا من الراعي التقى في دارة البعريني في فنيدق نواب "الاعتدال الوطني": حرصاء على انتخاب رئيس

تجمع "كلمة سواء" زار الراعي وناقش معه خطورة الانتهاكات والتعديات على الكتب السماوية

الجيش: إحباط محاولة تسلل نحو 700 سوري عبر الحدود بطريقة غير شرعية

"حمّلونا فسادهم"... باسيل: لنا الشرف استكمال التدقيق الجنائي

ضو والصادق والدويهي زاروا منصوري وأثنوا على مواقفه الاعتراضية على إدارة سلامة

كبارة: أرواح شهدائنا لن تستريح قبل تحقيق العدالة الكاملة في جريمة تفجير مسجدي التقوى والسلام

ميقاتي بحث مع زوار السرايا في الاوضاع سياسيا وصحيا واجتماعيا

الابيض: اجتماع يوم الجمعة مع نقابة المستوردين لوضع النقاط على الحروف بشأن أدوية السرطان

ابو فاعور كشف عن أدوية زراعية سامة في الأسواق تدخل عبر مافيات منظمة: ندعو رئيس الحكومة الى عقد اجتماع طارىء مع الوزراء المعنيين لمنع هذه الجريمة

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إِذَا صَنَعْتَ وَلِيمَةً فٱدْعُ المَسَاكِين، وَالمُقْعَدِين، والعُرْج، وَالعُمْيَان. وَطُوبَى لَكَ، لأَنَّهُم لَيْسَ لَهُم مَا يُكَافِئُونَكَ بِهِ، وَتَكُونُ مُكَافَأَتُكَ في قِيَامَةِ الأَبْرَار

إنجيل القدّيس لوقا14/من12حتى15/:”قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِلَّذي دَعَاه إِلى تنَاولِ الطَعَام: «إِذَا صَنَعْتَ غَدَاءً أَوْ عَشَاءً، فَلا تَدْعُ أَصْدِقَاءَكَ، ولا إِخْوَتَكَ، وَلا أَنْسِباءَكَ، وَلا جِيرانَكَ الأَغْنِيَاء، لِئَلاَّ يَدْعُوكَ هُمْ أَيْضًا بِالمُقَابِل، وَيَكُونَ لَكَ مُكافَأَة. بَلْ إِذَا صَنَعْتَ وَلِيمَةً فٱدْعُ المَسَاكِين، وَالمُقْعَدِين، والعُرْج، وَالعُمْيَان. وَطُوبَى لَكَ، لأَنَّهُم لَيْسَ لَهُم مَا يُكَافِئُونَكَ بِهِ، وَتَكُونُ مُكَافَأَتُكَ في قِيَامَةِ الأَبْرَار». وَسَمِع أَحَدُ المَدْعُوِّينَ كَلامَ يَسُوعَ فَقالَ لَهُ: «طُوبَى لِمَنْ يَأْكُلُ خُبْزًا في مَلَكُوتِ الله!».”

 

”تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

في ذكرى انتخاب بشير رئيساً للجمهورية

الياس بجاني/23 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/121517/121517/

اليوم ونحن نتذكر بفخر وعنفوان انتُخاب الشيخ بشير الجميل رئيساً للجمهورية اللبنانية بتاريخ 23 آب/1982.. نؤكد على خلفية إيمانية راسخة وصلبة بأن حلم البشير حي ولن يموت لأنه متجسد بقوة في همم شباب لبنان السياديين والشرفاء الذين أخذوا على عاتقهم حمل مشعل الحريات والكرامة والتحرر والسيادة والاستقلال بنمط سلمي وحضاري سوف يتوج بإذن الله بانقاذ وطن الأرز من براثن الاحتلال الإيراني ومن كل الطرواديين والعملاء والخونة والذميين واستعادة استقلاله وحريته.

في 22 آب 1982 انتخب بشير الجميّل رئيساً للجمهورية اللبنانية. الرئيس ريغان وصفه، ” بالرئيس الشاب الذي حمل نور الأمل إلى لبنان” .

الرئيس الذي وصّف ب”المخطط الاستراتيجي”، “وصاحب المواقف التي تخطت الخطوط الحمر”، احبّ وطنه لدرجة جعل اللبنانيين على مختلف مشاربهم وانتماءاتهم يحلمون ويؤمنون برؤيته للجمهورية وبالعيش بكرامة وبسلام.  لقد “ضخ” الشجاعة والجرأة وقوة الارادة في الشعب من اجل المطالبة والسعي لبناء “دولة المواطنة” والابقاء على لبنان “مساحة حرّية” ووطن يستحق التضحية من أجله.

في هذا اليوم من عام 1982 أشعلت محبة بشير لبلده روح الانتماء للوطن عند كل اللبنانيين، وزرع حلم ابدي في قلب كل لبناني حر في الوطن وفي زوايا الارض … في ذكرى انتخاب بشير يتأكد لكل لبناني حر وسيادي بأن بشير القضية التي هي قضية لبنان لن تموت لأن من كان نصيره الله فلا غالب له.

صحيح إن قوى الشر والظلامية قد نجحت في اغتيال بشير الجسد، إلا أنها لم تتمكن من قتل هذا البشير القضية الذي لا يزال يسكن قلوب ووجدان وضمير كل لبناني حر… بشير القضية، وبشير الحلم، وبشير التعايش، وبشير التعلق بالدولة وبالقانون وبالدستور وبالحريات وبالديمقراطية وبالتعايش… هذا البشير يسكن في عقول وثقافة كل لبناني سيد وحر. هذا البشير ولن يموت.

إن البشير الذي تم قتل جسده في 23 آب/عام 1982 لا يزال في ذكراه وفي نموذج ومثال الوطنية والصدق حياً في القلوب والوجدان والضمير والثقافة والحلم والرجاء.. في حين أن غالبية القياديين والسياسيين الأحياء بأجسادهم هم عملياً واحتراماً وثقة أموات في إيمانهم وعقولهم وجشعهم والإسخريوتية. فهؤلاء حضورهم غياب وغيابهم راحة ونعمة.

في العودة إلى ذكرى يوم الاغتيال في عيد الصليب المقدس في 13 أيلول من سنة 1982 امتدت يد الغدر الحاقدة وقتلت بشير الجسد، إلا أنها فشلت في قتل بشير القضية والطموح والوطنية والطموح والفكر وروح المقاومة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الياس بجاني: استنكار واستغراب لإستدعاء مخابرات الجيش مواطنين من الكحالة للتحقيق معهم على خلفية الجريمة التي اقترفها حزب الله بحق أهلهم وبلدتهم

الياس بجاني/19 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/121391/121391/

فعلاً يصحح القول المأثور "رضي القتيل ولم يرضى القاتل" في هرطقة استدعاءات مخابرات الجيش اللبناني لشبان من بلدة الكحالة للتحقيق معهم على خلفية الغزوة المسلحة والإرهابية التي تعرضت لها بلدتهم وأهلهم، في حين أن من اغتيال الشهيد فادي بجاني في بلدته وأمام منزلة يتم استقباله في بلدة الهرمل بعراضة مسلحة وع عينك يا دولة. كما أن عناصر حزب الله الذين ارتكبوا الجريمة يسرحون ويمرحون  بكل حرية دون قيام الدولة باعتقالهم ومحاكمتهم أو حتى التحقيق معهم. 

بيان بلدية الكحالة الذي صدر أمس رفض الإستدعاءات الإستنسابية هذه وقال، "لا يجوز أن يبدأ التحقيق بمساءلة الناس العزّل المتواجدين آنذاك من أبناء الكحالة، عوض التركيز على المجموعة المسلحة التي فتحت نيران أسلحتها الرشاشة عليهم لترهيبهم، وهذا ما حاول صده الشهيد فادي بجاني الذي سقط برصاص المسلحين المدنيين، حيث الأدلة واضحة بالصوت والصورة”، وشدد البيان على أن “التحقيق واجب لإحقاق العدالة، إلا أنه يجب أن يبدأ من مكان آخر فلا يتساوى المعتدي بالمعتدى عليه”.

وفي نفس هذا السياق صدرت عشرات البيانات والتغريدات والمواقف من قبل ناشطين وسياسيين وأحزاب رافضة ومستنكرة لهذه الإستنسابية الفاضحة.

في الخلاصة، لا عدالة دون مساواة بين اللبنانيين، وإنه من حق أهل الكحالة رفض التجاوب مع استدعاء مخابرات الجيش لعدد من أبنائها إلى التحقيق قبل تسليم قتَلة الشهيد فادي بجاني إلى العدالة.

يبقى أن التضامن الكامل مع الموقف الموحد لأهالي الكحالة الشرفاء والأبطال هو واجب وطني على كل لبناني سيادي وحر واستقلالي ويطالب بالعدالة والمساواة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نرفع صلاتنا على نية راحة نفس الشهيدين جوزيف حنا وريشار صعب، اللذين استشهدا في حادثة تحطّم الطوافة العسكرية في حمانا.المسيح قام حقًا قام.

 https://eliasbejjaninews.com/archives/121559/%d9%86%d8%b1%d9%81%d8%b9-%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%aa%d9%86%d8%a7-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%b1%d8%a7%d8%ad%d8%a9-%d9%86%d9%81%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%87%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%86-%d8%ac/

 

تذكار القديس اسحق السرياني السنوي في 23 آب

موقع قديس اليوم

https://eliasbejjaninews.com/archives/121546/121546/

من أعظم وأعمق من كتب في النسكيات.. أجيال من الرهبان عاشت على مقالاته، و كذلك من غير الرهبان. معلوماتنا عن سيرته محدودة. له في السريانية سيرتان مقتضبتان. يبدو أنه ولد في منطقة قطر على الخليج الفارسي. كانت قطر في زمانه، أي في القرن السابع الميلادي. مركزاً مسيحياً مهماً. وقد أعطت الكنيسة عدداً من الكتبة البارزين. ترهب أسحق و صار معلماً في وطنه. أول الأمر، و لعله انتقل بعد ذلك إلى جبال خوزستان إثر انشقاق حدث بين بطريركية سلفكية، ستيزيفون و أساقفة قطر. و لا بد أن يكون قد عاد إلى قطر بعدما سوي الأمر وزار الكاثوليكوس جاورجيس المنطقة، سنة 676م. أخذه الكاثوليكوس معه وجعله أسقفاً على نينوى (الموصل) في بلاد ما بين النهرين. تخلى عن الأسقفية واعتزل بعد خمسة أشهر. السبب، حسب أحد المصادر، لا يعلمه إلا الله. مصدر آخر أورد أن رجلين اقتضيا عنده، دائن و مديون، الدائن طلب ماله والمديون مهلة. فلما أشار أسحق إلى الكتاب المقدس وسأل الدائن الصبر على أخيه. انفعل صاحب المال ورد قائلاً: ضع الكتاب المقدس جانباً و ألزمه برد المال! فقال إسحق في نفسه: إذا لم يكن الكتاب المقدس بيني وبينهم فما لي و إياهم؟! فقام إلى الكاثوليكوس و التمس إعفاءه من الأسقفية فأعفاه.بعد ذلك، يبدو أنه اعتزل في جبال خوزستان بجوار نساك آخرين. ثم لما تقدم في أيامه انتقل إلى دير مجاور هو دير ربان شابور. ليس تاريخ وفاته معروفاً. أحد المصادر يذكر أنه أصيب بالعمى في سنواته الأخيرة. يظن الدارسون أن كتاباته وضعها في شيخوخته. ربما كان ذلك في العقد الأخير من القرن السابع الميلادي. إحدى سيرتيه تذكر أنه ترك للرهبان خمسة مجلدات إرشادية. هذا معناه أن أكثر ما ترك ذاع. مقالاته المتبقية تقع في قسمين جُمعا بعد موته. نسخها رهبان سريان وتناقلوها. نقل شقاً منها إلى اليونانية. في القرن الثامن أو التاسع، راهبان من رهبان دير القديس سابا في فلسطين. تضمن هذا الشق في السريانية اثنين وثمانين مقالة. الشق الثاني جرى الكشف عنه في هذا القرن وهو يتضمن أربعين مقالة إضافية، أبرزها أربع مئويات حول المعرفة. ينسب إليه أيضاً كتاب يعرب بـ "كتاب النعمة" وهو عبارة عن سبع مئويات، لكن نسبته مشكوك فيها. من أقواله:سُئل القديس أسحق ما هي التوبة؟ هي القلب المنسحق المتواضع وإماتة الذات إرادياً عن الأشياء الداخلية والخارجية. ومن هو رحيم القلب؟ فأجاب: هو الذي يحترق من أجل الخليقة كلها: الناس والطيور والحيوانات والشياطين وكل مخلوق، الذي تنسكب الدموع من عينيه عند تذكرها أو مشاهدتها. هو من ينقبض قلبه ويشفق عند سماع أو مشاهدة أي شر أو حزن يصيب الخليقة مهما كان صغيراً، لذلك فهو يقدم صلاته كل ساعة مصحوبة بالدموع من أجل الحيوانات وأعداء الحقيقة وحتى من أجل الذين يؤذونه كي يحفظهم الله ويغفر لهم، ويصلي أيضاً من أجل الزحافات. إن قلبه يفيض بالرحمة فيوزعها على الكل دون قياس كما يفعل الله.وسئل أيضاً: كيف يقتني الإنسان التواضع؟ فأجاب: يتذكر خطاياه على الدوام وترقب الموت واختيار المكان الأخير وقبوله أن يكون مجهولاً وألا يفكر في شيء دنيوي....وسئل أيضاً: ما هي الصلاة؟ فأجاب: إنها إفراغ الذهن من كل ما هو دنيوي واشتياق القلب للخيرات  الآتية..»

 

سقوط مروحية للجيش اللبناني وأنباء عن مقتل عدد من الجنود

بيروت: «الشرق الأوسط»/23 آب/2023

قال الجيش اللبناني في بيان أصدره، مساء اليوم الأربعاء، إن جنديين قتلا في سقوط طائرة هليكوبتر تابعة للقوات الجوية في لبنان خلال تدريبات، وفق وكالة «رويترز» للأنباء. وكان تلفزيون «إم تي في» اللبناني أفاد عن بقوط مروحية عسكرية تابعة للجيش اللبناني قرب ثكنة في محافظة جبل لبنان ما أسفر عن مقتل 3 جنود.

 

بعد «وعود» بإستماعهم كشهود..ترك اربعة من «ابناء الكحالة» تمهيداً للادعاء عليهم!

"جنوبية/23 آب/2023

علم”جنوبية” ان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي قرر “ترك اربعة من ابناء الكحالة بسندات اقامة”، كانوا استدعوا الى التحقيق امام مديرية المخابرات في الجيش اللبناني للادلاء بإفاداتهم حول “حادثة شاحنة الكحالة”. وفيما تحفظت مصادر قضائية عن اي تفاصيل عن الجلسة، اشارت مصادر مطلعة الى ان “قرار عقيقي بترك المستمع اليهم بسندات اقامة يعني بانه جرى استجوابهم بصفة مدعى عليهم وليس شهودا كما كانوا وُعدوا خلال اجتماع عقد امس بين قيادة الجيش وفعاليات البلدة “، وان هذا القرار قد يكون مرده الى ما ادلى به الاربعة عن مشاركتهم إما بالاشتباك مع الجيش او بإطلاق النار في الهواء، علما ان اي من الفيديوهات التي تم نشرها اثناء الحادثة لم تظهر قيام اي من ابناء الكحالة بإطلاق النار باستثناء فادي بجاني الذي تبادل اطلاق النار مع مسلحين من حزب الله ما ادى الى مقتله ومحمد قصاص. في مقابل ذلك، تؤكد مصادر قضائية رفيعة لـ”جنوبية”ان الذخيرة المضبوطة في “شاحنة الكحالة ” لا تزال في عهدة الجيش اللبناني، انما في الوقت نفسه تذكّر المصادر بان “شرعية سلاح حزب الله وارد في البيان الوزاري لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي في ايلول العام 2021 حيث جاءت الصيغة كتلك المعمول بها في الحكومات السابقة لجهة “التمسك بإتفاقية الهدنة والسعي لإستكمال تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة، والدفاع عن لبنان في مواجهة أي إعتداء والتمسك بحقه في مياهه وثرواته، وذلك بشتى الوسائل المشروعة، مع التأكيد على حق المواطنين اللبنانيين في المقاومة للإحتلال الإسرائيلي ورد إعتداءاته وإسترجاع الأراضي المحتلة”. هذا”التذكير” يمهد الى ان القضاء يتجه الى تسليم حزب الله”ذخيرته” انما “بعد انتهاء التحقيقات الاولية بحيث سيحدد القضاء الصلاحية للجهة التي ستتابع هذا الملف، القضاء العسكري او العدلي، تختم المصادر.

 

ما مصير حمولة "شاحنة الكحالة"؟

النهار/23 آب/2023

أُفيد أنه غداة زيارة وفد اهالي الكحالة الى قائد الجيش، مثل الشبان الاربعة من أبناء الكحالة أمام مديرية المخابرات في اليرزة برفقة فريق من المحامين للاستماع اليهم بصفة شهود. وأشارت المعلومات الى ان اربعة محامين رافقوا أبناء الكحالة الى التحقيق. وقال مسؤول قضائي لـ"النهار"، إنه "بعد نهاية التحقيق الجاري في حادث الكحالة، ستسلّم حمولة الشاحنة من الذخيرة إلى "حزب الله" بموجب البيان الوزاري الذي تضمن معادلة "جيش شعب مقاومة" ووافق عليه جميع الفرقاء السياسيين، تماماً كما حصل عام 2021 في حاصبيا عندما صادر مواطنون راجمة صواريخ للحزب ثم أعيدت إليه".

 

قائد الجيش استقبل السعد ووفدا من عين إبل

وطنية/23 آب/2023

 استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون، في مكتبه، في اليرزة، النائب راجي السعد. وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد. ثم استقبل وفدا من بلدة عين إبل، الذي شكر ل"العماد عون الجهود التي يبذلها الجيش للحفاظ على الأمن والاستقرار". وعرض الوفد هواجسه، بعد حادثة مقتل المواطن الياس الحصروني.

 

مولوي استقبل عائلة الياس الحصروني: التحقيقات ستصل الى خواتيمها

وطنية/23 آب/2023

استقبل وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال القاضي بسام مولوي في مكتبه عائلة الياس الحصروني يرافقهم كاهن رعية كنيسة السيّدة في عين إبل الأب حنا سليمان ورئيس بلدية عين إبل عماد اللوس.

وتحدث اللوس بعد الاجتماع: "عقدنا اجتماعا مع معالي الوزير وتحدثنا بموضوع الشهيد الياس الحصروني ولنا ملء الثقة بمعالي الوزير نظرا لاهتمامه المستمر بسير التحقيقات التي تأخذ منحى صحيحا بمتابعة من معاليه يوما بيوم". واضاف: "لقد طمأننا معاليه ان التحقيقات ستصل الى خواتيمها، وأكد لنا انه يتابع التحقيق بكل شفافية وجدية. وأمل اللوس ان" تظهر كل المعطيات ليعرض الملف على القضاء المختص بأقرب وقت ممكن".

 

الموافقة على عرض فيلم باربي في لبنان؟

 المؤسسة اللبنانية للإرسال/23 آب/2023

أكدت مصادر مطّلعة للـLBCI أنه وبحسب القانون وبعد إرسال لجنة الرقابة على الأفلام تقريرها حول فيلم باربي إلى المدير العام للأمن العام بالإنابة الياس البيسري والمتضمن الموافقة على عرضه، تتوجه إدارة الأمن العام إلى توقيع الموافقة على عرض الفيلم ضمن الأصول الإدارية المرعية الإجراء.

 

التحقيقات في مقتل الحصروني جدية… الحقيقة خلال أيام؟

جوانا فرحات/المركزية/23 آب/2023

منذ ليل 2 آب وعيون أبناء بلدة عين إبل لا تنام هانئة. فالشهيد الياس الحصروني الذي كان العين الساهرة والقلب النابض على أبناء بلدته، رحل في لحظة غدر بعدما صدقوا “خبرية راجح الكذبة” بأنه كان ضحية حادث سير مريب. لكن بعد انتشار شريط فيديو في 9 آب ،أي بعد إتمام مراسم الدفن وتقبل التعازي، يظهر تفاصيل عملية خطفه، اقترن الشك باليقين وتعززت فرضية خطفه وقتله.

حزب القوات اللبنانية الذي كان ينتسب إليه الشهيد لا يزال على موقفه، ويؤكد رئيسه سمير جعجع في كل لقاء أن” المسؤول السابق للقوات في بنت جبيل الياس الحصروني تم خطفه وقتله ولم يكن مجرد حادث. وما حصل هو عملية قتل منظمة. وأظهرت الفيديوهات التي تم اكتشافها بأن العملية هي عملية قتل متعمد وليست حادثة عابرة، وننتظر ما ستظهره تحقيقات الأجهزة الأمنية… لكن وفقا للمعطيات الموجودة، الشكوك تدل على تورط “حزب الله”. وما بين الشكوك التي تعززها كل الصور التي تضمنها شريط الفيديو وجغرافية المنطقة الواقعة تحت سيطرة حزب الله، بدأت محاولات تضليل الوقائع على مواقع وحسابات مشبوهة تضمنت بث أخبار ملفّقة ومفبركة تارة، وطورا حول مناقبية الشهيد الحصروني الحزبية والوطنية. وفي هذه “التلفيقة” بالذات “يروحوا يخيطوا بغير مسلّة ” يقول أحد رفاقه من أبناء بلدته عين إبل.

ومنعا للتمادي في محاولات التعتيم على الجريمة كما الحال في كل جرائم الإغتيال كان لا بد من موقف يدحض كل هذه الشائعات. الموقف صدر عن حزب القوات إذ اعتبر أن “هذا التضليل المفتعل ليس سوى محاولة ممنهجة ومكشوفة بهدف تضليل الرأي العام واستباق نتائج التحقيقات الرسمية لتجهيل الفاعل المعلوم كما في سياق عملية يائسة لطمس المسيرة المفعمة بالنضال والعطاء التي إلتزم خلالها الرفيق الحصروني كل واجباته تجاه منطقته بنت جبيل من دون تمييز، حيث شكل مثالا قواتيا يحتذى به”.

الأحد الفائت وقبل ذكرى الأربعين على جريمة قتل الحصروني تجمّع عدد من أهالي عين إبل وعائلة الشهيد على الطّريق العام أمام مدرسة الراهبات، ونظّموا مسيرةً احتجاجيّةً انطلقت من أمام مدرسة الراهبات، وصولًا إلى باحة الكنيسة، لمطالبة الدّولة والمعنيّين بكشف حقيقة مقتل الحصروني، وإنزال أشدّ العقوبات بالفاعلين. كذلك طالبت عائلة الحصروني، قوّات “اليونيفيل” بحماية المدنيّين وفقًا للبند 12 من قرار مجلس الأمن الدولي 1701.فهل يتحقق شيء من ذلك؟

في أي حال الرسالة واضحة وكذلك الوقائع التي ارتسمت على الأرض بعد دفن الحصروني. وتشير معلومات “المركزية” الى أن أحدا من عائلته أو أصدقائه لم يسمعه يوما يتحدث عن تلقيه اتصال تهديد أو أنه كان ملاحقا أو مراقبا. “أما إذا كان مهددا ويتعرض لمضايقات ولم يبلِّغ أحد عنها فهذا يعني أن السر دُفن معه. لكن ما هو مؤكد أن “الحنتوش” وهو لقبه، ليس ضحية حادث سير مريب كما أشيع في الساعات الأولى على اكتشاف الجثة. الياس الحصروني تعرض لعملية خطف ممنهجة وتمت تصفيته. وهذا الموضوع بات وراءنا ومثبتا. لكننا ننتظر التحقيقات التي تقوم بها شعبة المعلومات”.

أجواء من الإرتياح حملها أفراد عائلة الحصروني بعد لقائهم وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي صباحا، مما أشاع جوا من الإرتياح والإيجابية بحسب رئيس البلدية عماد اللوس الذي رافق العائلة وكاهن رعية كنيسة السيّدة في البلدة الأب حنا سليمان حيث أكد “أن المولوي يتابع التحقيق بكل شفافية وجدية وطمأنهم بأن التحقيقات تسير بشكل جدي وستصل إلى خواتيمها”.

أيام وتعلن نتائج التحقيقات التي تتولاها شعبة المعلومات بحسب مصادر “المركزية” وتؤكد أنه حتى اللحظة “المسار طبيعي ولا مؤشر للمماطلة إنما متابعة جدية وحثيثة .أما إذا وصلوا إلى حائط مسدود فالعلم عند الله لكن الكل على قناعة ولو ضمنيا بأن الياس خُطف وقُتل على يد مجموعة لديها أهداف كبيرة وتتلقى تعليماتها من مركز القرار المركزي الذي تعمل بأمرته.

أن لا يٌكشف عن حقيقة من خطف وقتل الياس الحصروني يؤكد صحة كل الفرضيات التي ترجح ضلوع حزب الله بها تماما كما الحال في قضيتي جوزف صادر الذي خطفَ على طريق المطار والكاتب السياسي والمفكر لقمان سليم واللائحة تطول ولا تنتهي عند جريمة تفجير مرفأ بيروت وقتل 244 ضحية بدم بارد.

وفي حال استمرت الأجواء الإيجابية التي خرج بها أفراد العائلة من زيارة المولوي، فهذا يساهم في تبريد “هبات” الغضب التي تسيطر على بلدة عين إبل بعد مقتل الحصروني والتأكد من أنها عملية قتل مدبرة. وعليه قرر أهالي البلدة القيام بتحركات بكل الإتجاهات السياسية والقضائية والأمنية للمطالبة بحمايتهم والحؤول دون تكرار الأسباب التي أدت إلى واقعة مأساة الياس الحصروني. وتشير المصادر أن مطالب الأهالي تتركز حول تسيير دوريات للجيش اللبناني وعدم الإكتفاء بتواجد العناصر داخل الثكنات خصوصا أن عملية الخطف حصلت على بعد أمتار محدودة من ثكنة للجيش اللبناني.

“أدلّةً جديدةً ستبرز قريبًا تتعلّق بجريمة عين إبل”، هذا ما كشف عنه النّائب أشرف ريفي، لافتا إلى أن “هناك نقاط تشابه ما بين حادثة اغتيال لقمان سليم والياس الحصروني”.

وقائع يلمسها أهالي عين ابل وكذلك الأشخاص الذين يعيشون ضمن نطاق بقعة جغرافية تقع ضمن حدود دويلة حزب الله. “لكن مهما حاولوا، لن نلجأ إلى الأمن الذاتي ولن نخرج عن طور الدولة ومؤسساتها الأمنية. والأكيد الأكيد أننا لن نخاف ولن نترك أرضنا” تختم المصادر.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 23 آب 2023

وطنية/23 آب/2023

الجمهورية

أوعزت وزارة خارجية مرجعية روحية عالمية إلى سفارتها في لبنان بتزويد الوزارة المواقف السياسية المتعلقة بالإستحقاق الرئاسي أولاً بأول.

 

لاحظت أوساط سياسية متابعة أن مفتاح إنهاء الشغور خارجي لأن التوازن السلبي الداخلي لا يُنتج رئاسة.

مرجع روحي يبدو متعباً أمام زواره وقانطاً من إمكان الوصول إلى حل قريب لأزمة الشغور الرئاسي.

اللواء

لم تسلم دعوة لودريان في رسائله إلى النواب من انتقادات معظم الكتل، سواءٌ من الموالاة أو المعارضة.

سمع موظف مالي رفيع دعماً من مرجعية رسمية، ودعوة للثبات على أدائه في هذه المرحلة.

يسعى تيار ابتعد طوعاً عن الساحة إلى إعادة تنشيط حضوره الشعبي والخدماتي بانتظار القرار المناسب..

نداء الوطن

يتردّد أنّ محطة تلفزيونية أغفلت تغطية أحداث الكحّالة، على نحو غير مهنيّ، تستعدّ لإجراء «نفضة» في هيكليتها الإدارية، وتحديداً في قسم الأخبار.

عُلم أنّه تمّ التقدّم بإخبار لجانب النيابة العامة المالية في بيروت بحق نقابة المهندسين لوجود شبهات جدّية في عمليات فساد وهدر لأموال النقابة تتعلّق بعقد تلزيم أعمال الصيانة. كما عُلم أنّ الإخبار ستتبعه إخبارات أخرى متّصلة بمواضيع فساد وتزوير وهدر أموال النقابة، هدفها إعادة الأموال المهدورة والمختلسة وتصحيح الوضع المالي للنقابة.

تنشط أعمال البناء وحفر الآبار في مناطق الشمال (طرابلس، الضنية، المنية وعكار) على قدمٍ وساق، وتجري أعمال البناء من دون العودة إلى ترخيص وزارة الداخلية والبلديات وتجري أعمال الحفر من دون العودة إلى وزارة الطاقة والمياه، إنما بتسهيلات أمنية.

البناء

قال خبير مالي إن اعتماد عملة مشفرة موحدة لدول البريكس يتم استخدامها في المعاملات البنكية والتبادلات التجارية يعني خروج أكثر من نصف التداول النقدي في العالم من الدولار. وهذا يستدعي رفع الفائدة على الدولار الى حدود 10% للتمكّن من سحب السيولة الضخمة من الدولار في الأسواق منعاً لأزمة تضخم تشبه كرة الثلج والنتيجة ركود وجمود في الاقتصادات الغربية.

قال مصدر نيابي إن جوهر الصراع السياسي الدائر حول الاستحقاق الرئاسي يتعلق بتسهيل أو عرقلة الحوار بين التيار الوطني الحر وحزب الله، لأنه المفصل الذي يتقرر عليه مصير الرئاسة بين سليمان فرنجية والفراغ المديد بعدما صار واضحاً أن نجاح الحوار يضمن أغلبية الانتخاب ولا يواجه مشكلة في تأمين النصاب اللازم، بينما لا نصاب لأي تفاهمات أخرى اذا توافرت لها أغلبية الانتخاب، وهو أمر مشكوك فيه.

الأنباء

عشية انتهاء شهر آب لا تزال ملفات مالية ضرورية مجهولة المصير وبعضها ملحّ جداً.

رغم الحل المؤقت في قطاع حيوي الا أن المشكلة الأخيرة التي طرأت ستتكرر حكماً إذا لم يتم إيجاد مخرج دائم.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 23/8/2023

وطنية/23 آب/2023

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

بعد أقل من عشرين ساعة من الآن ينطلق عداد الحفر البحري في البلوك ذات الرقم تسعة جنوب لبنان غدا لنصل بعد سبعة وستين يوما إلى الإعلان الميداني لدخول لبنان في نادي الدول الغازية-النفطية خصوصا أن توقعات الجهات التقنية المعنية بينها "توتال إنرجيز" كبيرة في الوصول الى تأكيد وجود المادة في آبار البلوك تسعة حيث تبدأ الحفارة ترانس أوشن بارينتز عملها.

وزير الطاقة وليد فياض يعقد مؤتمرا صحفيا ظهر غد للاعلان عن منح رخصة استطلاع لتنفيذ مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد في الرقعة رقم  8  في المياه البحرية اللبنانية وذلك تأكيدا لسيادة لبنان على هذه المياه بعد انجاز الترسيم الحدودي.

في أي حال إذا كان الحفر البحري واعدا بالعثور على ما يساعد لبنان في تعزيز الرجاء والأمل بالخروج من أزماته الاقتصادية العاتية إلا أن التنقيب بجهد عن طرق تساعد اللبنانيين في الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية لا يزال صعبا على رغم الحض على تحقيق الانتخاب وانتظام المؤسسات وتواصل مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي لا تزال زيارته الثالثة للبنان منتظرة في النصف الثاني من أيلول المقبل محاولا فتح نقاش محلي بين الأفرقاء على مسار الانتخاب الرئاسي..

لودريان يستمر في التنسيق مع ممثلي دول اللقاء الخماسي في شأن لبنان..

محليا لا يزال الحوار شبه مقتصر  على النقاش بين حزب الله والتيار الوطني الحر مع الإشارة الى أن أوساط مكون الثنائي حزب الله-حركة أمل تشير الى أجواء إيجابية في النقاش الحاصل.

في موضوع التدقيق الجنائي أفادت معلومات أنه بعد تنحي القاضي زياد بوحيدر عن الملف سيتم تحويل ملف التدقيق الى القاضي رجا حاموش.

إقليميا-دوليا تبرز قمة البريكس في جوهانسبورغ وتصاعد العنف في الاقتتال في السودان.. واستمرار الحرب في جنوب شرق أوروبا. وعودة تظاهرات الى عدد من المناطق السورية.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

عاد الملفان الصحي والغذائي في لبنان الى الواجهة من جديد فوزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال فراس الابيض اعلن من السراي الحكومي تزايد عدد الاصابات بالمتحور الجديد لفيروس الكورونا ولكن الوضع في المستشفيات تحت السيطرة وهناك حالات قليلة جدا تحتاج للعناية المركزة أمر لا بد من الانتباه اليه واخذ الحيطة والحذر كي لا نقع في المحظور.

غذائيا وفيما تواصل وزارة الاقتصاد جولاتها ومداهماتها على المتاجر والملاحم والمطاعم وسواها من الاماكن التي تقدم وجبات الطعام والتي كان آخرها اليوم اقفال معملين بالشمع الاحمر في زغرتا بعد وجود البان واجبان فاسدة تحتوي على باكتيريا نتيجة سوء التبريد وتلوث المياه وعدم نظافة العاملين

تربويا انطلقت اليوم الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة بدورتها الاستثنائية ووزير التربية عباس الحلبي يزور رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة بعد جولة له على مراكز الامتحانات الرسمية ويضع رئيس المجلس في اجواء التحضير للعام الدراسي المقبل والتحديات التي تواجه انطلاقته مشيرا الى محاولات الوزارة تلافي الاضرابات التي حصلت هذا العام واعاقت استمرار العام الدراسي.

ماليا يواصل حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري تسيير المرفق المالي العام مؤكدا تعاونه بشكل كامل مع الاجهزة القضائية بشأن ما تطلبه في تحقيقاتها حول مضمون تقرير الفاريز اند مرسال وسيزود الاجهزة القضائية بكل المستندات المطلوبة وكشف السرية عن كل ما يتطلبه التحقيق القضائي في المصرف المركزي منصوري الذي عقد لقاءا مع قادة الاجهزة الامنية والعسكرية اكد لهم انه سيجري تأمين الدعم اللوجستي للمؤسسات وأن هناك خطوطا حمر بالنسبة إلى المركزي خصوصا في ما يتعلق برواتب أفراد هذه المؤسسات كذلك سيعقد مؤتمرا صحفيا في مصرف لبنان يوم الجمعة المقبل.

خارجيا حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية تطال اسرى محررين وقياديين في حركتي الجهاد الاسلامي وحماس واقتحام عشرات المستوطنين المسجد الاقصى المبارك.

وبينما يواصل الاتفاق الايراني – السعودي دربه المفتوح على كل المستويات مجلس الوزراء السعودي يعرب عن تطلعه الى بدء مرحلة جديدة من العلاقات المبنية على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل مع ايران.

هذا اعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الانصاري ان اتفاق تبادل السجناء بين واشنطن وايران الذي توسطت فيه دولة قطر دخل حيز التنفيذ مؤكدا استمرار الدور القطري لتطبيق كافة بنود الاتفاق.

* مقدمة "أم تي في"

23 آب 1982 - 23 آب 2023. قبل واحد واربعين عاما تماما انتُخب بشير الجميل رئيسا للجمهورية اللبنانية. يومَها اعتقد اللبنانيون ان زمن آلامهِم انتهى، وان عهدَ الخلاص بدأ. توهموا ان لبنان القوي سيعود، وان الجمهورية، المفتتة المقسمة، ستنتصرُ على المؤامرات الداخلية والخارجية وستقوم من رمادِها من جديد. لكن اليد السوداء اغتالت الحلمَ الابيض. استشهُد الشيخ بشير فاستشهُد معه حلمُ لبنان القوي، وها اللبنانيون بعد واحد واربعين عاما ما زالوا يتطلعون الى بشير آخر لأنهم ما زالوا يتوقون الى وطن قوي... ما زالوا يبحثون عن دولة  لا عن دويلة.. ما زالوا يريدون جمهورية بقوة شرعية واحدة ، لا بقوى شرعية متعددة ..  ما زالوا يريدون دولةَ الشفافية والنزاهة لا دولة الفاسدين المفسدين.. باختصار، ما زالوا يريدون الوطن - الحلم الذي اراده بشير لا الوطن - الكابوس الذي اوصلنا اليه اشباه زعماء، ومسؤولون باعوا كل شيء، وانتهوا بأن باعوا الوطن. في التفاصيل اليومية " الروتين " سيد الموقف.. الازمات تُرحل والحلول تؤجل. فالنائب العام الاستئافي في بيروت زياد ابو حيدر تنحى عن ملف التدقيق الجنائي رافضا تسلمَه والتحقيق مع حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، وذلك  لوجود خصومة بينهما. على صعيد آخر ، اللغط حول تأجيل وزير الخارجية اللبناني لزيارتِه الى نيويورك انتهى ببيان توضيحي من وَزارة المال، اكدت فيه ان التأخير في كلفة التغطية ناتجٌ من إغفال وَزارة الخارجية لَحظ الاعتماد المتوجَب العمل على اعداده، كما انه ناتج من عدم متابعة المعاملات. فهل مسموح ان تكون الخارجية، وهي من الوَزرات الاهم في الدولة، في عهدة اشخاص يتأخرون عن اداء مهامهم؟ على اي حال مَهمة عبد الله بو حبيب في نيويورك لن تكون سهلة. فهو يريد ادخال تعديلات على صيغة العام الفائت المتعلقة بصلاحيات قوات اليونيفيل، والتي اثارت يومها استياء ثنائي امل - حزب الله. فهل يتمكن بو حبيب من تحقيق التعديلات التي يطلبها الثنائي؟ الارجح ان لا ، لأن ما كتب قد كتب.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

تدفق على السفارات للحصول على تأشيرات ، وارتفاع غير مسبوق لتأمين جوازات سفر أجنبية ..

هذا الخبر ليس من النيجر التي تقرع على اراضيها طبول الحرب، ولا ليبيا المفككة او سوريا المحاصرة، او غزة الصابرة، انما خبر على صفحات “يديعوت احرونوت” العبرية التي تحدثت عن طوابير امام السفارات الاجنبية تطلب مغادرة الكيان الصهيوني، وهو ما اكده مصدر دبلوماسي اوروبي ..

هو الخبر الذي لن تغيره كل العنتريات الصهيونية ولا الاقتحامات لبلدات ومدن الضفة الغربية، ولا اعتقال قيادات المقاومة او العائلات الآمنة، فكل فلسطيني مشروع فدائي، وكل صهيوني هدف عسكري، وهو ما تعرفه الحكومة المهتزة، ويؤكده كبار مؤرخيها ومفكريها الذين يقرعون طبول الخراب الثالث ..

في لبنان وفوق كل الخراب المفتعل أمل يبنى لبنة لبنة، وقوده النفط الذي بات على شفى الاقتصاد اللبناني عسى ان ينعشه ومعهم كل الترنح المالي والاجتماعي والسياسي ..

وفيما يجمع السياسيون على ان طريق الحلول الرئاسية شاقة ، شق اول الاجوبة على الرسالة الفرنسية طريقه الى جان ايف لودريان، وكان من كتلة التنمية والتحرير مؤكدة المؤكد عن صفات الرئيس الذي يجب ان يكون ذا حيثية وطنية وسياسية ويؤمن بالثوابت الوطنية والحوار ويلتزم اتفاق الطائف والدستور وله تجربة حكومية وادارية وقدرة على التواصل الداخلي والخارجي .. ومع دخول الرسالة الفرنسية حيز الاجابات، من المفترض ان تتوالى المواقف حولها والتعليقات خلال الايام القادمة ..

وللمراهنين على الايام ومتغيراتها، تأكيد من نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن قوة المواطنة لدى المقاومة واهلها واصدقائها اقوى من قوة المفتنين، والوحدويين اقوى من التقسيميين، ولبنان السيد لن يكون تابعا للاميركيين، ولبنان المقاومة لن يخضع للاسرائيليين ..

معيشيا دعوة لعدم الخضوع للاشاعات لا سيما تلك التي تحدثت عن ازمة محتملة بالقمح والطحين، وهو ما نفاه وزير الزراعة عباس الحاج حسن بعد لقائه وزير العمل ابراهيم بيرم، مؤكدا الا خطر على الرغيف ..

اما الاخطار المالية فكانت على طاولة المجلس المركزي لمصرف لبنان خلال اول اجتماع عمل بغياب رياض سلامة ..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

24 آب 2023 يوم تاريخي في لبنان. فبعد 13 عاما على إطلاق مسار التنقيب عن النفط والغاز، في مرحلة تولي الوزير جبران باسيل وزارة الطاقة، في مواجهة عرقلة ادت الى “تهشيل” عشرات الشركات، واثر فرض إقرار المرسومين المعنيين في اول جلسة لمجلس الوزراء على عهد الرئيس العماد ميشال عون، وبفعل التوصل لاتفاق الترسيم الحدودي البحري الجنوبي مع تسلم رئيس الجمهورية للملف بموجب صلاحياته الدستورية، تبدأ غدا المنصة التي تمركزت في النقطة المحددة لها في البلوك رقم 9، الحفر في قعر البحر، بحثا عن ثروة دفينة، يؤمل ان تلعب دورا في انتشال البلاد من لجة الغرق الاقتصادي والمالي، على أمل النجاة من الغرق في الفشل المتحكم بالبلاد على يد منظومة فاسدة معروفة، لا تزال الى اليوم، بفروعها القضائية، تحاول تمييع التدقيق الجنائي عبر الحؤول دون ترجمته الى ملاحقة قضائية تقضي على مبدأ الإفلات من العقاب.

أما وابل الانتقادات، الذي قوبلت به زيارة الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي امس للمنصة، عبر موقع التواصل، فلا يعدو كونه تعبيرا عفويا عن انعدام الثقة برموز السنوات الثلاثين السابقة، التي يدفع الناس اليوم ثمن السياسات الخاطئة التي اعتمدت فيها. لكن، مهما يكن من امر، المهم ان يستخرج الغاز، وان يستفيد كل لبنان من الثروة، والا يسمح شعب لبنان لسياسييه الفاسدين ان يسرقوه مرتين… والا يترك الآوادم وحدهم في مواجهة الفساد، حتى من الحلفاء، كما نبه الرئيس عون امس.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

انتصرت "باربي" في المعركة التي خاضها ضدها بعض اللبنانيين, لكنها فتحت الباب واسعا امام سؤال محدد :

هل في لبنان من يريد فعلا ضرب الحريات, ام في لبنان هواة معارك وهمية ؟

البعض الذي خاض المعركة, فيه "ستة وستة " مكررة طائفيا ,اي فيه من قرر منازلة " باربي " من المسيحيين والسنة والشيعة, اما علنا واما مواربة.

حاول هذا البعض منع الفيلم الذي لا مس فيه بالحياء العام ولا بالقيم الاخلاقية,ولكنه نسي ان لبنان هو لبنان,وان فيه ستة وستة مكررة طائفية اخرى, بعيدة كل البعد عن قندهار وقمع النساء في شوارع ايران ,والامر بالمعروف والنهي عن المنكر,الذي طوت السعودية الحديثة صفحته نهائيا.

هذا البعض الذي سيرى باربي قريبا في صالات السينما,لجأ سريعا الى معركة اخرى : لعبة السلم والحية .....وضرورة مواجهتها, فالوانها هي الوان قوس قزح , ومن باب الاحتياط ,ستنزع من كتب صيفية خاصة ,حماية لاطفالنا ...

من باب الاحتياط هذا ,نقول :

- اذا كنتم من فئة من يريد التسلل عبر القيم الاخلاقية والاجتماعية لضرب الحريات,فان معركتم خاسرة,وتاريخ لبنان والحريات كفيل بتأكيد المؤكد .

- اما اذا كنتم من هواة المعارك الوهمية , فمعركتم ايضا خاسرة .

فحتى الساعة , ليس في لبنان من يحاول فرض معتقدات, او مناهج علمية,او اكاديمية ,او حتى قوانين مرتبطة بالتنوع الجنسي او التغيير الجندري,ولدى حصول ذلك, "لكل حادث حديث " وتاريخ تعلق لبنان بالقيم الانسانية اولا والاجتماعية ثانيا يؤكد المؤكد .

فيا هواة ضرب الحريات ,ويا هواة المعارك الوهمية ,خوضوا المعارك الحقيقية ان تجرأتم :....

- معركة استعادة الدولة...

- معركة اخراج لبنان من تهمة التحول الى جنة للمطلوبين للعدالة ولمبيضي الاموال ...

- معركة استعادة الاقتصاد والقطاع المصرفي

- معركة اخراج اللبنانيين من ظلمة الجهل الى نور الثقافة

- معركة الخروج من الخنوع لفرضية " البلد بخير " الى حقيقة ان البلد مش بخير , وهو يعيش في وهم ....

- وام المعارك , اي معركة اقرار القوانين الاصلاحية , بدل التلهي بقانون تجريم الشذوذ من عدمه ...

الا اذا كان المطلوب الهاء اللبنانيين دائما بالمعارك الوهمية ...

معارك, ستتصدى لها ال lbci  اليوم كما الامس , وهي في عيدها الثامن الثلاثين , تخوض حرب انتصار لبنان الباقي لكل اللبنانيين ولالاف الاعوام.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

الى الوطن المريض يتسلل الفساد من كل معابره وتتم المعالجة: بالمبيدات الزراعية المسرطنة  فلبنان الذي يحتاج الى تسويق انتاجه وتصريفه الى الخارج وقع بين مجموعة مارقة تهرب عبر الحدود من سوريا اسمندة زراعية فاسدة تتسبب بادخال السموم الى المزروعات ومنها الى اجساد الناس فتؤدي الى امراض سرطانية وتعطل في الجهاز العصبي والكبد والكلى وضرر عند الاطفال وتحدث مشاكل في النظر ولا تنتهي اضرارها عند فقدان الذاكرة.

واسماء هذه العصابة اصبحت مطابقة للمواصفات لدى النائب وائل ابو فاعور الذي سيتقدم باخبار الى النيابة العامة غدا مدعيا على اسماء وشركات  وتبعا لمستندات وزير الصحة الاسبق فإن هذه العملية يقودها شخص يحمل الجنسية السورية ويتنقل براحة بين البلدين ومن خلال شركات وفواتير وهمية تدخل هذه المبيدات الى لبنان عبر موافقات مخادعة من قبل بعض الوزارات وتحديدا وزارة الصحة على أساس أنها مواد تنظيف للمستودعات والمنازل.

هذه المضبطة يحملها ابو فاعور غدا الى القاضي غسان عويدات كاشفا فيها عن المتورطين فيما مدعي عام التمييز اثقل القضاء بكل فروعه في التدقيق بتقرير الفاريز اند مارسال ووزع المهام على النيابات والدوائر الرقابية المختصة.

وهي المرة الاولى التي يقرر فيها القضاء اللبناني الدخول في تحقيقات تطال تحديدا عمق المصرف المركزي ودور حاكمه السابق رياض سلامة بعد ان كان الجسم القضائي يسير على الضابطة العدلية الفرنسية من اول تحقيقات جان طنوس الى مغامرات غادة عون وصولا نحو سباق هيلانة اسكندر مع كل هؤلاء لتسجيل قفزة  نوعية في ملف توقيف سلامة ومن دون محاكمة او ادعاء .

فجميع من سبق وحقق سواء فرنسيا او لبنانيا كان يذهب فورا الى سبق التوقيف فيما كفت يد قاضي التحقيق الاول شربل ابو سمرا عن الملف لانه بدأ بالاستماع واجراء المقارنة والمواجهات  وكان سلامة يمثل امامه من دون تردد  لكن عندما بدأ التحقيق يأخذ مناحي جدية ودقيقة اقامت اسكندر دعوى خصومة الدولة على الدولة في سابقة حملت الريبة .

وفي معلومات الجديد ان ابو سمرا لا يزال يتابع عمله القضائي ولم يتقدم بطلب الاعفاء او الاجازة المرضية او التنحي عن اي من الملفات لكن في قضية الحاكم السابق واخرين فإنه اصبح في وضعية كف اليد .

واليوم فإن هذا الملف توزع على كل دوائر  القرار القضائي لكن  النائب العام الاستئنافي في بيروت القاضي زياد ابو حيدر رفض تلمس كرة النار ورماها الى القاضي رجا حاموش الذي غالبا ما يصلح اخطاء الاخرين  لاسيما وان له سوابق ايجابية  في هذا المسار تبعث على الاطمئنان الى احكامه . 

وخطوة عويدات في تحميل المرجعيات  القضائية مهمة  التدقيق ستشكل  توزيعا للنتائج والاراء وكل  حسب اختصاصه . وربطا بالتدقيق ومتفرعاته انطلق الحاكم بالانابة وسيم منصوري  في عملية مسح ميداني داخل المركزي و هو ابدى استعداده لرفع السرية المصرفية عن كل من يظهره التحقيق سواء كبار الموظفين او على مستوى الهئية الخاصة وصولا الى الحاكم السابق.

 وقالت مصادر المركزي ان  منصوري فتح تحقيقا لمعرفة ما اذا كانت الحاكمية السابقة قد تعاونت بشكل كامل مع شركة (الفاريز اند مارسال) وسلمت الشركة كل البيانات التي طلبتها لتأمين تدقيق شفاف وعملية تسليم الداتا للشركة المدققة كان اكدها سلامة مرارا وكرر بأن كل ما طلبته الفاريز اند مارسال حصلت عليه من المركزي باستثناء تلك التي لا يسمح بخرقها القانون .

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

المافيا الحاكمة ومتابعة سياسات النهب

شارل الياس شرتوني/23 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/121553/121553/

هذه الصور تنقل مرة أخرى وقاحة هذه المنظومة وتصميمها على متابعة نهجها المعتاد: استملاك الشأن العام والتعاطي مع إشكالياته وكأنها شؤون خاصة تبت داخل النوادي الخاصة التي تركب عند كل استحقاق، من أجل تقاسم الحيازات وتوزيع الريوع وإقرار الشراكات اللازمة. حكومة لا شرعية ولا صفة لها سوى تصريف الأعمال، ومجلس نيابي صوري حيث يتنازل النواب فيه إراديا عن واجباتهم الدستورية لحساب نبيه بري، الذي يجلس سعيدا منذ ثلاثين سنة على رأس المجالس النيابية المتعاقبة، على قاعدة تسويات بين أطراف الاوليغارشية، وبفعل مشروع إنقلابي حول المؤسسات الدستورية الى غطاءات، ليس إلا، لوضع اليد من قبل الثنائي الشيعي. ليس من باب الصدفة أن نبيه بري ونجيب ميقاتي، أبرز وجهين للفساد المؤسسي الذي حكم جمهورية الطائف، يطلقان بشرى كاذبة حول بداية عمليات الرصد والتحضير لعمليات إستخراج الغاز الطبيعي، على وقع تصريح الميقاتي الذي يزف الخبر السعيد للشعب اللبناني.

ثلاثون سنة من النهب العلني والمبرح للأموال العامة والخاصة من خلال الديون البغيضة، والصناديق الانتهازية، وتجاهل التشريعات الناظمة، وتواطوء عضوي بين المصرف المركزي والمجالس النيابية والحكومات المتعاقبة، والتصرف بالادارات العامة وكأنها حيازات شخصية، استحضرت بالأمس من خلال هذه الوقاحة الاستعراضية لتعلن مجددًا، أن مسلسل النهب سوف يكمل مسيرته، فبعد نهب الودائع المصرفية ومشاريع إعادة الإعمار، يأتيك الفاسدون بعناوين جديدة لعملية متابعة نهب الأملاك العامة والموارد الطبيعية المتبقية. كل هذه الاعلانات الكاذبة لا تستند الى شيء فلا تشريعات ناظمة، ولا سلطة ناظمة، ولا پروتوكولات مهنية لتنظيم عمليات الاستخراج واحتواء مخاطرها الأمنية والايكولوجية، ولا صناديق سيادية تمنع تسييل مواردها في حسابات المافيات الحاكمة، فالذي نهب ١٢٧ مليار دولار  من أموال المودعين، والذي بنى ثروات خيالية من خلال نهب أموال إعادة الإعمار الوهمية والمدمرة (٣٠٠ مليار دولار)، هو بصدد متابعة سياساته من خلال فرضيات استخراج الغاز والنفط وظلالها ومبالغاتها المالية.

إن بقاء هذه السلطة المافيوية التي تحكمها الفاشيات الشيعية، هو متابعة للمشروع الانقلابي على خطين متوازيين، الإرهاب والجريمة المنظمة وكل ما عدا ذلك يقع في دائرة البلف والإيهام. إن افتعال الأحداث الأمنية ومتابعة مسلسل الاغتيالات والتهديدات الأمنية المتواترة للمسيحيين، ليست إلا مناورات من أجل استكمال سياسات النهب  ووضع اليد على مفاصل الدولة. نبيه بري وحزب الله هم الحاكم الفعلي لجمهورية الموز الشيعية ونجيب الميقاتي ليس الا مستخدما يتقاضى بدلات تغطية للعملية الانقلابية، وليس في الأمر جديدا، ابتدأ عمله مع مافيا بيت الاسد ويتابعه مع الجريمة المنظمة الشيعية.

 

«سيسرقونه».. علي الأمين يتحدث عن «خيبة» التنقيب ويكشف: «حزب الله» تخلّى عن باسيل

جنوبية/23 آب/2023

رأى رئيس تحرير موقع “جنوبية” الصحافي علي الأمين ان “الانطباع حول التنقيب تتداخل فيه السلبية والخيبة لأن هذا النفط الذي قد لا يستخرج بسنوات، ادارته غير مُطمئنة وخاصة وهناك كثير من علامات الاستفهام حول القانون المحيط بهذا الملف”. وفي حديث لـ “إذاعة الشرق” قال: “لم نر شيء جدي للخروج من الازمة، فالسبيل لحفظ الثروات بوجود المنظمومة الحالية هي بعدم استخراج النفط لأنهم سيسرقونه”. وعن الملف الرئاسي، قال: “لا يوجد اي مؤشر لانتخاب رئيس للجمهورية، فحزب الله اذا بدو فرنجية بجيبو بكرا ولكن لا يريده يريد صفقة خارجية والحديث مع السعودية والاميركان لتمويل بلد يحكمه وهذا لن يحصل”. وعن الحوار بين “حزب الله” و”الوطني الحر”، اعتبر الأمين ان “حزب الله أهمل الورقة المسيحية ولكنه رأى ان التخلي عن الغطاء المسيحي كان خلل ويجب تعويضه من خلال هذا الحوار”. وتابع، “الحزب اتخلى عن جبران باسيل الذي يراه موظف عنده”.

 

لماذا لم يسافر بو حبيب لمواكبة ملف التجديد لـ”اليونيفيل”؟

اللواء/23 آب/2023

لم يسافر وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بو حبيب إلى نيويورك، لمواكبة المناقشات الدبلوماسية الجارية هناك بشأن التجديد لقوات الأمم المتحدة العاملة في الجنوب (اليونيفيل)، مع إدخال تعديلات تقضي بضرورة مواكبة الجيش اللبناني اليونيفيل في أية عمليات مداهمة، وذلك قبل اتخاذ القرار النهائي في 31 آب الحالي. وذكرت مصادر متابعة للموضوع لـ«اللواء»، بأن “بو حبيب أرجأ زيارته لأسباب لوجستية خارجة عن إرادة الوزير والوزارة، وتتعلق بتأخير وزارة المال في صرف الاعتمادات اللازمة لشراء تذاكر السفر وبعض النفقات الأخرى، وتجري اتصالات لتأمين صرف الاعتمادات اليوم، ومتى توافرت سيحجز تذكرة السفر في أول فرصة متاحة، وليس صحيحاً أنه ألغى الزيارة نهائياً فالمهمة الى الأمم المتحدة قائمة وهي ضرورية ولا بد منها”. يُذكر أن مجلس الأمن الدولي يعقد في أواخر شهر آب الحالي جلسته الدورية المخصصة لتجديد ولاية القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، والموجودة في مقرها في الناقورة منذ 30 عاماً. وكان مجلس الأمن أنشأ في عام 1978 قوة حفظ السلام الموقتة التابعة للأمم المتحدة للتحقق من الانسحاب الإسرائيلي من لبنان واستعادة الاستقرار والأمن الدوليين، وتمكين الحكومة اللبنانية من إعادة بسط سيطرتها على المنطقة التي أخلتها القوات الإسرائيلية المنسحبة. وبعد حرب إسرائيل على لبنان في تموز 2006 قرر مجلس الأمن أن يضيف على المهمات السابقة للقوات الدولية مهمة مراقبة وقف الأعمال العدائية ومراقبة انتشار القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان ودعمها، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين والإشراف على العودة الآمنة للنازحين لديارهم. وتعقد الجلسة على ضوء حراك دبلوماسي استباقي مكثف، سعياً إلى إلغاء التعديل الذي أضيف العام الماضي إلى قرار التجديد لجهة السماح لقوات الطوارئ بهامش أوسع على صعيد التنقل من دون الحاجة إلى التنسيق مع الجيش اللبناني.

 

الحوار بين “التيار” و”الحزب”… أجواءٌ غير ايجابية

جريدة “الأنباء” الالكترونية/23 آب/2023

الجمود السياسي في البلد على حاله، ولا زال المعنيون بالملف الرئاسي في “عطلة صيفية” حتى موعد عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، وكأن اللبنانيين يمتلكون ترف الوقت.

وفي حين تشخص الأنظار الى الحوار القائم بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”، وما إذا كان جبران باسيل سيقتنع بترشيح سليمان فرنجية، علمت جريدة “الأنباء” الإلكترونية أن “الأجواء ليست إيجابية كما يُشاع، و”حزب الله” ليس في وارد القبول بطلبات باسيل، خصوصاً في ما يتعلّق باللامركزية المالية، ثم أن باسيل بعيد عن دعم فرنجية”.

 

إلى أين وصل النقاش بين “الحزب” و”التيار”؟

الجمهورية/23 آب/2023

شددت المصادر على انّ الاهتمام ينصبّ حالياً على ما وصلت اليه الاجتماعات بين حزب الله والتيار الوطني الحر حيث يتمّ التعمّق في درس اقتراح وزير الداخلية الأسبق زياد بارود حول اللامركزية الادارية ومن ضمنها المالية، والذي اقترح رئيس التيار النائب جبران باسيل النقاش فيه معلناً قبوله به.

وبغض النظر عن العنوان، فإنّ الطرح مقبول لدى ثنائي أمل-حزب الله الذي سبق وشارك في 52 جلسة نقاش فيه داخل اللجان الفرعية، والتي أنجزت درس نحو 60 مادة منه، وأهم ما يتمّ بحثه مسألتان تعدّان إشكالية، وهي الواردات المالية المخصّصة للأقضية والصندوق اللامركزي ومالية الدولة. وعلمت “الجمهورية” انّ حزب الله لم يسلّم بعد اجوبة إلى باسيل على ورقة اللامركزية، ولا يزال يدرسها ضمن «الثنائي» على ان يُنجز التفاهم قبل نهاية الشهر. كذلك علمت “الجمهورية” من مصادر مطلعة، انّ باسيل يتعاطى بإيجابية، على الرغم من انّه واضح في محاولته لعدم كسر العلاقة مع المعارضة، اما بالنسبة إلى ورقة الأولويات الرئاسية، وهي البند الثاني في ورقة الحوار بين حزب الله والتيار فالموضوع مختلف، تقول المصادر، لأنّها عموميات تتضمن عناوين وطنية وسيادية ولا مشكلة فيها إذا بقيت كذلك، والاّ فتفاصيلها يحتاج النقاش فيها لسنوات.

 

الخزينة للمخزون 9: “ما شِفْت مين شَفَط؟”

نداء الوطن/23 آب/2023

بين الاستهزاء الممزوج بالضحك والبكاء من جهة، ونَسْب الانتصارات إلى هذا السياسي «الفضيل» وذاك المسؤول «الشريف» من جهة أخرى، انقسم اللبنانيون حول «حجّاج البلوك رقم 9 النفطي» الذين انطلقوا جوّاً من مطار رفيق الحريري الدولي، الذي شهد أمس زحمة كبيرة بين المسافرين بسبب غياب التنظيم وعدم وجود التكييف. تصدّر «نبيه برّي»، «جبران باسيل»، «ميشال عون»، «المسيّرات» وما بينهم من «بلد نفطي» (إذا أصبح أو بقي)، «التراند» عبر مواقع التّواصل الإجتماعي وخصوصاً منصّة «إكس». بعضهم حمل المباخر وطبول التزمير والتهليل لزعمائهم في يمناهم، والسهام والرماح في يسراهم لرمي خصومهم/ شركائهم «منعاً لسرقة الإنجاز»، حتى لو لم ينجزوا أي شيء في أيّ ملفّ طيلة 30 عاماً من الحكم والإدارة. سأل أحدهم: «من فشل في لَمّ النفايات من الطرقات ومعالجتها، سيفلح في إدارة النفط والغاز؟». آخر شبّه «فاتحي العصر البترولي»، بحكّام العراق وليبيا وفنزويلا، حيث دولهم عائمة على آبار الذهب الأسود، وحياة شعوبهم غارقة في الفقر والفساد. «صراع الظفر والفضل»، حسمه أحد التعليقات، أبرزها للإعلامي يزبك وهبي الذي كتب عبر (X): «مختلفين مين إلو دور بالوصول لاستخراج النفط… يا عمّي الكلّ شارك ما تزعلو. المهم نطلّع النفط وتروح العائدات بالكامل عالصندوق السيادي». في المقابل، تبدو معرفة مصير المحاصيل البحرية واضحة وجليّة عند غالبية المواطنين، مؤكّدين في تساؤلهم: «من نهب الخزينة سيملأ صندوق الدولة؟». أمّا المهمّ الذي يُزيل الهمّ عن قلوب اللبنانيين فهو اطمئنانهم لنصيب الـ»51%»، فشاء القدر أن تحمل الطوّافة التي حملت حافظي الأمانة التي وهبها لنا «الباري»، الرقم «51» وأوّل حرف من صاحب النصيب «R»، على هذا الشكل (51_R) . أهي مصادفة أم نعمة أم نقمة؟ هذه «الحسبة» لم تعجب الكلّ، العدل أساس الملك. فدعت إحدى السيدات إلى حماية حقوقها من دون أيّ تمييز «نسوي» بسبب الزوج أو الحزب، مطالبة بـ»النصف» لا زائداً واحداً ولا أقل، فكتبت: «تيجي نقسم النفط… أنا نصّ وانت نص… تيجي نكتب عالبحر حرفين أسامينا وبس». ناشط حقوقي آخر، حدّد شروطه، أو بالأحرى أقل طموحاً وأكثر واقعية، يفهم اللعبة السياسية وحسابات بيدرها، يريد المشاركة فقط في «حصص البلوكات». حدث الأمس فتح الدفاتر العتيقة، كل موقف أو تعليق مسجّل في ذاكرة الخصوم والعكس صحيح. مناضل «تيّاريّ»، يردّ بالصوت والصورة و»الفيديو»على قول زعيم تيّار لدود، مذكّراً إيّاه بقوله «إنن قاعدين يخَبروكن بلوك 5 و 7 و 8 و 9 هَي كذبة جديدة… ما في أثَر للغاز»، متمنّياً لو أنه كان من عديد الطاقم المتوجّه إلى البحر. لم تنسَ التعليقات وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فيّاض. صوره العفوية المعتادة، خفّفت وطأة الصراع حول هوية الأبطال وأصحاب الفضل والعطاء. وصفه البعض بأنه « أهضم وزير بتاريخ الجمهورية اللبنانية، بقي كما هو لم يتغيّر، يعيش حياته الطبيعية ما غيّر شي بتصرفاته»، لم يتغيّر أو يتبدّل، وحال الطاقة والكهرباء أيضاً. في الخلاصة، لم تعد «كذبة أول نيسان» المناسبة الوحيدة لاستهزاء اللبنانيين بالواقع السياسي والاجتماعي، بل أصبحت كلّ الوعود والأعمال المرتبطة بالحكّام والمسؤولين عرضة للسخرية وفقدان الثقة والأمل.

 

النفط والصندوق السيادي أكثر من ضرورة

جريدة “الأنباء” الالكترونية/23 آب/2023

شدّدت عضو مجلس القيادة في الحزب التقدمي الاشتراكي والمتخصّصة في قوانين النفط والغاز لما حريز على وجوب مواكبة بدء عمليات الاستكشاف في البئر رقم 9 بإقرار قانون الصندوق السيادي بشكل تام.

ولفتت حريز في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن مشروع القانون السيادي يجب أن يكون كاملاً وليس مجتزءاً، وبمعنى آخر، وجب إقرار مراسيمه التطبيقية في مجلس الوزراء، وثم تعيين مجلس الإدارة.

أما عن عمليات التنقيب الحاصلة، فكشفت أن “نتيجة عمليات الاستكشاف التي تظهر بعد فترة تمتد بين شهرين إلى ثلاثة أشهر، وعند معرفة حجم الثروة الغازية، إما يُستكمل العمل بالبلوك رقم 9 أو يتوقف”.

 

حقيقة ما يحصل في الرويسات... والمخابرات تتدّخل!

 ليبانون ديبايت/الثلاثاء 22 آب 2023

لا تزال تداعيات ما يحصل في الرويسات حاضرة في المنطقة، بعد أن تسبب بلبلة كبيرة لا سيّما أنه جرى ربطها بالثنائي الشيعي، والحديث عن تمدّد ديموغرافي. إلا أن الحقيقة في مكان آخر وترتبط بمصالح مالية لا علاقة سياسية أو مذهبية في خلفياتها، فالعقار الذي يملكه هزيم هزيم في الروسيات، وهو شقيق أحد رجال الأعمال الذي يُعد واجهة لمتمولين شيعة، هو عقار ملاصق لعقار يملكه جان أبو جودة، حيث يقوم هزيم بتجريف الأرض وحفر آبار للإستفادة من بيع الرمول والأتربة الموجودة في الأرض، إضافة إلى الإستفادة من مياه الآبار التي يجري حفرها لبيعها في موسم شح المياه، كل ذلك بدون مسوغ قانوني يسمح له بالعمل بهذه الطريقة. وتبين أن الرخص التي حصل عليها هزيم قد انتهى مفعولها في العام 2019 ولم يتم تجديدها، لذلك، فإن العمل الذي يقوم به هو خارج إطار القانون، والهدف منه الكسب المالي وبالتالي لا علاقة سياسية مرتبطة بالموضوع. وبعد الحملة على الأجهزة الأمنية لعدم قيامها بالكشف على الموقع المذكور توجّهت مخابرات الجيش وشعبة المعلومات إلى المكان وجرى الكشف عليه لتتبين لهم المعطيات المذكورة, إلا أن هذه الأجهزة لم تقم بوقف التجريف أو إيقاف عمل الآبار ربما بانتظار إشارة من القضاء بهذا الخصوص.

 

مدير «الأمن الداخلي» اللبناني: نحن مستهدفون وهناك من يريد الفوضى لا الاستقرار

اللواء عماد عثمان لـ«الشرق الأوسط»: بعض السياسيين يتعاطون بخفة مع موضوع الأمن

بيروت: ثائر عباس/الشرق الأوسط/23 آب/2023

بعد أقل من تسعة أشهر، وإذا استمرت المراوحة السياسية الحالية في لبنان، سوف تنتقل إدارة قوى الأمن الداخلي، القطاع الأمني الأساسي في البلاد إلى إدارة بالوكالة، على غرار الكثير من المؤسسات الرسمية الأخرى المتأثرة بالفراغ الرئاسي الحاصل، ورفض قوى مسيحية أساسية إجراء تعيينات في غياب رئيس الجمهورية. بعد تسعة أشهر، تنقص أسبوعا أو تزيد، يبلغ المدير العام لقوى الأمن الداخلي في لبنان اللواء عماد عثمان سن التقاعد. الفراغ غير موجود في قاموس الأمن، فثمة تدابير «ترقيعية» تلجأ إليها المؤسسات لملئه، لكن هذا لا يعني أن الأمور ستسير على طبيعتها الكاملة بعد هذا التاريخ رغم محاولة اللواء عثمان بث روح من الاطمئنان. ويقول: «المؤسسة قادرة على الاستمرار في مهامها، وهي تعج بالكفاءات». في عقل اللواء عثمان ثمة قناعة بأن القوى الأمنية قادرة على الاستمرار بحكم العقلية التي تحكم أبناءها والانضباطية التي تربيهم عليها. أما لسانه فيقول: «هناك إحساس عال بالمسؤولية، وهذا وحده يبرر استمرار القوى الأمنية في العمل رغم كل الصعاب التي مرت على لبنان منذ عام 2019 في إشارة إلى الأزمة المالية التي تضرب البلاد وأطاحت بسعر صرف العملة الوطنية إلى مستويات غير مسبوقة، وبالتالي أثرت على القدرة الشرائية لرواتب العسكريين عموما. أما الحافز الأقوى للاستمرار فهو «وجود قناعة لدى القوى الأمنية أن ثمة من يريد الحلول مكانها، وأن ثمة من يريد الفوضى بدلا من الاستقرار». ويضيف: «حياتنا مبنية على الحذر من المجهول». بعد 40 سنة من الخدمة العسكرية سيخرج اللواء عثمان بتعويض مالي بات لا يذكر بسب هبوط قيمة الليرة اللبنانية، لكنه سيحمل معه «الكثير من الذكريات الجميلة والاعتزاز بإنجازات قوى الأمن التي انتقلت من حال إلى حال، وصمدت رغم الصعاب الكبيرة». لا يسعى اللواء عثمان إلى تمديد ولايته استثنائيا، رغم أنه لن يتهرب من واجبه إذا توصلت الإدارة السياسية إلى مخرج ما يتيح له الاستمرار. أما بعد التقاعد فلا مشاريع واضحة: «سأرتاح قليلا، وأريد أن أكتشف الحياة من وجهة نظر مختلفة عن الحياة العسكرية التي انخرطت فيها منذ أن بلغت 18 عاما». لا تراود اللواء عثمان «أحلام مستحيلة» على غرار بعض القيادات اللبنانية التي «تستثمر وظيفتها لأدوار مستقبلية كبيرة وبعيدة المنال». يقول: «أنا عسكري أقوم بواجبي».

العلاقة مع وزير الداخلية

ورغم كل ما نشر وتردد في الأروقة السياسية ووسائل الإعلام عن خلاف بينه وبين وزير الداخلية القاضي بسام مولوي، يرفض اللواء عثمان الخوض في تفاصيل العلاقة التي يقال إنها متوترة مع وزير الداخلية. ويقول: «ليست هناك أي مشكلة شخصية، فالعلاقة جيدة». في عام 2019 ضربت قوى الأمن، كغيرها من مؤسسات الدولة، «لكننا كنا مؤسسين، وبنينا مؤسسة فعالة مختلفة عما كانت عليه سابقا». يقول: «قبل عام 2005 (تاريخ الانسحاب السوري من لبنان) كانت قوى الأمن مكبلة بفعل الأمر الواقع، وتكاد تكون غير قادرة إلا على ضبط حركة السير، لكن بعد ذلك كانت نهضة كبرى قادها أشخاص كاللواء وسام الحسن وغيره من الضباط الأكفاء. أرسلنا ضباطا للتدرب في باريس وغيرها، أنشأنا شعبة المعلومات التي باتت العماد الرئيسي لمحاربة الجريمة والإرهاب. طورنا أنفسنا تقنيا وصار لدينا قوى عسكرية مدربة ومجهزة للعمليات المحدودة يعتمد عليها، وبتنا قادرين على متابعة الوضع الأمني بكل دقة في كل البلاد». ويتابع شارحا كيف تخطى دور قوى الأمن الداخل اللبناني لتصل إنجازاتها إلى الخارج: «فقد حاربنا الإرهاب في دول أخرى وزودناها بالمعلومات والمعطيات التي توفرت لدينا وأثمر هذا عن توقيفات كثيرة وكبيرة في تركيا ودول الخليج العربي وغيرها... ونحن منفتحون على التعاون مع الجميع، إلا إسرائيل العدو الأكبر والخط الأحمر، التي حاربنا خلاياها التجسسية وأسقطنا الكثير الكثير منها، بينها ما هو معلن، وبينها ما بقي قيد الكتمان».

قرار مركزي للأمن

أنشأت قوى الأمن إدارة مركزية للقرار الأمني، فأنشأت القوى السيارة لمواجهة أعمال الشغب والقوى العسكرية للتدخل الأمني وشعبة المعلومات للتدخل التقني والعسكري معا، فيما تقوم المخافر الصغيرة المنتشرة في أرجاء البلاد بدور العين، كما بتلقي الشكاوى تهيئة للتعامل معها. يبدي اللواء عثمان خشيته الكبيرة على وضع قوى الأمن لجهة وجود «استهداف واضح». لا يعطي الكثير من التفاصيل، لكنه يقول: «أحس بوجود خطر على المؤسسة. هناك من يستهدفها لأنها تمسك بالأمن في البلد. لا أريد أن أدخل في التفاصيل، لكن هناك استهداف مباشر لقوى الأمن وغير مبرر. لكن هذه مؤسسة عمرها أكثر من 160 سنة وليس من السهل إنهاء دورها». منذ «الانهيار الكبير» في عام 2019، لم تحظ قوى الأمن الداخلي بالكثير من المساعدات الخارجية. حظيت بمنحة مائة دولار لكل عنصر لمدة ستة أشهر من الولايات المتحدة الأميركية ومساعدة تقنية من بعض السفارات الغربية، كما بعض المساعدات العينية. لكن المؤسسة تركت وحدها تتدبر أمرها. يسخر اللواء عثمان من مقارنة أجرتها شخصية سياسية، يلمح إلى أنها وزير حالي، بين ما يحصل عليه الجيش اللبناني من مساعدات خارجية وما لا تحصل عليه قوى الأمن، وطرحه سؤال «لماذا لا يجلب اللواء عثمان مساعدات؟»، يقول عثمان: «ليس دوري استجلاب المساعدات. أنا أدير مؤسسة، وأسعى بكل جهدي للحفاظ على حياة الناس، لكن ثمة من لا يريد أن يحافظ على حياة العسكريين». نقص مساعدات الخارج، يعوض عنه مساعدات الداخل المخصصة لطبابة العسكريين وعائلاتهم في ظل انهيار نظام الأمان الصحي. أنشأت قوى الأمن صندوقا يتلقى التبرعات الداخلية، تدير من خلاله تمويل طبابة العسكريين وعائلاتهم. يصرف الصندوق ما لا يقل عن 20 ألف دولار يوميا، ومداخيله تتفاوت، لكنها تساعد كثيرا في هذا المجال.

الوضع الأمني تحت السيطرة

يجزم اللواء عثمان بأن الوضع الأمني تحت السيطرة. ويذهب إلى أبعد من ذلك، ويؤكد أن الوضع الأمني «مستقر». ويقول: «نحن نلاحق الجريمة وقادرون على ضبطها» لكن ثمة مشكلات أخرى مختلفة الطبيعة، كالبؤر الأمنية التي تنتشر في بعض المناطق والتي تأخذ طابعا عسكريا، كالمخيمات الفلسطينية والقتال الذي يحدث فيها بين فترة وأخرى». إضافة إلى ذلك، يشير اللواء عثمان إلى ملف لا يقل خطرا على الأمن وهو النزوح السوري مع خشية من «أن تتطور المخاوف الأمنية بسببه». ويقول: «هناك جرائم كثيرة ترتبط بالوجود السوري. وهذا يشكل ضغطا على القوى الأمنية وعلى البنية التحتية للسجون في لبنان، إذ إن عدد السجناء السوريين بات يقارب ثلث عدد السجناء في لبنان. وهناك 17.8 في المائة من المحكومين هم من السوريين و43 في المائة من الموقوفين». باختصار، يؤكد اللواء عثمان أن السيطرة على الجريمة جيدة جدا، لكن الخطر هو انعكاس السياسة على الأمن. من الصعب أن يتحدث رجل الأمن بصراحة في السياسة عادة، لكن الانطباع الذي يخرج به زوار اللواء عثمان يوحي باستياء بالغ من «الخفة» التي يتعاطى بها بعض السياسيين بالموضوع الأمني وعدم حرصهم على تجنب «الخطوط الحمر» ما دام الأمر يفيدهم.

 

لبنان يتحول إلى «جنة للمطلوبين» من مواطنيه... والقانون يمنع تسليمهم إلى المحاكم الدولية بينهم كارلوس غصن ورياض سلامة والمتهمون باغتيال الحريري

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/23 آب/2023

يظهر لجوء مطلوبين لبنانيين من قبل القضاء الدولي أن لبنان بات ملاذاً لمطلوبين يحملون الجنسية اللبنانية، ويستفيدون من القانون المحلي الذي يمنع تسليم مطلوبين من مواطنيه، فيما لم تقصّر البلاد بتسليم مطلوبين من حاملي الجنسيات الأخرى، حسب ما تقول مصادر قضائية لـ«الشرق الأوسط». وتتعدد أسماء الشخصيات المطلوبة للقضاء الدولي من حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، الملاحق من القضاء الأوروبي، إلى رئيس تحالف شركتي «رينو - نيسان» كارلوس غصن المطلوب من القضاء الياباني، إلى جانب مطلوبين من «حزب الله» للقضاء الأميركي، وتم إدراجهم على قوائم العقوبات، فضلاً عن مطلوبين آخرين أصدرت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أحكاماً بحقهم في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في عام 2005، وطلبت من السلطات اللبنانية تسليمهم، وتذرعت هذه السلطات بأنها لم تتمكن من العثور عليهم في الأماكن التي تم تحديد وجودهم فيها. وفيما كان القضاء اللبناني يردّ على طلبات المحكمة الدولية بتسليم المشتبه بهم من «حزب الله»، بعدم العثور عليهم، حسب ما تقول مصادر قضائية، فإن القضاء اللبناني رفض تسليم غصن وسلامة، بالنظر إلى أنهما يحملان الجنسية اللبنانية. وفي حالة مشابهة، إذا ثبت أن الجرائم التي يلاحق اللبناني بسببها هي جدية وقوية، فعندها يقوم القضاء اللبناني بمحاكمة المطلوب في لبنان، بوصفه «صاحب الصلاحية لمحاكمة أي مواطن حتى لو ارتكب الجرم خارج الأراضي اللبنانية، خصوصاً أن القضاء اللبناني لا يسمح بتسليم مواطن إلى دولة أجنبية، حتى لو كان حائزاً على جنسية هذه الدولة».

النشرة الحمراء

ويثير هذا الواقع انتقادات للقانون اللبناني، وسط شكوك بأن يكون هذا القانون يوفر الحماية للمطلوبين من الملاحقات الدولية. ويرفض مدعي عام التمييز الأسبق القاضي حاتم ماضي وصف لبنان بأنه ملاذ للمطلوبين للعدالة الدولية، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن لبنان عضو في الإنتربول، وهو مجبر على تسليم المطلوب عندما يتسلم طلباً لتسليم شخص أجنبي إلا في حالات معينة محددة في القانون الدولي، لكنه يشير إلى أن الاستثناء من هذا الإجراء هم «المواطنون اللبنانيون وحاملو الجنسيات اللبنانية، ومن ضمنهم من اكتسب الجنسية بمرسوم تجنيس»، مؤكداً أن الدولة «لا تسلم رعاياها بل تحاكمهم أمام القضاء اللبناني».

قرار سياسي وسيادي

ويشير ماضي إلى أن القانون اللبناني يمنع المطلوبين دولياً من دخول الأراضي اللبنانية، لكن بعض المطلوبين «يدخلون خلسة ويختبئون. وفي هذه الحالة، تكثف الأجهزة الأمنية تحرياتها للوصول إليهم والقبض عليهم». وإذ يشدد على أن معظم المطلوبين الأجانب يجري تسليمهم، يشير إلى آلية قانونية متبعة تتضمن تسليمهم ضمن شروط مجلس الوزراء بالنظر إلى أن تسليم المطلوبين «هو قرار سياسي وسيادي، لذلك يجب أن يصدر عن الحكومة اللبنانية»، شارحاً مراحل التسليم: «يتلقى القضاء اللبناني طلباً بتسليم موقوف أو مطلوب، وتجري دراسة الطلب في قصر العدل، ويُحال الملف مرفقاً برأي القضاء إلى الحكومة، ضمن الآليات القانونية المعمول بها»، أما في الحكومة «فيُدرس المردود السياسي والسيادي، وعليه تتخذ الحكومة القرار وتحيله للتنفيذ». أما في حالات وجود اللبنانيين، فـ«يستحيل تسليمهم»، كما يقول ماضي. وبعد فرار كارلوس غصن إلى بيروت، وتأكيده أنه ليس فوق القانون، وأنه «يتطلع إلى الحقيقة»، وقوله: «لم أهرب من وجه العدالة إنما هربت من اللا عدالة»، استدعى النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات في يناير (كانون الثاني) 2020، غصن إلى جلسة تحقيق للاستماع إلى إفادته حول مضمون النشرة الحمراء الصادرة عن القضاء الياباني، والتي تتهمه بارتكاب جرائم على الأراضي اليابانية وتطالب بتوقيفه. وفي ملف رياض سلامة الذي رفض القضاء اللبناني تسليمه للسلطات الفرنسية، استمع القضاء اللبناني إلى سلامة والمتهمين الآخرين في ملفه، بحضور الوفد القضائي الأوروبي، ويحاكم الآن في لبنان، حيث يفترض أن يمثل في 29 أغسطس (آب) أمام الهيئة الاتهامية في بيروت، وتحسم فيها الأخيرة إما إصدار مذكرة توقيف بحقّ الحاكم السابق، وإما تصديق قرار قاضي التحقيق وتركه حرّاً، فيما يفترض أن يخضع شقيقه رجا سلامة، المعاقب دولياً أيضاً، في 30 أغسطس أمام القاضية الفرنسية أود بوريزي في باريس، حول حسابات شركة «فوري» والتحويلات المالية العائدة لهذه الشركة.

محكمة الحريري

وفي ملف المطلوبين للمحكمة الدولية من عناصر «حزب الله» المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري، فإن القانون اللبناني الساري على غصن وسلامة، وقبلهما مروان خير الدين الذي تم التحقيق معه في فرنسا وبات الملف في القضاء اللبناني، لا يسري على المطلوبين من المحكمة الدولية.

المتهمون في اغتيال الحريري

وتقول مصادر قانونية إن هؤلاء «يجب تسليمهم للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، بالنظر إلى أن هناك اتفاقية بين لبنان ومجلس الأمن الدولي على تشكيلها، وهي لا تخضع قانوناً لنفس القانون الذي يتم التعامل فيه مع المطلوبين للقضاء في دول أخرى، بل لها قانون مستقل بناء على اتفاقية لبنان مع الأمم المتحدة، وعليه وجب تسليمهم للمحكمة الخاصة بلبنان التي شكل القضاة اللبنانيون جزءاً من قضاتها. وكانت محكمة الحريري تطالب بشكل شهري السلطات اللبنانية بتبليغ المتهمين وتسليمهم، لكن الجواب الدائم كان يتمثل في تعذر العثور عليهم في لبنان.

مطلوبون أجانب

وخلافاً للمطلوبين اللبنانيين، لم يتوانَ لبنان عن تسليم المطلوبين الأجانب للقضاء الأجنبي، وكان آخرها تسليم الأمن العام اللبناني بعثة أمنية إيطالية مواطناً إيطالياً مطلوباً لبلاده بموجب مذكرة إنتربول دولية، ومتهماً بالاتجار بالمخدرات وناشطاً بعمليات تهريب الكوكايين بين دول أوروبية وأفريقية. وأصدر النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات مذكرة تقضي بتسليم بارتولو جيوفاني بروزانيتي إلى بلاده، وهو ناشط في عمليات تهريب الكوكايين دولياً، وذلك بعد موافقة وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري الخوري على هذا الطلب. ويؤكد القاضي ماضي أن هناك عشرات الأمثلة، ويشير إلى حادثة حصلت قبل عقدين حين كان النائب العام في صيدا، حيث طلبت السلطات الألمانية تسليم متهمين بتفجير مقهى في ألمانيا كان يتردد عليه جنود من جنسيات مختلفة، وأسفر عن مقتل 5 أشخاص. ويقول ماضي إن القضاء الألماني اتهم عنصرين في المخابرات الليبية آنذاك، وهما فلسطينيان يقيمان في مخيم «عين الحلوة» للاجئين الفلسطينيين في صيدا بجنوب لبنان، ولأن الفلسطينيين لم يكونا يحملان جنسية أي دولة، رفض لبنان تسليمهما للألمان، وجرت محاكمتهما في لبنان حيث تمت تبرئتهما، لكن بعد فترة «تبين لي أن الحكومة اللبنانية سلمتهما للسلطات الألمانية فيما بعد».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تحطم طائرة تقل قائد «فاغنر» قرب موسكو

وكالات/23 آب/2023

قالت وكالة «تاس» الروسية، اليوم (الأربعاء)، إن 10 أشخاص لقوا حتفهم بعد سقوط طائرة خاصة في منطقة تفير شمالي موسكو. ونقلت الوكالة عن هيئة الطيران المدني الروسية قولها إن اسم قائد مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين ضمن قائمة ركاب الطائرة. روسيا اليوم: هبطت قبل قليل، طائرة ثانية تابعة لرجل الأعمال  يفغيني بريغوجين من طراز "إمبراير 600" في مطار أوستافييفو بالعاصمة الروسية موسكو. ووفقا لخدمة تتبع الطيران "Flightradar24"، أقلعت الطائرة من موسكو إلى سان بطرسبورغ، بعد ظهر يوم 23 أغسطس، ثم غيرت وجهتها بعد حادث تحطم الطائرة الأولى وعادت مرة أخرى إلى موسكو.

 

البيت الأبيض علق على مقتل رئيس مجموعة فاغنر: الواقعة لن تفاجئ أحدا

وطنية/23 آب/2023

في أول تعليق أميركي على مقتل قائد مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة، اعتبر البيت الأبيض أن الواقعة "لن تفاجئ أحدا". وقالت أدريان واتسون المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي التابع للبيت الأبيض: "اطلعنا على التقارير بشأن تحطم طائرة كان بريغوجين على قائمة ركابها". وأضافت في تدوينة على منصة "إكس"، "تويتر" سابقا: "إذا تأكدت لا ينبغي أن يكون ذلك مفاجئا"، على ما اوردت "سكاي نيوز عربية ".

 

الاحتجاجات المطلبية في السويداء «تتسيّس» وتركيا لتوحيد إدارة مناطق سيطرتها شمال سوريا بحاكم واحد

أنقرة: سعيد عبد الرازق دمشق: «الشرق الأوسط»

يبدو أن الاحتجاجات المطلبية التي تشهدها بلدات وقرى بمحافظة السويداء جنوب سوريا، بدأت تتسيّس وتتسع إلى معقل الموالين للنظام؛ حيث أطلق المتظاهرون، أمس الثلاثاء، هتافات مناهضة للحكومة. وفي محافظة درعا غرب السويداء، تواصل خروج مظاهرات ليلية وسط حالة من الغليان والاحتقان في عموم البلاد؛ حيث قامت «حركة 10 آب»، بنشر منشورات ورقية تتضمن عبارات مناهضة للنظام في أحياء مدينة الضمير التابعة لمنطقة القلمون بريف دمشق. واندلعت مسيرات مناهضة للحكومة في المحافظة، الأسبوع الماضي، بسبب ارتفاع أسعار البنزين الذي زاد من الضغط على الأسر التي تكابد بالفعل من أجل توفير الغذاء. وبينما لم تعلق السلطات السورية علنا على الاحتجاجات، ذكرت صحيفة «الوطن» الموالية للحكومة، أمس الثلاثاء، أن المتظاهرين عطّلوا عمل البنوك والمؤسسات الحكومية والمخابز. في الأثناء، ذكرت تقارير أن تركيا تخطط لتوحيد إدارة المناطق الخاضعة لسيطرة قواتها وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي، شمال وشمال شرقي سوريا، عبر تعيين حاكم واحد يتولى سلطات إدارة تلك المناطق بدلاً من 7 ولاة عُينوا للتنسيق هناك، وذلك بهدف منع الارتباك في إدارة تلك المناطق. وحسب صحيفة «تركيا» القريبة من الحكومة، سيتم تعيين حاكم واحد (والي) للمناطق الآمنة التي تسيطر عليها القوات التركية والفصائل شمال سوريا، بهدف إزالة ارتباك السلطة هناك وإدارة العلاقات بدرجة عالية من التنسيق مع أنقرة. وتقول مصادر، إن تركيا لم تدّخر جهداً لتكريس الأمر الواقع من خلال تبني سياسات «تتريك» ممنهجة، عمدت إلى تغيير السجل المدني للسكان الأصليين في المناطق، وسحبت البطاقة الشخصية والعائلية السورية من القاطنين في تلك المناطق واستبدلت أخرى بها تركية.

 

السلطة الفلسطينية تُدين خطة إسرائيلية للتوسع الاستيطاني شمال الضفة

رام الله: «الشرق الأوسط/23 آب/2023

أدانت السلطة الفلسطينية بشدة، اليوم الأربعاء، خطة إسرائيلية للتوسع الاستيطاني في شمال الضفة الغربية لزيادة عدد المستوطنين في المنطقة من حوالي 170 ألفا حاليا إلى مليون مستوطن في عام 2050. وحذرت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان من خطورة «ما تناقله الإعلام العبري بشأن خطة استعمارية توسعية تقدم بها مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو»، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية. وأشارت الوزارة إلى أن الخطوة المذكورة «تستهدف تعميق وتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية خاصة في شمالها، من خلال توسيع المستوطنات القائمة وتحويلها إلى مدن، وتحويل البؤر العشوائية إلى مستوطنات كبيرة، وربطها بعضها بعضا لخلق تجمع استيطاني ضخم». وعدت الوزارة أن الكشف عن الخطة المذكورة «يفسر لمن يريد أن يفهم من الدول والمسؤولين الأمميين السبب الحقيقي خلف هجمة الاحتلال والمستوطنين الشرسة على شمال الضفة الغربية، بكونه حلقة من حلقات الضم التدريجي المعلن للضفة». وطالبت الوزارة بتدخل دولي وأميركي لوقف الخطة المذكورة، محذرة من تداعيات خطط التوسع الاستيطاني الإسرائيلي المستمرة على فرص حل الدولتين، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية. وفي السياق ذاته حذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، من خطورة مخطط استيطاني جديد في القدس أعلنت السلطات الإسرائيلية المصادقة عليه، وتخصيص نحو مليار شيقل من أجل تنفيذه. وقالت الهيئة في بيان إن المخطط الجديد يعد المخطط الاستيطاني الأضخم منذ عدة سنوات، ويتضمن بناء 2430 وحدة استيطانية وفندقية تضم 500 غرفة. وأضافت أن المخطط الجديد يستهدف ترسيخ الوجود الاستيطاني في مدينة القدس، والاستيلاء على مئات الدونمات من الأراضي، ومحاصرة التجمعات السكنية الفلسطينية وخنقها، وعزل المدينة نهائياً عن محيطها الفلسطيني. وأشارت الهيئة إلى أن هذا المخطط يتزامن مع خطة أخرى أعدها وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير، تتضمن تخصيص 40 مليون دولار لإنشاء طرق استيطانية جديدة للتواصل بين مستوطنات القدس، وبناء مراكز شرطة جديدة، ونشر مزيد من كاميرات المراقبة الأمنية. ودعت الهيئة المجتمع الدولي والدول الفاعلة إلى «الخروج عن صمتها والتدخل قبل انفجار قادم للأوضاع على الأرض لن يستطيع أحد إيقافه».

 

الحكومة الإسرائيلية لإلغاء الانتخابات البلدية العربية بسبب «الجريمة المنظمة»

في أعقاب مجزرة أبو سنان وتصفية مرشح لرئاسة المجلس المحلي

تل أبيب: «الشرق الأوسط»»/23 آب/2023

في أعقاب المجزرة التي ارتكبت في بلدة أبو سنان في الجليل، والتي تمت خلالها تصفية أربعة مواطنين عرب بينهم مرشح لرئاسة المجلس المحلي، طرح عدد من وزراء اليمين في حكومة بنيامين نتنياهو، دراسة إمكانية إلغاء الانتخابات البلدية في البلدات العربية، المقررة نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، أو تعليقها حتى تهدأ أوضاع الجريمة. ورفض رؤساء البلديات العرب هذه الفكرة، وعدوها «عقاباً جماعياً للمواطنين المسالمين وجائزة لعصابات الجريمة المنظمة». وقال رئيس اللجنة القطرية للرؤساء، مضر يونس: إنه «في دولة طبيعية يستقيل رئيس الحكومة عندما تقع تحت قيادته مجزرة بشرية، يقتل فيها أربع شخصيات اعتبارية، مثل مجزرة أبو سنان، ومدير عام بلدية كما حصل في الطيرة، أو يستقيل أو يقال وزير الشرطة والقائد العام للشرطة وتحدث هزة سياسية كبرى. لكن في إسرائيل 2023، يتهربون من المسؤولية ويفتشون عن حلول على هوامش القضية ويشجعون منظمات الجريمة المنظمة».

إضراب البلدات الدرزية

عقدت الرئاسة الروحية للطائفة العربية الدرزية، بقيادة الشيخ موفق طريف، اجتماعاً طارئاً في مقر الخضر في كفر ياسيف، المحاذية لأبو سنان، بمشاركة أعضاء الكنيست ومنتدى رؤساء المجالس المحلية الدرزية. وقد قررت الإضراب في جميع البلدات الدرزية. وحملوا فيه «الشرطة والحكومة كافة المسؤولية لما آل إليه الوضع بعد تقاعس الدولة ومؤسساتها عن أداء واجب الحماية الأساسي نحو المواطنين». وقال الشيخ طريف: إن «الإجرام المتفشي لم يعد إجراماً عادياً وإنما إرهاب منظم وموجه لهدم وتفكيك المجتمع بأسره». ودعا الأهالي في أبو سنان ويركا، إلى «تحكيم العقل بعيداً عن الانجرار وراء الإشاعات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي». في السياق، أكد المجتمعون، أن عمليات القتل والإجرام المتتالية «مؤشر واضح على تضعضع سيادة القانون في المجتمع، وسيطرة الإرهاب الجنائي الذي لا يفرق بين الأديان أو الانتماءات على الشارع العام دون أي رادع». وقالوا في بيان: «تنديداً بوقوع المجزرة الشنيعة، نُعلن جميعنا عن إضراب شامل يوم الأربعاء، في المؤسسات الرسمية كافة التابعة للطائفة الدرزية؛ احتجاجاً على تقاعس الشرطة والحكومة في ضبط النظام وصون الأمن الشخصي». وتوجهوا إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مطالبين بأن يتخذ، شخصياً، إجراءات فورية وصارمة لوقف مسلسل الدماء والعنف المستشري. وكانت جريمة أبو سنان قد تمت في ساعات المساء من الثلاثاء وانتشر أهلها بعدها في الشوارع حتى فجر الأربعاء. وبحسب التحقيقات، فإن غازي صعب (53 عاماً)، كان صحبة اثنين من أبناء عمومته، زاهر (45 عاماً) وأمير صعب (28 عاماً) وقريب آخر هو سلمان حلبي (63 عاماً)، في مزرعة تابعة لأمير استعداداً لإعلان غازي ترشحه لرئاسة مجلس أبو سنان. فداهمهم شخص ملثم وراح يطلق الرصاص عليهم بكثافة حتى قتلهم جميعاً، ثم هرب. وقد هب أهالي القرية والبلدات المجاورة إلى الشوارع، في مظاهرات احتجاج غاضبة، وعندما وصلت الشرطة راحوا يقذفونها بالحجارة. وقد أضيفت هذه الجريمة إلى مسلسل الجرائم التي يشهدها المجتمع العربي في إسرائيل، والتي بلغ عدد ضحاياها 159 قتيلاً وأكثر من ألف جريح، منذ مطلع السنة، وسط تقاعس مريب للشرطة وأجهزة الأمن. وقد وقعت مجزرة أبو سنان بعد ساعات من جريمة اغتيال مدير عام بلدية الطيرة، الدكتور عبد الرحمن قشوع، التي هزت المجتمع العربي، فخرج قادته باتهام صريح للحكومة بأنها تهدر دماء المواطنين العرب وتشجع منظمات الجريمة. وقرروا إعلان الإضراب العام والمفتوح في البلديات ابتداءً من 3 سبتمبر (أيلول) المقبل، وعدم افتتاح السنة الدراسية. وأعلن رئيس الوزراء، نتنياهو، عن استنكاره للجرائم، وقال: إنها «تجاوزت الخطوط الحمراء». ودعا اللجنة الوزارية التي يرأسها لمكافحة الجريمة إلى اجتماع طارئ للتداول فيها. وقال الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هيرتسوغ: «إن الجريمة في المجتمع العربي تستوجب اتخاذ خطوات محددة لحالة طوارئ». وأضاف: «كل مواطن في المجتمع العربي في إسرائيل، يعيش اليوم في خوف رهيب وحزن شديد وقلق. كل قتيل هو عالم كامل لعائلته وأحبائه. وهذه حالة طوارئ تتطلب اتخاذ الدولة تدابير حاسمة للقضاء على الجريمة والعنف ومنع الخسائر في الأرواح». وقال المفوض العام للشرطة الإسرائيلية، كوبي شبتاي، لدى وصوله إلى أرض الجريمة في أبو سنان: إن «هذا إرهاب دموي إجرامي». وادعى أن «الحديث يدور عن حدث مأساوي وصعب للغاية، في أعقاب الإرهاب الدموي الجنائي الذي يشهده المجتمع العربي، وتأتي الحادثة نتاج صراع بين التنظيمات الإجرامية، بسبب صراعات السيطرة التي نشأت بعد إيداع قيادات التنظيمات السجن». وقال: إن شرطته «تنشط حالياً كلها بأنشطة في المجتمع العربي داخل البلدات مع كل القوات ومع كل الوحدات، وسنبذل كل ما بوسعنا لإحباط هذا الإرهاب».

 

هل خرقت صفقة السجناء مع إيران القانون الأميركي؟ وجمهوريون يحذّرون من تداعياتها «الخطرة»

واشنطن: رنا أبتر/الشرق الأوسط»»/23 آب/2023

صعّد الجمهوريون من لهجتهم تجاه سياسة الإدارة الأميركية بشأن إيران، محذّرين من «استعمال كل الأدوات الموجودة بحوزتهم لإحقاق الشفافية والمحاسبة» في حال عدم تجاوب البيت الأبيض مع مطالبهم. ووجّه عدد من القيادات الجمهورية في مجلس النواب انتقادات لاذعة للرئيس الأميركي جو بايدن على خلفية صفقة تبادل السجناء الأخيرة مع طهران. وكتب كل من رئيس لجنة الشؤون الخارجية مايك مكول، وزعيم الأغلبية الجمهورية ستيف سكاليس ورئيسة المؤتمر الجمهوري اليز ستيفانيك رسالة إلى بايدن أعربوا فيها عن قلقهم الشديد من الإفراج عن مبلغ 6 مليارات دولار في صفقة الأسرى وربطها بـ«تفاهم نووي» مع طهران، من دون إطلاع الكونغرس رسمياً بتفاصيلها. واتهم المشرعون الإدارة بخرق القانون الأميركي المعروف بقانون «مراجعة الاتفاق النووي مع إيران» (اينارا) والذي أقرّه الكونغرس في 14 من مايو (أيار) 2015 بأغلبية ساحقة في المجلسين، قائلين: «الأميركيون يستحقون إجابات عن أسباب مكافأة إدارتك لنظام إيراني يستهدف الأميركيين في الخارج والداخل. على إدارتك أن تلتزم بالقانون الأميركي الذي يتطلب طرح أي اتفاق، تدبير أو تفاهم رسمي أو غير رسمي مع إيران أمام الكونغرس وفقاً لقانون مراجعة الاتفاق النووي مع إيران...».

قانون «إينارا» وصفقة الأسرى

ويفسّر جايسون برودسكي، المدير السياسي في مجموعة «متحدون ضد إيران نووية» لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل قانون «إينارا» وارتباطه بصفقة الأسرى، بقوله: إن «صفقة الأسرى لا تخرق قانون (إينارا)، بل إنه التفاهم العام المرتبط بالصفقة والمخفف للتصعيد الذي يتضمن تفاصيل متعلقة بالأنشطة النووية. سبب هذا هو أن تعريف الاتفاق ضمن القانون واسع جداً، ويتضمن أي شكل من أشكال التفاهم». وقد أقرّ الكونغرس هذا القانون المذكور بعد الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مع طهران، بتصويت ساحق حصد دعم 98 سيناتوراً من أصل 100 في مجلس الشيوخ، و400 نائب من أصل 435 في مجلس النواب. لكن هذا ليس الاعتراض الوحيد للمشرّعين الذين قارنوا تصرفات إدارة بايدن بالخطوات التي اتخذتها إدارة أوباما عندما تم التوصل إلى اتفاق للإفراج عن معتقلين أميركيين في عام 2016 مقابل 1.7 مليار دولار، منها 400 مليون من الأموال النقدية للنظام الإيراني. وعدّ المشرعون في الرسالة أن «السماح لإيران باستعمال الـ6 مليارات دولار مقابل الإفراج عن أميركيين أبرياء يخلق حافزاً مباشراً لاحتجاز رهائن من قِبل خصوم الولايات المتحدة، خاصة إيران»، محذرين من أنه «إذا استمرت أميركا بدفع أموال مقابل الرهائن فسوف تستمر إيران باحتجازهم وقد تطالب بأسعار أكبر في كل مرة».

ويتفق برودسكي مع هذه المقاربة، ويقول: «على الولايات المتحدة الاستمرار بمساعي تبادل الأسرى للإفراج عن رهائن أميركيين، لكن من دون رفع التجميد عن الأصول؛ لأن هذا يحفّز على المزيد من عمليات احتجاز الرهائن». ويطرح برودسكي استراتيجية مختلفة: «على أميركا وحلفائها وضع استراتيجية عابرة للقارات لردع إيران من احتجاز رهائن من خلال منع سفر حاملي جوازات أميركية وأوروبية لإيران وفرض غرامات دبلوماسية واقتصادية بمجرد احتجاز رهائن». مقاربة يدعمها بعض الجمهوريين الذين بدأوا بالدفع لمنع سفر الأميركيين إلى إيران، ووصل الأمر بالبعض منهم إلى توصيف الاتفاق مع طهران بالفدية. وقال السيناتور الجمهوري توم كوتون في هذا الصدد: إن «الرئيس بايدن سدد مبلغ 6 مليارات دولار كفدية لإيران. إن خطوة تطمينية جبانة من هذا النوع سوف تدفع النظام نحو احتجاز رهائن واستعمال هذه المكاسب لمهاجمة قواتنا ودعم الإرهاب وتسليح روسيا...». ورفضت وزارة الخارجية التعليق على رسائل المشرعين، وقال مسؤول رفض الكشف عن اسمه لـ«الشرق الأوسط»: «بشكل عام، نحن لا نناقش تواصلنا مع الكونغرس بشكل علني». وأكدت الإدارة الأميركية أن الصفقة تجري بحسب الاتفاق، وقال جايك سوليفان، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض: «نعتقد أن الأمور تجري بناءً على التفاهمات التي توصلنا إليها مع إيران...» ولم يحدد سوليفان جدولاً زمنياً معيناً لإتمام الصفقة؛ لأن هناك «خطوات يجب اتباعها»، على حد تعبيره.

ملف روب مالي

صفقة تبادل الأسرى هي ليست الخطوة الوحيدة التي تثير غضب الجمهوريين؛ إذ لا يزال البعض منهم مستاءً من غياب الشفافية في التعاطي مع ملف المبعوث الخاص لإيران روب مالي، والذي تم وقفه مؤقتاً عن العمل وتعليق تصريحه الأمني في إطار تحقيق داخلي في وزارة الخارجية متعلق بطريقة تعامله مع وثائق سرية. وفي هذا الإطار، كتب كل من رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب مايك مكول ورئيس لجنة المراقبة والإصلاح الحكومي براين ماستـ، رسالة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن يطالبانه فيها بتزويد الكونغرس بآخر المستجدات المتعلقة بوضع مالي و«منصبه في وزارة الخارجية». وتقول الرسالة: «نشدد على مطالبنا بضرورة أن تبلغ الوزارة اللجنة بأي تطورات متعلقة بمنصب السيد مالي وقدرته على الاطلاع على معلومات سرية في الوزارة». وشدد النائبان على ضرورة الالتزام بمطالبهما «في ظل التطورات الأخيرة التي أفادت بأن السيد مالي سينضم إلى جامعة برينستون بروفيسوراً زائراً ومحاضراً ومدرساً للشؤون العالمية ككبير باحثين هناك»؛ الأمر الذي يشير بحسب النائبين إلى أن مالي سيغادر منصبه في وزارة الخارجية.

 

روسيا تعين قائداً جديداً للقوات الجوية بعد اختفاء «جنرال يوم القيامة» سوروفيكين

موسكو: «الشرق الأوسط»»/23 آب/2023

اختفى قائد القوات الجوية الروسية الجنرال سيرغي سوروفيكين عن الأنظار بعد تمرد شنته مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة في يونيو (حزيران) الماضي ضد موسكو وكبار قادة الجيش الروسي. وبعد أسابيع من الغموض والتكهنات بشأن مصيره، أكد الإعلام الرسمي الروسي، الأربعاء، أن سوروفيكين أُعفي من منصبه. ونقلت قناة «آر بي سي» التلفزيونية الروسية وقناة ريبر المقربة من وزارة الدفاع الأربعاء عن مصدر لم تذكر اسمه القول: «أُعفي القائد السابق للقوات الجوية الروسية سيرغي سوروفيكين من منصبه، وعُين الكولونيل جنرال فيكتور أفزالوف رئيس أركان القوات الجوية قائماً بأعمال قائد القوات الجوية مؤقتاً». وظهر سوروفيكين، الملقب باسم «الجنرال هرمجدون» (جنرال يوم القيامة)، الذي قاد ذات يوم الجهود الحربية في أوكرانيا، كما جاء في تقرير «رويترز»، في مقطع فيديو خلال تمرد «فاغنر» يومي 23 و24 يونيو، وبدا متوتراً ومن دون شارات عسكرية وهو يحث يفغيني بريغوجين قائد «فاغنر» على التراجع عن زحفه صوب موسكو. وذكرت بعض وسائل الإعلام الروسية والأجنبية أن سوروفيكين، الذي عادة ما كان يشيد به بريغوجين علناً في الفترة التي سبقت التمرد، يجري التحقيق معه بتهمة التواطؤ المحتمل فيه، وهو قيد الإقامة الجبرية حالياً. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مصادر في الاستخبارات الأميركية، أن سوروفيكين كان على علم مسبق بمخططات بريغوجين وأنه قد يكون اعتُقل. لكن الكرملين نفى المعلومات من دون أن يلغي ذلك الغموض الذي يلفّ مصيره. وفي يوليو (تموز)، قال رئيس لجنة الشؤون الدفاعية في «الدوما» أندري كارتابولوف إن سوروفيكين «يرتاح الآن، يتعذر الاتصال به في الوقت الحالي».

وتولى سوروفيكين مسؤولية العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن الجنرال فاليري جيراسيموف رئيس الأركان العامة تسلم هذه المهمة في يناير (كانون الثاني) وعُين سوروفيكين نائباً له. وكان أفزالوف في السابق نائباً لسوروفيكين ورئيس أركان القوات الجوية على مدى 4 سنوات على الأقل، وفقاً للمخابرات العسكرية البريطانية. وخلال غياب سوروفيكين عن الأنظار، ظهر أفزالوف مع جيراسيموف الشهر الماضي في إفادة صحافية بثها التلفزيون. وتشير التقارير الواردة عن إقالة سوروفيكين إلى أن السلطات وجدت خطأ في سلوكه، لكن تفاصيل المزاعم عن ارتكابه مخالفات لا تزال غير معروفة.

ويعد سوروفيكين (56 عاماً) المولود في سيبيريا، من القادة المخضرمين وظهر بشكل مثير للريبة في شريط مصوّر وحضّ مقاتلي «فاغنر» على التراجع بعدما دعاهم بريغوجين إلى التمرد. ووضع الجنرال حليق الرأس المعروف بتعابير وجهه المتجهمة، بندقية على فخذه، وقال: «أتوجه إلى مقاتلي مجموعة فاغنر وقائدها (...) دمنا واحد، نحن مقاتلون. أطلب منكم التوقف» ووضع حد للتمرد المسلّح «قبل فوات الأوان». بعد أقل من 24 ساعة، عادت قوات «فاغنر» التي بدأت التوجه نحو موسكو، أدراجها منهية التمرّد بعد اتفاق مع الكرملين من رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو.

منذ ذلك الحين، غاب سوروفيكين عن الحيّز العام، ما أثار تكهّنات بشأن توقيفه أو إقالته.

كان الجنرال طويل القامة وذو البنية الجسدية الضخمة يعدّ أوثق حلفاء «فاغنر» في وزارة الدفاع، حتى حين كان بريغوجين يصعّد من انتقاداته العلنية للوزير سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف ويتّهمهما بعدم الكفاءة في إدارة حرب أوكرانيا. تمّ تعيينه في مايو (أيار) وسيطاً رسمياً بين الجيش ومجموعة «فاغنر» في أعقاب اتهام بريغوجين للقيادة العسكرية بالإخفاق في تزويد مقاتليه الذخيرة التي يحتاجون إليها للقتال في أوكرانيا. في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، وتحت إمرة سوروفيكين، انسحبت القوات الروسية من مدينة خيرسون والضفة اليمنى لنهر دنيبرو في جنوب أوكرانيا، في انتكاسة عسكرية ثقيلة لموسكو. واختار سوروفيكين الجو مجالاً للرد على خسارة الميدان، فكان مهندس حملة من القصف الجوي والصاروخي خلال الخريف والشتاء طالت بنى تحتية أوكرانية. وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في 2020 إنه كان من بين الضباط الروس «الذين قد يتحملون مسؤولية» الانتهاكات هناك، بما في ذلك الهجمات على المدارس والمستشفيات. وهو معروف أيضاً لدوره في الانقلاب الفاشل ضد ميخائيل غورباتشوف عام 1991 الذي أذِن ببدء سقوط الاتحاد السوفياتي. وسُجن سوروفيكين بعدما قتلت مجموعة تأتمر به 3 متظاهرين مؤيدين للديمقراطية، لكن أطلق سراحه بعد بضعة أشهر. وبقي الضابط حاضراً في رأس الهرم حتى بعد إبعاده من منصبه رسمياً. صرّح خبير عسكري روسي لوكالة الصحافة الفرنسية إن سوروفيكين «معروف جداً. الجيش يتحدث عنه كثيراً. وله سمعة بأنه قائد مجنون ومصاب بصدمات الحرب وقاسٍ». وأضاف الخبير، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الرئيس فلاديمير «بوتين يوقره. وفي سوريا طرد الضباط من هيئة الأركان العامة ليذهب هو ويقود الهجمات». وأشار محللون إلى أن سوروفيكين قاد حتى الخريف الماضي القوات الروسية في جنوب أوكرانيا التي حققت النجاحات الأبرز في الميدان منذ بدء الغزو. ورجّح المدوّن العسكري ريبار الذي يتابعه أكثر من 1.2 مليون مشترك، أن يكون إعفاء سوروفيكين من مهامه تمّ عملياً «مباشرة في أعقاب» تمرّد «فاغنر»، مشيراً إلى أن ذلك ليس بالضرورة «إدانة» له، بل قد يكون إجراء مؤقتاً.

 

أوكرانيا: هجوم روسي على ميناء إسماعيل أتلف 13 ألف طن من الحبوب

الضربات الروسية على الموانئ دمّرت 270 ألف طن خلال شهر

كييف: «الشرق الأوسط»/23 آب/2023

في حين أعلن نائب رئيس الوزراء الأوكراني أولكسندر كوبراكوف عن هجوم بطائرة مسيَّرة روسية على ميناء إسماعيل على نهر الدانوب في جنوب البلاد، اليوم الأربعاء، أتلف 13 ألف طن من الحبوب، أشار وزير البنى التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف إلى أن الضربات الروسية على موانئ أوكرانيا البحرية والنهرية دمّرت 270 ألف طن من الحبوب، خلال شهر. وقال كوبراكوف، عبر تطبيق «تلغرام»، إن هجوم اليوم أسفر عن إتلاف 13 ألف طن من الحبوب، كانت ستتوجه إلى مصر ورومانيا. وذكر أن القدرة التصديرية للميناء انخفضت 15 في المائة بسبب الضربة الروسية، مشيراً إلى أن «روسيا تضرب بشكل ممنهج صوامع الحبوب ومستودعاتها؛ لتعطيل الصادرات الزراعية».

 

بطء الهجوم المضاد يقابل بواقعية بأوكرانيا وأسئلة في الغرب

كييف: «الشرق الأوسط»/23 آب/2023

تصطف مدرعات روسية تآكلها الصدأ غنمتها أوكرانيا خلال الحرب في أحد شوارع كييف استعدادا للاحتفال بذكرى استقلالها، لتبرز بذلك نجاحات ميدانية حققتها، دون أن يحجب ذلك تعثّر هجومها المضاد لاستعادة أراضٍ تسيطر عليها موسكو، وهو ما بدأ يثير أسئلة في الغرب. بعد أشهر من التحضير الميداني والدعائي، أطلقت أوكرانيا مطلع يونيو (حزيران) هجوما مضادا ضد القوات الروسية في شرق البلاد وجنوبها بعد الحصول على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر الغربية. لكن التقدم الميداني يبقى متواضعا ودون ما كانت تأمله أوكرانيا ويتوقعه حلفاؤها. وتواجه القوات الأوكرانية خطوط دفاع وتحصينات روسية وحقول ألغام على خطوط الجبهة. وتمكنت إلى الآن من استعادة بعض القرى في جنوب البلاد والتقدم في محيط مدينة باخموت (شرق) التي سيطرت عليها روسيا في مايو (أيار) بعد قصف عنيف تسبب بدمار هائل. في شوارع كييف، يرى الأوكرانيون في العتاد الروسي المهترئ مؤشرا على قدرة جيشهم على تحقيق الانتصار في الحرب التي بدأت في فبراير (شباط) 2022، رغم أنه بعيد المنال. وتقول آنا (35 عاما) وهي من سكان كييف، لوكالة «فرنس برس»: «من الواضح أن الأمور لا تجري بالسرعة التي كان يتوقعها الجميع». وتضيف السيدة التي رفضت ذكر اسمها بالكامل «ربما في الغرب حيث لا يعرف الناس حقيقة ما يجري، يعتقدون أنهم أمام أحد برامج الواقع التلفزيونية». وأكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا لـ«فرنس برس» الأسبوع الماضي أن حلفاء كييف لا يضغطون عليها لتسريع وتيرة هجومها المضاد، مشددا على أن الهدف منه هو «النصر» باستعادة الأراضي الأوكرانية كافة «مهما طال الوقت».

على الرغم من ذلك، نشرت وسائل إعلام أميركية في الآونة الأخيرة تقارير صحافية تتحدث عن قلق متنامٍ في واشنطن وعواصم غربية من بطء مكاسب الهجوم الأوكراني، إضافة إلى انتقادات لاستراتيجية كييف الميدانية، ما يطرح أسئلة عن المدة التي يمكن فيها للحلفاء، وفي مقدمهم الولايات المتحدة، الاستمرار في دعم أوكرانيا. وترافق ذلك مع نشر تقديرات استخبارية أميركية تشير إلى أن الجيش الأوكراني تكبّد تكلفة بشرية هائلة بخسارته زهاء 70 ألف قتيل وما بين 100 و120 ألف جريح، مقابل حصيلة تقدّر بنحو 300 ألف للقوات الروسية بينهم 120 ألف قتيل. وعد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو هذا الشهر أن الموارد العسكرية الأوكرانية «شبه مستنفدة» في الحرب. ويرى محللون أن التحضيرات الدفاعية الروسية والقدرة النارية التي تتمتع بها موسكو، كفيلة بجعل أي هجوم مضاد عملية معقدة وصعبة وتتطلب وقتاً. وقال الباحث في «المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية» في كييف ميكولا بيلييسكوف لـ«فرنس برس»: «لا أفهم ما الذي كان يتوقعه الناس».

وشدد على أن «توقع قدرة كييف على كسر الدفاع الروسي والاختراق بشكل سريع في غياب تفوق ناري، كان في غير مكانه»، مشيرا إلى أن وتيرة التقدم تعود أيضاً إلى استراتيجية أوكرانيا بالحفاظ قدر الإمكان على العدة والعتاد في الحرب. وأقر جندي أوكراني يمضي إجازة قصيرة في العاصمة، بأن الجيش موزّع على جبهات متعددة بشكل يحول دون شنّه هجوما مضاداً مركّزاً على هدف واحد. وقال فيتالي (21 عاما) لـ«فرنس برس»: «أوافق على ذلك، لقد طالت مدته»، في إشارة إلى القلق الغربي من عدم تحقيق الهجوم المضاد نتائج متناسبة مع الفترة التي مضت على انطلاقه. وأضاف «يبدو بالنسبة إلي أن عدد المقاتلين والمعدات غير كافٍ». وهذا الأسبوع، نال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تعهدا بتزويد جيشه بطائرات «إف - 16» الأميركية الصنع، وهو ما كان يطالب به منذ أشهر لتعزيز القدرات الجوية لقواته. وتعهدت هولندا والدنمارك بتزويد أوكرانيا عشرات من هذه الطائرات المقاتلة بعد الانتهاء من تدريب طياريها على استخدامها. إلا أن حصول أوكرانيا وبدء استخدامها سيتطلب وقتا، ما يدفع المحللين إلى التقليل من شأن تأثيرها الآني على الميدان. وكتب المحلل المؤيد لأوكرانيا إدوارد لوكاس في نشرة لمركز CEPA البحثي «هذه الأنباء تلقى ترحيبا بقدر ما يثير التأخير (في تزويد أوكرانيا بالمقاتلات) الغضب. تدريب الطيارين سيتطلب أشهرا، وكان يمكن اتخاذ القرار قبل 18 شهرا أو قبل ذلك حتى». من جهته، شدد الباحث بيلييسكوف على حاجة أوكرانيا إلى صواريخ كروز وصواريخ بالستية ومزيد من قذائف المدفعية لمواصلة الهجوم والتقدم. وستحيي كييف في 24 أغسطس (آب) ذكرى استقلال أوكرانيا بلا احتفالات عامة. وأعلن رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتشكو إلغاء سلسلة من الأحداث المقررة خشية التعرض لقصف روسي. وأثناء تجوّلها بين العتاد الروسي الصدئ، لم تخف أناستازيا (21 عاما) أملها في تحقيق قوات بلادها مزيدا من التقدم على الجبهة، رغم صعوبة ذلك. ورأت أن المطلوب لتحقيق ذلك هو تقديم الحلفاء الغربيين مزيداً من الأسلحة والعتاد للجيش الأوكراني، وإلا «ليأتوا هم وليقوموا بذلك بأنفسهم» ليتمكنوا من اختبار صعوبة الأمر.

 

بوتين لقمة «بريكس»: روسيا تريد إنهاء حرب «أشعل الغرب فتيلها»

جوهانسبورغ: «الشرق الأوسط»/23 آب/2023

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في قمة دول مجموعة «بريكس»، اليوم الأربعاء، إن روسيا تريد إنهاء حرب «أشعل الغرب وأتباعه فتيلها» في أوكرانيا. ونقلاً عن «رويترز»، كرَّر بوتين، في كلمته التي ألقاها لقادة المجموعة، الذين لم يندّدوا بأفعال موسكو في أوكرانيا، رواية «الكرملين» أن الغزو، الذي تعده أوكرانيا والغرب استيلاء إمبرياليا على الأراضي، كان ردَّ فعل اضطرت موسكو إليه بسبب أفعال كييف والغرب. وقال بوتين: «أفعالنا في أوكرانيا يمليها علينا شيء واحد فقط، إنهاء الحرب التي أشعل الغرب فتيلها والاستقطاب ضد من يعيشون في دونباس»، في إشارة إلى الجزء الشرقي من أوكرانيا حيث يحارب وكلاء عن روسيا ضد الجيش الأوكراني منذ 2014. وأضاف: «أود التوضيح أن الرغبة في الحفاظ على هيمنتهم على العالم ورغبة بعض الدول في الإبقاء على هذه الهيمنة هما اللتان أدتا للأزمة الوخيمة في أوكرانيا». ووفق «وكالة أنباء العالم العربي»، أعلن الرئيس الروسي أن قمة «بريكس» المقبلة ستُعقد في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 بمدينة كازان الروسية، مضيفاً أن رئاسة بلاده للمجموعة، العام المقبل، مضيفا أن الشعار سيكون «تعزيز التعددية من أجل تنمية وأمن عالميين عادلين»، بحسب ما أوردته وكالة «تاس» الروسية للأنباء. وقال بوتين إن هناك خططا لأكثر من اثنتي عشرة مدينة روسية لاستضافة نحو 200 حدث سياسي واقتصادي واجتماعي.

الحرب كانت رد فعل اضطرت موسكو إليه بسبب أفعال كييف والغرب

كان بوتين قد قال، في تصريحات مسجلة أمام قمة مجموعة «بريكس»، المنعقدة في جنوب أفريقيا، أمس الثلاثاء، إن المجموعة تسير في طريقها لتلبية تطلعات معظم سكان العالم. وأضاف: «نتعاون على أساس مبادئ المساواة، ودعم الشراكة، واحترام مصالح بعضنا البعض، وهذا هو جوهر المسار الاستراتيجي لمجموعتنا، وهو مسار موجَّه نحو المستقبل، وهو المسار الذي يلبي تطلعات القسم الأكبر من المجتمع العالمي... ما يسمى الأغلبية العالمية». ويمثل أعضاء مجموعة «بريكس»، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، أكثر من 40 في المائة من سكان العالم. ومن المتوقع أن تناقش القمة إضافة أعضاء جدد، لكن بوتين لم يتطرق إلى هذه المسألة.

العملات المحلية بديلاً للدولار الأميركي

وقال بوتين إن القمة ستناقش بالتفصيل التبادل التجاري بين الدول الأعضاء باستخدام العملات المحلية وليس الدولار الأميركي، وهي خطوة سيلعب فيها بنك التنمية الجديد، التابع للمجموعة، دوراً كبيراً. وأضاف بوتين: «هدف التخلص من الدولار بلا رجعة في علاقاتنا الاقتصادية يكتسب زخماً».

وبالإضافة إلى مسألة التوسع، يناقش جدول أعمال القمة أيضاً تعزيز استخدام العملات المحلية للدول الأعضاء في التعاملات التجارية والمالية لتقليص الاعتماد على الدولار. ولم يتمكن بوتين من حضور القمة بسبب مذكرة اعتقال أصدرتها «المحكمة الجنائية الدولية» بحقّه في مارس (آذار)، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا. ورفضت روسيا الاتهامات، ووصفتها بأنها شائنة، وقالت إن هذه الخطوة ليس لها أي دلالة قانونية؛ لأنها ليست عضواً في «المحكمة الجنائية الدولية». لكن جنوب أفريقيا ضمن الدول الأعضاء في المحكمة، ما يعني أنها كانت ستضطر إلى اعتقاله، إذا سافر إلى هناك. تزداد أهمية مجموعة «بريكس»، بالنسبة لروسيا، في وقت يواجه فيه اقتصادها عقوبات غربية بسبب الحرب في أوكرانيا، لذلك تتطلع موسكو إلى بناء علاقات دبلوماسية وتجارية جديدة مع آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية. وقال بوتين إن روسيا تسعى لتطوير مشروعين رئيسيين، على وجه الخصوص، هما طريق بحري شمالي يضم موانئ جديدة ومحطات وقود وأسطولاً كبيراً من كاسحات الجليد، وممر آخر يربط الموانئ الروسية بالمحطات البحرية في الخليج والمحيط الهندي. وأضاف أن بلاده ستظل مورداً غذائياً موثوقاً به لأفريقيا، وأنها تضع اللمسات الأخيرة حالياً على محادثات من شأنها توفير الحبوب مجاناً لمجموعة من الدول الأفريقية، كما وعد، في قمة عُقدت في سان بطرسبورغ، الشهر الماضي. وجاء هذا الوعد بعد انسحاب روسيا من اتفاق كان يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب من موانئها على البحر الأسود، وقصف موسكو موانئ ومخازن حبوب أوكرانية، ما دفع كييف والغرب إلى اتهامها باستخدام الغذاء سلاحاً في الحرب.

قوة موازية للهيمنة الغربية على المؤسسات العالمية

اجتمع زعماء مجموعة «بريكس»، أمس الثلاثاء، لرسم مسار مستقبل تكتل الدول النامية، لكن الانقسامات عادت للظهور قبل نقاش حيوي عن التوسع المحتمل للمجموعة بهدف تعزيز نفوذها العالمي. وأضاف التوترُ العالمي المتصاعد، الذي أثارته الحرب في أوكرانيا، وتصاعد التنافس بين الصين والولايات المتحدة، إلحاحاً على دفع الصين وروسيا للسعي لتقوية «بريكس». ويسعى البلدان لاستغلال القمة لجعل المجموعة، التي تضم أيضاً جنوب أفريقيا والبرازيل والهند، قوة موازية للهيمنة الغربية على المؤسسات العالمية.

 

ميدفيديف يحذر من زوال أوكرانيا من الخريطة ونقل الصراع مع الغرب إلى جورجيا لكن موسكو تبدي استعداداً للرد على المقترحات «الجادة» لحل الأزمة وتطرح شروطاً لذلك

موسكو: «الشرق الأوسط»/23 آب/2023

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية اعتاد العالم على سماع تهديدات نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المتكررة ضد كييف والتلويح أحيانا باللجوء إلى الخيار النووي من أجل حسم المعركة لصالح موسكو في أوكرانيا. وحذر ميدفيديف الأربعاء من زوال أوكرانيا من الخريطة السياسة في العالم. وقال إن «أوكرانيا قد تختفي من الخريطة السياسية للعالم» نتيجة للصراع الحالي. وفي المقابل جاءت تصريحاته النارية، وعلى خلفية اجتماع دول بريكس الذي تستضيفه جنوب أفريقيا، متشددة مقارنة بما أعلنته المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا حول انفتاح موسكو على حل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية واستعدادها للرد على المقترحات «الجادة» في هذا الصدد. وقال ميدفيديف، الذي هدد أيضا بنقل الصراع إلى بلد آخر من جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا، إن بلاده قد تضم منطقتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليتين في جورجيا. ووفقا لموقع قناة «آر تي» الروسية، قال ميدفيديف إن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يشن الآن «حربا هجينة، لكنها شاملة تماما ودموية في أوكرانيا على أيدي نظام كييف»، مضيفا: «كل هذا أصبح واضحا الآن... والنتيجة الأخرى للصراع ستكون الرحيل المخزي لسلطات كييف الحالية»، وأشار إلى أن مثل هذه الأحداث، في حال وقوعها، يجب أن تصبح درسا لـ«المراقبين». وكان قد هدد ميدفيديف في وقت سابق بأن «هزيمة الغرب في أوكرانيا أمر حتمي لا مفر منه»، مشددا على أنه «يجب ألا تتوقف روسيا حتى تتم الإطاحة بنظام كييف الإرهابي الحالي تماما».

وكتب ميدفيديف، وهو رئيس سابق لروسيا، في مقال نشرته صحيفة «أرجومنتي إي فاكتي» الروسية مساء الثلاثاء حول انضمام المناطق الانفصالية في جورجيا، أن «فكرة الانضمام إلى روسيا لا تزال تحظى بشعبية في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية... من الممكن جدا تنفيذها إذا كانت هناك أسباب وجيهة لذلك».

وفقدت جورجيا السيطرة على المنطقتين بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. واعترفت موسكو باستقلالهما في عام 2008 في أعقاب محاولة جورجيا استعادة السيطرة على أوسيتيا الجنوبية بالقوة، وهو ما أدى إلى هجوم روسي مضاد. وعلى الرغم من تحسن العلاقات الروسية مع جورجيا منذ ذلك الحين، فقد اتهم ميدفيديف الغرب بإثارة التوتر في أنحاء الدولة من خلال مناقشة احتمال انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي. وقال ميدفيديف، كما نقلت عنه «رويترز»، في المقال الذي نُشر بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة للاعتراف باستقلال المنطقتين، «لن ننتظر حتى تصبح مخاوفنا أقرب إلى الواقع». وأكد المسؤولون في جورجيا مرارا التزامهم بالانضمام إلى الحلف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يمكنه الحفاظ على سلامة أراضيها. وأعلنت روسيا في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي ضم أربع مناطق من أوكرانيا، هي دونيتسك ولوهانسك وخيرسون وزابوريجيا، لكن عمليات الضم لا تحظى باعتراف دولي.

وقال ميدفيديف إن الغرب والسلطات الأوكرانية خططا لشن عمل عدواني كبير ضد روسيا، وإن موسكو اضطرت إلى شن عملية عسكرية خاصة. وأضاف: «من المعروف كيف تصرف الغرب وعملاؤه في كييف بشأن الوضع في دونباس. لقد كان نفس النفاق، ونفس الحيل، ونفس الأجندة الخفية. وكانت الاستعدادات تجري تدريجيا على جميع المسارات الممكنة لعمل عدواني واسع النطاق ضد روسيا»، بحسب ما أوردته وكالة تاس الروسية للأنباء. وقال ميدفيديف: «بعد الفشل في الحصول على ضمانات بأن عدونا لن ينضم إلى الحلف العسكري المتضخم بالفعل، أوضحنا موقفنا تماما. كان علينا إطلاق عملية عسكرية خاصة». وأضاف ميدفيديف أن «هناك فرقا كبيرا بين الثقة في شركائك والسذاجة. لقد فشلوا في أن يجعلوا منا حمقى». أما المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، التي جاءت تصريحاتها هي الأخرى على خلفية اجتماع «بريكس»، كما نقلت عنها وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، فقد قالت فيها: «لقد كنا دائماً وما زلنا، منفتحين على حل دبلوماسي للأزمة، ومستعدين للاستجابة لمقترحات جادة حقاً». وأكدت، كما نقلت عنها الوكالة الألمانية، أن «روسيا تقدر تقديراً عالياً الوساطة والمبادرات الإنسانية، التي تهدف إلى تحقيق السلام»، مشيرة إلى أن الطرف الأوكراني «قاطع وحظر المفاوضات مع موسكو». وأضافت أنه من أجل بدء عملية التفاوض، لا بد من اتخاذ ثلاث خطوات: «يجب على الغرب أن يتوقف عن إمداد القوات المسلحة الأوكرانية بالأسلحة، ويجب على كييف أن توقف الأعمال العدائية، وأن تسحب قواتها من الأراضي الروسية». وأشارت إلى أن مستقبل «بقية أراضي أوكرانيا سيعتمد إلى حد كبير على مدى سرعة فهم أوكرانيا والغرب أن روسيا لن تتسامح مع وجود دولة معادية لروسيا بشكل علني» على حدودها.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

العصر الحجري مقابل العصر الحجري

نديم قطيش/الشرق الأوسط/22 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/121535/121535/

معادلة التوازن الجديدة بين ميليشيا «حزب الله» وإسرائيل التي بشرنا بها حسن نصر الله، ومفادها «العصر الحجري مقابل العصر الحجري»، ليست سوى دليل إضافي على حجم الانفصال عن الواقع الذي يعاني منه الرجل، وفقر معارفه بالتاريخ وديناميات القوة.

يعيدنا نصر الله، عبر معادلته، إلى لغة الحرب الباردة، ونظرية توازن الرعب من الدمار النووي الشامل المؤكد والمتبادل، بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. إغراء التشبيه مغرٍ بلا شك، لكنه أبعد ما يكون عن الواقع.

تعاني هذه المعادلة من الخلل الداخلي ذاته الذي عانته معادلة توازن الرعب إبان الحرب الباردة. تغاضى المنظرون حينها واليوم عن الفوارق الشاسعة بين عناصر القوة غير المسلحة على طرفي النزاع. لم ينهر الاتحاد السوفياتي في نهاية المطاف بسبب نقص في جاهزيته النووية، بل بسبب التصدع المجتمعي والقيمي الداخلي ورداءة النظام الاقتصادي وفشله.

على هذا النحو، تبدو معادلة نصر الله غافلة عن اختلال ميزان القوة غير المسلحة لصالح إسرائيل. فالناتج المحلي الإسرائيلي هو 522 مليار دولار، في حين أن الناتج المحلي اللبناني بالكاد يتجاوز 21 ملياراً مقروناً بمعدلات تضخم فلكية تتجاوز 185 في المائة، بالإضافة إلى انهيار العملة والتصدع القطاعي الشامل، الذي جعل البنك الدولي يصف ما يعانيه لبنان بأسوأ أزمة اقتصادية يعرفها البلد منذ 150 سنة! وفيما تحتل إسرائيل المرتبة 16 في العالم على مؤشر الابتكار العالمي بين 132 دولة، والأولى في شمال أفريقيا وغرب آسيا، يبدو لبنان عاجزاً عن تأمين الكهرباء لمطاره الدولي!

ولعل الفارق الأغرب هو الفارق السياسي وفارق العلاقات الدولية بين البلدين، بحيث إن لبنان تراجع إلى ما يشبه العزلة، بعد عقود من التألق في المنتديات الإقليمية والدولية، في حين أن علاقات إسرائيل تبدو أوثق من علاقات لبنان نفسه. أما الفارق الثقافي، وهو ما كان على الدوام من ملامح الشخصية اللبنانية المميزة، فبات خارج أي سياق منطقي للمقارنة مع التفوق الحاسم للإنتاجات الإسرائيلية مثلاً عبر منصات «نتفيلكس» و «آبل» كمسلسلي «فوضى» و«طهران»، على سبيل المثال لا الحصر.

يقدم هذا الموجز صورة عن الخلل المتعدد الأوجه بين دولتين تلعبان على أرضين مختلفتين تماماً، ما يؤكد الطبيعة الوهمية للتوازن والتماثل في علاقاتهما ومصادر قوتهما.

وحتى لو اكتفينا بالأبعاد العسكرية لمعادلة التوازن، سنجد أن تقديم الطرفين كمصارعين متساويين، ليس سوى نظرة تبسيطية تتجاهل بشكل خطير واقع التفوق الإسرائيلي في مجال التكنولوجيا العسكرية. قبل أيام فقط أعلنت إسرائيل أنّ الولايات المتّحدة أجازت لها إبرام صفقة عسكرية «تاريخية» بقيمة 3.5 مليار دولار تبيع بموجبها إسرائيل لألمانيا منظومات دفاع جوي فرط صوتية من نوع «آرو-3»، في أضخم صفقة عسكرية تبرمها إسرائيل في تاريخها.

التاريخ حافل بأمثلة عن لاعبين صغار انتصروا على خصوم يفقونهم قوة وشراسة، لكن سياق هذه الانتصارات غالباً ما انطوى على حروب تحرير أو مقاومة ضد الاحتلال، وهو سياق مختلف جذرياً عن الديناميكيات الحالية بين لبنان وإسرائيل. إن هزيمة الاتحاد السوفياتي في أفغانستان في الثمانينات، على يد مقاومة محلية شرسة، والتحديات الهائلة التي واجهها الجيش الإسرائيلي في لبنان، أو يواجهها في فلسطين، أمثلة واضحة تؤكد قدرة المقاومات على تحقيق نتائج ضد قوة محتلة بصرف النظر عن الفارق النوعي بين الاثنين. بيد أن الوضع بين لبنان وإسرائيل اليوم مختلف بشكل ملحوظ، حيث نجد أنفسنا إزاء شيء أقرب إلى لعبة توازن عسكري تقليدي بين دولتين، لا لعبة تحرير واحتلال، في ضوء أن لا احتلال إسرائيلي فعلي للبنان، بل جيوب حدودية قليلة متنازع عليها. وفي مثل هذا السياق المحدد لمواجهة شبه تقليدية بين لبنان وإسرائيل، فإن الأمثلة نادرة جداً على حالات تمكن فيها اللاعب الأصغر من هزيمة الخصم الأكبر والأكثر تطوراً.

ثم إن معادلة نصر الله تنطوي على عيوب عميقة. إن استسهال إعادة مجتمعات بأكملها إلى العصر الحجري فكرة منزوعة العصب الأخلاقي، جرى امتحان شبيهاتها في كل اليوتوبيات القاتمة التي أعلت مقام الآيديولوجيا على الإنسان. إنها استراتيجية لا تقبل فقط احتمال الدمار واسع النطاق بل تتبناه كشكل شرعي من أشكال الردع، من دون أي توقف عند التبعات المجتمعية الكارثية والخسارة المحتملة في الأرواح.

المريع أكثر أن معادلة نصر الله تتجاهل ما يمكن للدبلوماسية أن تحققه. يقدم حل النزاع البحري بين إسرائيل ولبنان، الذي أدى إلى بدء جهود استكشاف الغاز في المياه اللبنانية الجنوبية، درساً في قدرة الدبلوماسية على إنتاج فوائد متبادلة بين لبنان وإسرائيل قابلة للتوسع والاستدامة. سيقال طبعاً إنه ما تحقق ذلك إلا بسبب وجود السلاح. حسناً! لنضع للسلاح هذه الوظيفة إذن، وليُستثمر السلاح في خلق فرص تفاوضية لاستعادة مزارع شبعا، إن ثبتت لبنانيتها، ولإنهاء ترسيم الحدود وربما لإحياء اتفاق الهدنة، أو ربما للدخول في مسار السلام الشامل الناشط اليوم. وليكن السلاح أداة في تعزيز موقع لبنان ضمن منظومة المصلحة العربية المشتركة. في عالم السياسة الواقعية، يمكن لترسانة ميليشيا «حزب الله» أن تعزز الموقف التفاوضي للبنان، وأن تخدم مصالح اللبنانيين. لكن هذه الفكرة سرعان ما تنهار عندما نتذكر الآيديولوجية الأساسية التي تحرك «حزب الله»، ككيان يغذيه شغف عقائدي بتدمير إسرائيل، وشغف مذهبي ثأري ضد المحيط العربي، حتى لو كان الثمن تدمير لبنان برمته. إن معادلة نصر الله «العصر الحجري مقابل العصر الحجري» ليست خاطئة ومعيبة وحسب، بل هي تأكيد على أن فكرة تحويل قدرات ميليشيا «حزب الله» العسكرية إلى رصيد دبلوماسي ليست سوى خيال سياسي، يخدم تأبيد هيمنة السلاح على حياة اللبنانيين.

 

هل باتت طريق فرنجية معبدة للرئاسة؟

سام منسى/الشرق الأوسط/22 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/121538/121538/

شهد الأسبوع الماضي النتائج الإيجابية لزيارة وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان إلى الرياض، صحبة السفير الإيراني لدى المملكة، ولقائه في هذه الزيارة الأمير محمد بن سلمان. وجفّت أيضاً الأخبار بشأن التحضيرات لمعركة ضد القوات الأميركية شرق الفرات، تهيئ لها الميليشيات المتحالفة مع إيران، وعلى رأسها «حزب الله»، على الرغم من المعلومات عن نشر قوات أميركية إضافية في الخليج، إضافة إلى الإعلان عن صفقة إطلاق سجناء أميركيين في إيران مقابل الإفراج عن مبالغ مالية تتراوح وفق بعض المصادر بين 6 و20 مليار دولار.

الحدثان الإيراني-السعودي، والإيراني-الأميركي يتكاملان على خلفية رياح التهدئة التي وصلت المنطقة منذ توقيع اتفاق تطبيع العلاقات بين طهران والرياض في مارس (آذار) الماضي، وإن لم يثمر حتى الآن عن تسويات كبرى ونهائية، إنما فتح الطريق لتفاهمات محددة على قضايا ومشاكل معينة ولمقاربات جديدة لها، وينسحب ذلك أيضاً على الجانب الإيراني-الأميركي.

التسوية الأميركية-الإيرانية الشاملة لم تنضج بعد لا إيرانياً كما يتبين من السجالات الداخلية، ولا أميركياً، لا سيما على أبواب الانتخابات الرئاسية المقبلة الاستثنائية بامتياز. لا يرغب الرئيس جو بايدن بتوقيع اتفاق مع إيران قد يشكّل مادة سجالية تعرقل عودته إلى البيت الأبيض، فلجأ إلى تفاهمات يستهدف كل منها مسألة عالقة معينة لكنها بمجموعها تسعى إلى منع إيران من الوصول إلى السلاح النووي، ما من شأنه تسجيل نقطة لصالح بايدن في الانتخابات من دون أن يثقل كاهله باتفاق شامل. كل المؤشرات تدل على أن المفاوضات بين الطرفين جارية في مكان ما بوساطة قطر وسلطنة عمان.

في الشأن السعودي-الإيراني، المسار أكثر هدوءاً، والعلاقات بين الرياض وطهران مستقرة. أما في لبنان، فيبدو بعد الحوادث الأمنية التي وقعت مؤخراً من القرنة السوداء في شمال البلاد إلى بلدة عين إبل في جنوبها، مروراً بحادثة انقلاب شاحنة الذخيرة العائدة إلى «حزب الله» في الوسط عند كوع بلدة الكحالة قرب بيروت، والعراضات العسكرية المؤللة لحزب الله، أنه لا مؤشرات لأي تغيير إيجابي في واقع الحال، وكلها موجهة مباشرة ضد القوى المعارضة للحزب، خصوصاً الأحزاب المسيحية منها.

في الشأن اللبناني، هل تصب هذه الوقائع الدولية والإقليمية والمحلية في صالح وصول مرشح «حزب الله»، سليمان فرنجية، إلى سدة رئاسة الجمهورية، لا سيما بعد التفاهم المرتقب بين الحزب والتيار الوطني الحر المسيحي وحصول الحزب على عدد من أصوات النواب السّنة الذين يؤيدونه، واستمالة آخرين من الطائفة لا يعارضون وصول فرنجية إلى قصر بعبدا؟ وهل وصول فرنجية إلى كرسي الرئاسة هو مدخل إلى تفاهمات، ولا نقول تسوية، أم أنه سيسعّر الأزمة ويفتح أبواباً من جهنم لا تزال مغلقة؟

لا شك أن «حزب الله» لا يبدي حتى الآن أي مؤشرات جدية حول استعداده للتخلي عن ترشيح فرنجية أو القبول بتسوية. فالحزب لن يقبل محلياً خسارة الموقع الذي اكتسبه بوصفه صانع رؤساء لبنان مع انتخاب الرئيس السابق ميشال عون، ولن يقبل إقليمياً بعودة الزمن إلى الوراء بعد كل المتغيرات التي شهدتها المنطقة، لا سيما دول المشرق ومنها لبنان، وكرّست مباشرة أو مواربة انتصار محور المقاومة. هذه المتغيرات بدءاً من إدخال اليمن «الحوثية» إلى هذا المحور، وكسر عزلة النظام السوري إقليمياً، والبرودة الأميركية تجاه المنطقة، والأزمة الداخلية غير المسبوقة في إسرائيل، وتراجع الاهتمام العربي بلبنان، وتضعضع التمثيل السياسي للطائفة السنية، وعدم وحدة القوى اللبنانية المناهضة لهذا المحور، كلها تصب في صالح ترسيخ هيمنته على لبنان. لكن على الرغم من كل هذه العوامل، شبه التوازن الإقليمي الذي أطلقه الاتفاق السعودي-الإيراني وغيره من العوامل الداخلية، يجعل محور إيران أعجز من أن يفرض أي تغيير داخلي بالقوة، لذلك هو بحاجة لاستعادة غطائه المسيحي: التيار الوطني الحر بقيادة جبران باسيل الذي سوف يجتهد لشطب الشيطنة التي أحاط بها فرنجية من أذهان قاعدته الشعبية وقيادات تياره عبر بيعهم أوهام تفاهم جديد يحمل عناوين عريضة لا تزال محط خلافات وتباينات، وتصعب ترجمتها إلى وقائع ملموسة قابلة للتطبيق.

إذا تحقق وصول فرنجية للرئاسة، وترجمته السياسية هي استمرار لحال المراوحة والهيمنة الإيرانية، سيكون نتيجة لواقع «التهدئة» الإقليمية والدولية، خصوصاً نتيجة للتفاهمات الأميركية-الإيرانية في هذه المرحلة، التي قد يحصدها ويستفيد منها «حزب الله»، بينما القوى المعارضة لا تزال رغم الجهود المبذولة غير قادرة على الوحدة وبالتالي المواجهة السياسية، والمواجهة السياسية فقط، لأن أصواتاً نشازاً بدأت تعلو، داعية للمواجهة العسكرية، وأخرى للعزلة والتقسيم بغلاف الفيدرالية وغيرها، كما حصل قبل اندلاع الحرب الأهلية سنة 1975 التي لا يزال لبنان يعاني من وطأتها. وفي هذا السياق، لا بد لقوى المعارضة أن تأخذ بجدية السياسة الفرنسية تجاه لبنان، وتفكر بعقلانية، وتراجع مواقفها العدائية المستغربة من باريس، وتسأل عن الأسباب التي تجعل باريس تصر على سياستها الداعية منذ اليوم الأول للحوار. صحيح، قد تكون لفرنسا مصالح نفعية اقتصادية وسياسية خاصة بها، إنما هذا لا يفسر سياسة دولة كبرى معنية تاريخياً بالشأن اللبناني إذا لم تكن ثمة دوافع ومعطيات تتحسس المخاطر المحدقة بلبنان الذي عرفناه ومستقبله، وتدفعها لاختيار هذا المسار والتمسك به. والمرجح أن يكون الموقف الفرنسي منسقاً مع حلفاء باريس الدوليين وأصدقائها العرب. مراجعة المعارضة موقفها من الدور الفرنسي ضرورة تحتمها مخاطر العزلة والبعد عمن تبقى من أصدقاء للبنان.

 

الكحّالة مش خلدة: يا دار ما دخلك شرّ

زياد عيتاني/أساس ميديا/الخميس 24 آب 2023

"لن يحصل في الكحّالة ما حصل في خلدة". بهذه العبارة خاطب نائب حزبيّ، شارك في لقاء نواب المعارضة مع قائد الجيش العماد جوزف عون يوم الإثنين الفائت، مجموعة من سكّان الكحّالة في جلسة خاصّة، مضيفاً: "لن يتمّ توقيف أيّ شخص، ولن يخضع أحد للمحاكمة. القضيّة انتهت بمجملها..".

ما نقله النائب لسكّان الكحّالة لا يجافي الحقيقة مطلقاً، فبعد لقاء تلا لقاء النواب، جمع أهالي الكحّالة مع قائد الجيش، توجّه أربعة شبّان من الكحّالة برفقة عدد كبير من المحامين إلى مركز مخابرات الجيش حيث أُخذت أقوالهم بصفة شهود، وجرى الإفراج عنهم بسند إقامة. ونقل أحد المحامين عن أحد الشبّان وهو خارج من مركز المخابرات قوله: "خلصت. يا دار ما دخلك شرّ".

بالمقابل، سبق للحزب أن أرسل أربعة أشخاص للاستماع إلى إفادتهم من قبل مخابرات الجيش، وهم سائق الشاحنة، وسائق الرافعة التي حضرت لرفع الشاحنة، وشخصان كانا يعملان على الرافعة عند محاولة رفع الشاحنة، فيما لم يُرسل الحزب أيّ شخص ممّن ظهرت صورهم وهم يطلقون النار أو يحملون الأسلحة الفردية والرشّاشة التي تناقلتها شاشات التلفزة في الداخل والخارج والفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي.

4 و4 مكرّر

على قاعدة 4 و4 مكرّر، أي أربعة مستجوبين من هنا، وأربعة آخرين من هناك، وتحت شعار "لملمة ما حدث على كوع الكحّالة" وفقاً لمعادلة "لا غالب ولا مغلوب"، تمّ التعاطي مع الحادثة المذكورة. يقول أحد النواب المسيحيين: "يجب أن لا يتمّ تضخيم ما حصل. كلّ فريق سقط له على الأرض قتيل. وفي السياسة حصل كلّ طرف على ما يريد من هذه الحادثة. وهنا يجب علينا أن نغلق الملفّ".

تشير مصادر خاصّة بـ"أساس" إلى أنّ قرار لملمة الملفّ جاء بعدما أشارت الوقائع إلى أنّ العنصر التابع للحزب أحمد قصاص قُتل برصاصة قنص من مبنى مرتفع مشرف على موقع الحادثة

الأصوات العالية عند كوع الكحّالة من بعض النواب والأحزاب خفتت إن لم تكن غابت تماماً. بات سقف المطالبة محصوراً بعدم توقيف أيّ شخص من أهالي الكحّالة. وفي هذا السياق تشير مصادر خاصّة بـ"أساس" إلى أنّ قرار لملمة الملفّ جاء بعدما أشارت الوقائع إلى أنّ العنصر التابع للحزب أحمد قصاص قُتل برصاصة قنص من مبنى مرتفع مشرف على موقع الحادثة. وجاءت الإصابة قاتلة، وهو ما يؤكّده الفيديو الذي يُظهر سقوط قصاص بشكل واضح بعد إصابته، وبالتالي فإنّ قصاص لم يُقتل برصاص بجّاني الذي بدوره قُتل بعدما ظنّ رفاق قصاص أنّ بجّاني هو من قتل زميلهم.

الكحّالة مش خلدة

ليس من لبناني لا يتمنّى لملمة حادثة الكحّالة وأيّ حادثة من شأنها ضرب الاستقرار العامّ. اللبنانيون بكلّ طوائفهم وأحزابهم وتيّاراتهم يعتمدون في هذه المرحلة الصعبة سياسة "من الحيط للحيط ويا ربّ السترة". إلا أنّ ما يعيب لملمة حادثة الكحّالة هو سوء السيناريو والإخراج. سعت كلّ الأطراف المعنيّة إلى تحقيق مصلحتها الخاصة، وتناسى الجميع مصلحة لبنان وصورته. النتيجة التي انتهت إليها الأمور كان بالإمكان الوصول إليها بتحقيق يكتسب جدّية أعلى، وبخاصة أنّ هناك ظهوراً مسلّحاً مصوّراً وموثّقاً من الطرفين، تماماً كما حصل في خلدة. البندقيّة التي أطلق منها النار النائب السابق عثمان علم الدين ابتهاجاً في قريته في 30/9/2022 وتمّ استدعاؤه وتوقيفه بسبب استخدامها، تشبه كلّ البنادق التي ظهرت مع الطرفين يوم الحادثة وخلال التشييع وأطلق منها الجميع النار حزناً وبقصد القتل، بعضهم دفاعاً عن قريته والآخرون دفاعاً عن الشاحنة.

يجب أن يتوَّج الحلّ في المحكمة العسكرية وليس في اجتماعات مصوّرة في مكتب قائد الجيش، وبأحكام قضائية تحفظ هيبة القضاء ومحاكمه.

الكحّالة ليست خلدة ولا عبرا ولا بقاعصفرين التي لنا فيها كلام عندما يحين الوقت. لكنّ ما يسجّل للملمة الحادثة إيجابياً أنّ التحقيقات لم تنتهِ إلى تحميل مراسل الـMTV الزميل صبحي قبلاوي ابن الطريق الجديدة، الذي كان أوّل الواصلين إلى مكان الحادثة، مسؤولية القتل الذي حصل عند الكوع، وهذه هي المرّة الأولى التي ينجو فيها مواطن سنّيّ لبناني من الأكواع الأمنيّة.

وللكلام صلة..

 

الشيعة والاعتذار من لبنان... بدل الانتصار عليه

خيرالله خيرالله/أساس ميديا/الخميس 24 آب 2023

يستأهل لبنان الزمن الجميل، زمن ما قبل 1975 وزمن رفيق الحريري الذي عمل على استعادة الزمن الجميل، اعتذاراً. من أجمل الاعتذارات ذلك الصادر عن كريم مروّة ابن الجنوب والقيادي السابق في الحزب الشيوعي اللبناني الذي تحدّث في مقال له صدر حديثاً، بكلّ نبل وصدق وإنصاف، عن "إنكار مجحف لفضل لبنان الكبير على الشيعة".

لا يستأهل لبنان بالتأكيد السعي إلى الانتصار عليه بديلاً من الانتصار على إسرائيل، كما يفعل الحزب و"الجمهوريّة الإسلاميّة" في إيران التي تقف خلفه. يستأهل لبنان كلاماً من نوع ذلك الصادر عن رجل تسعينيّ عرف قيمة لبنان، وإن متأخّراً، بعدما ناضل طويلاً في صفوف الحزب الشيوعي ساعياً في مرحلة معيّنة إلى جعله حزباً يسارياً لبنانياً يؤمن بالعدالة الاجتماعيّة وليس تابعاً لفريق أو طرف خارجي ما...

الكل أساء إلى لبنان

لم توجد طائفة في لبنان لم تُسئ إلى لبنان. تناوب المسيئون على البلد الذي احتضن الجميع وحماهم ووفّر لهم البحبوحة والعلم والمعرفة كي يكونوا على تماسّ مع كلّ ما هو حضاري في هذا العالم. ثمّة بين زعماء هذه الطوائف اللبنانيّة، من السُّنّة والشيعة والمسيحيين والدروز، من اعتذر، وثمّة من لم يعتذر، بل يصرّ على التنكّر للبنان.

في مرحلة معيّنة، لعب السُّنّة دوراً محورياً في تدمير الصيغة اللبنانيّة، خصوصاً في أيّام صعود الناصريّة وصولاً إلى الضغط في اتجاه توقيع اتفاق القاهرة في عام 1969. كان ذلك بغطاء من الزعيم الدرزي كمال جنبلاط وفي ظلّ تخاذل مسيحي في ضوء طموح كلّ زعيم من الزعماء المسيحيين، باستثناء العميد ريمون إدّه، إلى الوصول إلى موقع رئيس الجمهوريّة. استفاق السُّنّة على "لبنان أوّلاً" متأخّرين.

لم توجد طائفة في لبنان لم تُسئ إلى لبنان. تناوب المسيئون على البلد الذي احتضن الجميع وحماهم ووفّر لهم البحبوحة والعلم والمعرفة كي يكونوا على تماسّ مع كلّ ما هو حضاري في هذا العالم

بقي الشيعة في معظم الأحيان عند موقف عاقل بعدما استشعر زعماؤهم الخطر المحدق بلبنان في ظلّ دولة لم تدرك البعد الخطير للتنازل عن السيادة على جزء من أرض الجنوب ووضعها في تصرّف منظمة التحرير الفلسطينية. لم تدرك منظمة التحرير بفصائلها المختلفة، أنّها صارت من حيث تدري أو لا تدري رهينة لدى النظام السوري. كان النظام السوري يصرّ بلسان حافظ الأسد على أنّ "القرار الفلسطيني المستقلّ مجرّد بدعة". استخدم النظام السوري الفلسطينيين إلى أبعد حدود، قبل أن يستخدم الشيعة في تدمير ممنهج للبنان ومؤسّساته بغية توجيه رسالة إلى العالم. فحوى تلك الرسالة أنّه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة من الناقورة في أقصى الجنوب اللبناني... إلى العقبة في الأردن.

خارطة التوازنات تغيّرت

مع انخراط الشيعة، كمقاتلين عند الآخرين، في الحرب الأهليّة اللبنانية بعد عام 1975، ومع بدء التدخّل الإيراني المباشر في شؤون لبنان ابتداء من عام 1982 عندما وصلت طلائع "الحرس الثوري" إلى بعلبك عن طريق الأراضي السوريّة، تغيّرت خريطة التوازنات على الأرض اللبنانية. ما يزال العمل مستمرّاً على قدم وساق من أجل زيادة الهوّة القائمة بين الشيعة واللبنانيين الآخرين، خصوصاً بعدما اغتيل رفيق الحريري بكلّ ما كان يرمز إليه من عودة للبنان وإلى موقعه على خريطة المنطقة. ليست شهادة كريم مروّة سوى تأكيد لوجود شيعة يؤمنون بلبنان ويرفضون التبعية لإيران. هناك رجل أراد أن يكون منصفاً وأن يقول كلمة حقّ لا أكثر. لذلك كتب، وكأنّه يكتب للتاريخ: "الحرمان عند الشيعة ونغمة بدن يردّونا مسّاحي أحذية إنكار مجحف لفضل لبنان الكبير على الشيعة، هذا الكيان الذي أعطاهم ما لم يحصلوا عليه خلال 500 عام من الحكم العثماني و250 عاماً من الحكم المملوكي. دخل شيعة جبل عامل والبقاع الكيان اللبناني عام 1920 وأكثرهم في فقر مدقع وأمّيّة تامّة ورهاب تاريخي من الاضطهاد.

ذلك أنّ سلاطين المسلمين منذ أيام المماليك اعتبروا الشيعة خارجين عن الدين وفتكوا بهم بلا رحمة. مذابح الشيعة عبر العصور كثيرة وامتدّت إلى كلّ أنحاء الشرق من جبيل وكسروان إلى طرابلس وحلب وإلى البصرة والنجف وغيرها. ومجزرة جبل عامل عام 1781 أيام العثمانيين، وما رافقها من تخريب لقراه، سبقت مذابح المسيحيين في جبل لبنان ودمشق عام 1860. وكلّ ذلك محفور في ذاكرتهم الجماعية. دخول الشيعة لبنان الكبير شكّل إلى حدّ كبير انعتاقاً من الظلم. الانتداب الفرنسي تبنّى سياسة تقوية الأقلّيات منذ اليوم الأول لكسر شوكة الأكثرية السنّية في لبنان وسوريا. واستفاد الشيعة من هذه السياسة، فدخلوا نادي الطوائف في لبنان وسُمح لهم بإنشاء محكمة جعفرية رسمية للمرّة الأولى في تاريخهم. وساهمت المدارس الابتدائية الرسمية الناشئة في محو الأمّية لدى أجيالهم الطالعة. ووصلت مشاريع الإنفراستراكتشر (البنية التحتيّة) إلى مناطقهم في الجنوب والبقاع. وتضاعفت الهجرة إلى المستعمرات الفرنسية في إفريقيا الغربية حيث راكم الكثير منهم ثروات. وفي عهد الاستقلال تواصل الإنماء ولو بشكل غير متوازن. لكنّه كان موجوداً ووفّر فرصاً اقتصادية للكثيرين: من مصفاة النفط في الزهراني إلى مشروع ريّ القاسمية (الذي سمح بتمدّد بساتين الحمضيّات على كامل الساحل الجنوبي) إلى بحيرة القرعون وصولاً إلى محطّة توليد الكهرباء على نهر الأوّلي وغيرها. وللتاريخ فإنّ جميع هذه المشاريع الإنمائية كانت، يا للهول، بتمويل من الولايات المتحدة الأميركية (...) الحرمان والادّعاء أنّ هناك مؤامرة لردّ الشيعة ماسحي أحذية، ما هما إلا جحود ونكران للاحتضان الوطني الذي نعم به شيعة لبنان بعد 1920. تخويف الشيعة من هذا المآل هو للتعمية. إنّه كلام مخزٍ هدفه التغطية على خوف آخر… خوف أولي الأمر من تراخي العصبيّة التي غذّوها بسرديّتهم المجتزأة، والتي يستنهضونها في كلّ مناسبة حتى تبقى قبضتهم مُحكمة على لبنان وعلى الطائفة. هذا الكلام صادر عن قيادي شيوعي كان هدفه الدائم، في مرحلة معيّنة تغيير طبيعة لبنان وطرد الوجود الأميركي منه. ليس عيباً القيام بنقد الذات. وحدهم الرجال الكبار يعتذرون... وحدهم الرجال الكبار يعرفون أنّ المطلوب الاعتذار من لبنان، الذي له فضل على كلّ اللبنانيين، بدل الانتصار عليه في خدمة مشروع إيراني ذي نفَس مذهبي دمّر إيران قبل أن يدمّر لبنان...

 

برّي لميقاتي: الانتخابات الرئاسيّة في أيلول!

ملاك عقيل/أساس ميديا/الخميس 24 آب 2023

لم تتحرّك فرنسا في مبادرة "الفرصة الأخيرة" بموجب "إذن" من اللجنة الخماسية بقدر ما أتاحت لنفسها حرّية حركة في إنهاء هذه المبادرة على طريقتها.

تباعاً تصل الأجوبة على السؤالين المختصرين للموفد الفرنسي جان إيف لودريان عبر السفارة الفرنسية في بيروت من جانب كتلة الرئيس نبيه برّي والحزب وجبران باسيل والحزب التقدّمي الاشتراكي وعدد من النواب في ظلّ مقاطعة نيابية من المعارضة ستُستكمل بفركشة "اللقاء" الجامع في قصر الصنوبر كما كان يخطّط له الموفد الفرنسي كخطوة تسبق إجبار مجلس النواب على الالتئام وانتخاب رئيس جمهورية في جلسات متتالية تتخلّلها حوارات داخل أروقة البرلمان للوصول إلى مرشّح تسوية.

وقف "التخبيص"

فعليّاً يُنهي لودريان في زيارته المرتقبة منتصف أيلول للبنان أحد مسارات المبادرة الفرنسية. يُقفَل مسارٌ "خبّص" الفرنسيون كثيراً في إدارته، والدليل الخفّة التي طَبعت طلب الفرنسيين الردّ على سؤالَيْ مواصفات الرئيس المقبل وأولويّاته كتابياً، ليُفتح مسار آخر سيكون الفرنسي جزءاً منه لا أساسه وسيكون أعضاء اللجنة الخماسية، واشنطن والرياض والدوحة والقاهرة، أعضاء مقرّرين فيه لكن ليس لوحدهم. إذ لا قرار أحادياً لـ "الخماسية" إلّا من وهج ما ستنتجه التفاهمات السعودية-الإيرانية انطلاقاً من زلزال نيسان الدبلوماسي في بكين، وأبعد من ذلك التقاطعات الأميركية-الإيرانية.

لكنّ توقيت "تفعيل" المسار الجديد ليس واضحاً حتى الآن ولم يكن في مداولات الدوحة ما يوحي بعكس ذلك.

لم تتحرّك فرنسا في مبادرة "الفرصة الأخيرة" بموجب "إذن" من اللجنة الخماسية بقدر ما أتاحت لنفسها حرّية حركة في إنهاء هذه المبادرة على طريقتها

بعد فترة من انعقاد اللقاء الخماسي بحضور لودريان وصل إلى هواتف عدد قليل جداً من القيادات والنواب ملخّصٌ عن لقاء الدوحة زبدته الأساسية العبارة الآتية: "أيّ حوار حالياً هو نحر للتسوية المقبلة. لا حوار قبل انتخاب رئيس الجمهورية الذي يجب أن يكون توافقياً وبوجوده يتمّ الاتفاق على تركيبة الحكومة وقائد الجيش وحاكم مصرف لبنان والتعيينات الأساسية. ما سيسهّل الأمر إعلان انسحاب سليمان فرنجية، وهو ما يعني تلقائياً سحب ترشيح جهاد أزعور، وعندها نذهب نحو الخيار الثالث". الترجمة الفورية لهذا الكلام اعتبار الخماسية أنّ أيّ حوار في هذا التوقيت هو حوار مع الحزب، وهو مرفوض لأنّ المفاوضات الحاسمة تجري على مستوى الإيرانيين مباشرة.

خارطة التعثّر الرئاسيّ

هكذا شكّل لقاء الدوحة جزءاً من خارطة التعثّر الرئاسي والتشدّد في رفع السقوف وليس وصفة الحلّ الحاسم.

وقد تُرجم الأمر من خلال إصرار باريس على فرض "لقاء أيلول" كممرّ إلزامي "يهدف إلى توفير مناخ من الثقة وإتاحة اجتماع مجلس النواب في أعقاب ذلك وضمن ظروف مؤاتية لإجراء انتخابات مفتوحة تتيح الخروج من هذه الأزمة سريعاً"، وهو الأمر الذي يعاكس "أجواء" الخماسية، وأيضاً من خلال ردّة فعل جبهة المعارضة على طرح لودريان الحواريّ وآليّته بدعم من البطريركية المارونية وتمسّك الحزب بترشيح سليمان فرنجية وانفتاحه على التجاوب مع شروط جبران ومناقشتها مع الحليف نبيه برّي لإنضاج التسوية على فرنجية لا أيّ مرشّح آخر.  يُقابل ذلك ما تردّد من معطيات عن اجتماعات متكرّرة جمعت أخيراً أحد نواب القوات مع النائب طوني فرنجية من دون معرفة خلفيّاتها أو حصيلتها حتى الآن.

يجزم مطّلعون أن "لا لقاء جامعاً يضمّ قادة الحوار في أيلول في قصر الصنوبر أو أيّ مكان آخر، بل لقاءات ثنائية برعاية فرنسية قد يكون الأمر الجديد الوحيد فيها تبلُّغ لودريان خلاصة الحوار بين التيار الوطني الحر والحزب الذي يجهد الطرفان للتوصّل خلاله إلى تقاطعات مشتركة مع برّي ووليد جنبلاط وبعض النواب المستقلّين والكتل الصغيرة، وذلك قبل وصول الموفد الفرنسي إلى بيروت".

بدا لافتاً، بعكس مناخات التأزيم وعشيّة وصول لودريان إلى الساحة اللبنانية المنقسمة بين معسكرين، ما أسرّ به رئيس مجلس النواب نبيه برّي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

في اللقاء الأخير بين الرجلين في عين التينة َفلَشَ ميقاتي هواجسه أمام برّي معبّراً عن قلقه من سوداوية المشهد واحتمال الوصول إلى نقطة اللاعودة في تعاطي الأميركيين والأوروبيين مع لبنان كدولة مارقة، وهو ما يتيح فرض عقوبات على النظام اللبناني ككلّ وعلى كبرى القيادات السياسية والقضائية والمالية فيه، وملوّحاً بالاعتكاف "لأن ما عاد فيي اتحمّل"، مع العلم أنّ ميقاتي يضع مجلس النواب مع رئيسه على رأس قائمة المقصّرين في الإحاطة بتداعيات الأزمة منذ أربع سنوات. لكنّ جواب برّي، وفق المعلومات، كان مختصراً، وليس معلوماً هل بُني على استنتاج خاصّ منفصل عن الواقع أو بناءً على معطيات حاسمة، وقال له فيه: "طوّل بالك الانتخابات الرئاسية في أيلول".

 

بيان الـ "31": افتراق ضعيفين

إيلي القصيفي/أساس ميديا/الخميس 24 آب 2023

كلّ الحركة السياسية الداخلية والخارجية المتّصلة بلبنان تؤكّد أنّه ما يزال في المحطّة ينتظر قطار التسوية الإقليمية والدولية لحلّ أزمته السياسية ومتفرّعاتها الاقتصادية والماليّة والاجتماعية. لا بل إنّ تزايد هذه الحركة في اللحظة الراهنة، وعوض أن يشير إلى تحرّك المياه الراكدة في الملفّ الرئاسي، فهو يدفع إلى مزيد من اليقين بأنّ الأزمة كامنة وأنّ حلّها يحتاج إلى وقت إضافي بمُدد مفتوحة.

فلا أسئلة الموفد الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان تشير إلى أنّ الظرف الإقليمي والدولي يقرّب الحلّ في لبنان، ولا الردود عليها أيضاً. فباريس بأسئلتها تلك تحاول أن تتحدّى حالة الاستعصاء الداخلي، وأن تقول إنّها مستمرّة في مبادرتها على الرغم من تعثّرها المتواصل. وهو ما يجعل خطوتها الأخيرة كما لو أنّها هروب إلى الأمام وحسب ومحاولة جديدة لرفع المسؤوليّة عن نفسها، خصوصاً أنّ التبريرات الفرنسية لتلك الخطوة تضع المسؤولية على عاتق الأفرقاء اللبنانيين، بمعنى أنّ الموفد الفرنسي حاول أن يدفعهم إلى الإفصاح خطّياً عن مقاربتهم للأزمة الرئاسية عوض إغراقه المتواصل في سيل المواقف الشفوية المتناقضة والغامضة.

مولود ميّت

لكنّ الخطوة الفرنسية ولدت ميتة لأنّ خريطة المواقف الداخلية معروفة مسبقاً، ولأنّ الخطوة الفرنسية ظهرت وكأنّها بلا أيّ غطاء دولي وإقليمي. وهو ما يدلّ عليه بيان نواب المعارضة، لأنّ بياناً كهذا ما كان ليصدر لو أنّ ثمّة غطاءً كاملاً من أعضاء المجموعة الخماسية غير فرنسا، أي الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، للخطوة الفرنسية.

والحال فإنّ رفض أيّ صيغة حوار مع الحزب وحلفائه، كما جاء في بيان الـ"31"، هو ارتداد لعدم نضوج التسوية الدولية والإقليمية حول لبنان، ولعدم استعجال أحد في الخارج لحلّ أزمته. كما أنّ رفض المعارضة لمثل هذا الحوار، لو كانت هناك في الواقع بوادر جدّيّة إلى تلك التسوية، كان سيظهرها معزولة خارجياً، وهو ما سيضعفها أكثر أمام الحزب.

البيان الذي عدّته المعارضة دليلاً على قوّتها يُظهر في الواقع ضعفها أو بالحدّ الأقصى حدود قوّتها في مقابل قوّة الحزب الذي تعامل مع الأسئلة الفرنسية ببرودة مطلقة

بيد أنّ هذا البيان الذي عدّته المعارضة دليلاً على قوّتها يُظهر في الواقع ضعفها أو بالحدّ الأقصى حدود قوّتها في مقابل قوّة الحزب الذي تعامل مع الأسئلة الفرنسية ببرودة مطلقة، لكنّ رفض المعارضة للحوار معه سيعطيه حجّة إضافية لاتّهامها بعرقلة حلّ الأزمة، وهذه لعبة سياسية - أخلاقية يُتقنها الحزب، خصوصاً أنّ رفض أيّ حوار هو، من حيث المبدأ، نقيصة سياسيّة، ولو كان أيّ حوار مع الحزب في ظلّ الظرف الراهن بلا جدوى، ما دام متمسّكاً بشروطه ولن يتنازل عن أيّ منها إلّا في إطار تسوية دولية، وبالتحديد أميركية، مع حليفته إيران بشأن لبنان، أو على الأرجح في إطار مقايضة بين الجانبين حول ملفّات إقليمية عدّة.

مكمن الضعف

هنا المكمن الأساسي لضعف المعارضة. فصحيح أنّ المعارضة منعت حتّى الآن الحزب من انتخاب مرشّحه للرئاسة سليمان فرنجية، لكنّها في المقابل لم تستطِع دفعه إلى التراجع والتخلّي عن ترشيحه، إلّا أنّ هذا المكسب ليس مكسباً نهائياً، لأنّ أيّ تسوية خارجية بشأن لبنان، في ظلّ الظرف الإقليمي والدولي الراهن، ستأخذ بشروط الحزب أكثر ممّا ستأخذ بشروط المعارضة. وبالتالي فإنّ الاختلال في موازين القوى الداخلية قائم ومستمرّ، ولا يبدّل فيه بيان الـ "31" شيئاً بل يؤكّده، خصوصاً أنّ الحزب غير مستعجل لانتخاب رئيس للجمهورية مهما طال الفراغ، ما دام الأمر لا يشكّل أيّ عبء سياسي عليه، سواء من الداخل أو الخارج.

لكن في المقابل فإنّ عجز المعارضة عن تعديل ميزان القوّة الداخلي غير متّصل بنوعية حركتها السياسية وحسب، بل وبكون الحزب مسلّحاً وقادراً على استخدام سلاحه، أي أنّه قادرٌ على وضع قوانين اللعبة السياسية من خلال ترهيب السلاح، خصوصاً أنّ مواجهة المعارضة معه لا تحصل في ظلّ غطاء عربي ودولي كامل و"نوعيّ" كما حصل بين 2005 و2008، علماً أنّ الحزب استطاع آنذاك بقوّة السلاح والعنف أن يقلب المعادلة لمصلحته.

ليست أسئلة لودريان ولا ردّ المعارضة عليها وحدها ما يشير إلى أنّ لبنان ما يزال في محطة القطار

ظرف مختلف

نحن الآن في ظلّ ظرف دولي وإقليمي مختلف كليّاً، سمته الرئيسية وجود حدود خارجية للمواجهة مع الحزب ليست كلّ أسبابها داخلية، بل جلّ تلك الأسباب متّصل بالسياسات العربية والدولية تجاه إيران. وبالتالي فإنّ المعارضة العاجزة عن القيام بمواجهة ذات سقف سياسي مرتفع جدّاً مع الحزب، لا تستطيع، من ناحية الجدوى السياسية، أن تصوّر عبر أدواتها السياسية والإعلامية أنّ فرنسا هي المشكلة في لبنان لمجرّد انفتاحها على الحزب وأخذها بشروطه بالحدّ الممكن.

لو كانت المعارضة ترفع عنوان "رفع الاحتلال الإيراني عن لبنان"، وهو العنوان السياسي الأعلى سقفاً في المواجهة السياسية مع الحزب، لكانت تستطيع أن تهاجم المبادرة الفرنسية بقوّة أشدّ وصدقية أكبر، لكنّ التزامها سقفاً سياسياً منخفضاً نسبياً في المواجهة مع الحزب يجعل "استقواءها" سياسياً وإعلامياً على فرنسا في غير محلّه ودليل ضعف لا قوّة، خصوصاً أنّ فرنسا باتت الأضعف بين دول المجموعة الخماسية بسبب مبادرتها اللبنانية الفاشلة التي تقع رهينة توازنات العلاقة بين أميركا وإيران وبين السعودية وإيران، إلا إذا استطاعت المعارضة أن تبادر وتطرح أفكاراً رئاسية جديدة تربك لودريان أو تساعده في مبادرته، وفي الحالين فإنّ "معاداته" نقطة سلبية في سجلّ المعارضة.

لذلك كان على المعارضة أن تفكّر بوضع شروط، ولو تعجيزية، للقبول بالحوار مع الحزب عوض رفضه بالمطلق، أي كان من مصلحتها هذه المرّة أيضاً رمي الكرة في ملعب الحزب ولودريان.

في المحطّة

لكن ليست أسئلة لودريان ولا ردّ المعارضة عليها وحدها ما يشير إلى أنّ لبنان ما يزال في محطة القطار. فحتّى حوار الحزب وجبران باسيل، الذي بدا وكأنّه يكسر الجمود الداخلي ويعطي إشارات جدّية إلى إمكان حلحلة الملفّ الرئاسي، يراوح مكانه في ظلّ جمود الوضع الخارجي المتّصل بلبنان، لأنّ باسيل لا يقيم حساباته بطبيعة الحال على قاعدة داخلية وحسب، بل على قاعدة خارجية أيضاً. فهو يحاول أن يبني تقاطعات داخلية - خارجية حول موقفه، وهذه لعبة صعبة قد تنجح وقد تفشل بحسب تطوّرات المواقف الخارجية من الأزمة الداخلية وبحسب المرونة السياسية للحزب. بيد أنّ الجميع في المحصّلة يتأقلم مع الفراغ الرئاسي ويحاول تحسين مواقعه في ظلّه عوض محاولة وضع حدّ له، وهذا دليل على عمق الأزمة اللبنانية التي أصبحت تتجاوز الفراغ الرئاسي نفسه، بل إنّ هذا الفراغ نتيجة لها ولقوانين اللعبة السياسية المختلّة والخارجة عن أيّ إطار دستوري.

 

موانع عودة النازحين وازدواجية المعايير

وليد شقير/نداء الوطن/23 آب/2023

باتت قضية عودة النازحين السوريين إلى مناطقهم التي هُجِّروا منها خاضعة للحلول السياسية، سواء في سوريا أو في لبنان. هذه هي النتيجة الواضحة التي توصل إليها المسؤولون اللبنانيون والتي أدت إلى خفض اندفاعة بعضهم في الحديث عن العودة، والتي ما زالت عصية على فهم بعض الوزراء، الذين لا يتوقفون عن التبشير بمشاريع العودة وخططها وعن الترويج لأرقام طموحة لنقلهم إلى بلدهم. فهذا البعض الذي يتحدث عن استعدادات الحكومة السورية لاستقبال الآلاف منهم، يتجاهل عاملين حاسمين يقرران نجاح العودة، يتنبه إليهما بعض المسؤولين والوزراء، دون البعض الآخر.

العامل الأول هو أنّ الحكومة السورية، وعلى لسان كبار المسؤولين فيها وصولاً إلى الرئيس بشار الأسد تضع شروطاً بقولها إنها تحتاج إلى تمويل إعادة الإعمار للمناطق المهدمة كي تتمكن من استقبالهم، ما دفع بعض الوزراء المعنيين بتسريع خطط إعادة النازحين إلى الاستنتاج بأن النظام ليس متحمساً لذلك على رغم الوعود التي يغدقها وزير المهجرين عصام شرف الدين، الذي يرددها صبحاً ومساءً.

وهذا العامل يتعلق باستعدادات الدول العربية ولا سيما الخليجية للتمويل. فبعض الدول العربية يتردد في صرف المساعدات من أجل تمويل إعادة الإعمار رغم رغبته في ذلك، خشية الخضوع للعقوبات التي يفرضها قانون قيصر الأميركي على التعامل مع نظام الأسد، الذي بدوره يتمسك بأن تمر المساعدات المالية عن طريقه، لينفقها وفق أولوياته هو وليس وفق حاجة السوريين ومتطلبات عودة النازحين. ولذلك يكتفي هذا البعض من العرب مثلما تفعل دولة الإمارات، بتقديم المساعدات الإنسانية العينية كالخيم والأدوية وسيارات الإسعاف، بحجة مواصلة إغاثة المناطق المنكوبة بزلزال 6 شباط الماضي. وبعض العرب الآخرين يشترط أن يحرز نظام الأسد تقدماً على طريق الحل السياسي. حتى أنّ موسكو حليفة النظام باتت تعتقد في أروقة مراكز القرار الروسي، أنّ الشرط العربي والخليجي طبيعي ومحق وضروري، لأنّه يساهم في الضغط على النظام كي يتجاوب مع مطالبة القيادة الروسية له بأن يقدم على بعض الإصلاحات السياسية عبر فتح حوار مع جزء من المعارضة السورية، التي أبدى بعضها استعداده لذلك في اتصالات الدبلوماسية الروسية معها. ومعاندة الأسد في ذلك دفع موسكو إلى التعبير بصراحة عن عدم ممانعتها في الضغط العربي على الأسد كي يقدم على الإصلاح السياسي…

أمّا العامل الثاني الذي بات معروفاً أيضا فهو الموقف الغربي عموماً، الأوروبي- الأميركي، الذي يربط إعادة النازحين بتقدم ما على صعيد الحل السياسي السوري. وكان بيان الاتحاد الأوروبي الأخير أحدث تعبير عن رفض عودة النازحين من دون ضمانات بأن النظام قد غير سلوكه حيالهم وحيال السوريين كافة.

بسبب هذين العاملين وغيرهما تباطأ الانفتاح العربي على سوريا. وبسبب هذه العوامل شدد البيان الأخير الصادر عن لجنة الاتصال العربية في شأن سوريا التي انعقدت في 14 الجاري في القاهرة على «توفير الحوافز والتسهيلات التي ستقدم للاجئين العائدين والإجراءات التنسيقية مع الدول المستضيفة لهم، والعمل على إنشاء منصة لتسجيل أسماء اللاجئين الراغبين بالعودة بالتنسيق مع الدول المستضيفة وهيئات الأمم المتحدة ذات الصلة». كما تمّ التأكيد على «توفير الحكومة السورية المعلومات عن احتياجات المناطق التي ستشهد عودة للاجئين إليها، وعلى تكثيف الجهود لتبادل المختطفين والموقوفين والبحث عن المفقودين بالتعاون مع المنظمات الدولية كاللجنة الدولية للصليب الأحمر».

يشير مصدر وزاري إلى أنه على رغم تجاوب لبنان مع المطالبة الأوروبية بضبط تهريب السوريين عبر زوارق الموت إلى أوروبا، هناك ازدواجية معايير في التعاطي مع لبنان.

في الأسابيع الماضية نجحت دفعة تقدر بخمسين من السوريين غير المقيمين في لبنان، بل في سوريا في الوصول إلى الشواطئ اللبنانية ثم إلى قبرص عن طريق مافيا المهربين، أعقبتها دفعة أخرى، فبات عدد الذين لجأوا إليها زهاء 150 قدموا من سوريا خصيصاً لركوب البحر إلى الجزيرة، وحين ألقت السلطات القبرصية القبض عليهم طالبت بإعادتهم إلى لبنان، الذي رفض بالاتفاق بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزيري الخارجية والداخلية لأنهم ليسوا نازحين إلى لبنان أصلاً. ودعوا لارنكا لإعادتهم إلى بلدهم فتذرعت بأنّ الزورق الذي أقلهم انطلق من شاطئ شكا. برر الجانب اللبناني رفضه بأنه لا يقبل استعادة أي لاجئ إلا إذا كان يحمل وثائق لبنانية بأنه لاجئ على أرضه. لكن المسؤولين القبارصة، بحكم عضويتهم في الاتحاد الأوروبي لا يجرأون على الاتصال بالحكومة السورية لإعادتهم بسبب قرار الاتحاد رفض العودة، فالتفوا على ممانعة المستوى السياسي اللبناني في إعادتهم وعلى القرار الأوروبي، بأن أرسلوا 109 منهم إلى لبنان بالتنسيق مع الجيش اللبناني الذي تولى نقلهم إلى الحدود اللبنانية السورية. هذا نموذج عن المأزق الذي يتحكم بلبنان بفعل غياب الحلول السياسية في سوريا، واستغلال الدول غياب المرجعية الموحدة في السلطة اللبنانية.

 

“عين الحلوة”: إغتيالات وحروب عبثية

نجم الهاشم/نداء الوطن/23 آب/2023

يُشكّل مخيّم عين الحلوة اختصاراً لدولة فلسطينية في المنفى اللبناني، ولكنّه منذ العام 1991 يعيش في جوّ من تفلّت السلاح والفوضى وصراعات التنظيمات والحروب التي لا تنتهي، خصوصاً بين «حركة فتح» والحركات الإسلامية الكثيرة. ولن تكون الإشتباكات التي حصلت آخر تموز وأوائل آب آخرها. واللافت في الموضوع أنّ كل ذلك يحصل وكأنّه في دولة أخرى داخل لبنان. مسلحون وتنظيمات وقتلى وتحقيقات وتسويات في جزيرة أمنية يمكن أن تتمدّد خارج المخيم. الوضع الأمني داخل مخيّم عين الحلوة يبقى مصدر قلق دائم. المخيّم الذي خرّج كثيرين من القيادات الفلسطينية وله تاريخ حافل في محطات كثيرة في الأحداث اللبنانية وفي الصراع مع إسرائيل، يتحوّل إلى عبء على القضية الفلسطينية وعلى الأمن في لبنان. والإشتباكات الأخيرة التي حصلت على مدى أيام بين «فتح» ومجموعات من الإسلاميين المتجمّعين من تنظيمات صغيرة متفرّقة، آخر تموز الماضي وأول آب الحالي، لم تنتهِ بعد. وهي ليست وليدة الساعة بل مرتبطة بسلسلة أحداث سابقة. ولذلك فإنّ اغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا العميد أبو أشرف العرموشي ليس إلّا حلقة من حلقات هذا الصراع وواحداً من اغتيالات كثيرة. يوم السبت 4 آذار سادت حالة من التوتر مخيّم عين الحلوة على خلفية مقتل عضو حركة «فتح» وجهاز الأمن الوطني الفلسطيني محمود زبيدات. وشهد المخيم حالة استنفار عسكري محدود ومتبادل بين حركة «فتح» وجماعة «عصبة الأنصار» والتنظيمات المحسوبة عليها. طالبت حركة «فتح» بتسليم القاتل خالد جمال علاء الدين الملقب بـ»الخميني». وأحضرت عناصر تابعة لها من المخيّمات الأخرى في لبنان تحضيراً لعمل عسكري ضد «عصبة الأنصار». نتيجة تدخّل الجيش اللبناني وهيئة العمل الفلسطيني المشترك، التي تتمثّل فيها كل القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية، وافقت «عصبة الأنصار» على تسليم القاتل «الخميني» إلى القوة الفلسطينية المشتركة لتقوم بدورها بتسليمه إلى السلطات اللبنانية. ولكن المسألة لم تنتهِ عند هذا الحدّ حيث حاول شقيق زبيدات أن يثأر له بقتل عدد من عناصر «جند الشام» الذين ردّوا على العملية باغتيال العرموشي.

ليست هذه الحادثة الأولى بين حركة «فتح» والجماعات الإسلامية. فالمخيم ينقسم عملياً إلى أحياء، وكل حيّ له عائلاته وعاداته وتقاليده وتنظيماته المسلحة، ويعكس صورة الانقسامات الفلسطينية بكل أشكالها، بما فيها عمليات الثأر التي تضعه دائماً على فوهة بركان، لذلك يشكّل المخيّم دولة فلسطينية في المنفى، وفد إليه اللاجئون من قرى فلسطينية عدة أعطته خصوصياتها التي حافظت عليها. إضافة إلى هذا التقسيم القروي ينقسم المخيم إلى مربعات أمنية وإلى تنظيمات مسلحة عريقة أو حديثة الولادة، معظمها من الإسلاميين واللاجئين إلى المخيم. أنشئ المخيم عام 1948 من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بهدف إيواء نحو 15 ألف لاجئ فلسطيني هُجِّروا من قرى الجليل في شمال فلسطين إثر قيام دولة إسرائيل. إلا أن المخيّم استمرّ باستقبال لاجئين فلسطينيين من مخيمات أخرى خلال الحرب الأهلية اللبنانية، إضافة إلى لاجئي عام 1967 بعد النكسة، ليصبح المخيم الأكبر في لبنان من حيث عدد السكان والمساحة. ووفد إليه في مرحلة الحرب في سوريا نازحون من مخيم اليرموك قرب دمشق. وتعتبر حركة «فتح» التنظيم الأكبر في المخيّم، ولكنّها فقدت مع الوقت السيطرة الكاملة عليه خصوصاً بعد صعود حركتي «حماس» و»الجهاد الإسلامي»، ورعايتهما أكثر من تنظيم أو فصيل أصولي. حتى حركة «فتح» نفسها شهدت ولا تزال انقسامات داخلية أسهمت في إضعافها بالتالي تفلّت الوضع في المخيّم نتيجة عدم وجود أيّ قوة موحّدة قادرة على السيطرة عليه، حتى القوات الفلسطينية المشتركة الموحّدة أو الأمن الوطني الفلسطيني.

منذ عام 1991 طوّق الجيش اللبناني المخيم، الذي تحوّل إلى ملجأ للمسلحين الفارّين من وجه العدالة. لجأ إليه مثلاً منفذو عملية اغتيال الشيخ نزار الحلبي، رئيس «جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية» المدعومة من الاستخبارات السورية في وجه «الجماعة الإسلامية»، في عام 1996. وبعدما انكشفت العملية وأوقف عدد من المشتركين فيها، تبيّن أنهم ينتمون إلى «عصبة الأنصار» التي يتزعّمها الشيخ أبومحجن، أحمد عبد الكريم السعدي، الذي توارى ولم تنجح محاولات اعتقاله بعد أن تسرّب قصداً أنّه خرج من المخيم. وبعد أحداث الضنية في شمال لبنان في مطلع الألفية الثانية بين الجيش اللبناني والمجموعات الأصولية، وبعد سيطرة الجيش اللبناني على الوضع، تمكن مسلحون كثيرون من التنظيمات الأصولية من الانتقال إلى مخيّم عين الحلوة ليأخذوا اسم «جماعة الضنية». رُبِط نشوء قوة التنظيمات الأصولية في المخيّم أولاً بنشوء تنظيم «القاعدة» وبالعلاقة مع أسامة بن لادن، خصوصاً أنّ معلومات كانت أشارت إلى ارتباط «عصبة الأنصار» به في قضية اغتيال الحلبي، إضافة إلى اتهام عدد من القيادات الفتحاوية في المخيّم بتأمين الغطاء للأصوليين، خصوصا أن الحركة كانت تضم من الأساس إسلاميين. خلال هذه المرحلة كان بدأ تمدد حركتي «الجهاد الإسلامي» و»حماس» اللتين دخلتا بقوّة إلى المخيّم على حساب الترهّل الذي أصاب «فتح» بعد عودة عدد كبير من مقاتليها إلى الضفة الغربية بعد عودة عرفات و»اتفاقات أوسلو».

هشام الشريدي وولداه

بدايات الصراع على السيطرة على المخيّم ومنافسة «فتح» فيه بدأت منذ بداية التسعينات. أبرز الأسماء في لائحة صانعي هذا الصراع وضحاياه كان الشيخ هشام الشريدي الذي أسّس «عصبة الأنصار» ودعم انتفاضة ضد «فتح» عام 1991 واتُّهِم بأنّه كان يتلقى مساعدات من «حزب الله» وإيران. وقد اغتيل في 16 كانون الأول من ذلك العام ليتولّى بعده مسؤولية العصبة أبو محجن. أمّا ولداه عبدالله ومحمد فقد انشقّا عن العصبة وأسّسا «عصبة النور» ولكنّ عبدالله اغتيل في أيار 2003 وقُتِل محمد في شباط 2004 واتُّهِمت «فتح» بقتلهما، خصوصا بعد إعلان أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية وأمين سر حركة فتح وقتها سلطان أبو العينين، اتخاذ قرار بهذا المعنى وكشفه أن السلاح الفلسطيني في المخيّمات يقرّر مصيره الرئيس ياسر عرفات وحده.

«حركة الشباب المسلم»

بعد اختفاء أبو محجن آلت القيادة إلى شقيقه أبو طارق وعادت بعد وفاة الأخير إلى ابن أبو محجن. واللافت أنّ العصبة باتت تتمتع بحضور بارز في المخيم وخرجت إلى العمل السياسي وحاولت أن تلعب أدواراً توفيقية بين «فتح» والتنظيمات الإسلامية الأخرى التي تجمعت تحت اسم «حركة الشباب المسلم». هذه الحركة نشأت من خلال دمج تنظيم «جند الشام» مع بقايا «فتح الإسلام» الذين لجأوا إلى المخيّم بعد أحداث نهر البارد عام 2007. وكان بلال بدر وأسامة الشهابي من أبرز الأسماء التي قيل أنها تقود هذه الحركة. عام 2016 خاضت فتح معركة ضد هذا التنطيم انتهت بالإعلان عن أن بلال بدر غادر المخيّم. وفي إخراج إخباري لهذه التسوية أعلن بدر أنّه أصبح في منطقة إدلب من دون التأكيد أنّه خرج من المخيّم فعلياً لتتكرّر معه تجربة أبو محجن. وهو كان متهماً باغتيال القيادي في فتح العميد طلال البلاونة في 25 تموز 2015. وقد تزامن خبر خروجه مع خبر حلّ هذه الحركة ولكن يتبيّن من خلال مجريات الأحداث الأخيرة أنّها لم تحلّ وأن بدر لم يخرج.

جمال سليمان و»أنصار الله»

ثمة اسم آخر برز في الصراع بين «فتح» والإسلاميين، هو جمال سليمان الذي كان في «فتح» وانشقّ عنها منذ العام 1990 وأسّس ما سمي جماعة «أنصار الله» وقيل إنّه كان مدعوماً من «حزب الله» وإيران. بعد 18 عاماً على انشقاقه وعمله ضد «فتح» خاضت الحركة معركة قوية ضدّه في 8 تشرين الثاني 2018 في مخيّم المية ومية القريب من عين الحلوة، وقد انتهت بالإعلان أيضاً عن خروجه من المخيّم ولجوئه إلى سوريا بعد توسط حركة «أمل» و»حزب الله» وموافقة الجيش اللبناني، وعن أنّه استقرّ في مخيّم اليرموك قرب دمشق. وهو كان اتُّهِم باغتيال أحد قادة «فتح» العقيد راسم الغول في 19 آب 1987 ووُضِع هذا الإغتيال من ضمن استهداف النظام السوري للقيادات الفلسطينية المؤيّدة لعرفات والعائدة إلى لبنان في ذلك الوقت.

كمال مدحت والإغتيال الغامض

مسلسل الإغتيالات لم تكن له نهاية. في 23 آذار 2009 اغتيل القيادي في «فتح» كمال مدحت المعروف بكمال ناجي عند خروجه من مخيّم المية ومية بعد مشاركته في واجب عزاء. عملية الإغتيال حصلت في المنطقة الفاصلة بين حاجز الأمن الفلسطيني عند مدخل المخيّم وحاجز الجيش اللبناني، وتمّت بواسطة سيارة مفخّخة ذكّرت بعمليات اغتيال عدد من قادة قوى 14 آذار، قبلها وبعدها، كجبران تويني ووليد عيدو وأنطوان غانم ومحمد شطح ووسام الحسن… كان مدحت يمثّل الرجل الأبرز على الصعيد الأمني بين القيادات الفسطينية التي عادت إلى لبنان بعد العام 1985، بينما مثّل سلطان أبو العينين القيادة السياسية والعسكرية. اغتيال مدحت مثّل ضربة قوية لـ»فتح» بحيث لم تصل التحقيقات إلى نتيجة. بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان في العام 2000 برز تخوّف لدى «حزب الله» من «فتح» نتيجة الخلاف مع عرفات حول موضوع السلام مع إسرائيل. ولذلك دعم الحزب حركتي «الجهاد» و»حماس» واتهم بأنه قدم الدعم لبعض التنظيمات الأصولية الصغيرة داخل المخيّم، ولكن بعد بدء الحرب في سوريا ووقوف «حماس» ضد النظام السوري حاول الحزب التقرّب من «فتح». كان هناك خوف لدى الحزب من أن يُستخدم السلاح الفلسطيني ضدّه في لبنان نتيجة عاملين: المواجهة التي خاضها هذا السلاح في مخيم اليرموك في سوريا ضد النظام، والانتماء المذهبي السنّي لأكثرية الفلسطينيين، هذا العامل ظهر مثلاً خلال الحرب التي حصلت بين الجيش اللبناني وجماعة الشيخ أحمد الأسير في منطقة عبرا في عام 2013، وأدّت إلى سيطرة الجيش اللبناني على مربّعه الأمني وإلى لجوئه إلى المخيم.

على رغم أنّ الجيش الذي يطوق المخيم من كل الجهات ويقيم حواجز على جميع مداخله ضغط أمنياً لتسليمه عدداً من المطلوبين، من بينهم مثلاً بديع حمادة الذي قَتَل ثلاثة عسكريين عام 2002، فإنّه لم يفعل ذلك لتسليم الأسير. دائماً هناك مانع كبير يحول دون ذلك، وهو التخوّف من حصول اشتباكات كبيرة تربك الوضع الأمني. وخوف «حزب الله» من السلاح الفلسطيني برز بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري واتهام الحزب بالعملية واحتقان الصراع السني – الشيعي في لبنان، والتحذير من فتنة مذهبية يكون السلاح الفلسطيني وقوداً لها، خصوصاً أن عمليات انتحارية كثيرة انطلقت مع منفذّيها من مخيم عين الحلوة، ومن مخيم الرشيدية، في عامي 2012 و2013 إثر مشاركة «حزب الله» في الحرب في سوريا واحتلاله مدينة القصير في القلمون السوري وتهجير أهاليها، ولكن وبشكل دائم ومستمرّ استمرّ التمسّك الفلسطيني الرسمي بعدم العودة إلى استخدام السلاح في لبنان، وعدم الاستعداد لتوظيف هذا السلاح في خدمة أي طرف داخلي.

صحيح أنّ هذا السلاح لا يخرج من المخيم، ولكنه بتفلّته يجعل منه مكاناً غير آمن. وصحيح أنّ «فتح» ضعفت وتعاني انقسامات وضعفاً في القيادة إلا أنّ «حماس» أيضاً باتت تعاني اليوم من خلافات في القيادة بين الداخل والخارج وبين من يريد أن يعود إلى التنسيق مع النظام السوري وإيران و»حزب الله» ومن لا يريد. وصحيح أيضاً أنّ الصراع بين السلطة الفلسطينية وبين حماس داخل الضفة الغربية وقطاع غزة يجد انعكاساته في مخيمات لبنان، خصوصاً مع الإعلان عن استراتيجية وحدة الساحات التي أعلنها «حزب الله» باسم محور الممانعة، لذلك تبدو معركة الحسم في مخيم عين الحلوة لا مفر منها. محور الممانعة يريد أن يثبّت القوى التي يدعمها داخل المخيم. و»فتح» تريد أن تؤكد سيطرتها. ولا يمكن الحسم إلا في الميدان.

 

الجيش يُواجه مشكلة جديدة… وهذا ما كشفه العماد عون

محمد شقير/الشرق الأوسط/23 آب/2023

يقف الجيش اللبناني على مسافة شهر من نفاد مخزونه من المحروقات ومن شح أموال المساعدات القطرية والأميركية التي تسهم في خفض الأعباء المعيشية الملقاة على عاتق العسكريين من جراء تدهور القدرة الشرائية للعملة الوطنية، وهذا ما يفرض على الحكومة التحرك بسرعة لسد احتياجاتها الضرورية، خصوصاً أن مهامها لم تعد تقتصر على حماية السلم الأهلي وضبط الحدود بعد أن تفرعت عنها مسؤوليات ليست من اختصاصها، سواء بالنسبة إلى مكافحة الاتجار بالمخدرات والممنوعات، والتصدي لعصابات السرقة والسطو والخطف التي يطالب أصحابها بدفع فدية مالية في مقابل الإفراج عن المخطوفين.

فالأعباء الثقيلة الملقاة على عاتق المؤسسة العسكرية هي نسخة عن تلك التي تشكو منها المؤسسات الأمنية الأخرى، وعدم توفّر الحد الأدنى من الحلول يعني أنه لن يكون في مقدور الجيش تسيير الدوريات وإقامة الحواجز لمنع الإخلال بالأمن وتعقّب الخلايا الإرهابية النائمة.

ولم يكن في وسع النواب غسان حاصباني وسليم الصايغ وأشرف ريفي وإلياس حنكش ووضاح الصادق ومارك ضو وبلال حشيمي الذين التقوا أخيراً قائد الجيش العماد جوزف عون سوى إبداء تضامنهم مع المؤسسة العسكرية والمؤسسات الأمنية الأخرى للحد من معاناتها في ضوء الشح المالي الذي تعانيه وتسبب في تراجع الخدمات للعسكريين وعائلاتهم.

ومع أن لقاء النواب المنتمين إلى المعارضة و«قوى التغيير» جاء في أعقاب حصول حوادث أمنية متنقلة أبرزها مقتل المسؤول «القواتي» إلياس حصروني في بلدة عين إبل الجنوبية، وتدهور الشاحنة المحملة بالذخيرة لـ«حزب الله» في بلدة الكحالة، وانتحار «داعشي» في الضاحية الجنوبية لبيروت، فإن جميعها كانت حاضرة على طاولة الاجتماع لما يترتب عليها من مضاعفات تستدعي تطويقها. وأسهب العماد عون في تسليط الضوء على تعاطي الجيش مع انقلاب الشاحنة، ونقل عنه النواب قوله إن المؤسسة العسكرية تعاملت معه على أنه مجرد حادث سير، ويعود لقوى الأمن الداخلي التدخل لإعادة فتح الطريق بتأمين رفع الشاحنة، لكنها اضطرت للتدخل بعد أن تبين لها أن الحادث ينطوي على بُعد أمني كون الشاحنة محملة بصناديق من الذخائر العسكرية، وهذا من صلب اختصاصها. ورأى العماد عون كما قال أمام النواب بأن انقطاع السير أعاق وصول الوحدات العسكرية إلى المكان الذي انزلقت فيه الشاحنة، وقال إنها بادرت إلى فرض طوق أمني حال دون وضع اليد على حمولتها لقطع الطريق على حصول ردود فعل يمكن أن تأخذ البلد إلى مكان لا نريده. ولفت إلى أنه تم نقل الشاحنة وحمولتها من الذخائر إلى موقع للجيش يقع في منطقة الفياضية، وقال، كما ينقل عنه النواب، إن مديرية المخابرات تولت فوراً إجراء تحقيقات أولية، وإن أربعة شبان من البلدة استدعوا للوقوف على شهاداتهم وليس كموقوفين. وأكد أن هناك ضرورة لإجراء تحقيق أولي استدعى الاستماع إلى شهود تبين أنهم حضروا إلى المكان الذي انزلقت فيه الشاحنة لأن هناك ضرورة لإلحاق أقوالهم بالمحتويات التي التقطتها كاميرات المراقبة، وقال إن التحقيق يتولاه القضاء العسكري ويعود له اتخاذ القرار المناسب، وإن الشاحنة وحمولتها ستبقى محتجزة لدى الجيش إلى أن يحدد التحقيق مصيرها. ورداً على سؤال النواب، كشف العماد عون أن الشاحنة محملة بصناديق من الذخيرة العائدة لرشاشات من نوع كلاشينكوف وأخرى متوسطة من عيار12.7 ولا توجد فيها أنواع أخرى من الذخائر العسكرية.

وبالنسبة إلى مقتل حصروني، أكد العماد عون أن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي تتولى التحقيق لتبيان الأسباب التي كانت وراء مقتله، بخلاف عدم تدخل الجهات الرسمية الأمنية من عسكرية وقوى أمن في التحقيق حول مقتل «الداعشي» في حي السلم، لأن لا رواية رسمية حتى الآن حول ظروف مقتله سوى تلك المنسوبة إلى «حزب الله» التي تحدثت عن «انتحاره». وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر أمنية أن القضاء العسكري لم يطلب من القوى الأمنية التدخل لإجراء التحقيق حول انتحار «الداعشي»، باستثناء رواية «حزب الله» الذي تولى تفتيش الشقة التي يقطنها والعائدة إلى أقاربه.

وتردّد أن الحزب قد يبادر إلى تسليم أقارب «الداعشي» إلى جهاز أمني لبناني لمواصلة التحقيق معهم، برغم أن المعلومات الأولية تستبعد ضبط أي من «أدوات الشغل» التي يمكن أن يستخدمها لتفجير نفسه بحزام أمني في منطقة مكتظة بالسكان أو مواد يمكن الاستعانة بها لإعداد العبوات الناسفة.

ويُنقل على لسان عدد من النواب بأنه من غير الجائز حصر التحقيق في مقتل الداعشي بـ«حزب الله» لما يترتب عليه من إحراج للدولة اللبنانية، لأنه لا مبرر لتغييب القضاء اللبناني عن مجريات التحقيق، وهذا ما ينسحب أيضاً على الحزب الذي يُفترض أن يُشركها في التحقيق لتبديد ما لدى خصومه من شكوك حيال الرواية التي نُسبت إليه وتتعلق برمي نفسه من شرفة الشقة التي كان يقطنها لحظة دهمها من قبل قوة «النخبة» في الحزب. كما أن الملف الرئاسي وإن كان لم يُطرح بين النواب والعماد عون، فإن هذا لا يعني استبعاد اسم قائد الجيش من لائحة المرشحين لرئاسة الجمهورية، بصرف النظر عما سيؤول إليه الحوار بين «حزب الله» ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل.

 

ميقاتي ينقل تحذيرات دولية: بعد أيلول أنا out

كلير شكر/نداء الوطن/23 آب/2023

سواء نجح الموفد الفرنسي جان ايف لودريان في استقطاب إجابات الكتل النيابية والمستقلين، على «الاستمارة» التي وزّعتها سفارة بلاده، مع العلم أنّه سبق وثّق بالصوت والصورة موقف كلّ كتلة وكل نائب مستقلة وقد حفظ هذه الإجابات عن ظهر قلب… أو لم ينجح. النتيجة سيّان: الاستحقاق الرئاسي مؤجل إلى مواعيد غير محددة. ثمة من يتحدث عن شتاء جديد قد يمرّ ومن بعده ربيع وصيف… لا تقديرات في السياسة واضحة، يمكنها التكهّن بفترة الشغور الرئاسي، ولا معطيات جدية قد تسمح بضرب موعد دخول الرئيس العتيد قصر بعبدا. فالاصطفاف الداخلي معطوف على التباعد الاقليمي (في الملف اللبناني)، يرفع من فرص بقاء سدّة الرئاسة الاولى في حالة شغور طويل. ولا يبدو أنّ التواصل السعودي- الإيراني المستجد بعد زيارة وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان إلى الرياض قد غيّرت من المسار اللبناني أو ترك تأثيره على مجريات الوضع الداخلي. هكذا، يُترك الانهيار الاقتصادي- النقدي لقدره، ولقضاء حكومة مستقيلة بالكاد تعمل على تصريف الأعمال وسط تحذير رئيسها من مغبة ما ينتظرنا، وتخبط الكثير من وزرائها، واستفادة بعضهم من حال الفوضى لتشريع «هدرهم» لما تبقى من المال العام، أو بالأحرى من مال المودعين…في الواقع، لا جدل حول حقيقة هول ما ينتظر اللبنانيين فيما لو استمر الاستهتار القصدي الذي تمارسه القوى السياسية، كلّ لاعتباراته. فتمعن في نكء الخلافات لتبرر حال المراوحة فيما خص الاستحقاق الرئاسي… ولا جديد في تهويل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وتهديده في اللجوء إلى الاعتكاف، إلا أنّه ربطها هذه المرّة بخطورة المساكنة مع اقتصاد الكاش. قول الأخير إنّ «الاقتصاد النقدي «الكاش» يشكل خطراً كبيراً»، بعد حوالي أربع سنوات على الأزمة، وما يقارب السنتين على وجوده في السراي، بدا أشبه برسالة تحذير لم تأت من عندياته، وإلا لكان أطلقها منذ أشهر، لا سيما وأنّ القوى السياسية تعرف جيداً حقيقة ما تقتقرفه أيديها في ترك التايتنيك تغرق على مرأى من المجتمع الدولي واللبنانيين، تاركين لـ»شريعة الغاب المالية» تتحكم برقبة الاقتصاد الوطني ومصيره. ويقول أحد المطلعين، إنّ الاقتصاد اللبناني، أو ما تبقة منه بات ملاذاً آمناً للمافيات العالمية تسرح وتمرح في بحر من الكاش. وهو واقع يدركه الجميع، في الداخل والخارج.

ولكن تمادي هذا الواقع الخطير، هو الذي سعى ميقاتي إلى التصويب عليه، كما يقول المعنيون ليشيروا إلى أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال سمع تحذيرات رسمية من مسؤولين غربيين من مغبة الاستمرار في هذه السياسة لكونها ستتسبب بتداعيات على مستوى وضعية البلد ومؤسساته الدستورية والنقدية، دولياً، من خلال عقوبات تطال النظام النقدي برمّته، بعدما صار مرتعاً لرساميل مشبوهة وجرائم مالية كما وصفها ميقاتي. ويتردد أنّ الأخير قال أمام بعض من التقاهم خلال الأيام الأخيرة إنّه حمل رسالة التحذير هذه إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري وأبلغه بما تضمنتها من إجراءات عقابية قد تطال لبنان اذا ما استمرت حالة الفوضى على حالها، والتي لا يمكن تطويقها إلا من خلال انجاز الاستحقاق الرئاسي والانطلاق في العملية الإصلاحية. وتفيد المعلومات بأنّ ميقاتي أبلغ صراحة رئيس مجلس النواب أنّه في حال لم يُصر إلى انتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية شهر أيلول المقبل، ربطاً بالمحاولة الفرنسية المتسجدة لانجاز الاستحقاق، فهو سيكون OUT. ماذا تعني الـOUT؟ لم يفهم المستمعون إلى ميقاتي، الذي عاد وردد تلك العبارة أمام ضيوفه، ما المقصود بها، واذا ما كانت تعني الاعتكاف أو الاستقالة من مهمة تصريف الأعمال… أو السفر! المهم أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال غير مرتاح للوضع الداخلي لكونه بات تحت مجهر دولي يفنّد خباياه، وما يمكن للرياح الخارجية أن تحملها من إجراءات جديدة تضع حداً لحالة الفلتان النقدي الحاصلة، ويخشى من انفلات الوضع أكثر وتدهوه بشكل يحول دون تطويقه. ولكن هذه المخاوف، على أهميتها، لن تدفع بالضروة القوى السياسية إلى النزول عن «شجرة عنادها» للتفاهم على الاستحقاق الرئاسي أو تسهيل مهمة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان في فرصته الأخيرة، لا بل يبدو أنّ مهمته الحوارية وأدت في مهدها، وسيعود إلى بلاده خالي الوفاض، لتنكب القوى السياسية وتحديداً تلك الموجودة في الحكم على البحث عن «طرابيش» جديدة تعمل على تركيبها لتقطيع الوقت بعدما أحيل «الساحر الأكبر» أي رياض سلامة إلى التقاعد وسط سيل من الاتهامات تلاحقة أينما حلّ ضيفاً. وفق بعض المواكبين، فإنّ هذه المنظومة نجحت في شراء الوقت طوال مرحلة الانهيار المالي والنقدي، من خلال خزعبلات ابتكرها سلامة لكي يسعف الفريق الحاكم في معركة بقائه. لكن الرجل بات بحاجة إلى خزعبلات قانونية تقيه شرّ السجن، فكيف ستتمكن المنظومة من الصمود والبقاء طالما أن الحاكم بالإنابة وسيم منصوري تعلم من دورس الأصل، وقرر التزام مندرجات القانون وشروطه؟ ووفق هذه النظرية، الرهان على الوقت بات قاتلاَ ومدمراً.

 

حوار باسيل-“الحزب”: نقاش حول اللامركزية ومطالب “خاصة

راكيل عتيّق/نداء الوطن/23 آب/2023

ترى جهات سياسية أنّ أيلول المقبل محطة فاصلة رئاسياً، فإمّا إبرام تسوية بين الأفرقاء السياسيين بدءاً من رئاسة الجمهورية وإمّا الفراغ الطويل المجهول المعالم. في المقابل، تقلّل جهات أخرى من نتيجة زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، الشهر المقبل، لبيروت، وفق معطيات عدة تدلّ إلى أنّ العمل الديبلوماسي الفرنسي في لبنان يواجَه بمعارضة ليس داخلية فقط بل خارجية، خصوصاً من اللجنة الخماسية من أجل لبنان (بلا فرنسا)، فضلاً عن أنّ واشنطن اللاعب الأساس في هذا الملف، لا تولي لبنان الأهمية القصوى في ظلّ انشغالها على خط إيران – العراق – سوريا. التركيز على الدور الأميركي فقط على أنّه أساس لحسم الملف الرئاسي، «وهم» وغير فعلي، بحسب جهات سياسية معارضة، إذ إنّ إنجاز الانتخابات الرئاسية يتطلّب بروز مُعطى من ثلاثة:

– أن يؤدّي ميزان القوى الداخلي إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا غير متوافر بسبب التعادل بين الفريقين المتنازعين رئاسياً.

– أن يتراجع «حزب الله» عن مرشحه لاعتبار ما ويتجه إلى التوافق، ولا مؤشر إلى ذلك في هذه المرحلة.

– حصول اتفاق بين واشنطن وطهران يؤدّي إلى ضغط إيراني على «حزب الله» لكي يتراجع عن مرشحه.

بالتالي، ترى هذه الجهات المعارضة، أنّ المسألة الرئاسية مرتبطة بالدرجة الأول بـ»حزب الله» المصرّ على مرشحه، وبإيران بالدرجة الثانية لجهة إمكانية أن تتجاوب مع الولايات المتحدة أو السعودية إذا طلبت أي من الدولتين ذلك، في إطار الحوارات والمفاوضات القائمة إقليمياً ودولياً.

بالتوازي، تُنتظر عودة لودريان لكي يُبنى على الشيء مقتضاه. هذه الزيارة إذا تمّت، قد تختلف نتيجتها في حال برز عامل جديد رئاسياً، خصوصاً على الخط الخارجي إذا حصل نوع من «تبرّؤ» من المبادرات الفرنسية العالقة في الدائرة نفسها، أو إذا خرج «الدخان الأبيض» من حوار رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل و»حزب الله». فالاتفاق بين الحليفين يؤمّن 65 صوتاً لرئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، ويشكّل ضغطاً على المعارضة إذا امتنعت عن تأمين النصاب لانتخابه، خصوصاً إذا لم يُشهر أي «فيتو» خارجي على وصول مرشح «الحزب» إلى سدّة الرئاسة الأولى. بحسب مصادر مطّلعة على الحوار الجاري بين باسيل و»الحزب»، إنّ المناقشات جدية بين الطرفين ووصلت إلى قواسم مشتركة كثيرة. وتقول هذه المصادر: «موضوع الرئيس صار عالآخر»، بمعنى الاتفاق على إسم فرنجية. وبالتالي يتركّز النقاش الآن على شروط باسيل، وهي عكس ما يعلن رئيس «التيار»، ليست عامة فقط ولصالح اللبنانيين والمسيحيين.

يحاول باسيل أن يظهر للبنانيين أنّه «زاهد» بالمناصب وسيقايض إسم الرئيس مقابل مكاسب وطنية، أبرزها اللامركزية الإدارية المالية والصندوق السيادي و»بناء الدولة». لكن كيف تُبنى الدولة باتفاق بين باسيل و»الحزب»، طالما أنّ لا خلاف استراتيجياً بينهما على سلاح «الحزب» و»المقاومة»؟ وهل يمنع هذا الاتفاق «حزب الله» من شنّ حرب على اسرائيل؟ أو يحول دون حصول «واقعة كحالة» ثانية، أو يمنع أي عمل أمني لـ»الحزب» في الداخل كـ7 أيار وغيره؟

يبدو أنّ خطة باسيل، بحسب جهات معارضة، كانت منذ الأساس، تعلية السقف إلى الأقصى في وجه «حزب الله»، لقبض «الثمن» الأغلى مقابل انتخاب فرنجية. وهذا ما نجح فيه حتى الآن، إذ إنّ «الحزب» يريد انتخاب فرنجية مقابل أي «سعر». الثمن الذي سيقبضه باسيل لن ينحصر باللامركزية الإدارية والصندوق السيادي، فهناك بحث حول «سلّة» متكاملة لا تخلو من مطالب «خاصة» لرئيس «التيار»، ففي عهد فرنجية سيكون شريكاً أيضاً في المناصب من قيادة الجيش إلى حاكمية المصرف المركزي. وبالتالي يستغلّ باسيل الشارع المسيحي مجدداً، عبر إيهامه أنّه حاول كثيراً إيصال رئيس غير فرنجية ولم يتمكّن من ذلك، والتسوية مع «الحزب» كانت للصالح العام، فيما واقعياً ستكون لصالح مستقبله السياسي والسلطوي، فما يمكن أن يحصل عليه باسيل من «الحزب» وفرنجية لا يمكن أن يناله من قائد الجيش العماد جوزاف عون أو أي رئيس «حيادي» توافقي بين الداخل والخارج. ما يظهر استعداد «الحزب» لأي ثمن لعدم إحراج باسيل شعبياً في حال تراجع عن موقفه وانتخب فرنجية، أنّ «الحزب» يناقش موضوع اللامركزية جدياً مع باسيل. وبحسب مصادر مطّلعة على هذا النقاش، هناك لامركزية إدارية ولامركزية إدارية مالية ولامركزية إدارية موسّعة، وفي حين أنّ «الثنائي الشيعي» لا يقبل بلامركزية موسّعة توحي بالـ»فدرلة»، قد يتوصّل «الحزب» إلى اتفاق مع باسيل على لامركزية إدارية مالية بأرقام وأسقف محدّدة، وليس موسّعة ومفتوحة. فقد تكون هذه اللامركزية عبر توسيع صلاحيات البلديات والقائمقامين والمحافظين ضمن حدود معيّنة أو عبر مجالس أقضية ضمن سقوف مالية محدّدة، يحصل اتفاق عليها بين الأفرقاء السياسيين وتُقرّ في مجلس النواب. فالأساس بالنسبة إلى «الثنائي الشيعي»، أن يبقى الموضوع المالي مركزياً. وفي هذا الإطار، إنّ «الحزب» ورئيس مجلس النواب نبيه بري «واحد»، بحسب المصادر نفسها. ينطلق «حزب الله» في العملية الحسابية رئاسياً من رقم الـ51 صوتاً الذي حصل عليه فرنجية في جلسة الانتخاب الأخيرة، ومع إضافة أصوات نواب تكتل «لبنان القوي» إليها يضمن فرنجية 65 صوتاً في جيبه على الأقل، فيؤمّن أكثرية النصف زائد واحداً اللازمة لانتخابه في الدورة الثانية. أمّا نصاب الثلثين لعقد الجلسة الأولى، فيبدو أنّ «الحزب» متفائل بإمكانية توافره، متى انضمّ باسيل إلى مؤيّدي فرنجية.

 

 "أوّل إعلان رسمي عن مصير الودائع"

غسان العياش/النهار/23 آب/2023

عندما يقرّر حاكم مصرف لبنان بالإنابة وزملاؤه في الحاكمية اعتماد الشفافية في أرقام مصرف لبنان ومصارحة الرأي العام بالوقائع الصحيحة، فهم يضعون حدّا لحقبة طويلة من تاريخ المصرف المركزي كان خلالها التعتيم على الحقيقة وتزوير الأرقام وتضليل الرأي العام من الأساليب الثابتة في عمل السلطة النقدية.

كان القصد من اعتماد هذا الأسلوب هو إرقاد الرأي العام ومنعه من معرفة الحقيقة حول عمق المشاكل المالية وحدود المخاطر الاقتصادية التي تهدّد المجتمع اللبناني، لإعطاء السلطتين المالية والنقدية الوقت الكافي لتأجيل الإصلاح وممارسة سياساتهما التي قادت البلاد إلى الخراب. 

لكن اعتماد الشفافية ومصارحة اللبنانيين بالحقائق قد يؤدّيا إلى صدمهم بالمفاجآت غير السارّة، وهذا أفضل من أساليب التعمية والتضليل لأنه يجعلهم مقتنعين بأن الإصلاح هو الطريق الوحيد للخروج من الانهيار وتلافي انهيارات أخرى في المستقبل، وأن مواجهة المشاكل الكبيرة ومعالجتها أفضل بما لا يقاس من إبعادها عن الأنظار. عندما أعلن الحاكم بالإنابة وسيم منصوري أن الرصيد الصافي لموجودات مصرف لبنان بالعملات الأجنبية بات يقلّ عن 7.5 مليار دولار، أي أنه أقلّ من الاحتياطي الإلزامي، فإنه أعلن ضمنا بأن ودائع المصارف لدى مصرف لبنان قد تبخّرت وضاعت حقوق المودعين، وهو بالطبع ليس مسؤولا عن هذه المأساة.كان رصيد إيداعات المصارف في المصرف المركزي بتاريخ التحقيق الجنائي يتراوح بين 85 و90 مليار دولار، وقد انخفض هذا الرصيد بنسبة محدودة، وغير معلنة، بفعل إجبار المودعين على تصفية دولاراتهم بأسعار صرف تقل كثيرا عن أسعار السوق. لكن مصرف لبنان يعلن اليوم أن ما تبقّى من هذه الأموال لا يزيد عن 7.5 مليار دولار، وبحساب بسيط فذلك يعني أن ثلاثة أرباع الودائع بالعملات الأجنبية على الأقلّ، لم تعد موجودة لا في المصارف ولا في المصرف المركزي. وهذا يجب أن يكون كافيا لكي يكفّ المسؤولون عن إطلاق الشعارات التي ترمي إلى إيهام المودعين بأن ودائعهم موجودة ومحفوظة وأن الودائع مقدّسة، إلى آخر معزوفة الغشّ والتضليل. في هذا الوقت ينتقل التضليل إلى مسرح آخر، وهو إيهام اللبنانيين بأن ثروة الغاز أصبحت بمتناول أيديهم، لذلك فالدولة تعدّ على عجل الصندوق الذي ستودع فيه قريبا مليارات الغاز. الجلسة النيابية التي لم تعقد، في الأسبوع الماضي، تضمّن جدول أعمالها مشروع قانون تأخّر المجلس النيابي سنوات في إقراره، يعرف بقانون الكابيتال كونترول، واقتراحا نيابيا يلحظ إنشاء صندوق سيادي، لا حاجة لنا به قبل خمس سنوات على الأقلّ. قانون الضوابط على التحاويل المصرفية والسحوبات النقدية كان يجب إقراره في اليوم التالي لانفجار الأزمة، قبل حوالي ثلاث سنوات. هذا ما أجمع عليه الخبراء والمراقبون، الذين لاحظوا أن التأخير المشبوه وغير المبرّر في إقراره سمح باستنزاف بعض ما تبقّى من أموال المودعين وتحويل الأموال سرّا إلى خارج البلاد. كما أتاح لمن يحظى برضى المصرف المركزي أن يستمرّ لفترة طويلة في شراء الدولار الأميركي بالأسعار القديمة وتحويل دولاراته إلى حسابات خارجية.

مقابل هذا التأخير، مطلوب من المجلس النيابي اليوم أن "يسبق الزمن" ويقرّ قانون الصندوق السيادي دون مبرّر معروف أو مفهوم. فالصندوق، وفقا للقانون المطروح، يدير واردات الدولة من الأنشطة البترولية وعائدات الاستثمار على الأصول المالية التي تنتج عنها، وكذلك العائدات الضريبية المتعلقة بالأنشطة الضريبية البرّية والبحرية. وهو ينظم إدارة الصندوق السيادي وقواعده المالية المتعلقة بإيداع الأموال وسحبها وطريقة استثمارها، قبل سنوات من وصول الأموال الموعودة. لا يستبعد أن يكون الهدف من استعجال الممسكين في السلطة الآن في إنشاء الصندوق وتحديد هيكليته ووضع قواعده المالية، هو حفظ حصصهم مبكّرا من الثروة الموعودة ومنافعها.  ولا يُستبعد استعجال أركان "المنظومة" أيضا لتقاسم الوظائف والمواقع في الصندوق السيادي وتوزيعها وفقا للولاءات السياسية والطائفية. فالمادّة 23 من اقتراح القانون تفرض على مجلس الوزراء بعد نشر القانون، وقبل التثبّت من وجود الغاز وحجمه ومردوده، تعيين أعضاء مجلس إدارة الصندوق وكل أعضاء الجهاز الإداري والمستشارين. ما زال النظام السياسي يحقن الأوهام في شرايين شعب ضيّع في الأحلام عمره.

 

هنا السويداء حيث الساحة التي صارت ثورةً!

أيمن الشوفي/موقع درج/23 آب/2023

ساحة “السير” التي صارت في ما بعد ساحة “الكرامة”، لم تملّ طيلة يومين أعقبا استيقاظها الباكر، من أن تَخبِزَ كل الشعارات التي تشبه جوع الناس وتوقهم إلى الحرية، وتعيد على مسامع الجميع تلاوةَ تلك السيرة القديمة والحميمة عن رغبة السوريين في التحرر “سوريا بدها حريّة”.

يوم السبت الفائت، هو أول يوم للتظاهر في مدينة السويداء السورية، بعد قرار حكومة النظام السوري مواصلة مشوارها في رفع الدعم عن أسعار المشتقات النفطية. بدت الشمس فيه عدّواً غير مرئي ولكنه محسوس، جابهت المتظاهرين حين انسكبت عليهم دفعةً واحدة، فمنعت مكوثهم تحتها طويلاً.

لكن في اليوم الثاني لاعتصامهم وما بعده، التفّ المتظاهرون إلى الجهة الأخرى التي يظلّلها البناء الكبير لمديرية المالية، فصاروا يعتصمون هناك قاطعين الشارع المحاذي للساحة من جهتها الشرقية، مستفيدين من الإضراب العام الذي تسيّد مزاج المحال التجارية حين قررت الاستجابة إلى دعوات الإضراب والعصيان المدني منذ يوم الأحد الماضي.

من هناك أيضاً، صار بالإمكان إعادة بعث شعارات الثورة السورية ضد بشار الأسد من جديد، وإحياءُ تلك الأناشيد الساحرة التي تَبُثّ التضامن مع باقي المحافظات السورية، وتتوهج بطلاقة كلما لامست فكرة رحيل النظام ورموزه، بلازماتٍ موسيقية بسيطة لا تمتدح التعقيد، ويحفظها معظم السوريين بلا مشقّة أو عناء. فيتذكرون جيداً جِرْسَ كلّ منها وقافيته الحميمة بمجرد سماع أولى كلماته، فتعلو الصيحات من الرجال والنساء على السواء. النساء أيضاً حضرنَ منذ اليوم الأول للاحتجاجات، كنَّ يهتفنَ كلما تكاسل صوت الرجال أو غفا، فيُعجّلنَ من استيقاظه، كما كانت تفعل إحداهن وهي تحمل ابنتها الصغيرة ذات الثلاثة أعوام، وتجعل صوتها يتجوّل بحريّة بين الأصوات الخشنة البريّة للمتظاهرين. أو كما حدث في اليوم الثاني للاعتصام حين حضرت فتاتان مراهقتان ترتديان بنطالين من الجينز الأبيض، جذبهما الصوت المتصاعد من حنجرة الساحة، كلما نادى بضرورة رحيل بشار الأسد، فاقتربتا بتوجّس مفهوم، ثم وقفتا باستحياءٍ بادئ الأمر إلى جوار النسوة اللاتي كنَّ يحملن لافتات تترجم روح الاحتجاج. وسرعان ما انطلقت حناجرهنّ الناعمة بالكلام المرتب على إيقاع الهتافات ونداوةِ ملمسها، كنَّ يبتسمنَ ويهتفن، ثم يجعلن من صراخهما الرقيق سبيلاً ليقصَّ على من يراهما معاني عدة للتمرد والرفض.

ساحة “السير” التي صارت في ما بعد ساحة “الكرامة”، لم تملّ طيلة يومين أعقبا استيقاظها الباكر، من أن تَخبِزَ كل الشعارات التي تشبه جوع الناس وتوقهم إلى الحرية، وتعيد على مسامع الجميع تلاوةَ تلك السيرة القديمة والحميمة عن رغبة السوريين في التحرر “سوريا بدها حريّة”، ثم توضيب كل الشعارات التي بإمكانها أن تنالَ من هيبة نظام الطغمة المتوحشة، ورئيسها، وإطلاق سراحها بلا قيد أو شرط، في سرد جديد وساحر يعيد بعث الثورة السورية من أولها. وكأنها تحدث اليوم وللمرة الأولى، فنجد كيف أنّ بعض المتظاهرين راق لهم أن يخطَّوا الشعارات المنطوقة فوق رخام الساحة الكسول، حيث كان يجلس تمثال حافظ الأسد ببلاهةٍ قبل أن يرحل، ومكان التمثال بالضبط كان بمقدور كثر من الشبان فتح كاميرات جوالاتهم، وتصديرَ صورٍ كثيرة عن احتجاجهم إلى وهج قنوات تلفزيونية بعيدة، لكنها تهتمُ في جعل كلامهم يتحرك، ويسمعه الراغب في سماعهم، ويصدّقهُ أيضاً.

فأصواتهم تلك تنتمي إلى قرابة أربعين نقطة احتجاج وتظاهر وُثّق انبعاثها إلى الحياة خلال يومين. وخلال يومين أيضاً، التأم جسدُ عصيان مدني بحجم الفضاء الاجتماعي الذي يشغلونه. محالٌ تجارية أقفلت أبوابها بوجه البيع والتربّح، ودوائرُ حكومية أصبحت مقفرةً يسيّجها الصمتُ والترقب، وطرقٌ أوصدتها الإطارات المطاطية المشتعلة، وشبابٌ صغار لا يملّون من تلقيم المزيد منها إلى كل نارٍ هدأت، ودخانٌ كثٌّ يفيض منها، ويعبر رئات المتظاهرين، ولا يبالون لأمره. والمتظاهرون في انتفاضة السويداء الحالية ليسوا كلهم من طينةٍ واحدة، هناك من ثقب أذنه وزيّنها بقرط معدنيّ، وأرخى شعره طويلاً، وهناك من يتباهى بلحيته الطويلة المصففة بعناية عند صالون حلاقة، وهناك السياسي المعارض المعروف، وهناك من تفضحه ملامحه في أنه بائع خضار بسيط جاء لكي يوسعَ الحياة الرديئة التي يعيش ضرباً. وهناك أيضاً رجل الدين هادئ الملامح، والسبعينيّ الذي رماه التقاعد إلى أرخبيل العجز والفراغ، وطالب الجامعة مَرِحُ المزاج، والعاشق الذي لا يفارق الجوالُ أذنه، يتحدث عبرهُ إلى حبيبته البعيدة، يخبرها شيئاً عن حربه الأخيرة ضد زعران السلطة، ورئيس عصابتها، ثم يُسمِعها هتافاتٍ تؤكد أنه في المكان الصحيح حيث ينبغي له أن يكون.

أمام ذلك كله، تقف الساحةُ، وخلف ذلك كله تقفُ الساحة أيضاً، وبمقدور الساحة التي غيّرت اسمها أن تنطق أيضاً، وأن تعيد الى الثورة السورية ضد بشار الأسد صوتها، فالتمثال رحل عنها منذ زمن.

قبل ذلك بأعوام، كانت يدُ التمثال اليمنى مرتفعةً للغاية وهي تحاذي الرأس، وأصابعُ الكف كانت مفرودةً بعناية غير مقصودة، وكأنها ترسم الرقم 5، أو أنها كانت تُحدّقُ بالمارة وتلقي عليهم التحيّة بلا سأم. كان التمثال كبيراً إذاً، الى درجة أنهم زرعوا خلفه أشجارَ نخيل لا تُثمر، لكنها كافية لكي تظلّله في أوقات الظهيرة، وكان تمثال حافظ الأسد ذاك لا يتعب من الوقوف، وكأنه امتهنَ جباية الوقت بلا طائل من أعين الذين ينهرون وجوده بنظرات خاطفة. ظلَّ واقفاً هكذا حتى أوائل شهر أيلول/ سبتمبر من العام 2015 حين اقتلعه متظاهرون غاضبون من مكانه، وجرّوه بسلاسلَ معدنية، ثم ربطوه بجرار زراعي وأبعدوه مساءً عن مدار الساحة والغضب الملتصق بها على أثر جريمة اغتيال مؤسس حركة رجال الكرامة الشيخ وحيد البلعوس، ومن كان معه من قيادات الصفّ الأول لتلك الحركة.

حينها، عرف الناس للمرّة الأولى درباً جديداً للتظاهر يصلهم بتلك الساحة التي سرعان ما تبدّل اسمها من ساحة “السير” إلى ساحة “الكرامة” الأولى، كانت تتمسكُ بأكبر تمثال لحافظ الأسد في السويداء، والثانية ظهرت بلا تمثال يشدّها إلى فضاء دولة البعث، صارت الساحة التي تتوسط السوق التجارية مكاناً ترتاده الاعتصامات والاحتجاجات  منذ العام 2015، وآخرها التظاهرات التي قصدت الساحةَ منذ أيام قليلة، رافعةً تلك الشعارات التي أرعبت النظام السوري قبل 12 عاماً، والتي تمرّدت على السكوت العام مناديةً برحيل بشار الأسد وإسقاط النظام القائم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

لبنان: انفجار قنبلة قرب إحدى مدارس «أونروا» بمخيم «عين الحلوة»

بيروت: «الشرق الأوسط/23 آب/2023

سُمع دوي انفجار، فجر اليوم (الأربعاء)، داخل مخيم «عين الحلوة» للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء اللبنانية. وتبيّن أنه ناجم عن إلقاء قنبلة يدوية انفجرت بالقرب من مدرسة السموع التابعة لوكالة «أونروا»، في الشارع الفوقاني داخل المخيم ولم يُفَد عن وقوع إصابات.

 

الراعي من يسوع الملك: تراهم يتستّرون وراء الحوار والتوافق فيما الحلّ بانتخاب رئيس ووضع حد للمهزلة

وطنية/23 آب/2023

ترأس  البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي  قداسا احتفاليا على مذبح كنيسة دير يسوع الملك في زوق مصبح، لمناسبة تدشين الكنيسة بعد ترميمها وإضاءة التمثال الذي رفعه الاب يعقوب الكبوشي في حياته الرهبانية ، بدعوة من الرئيسة العامة لـ"جمعية راهبات الصليب" الأم ماري مخلوف ومجلس المدبرات، في دار يسوع الملك – ذوق مصبح  . عاون البطريرك لفيف من الاساقفة والكهنة وخدمته جوقة سيدة اللويزة بقيادة الاب خليل رحمه ، في حضور ممثل رئيس مجلس النواب النائب فريد هيكل الخازن وممثل رئيس الحكومة وزير العدل هنري خوري. كذلك حضر الرئيس السابق للجمهورية امين الجميل وعقيلته، النواب: فريد هيكل الخازن، نعمت جورج افرام، زياد حواط، قائد الجيش العماد جوزاف عون، المدير العام للأمن العام بالإنابة  اللواء الياس البيسري، رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم،  السفير البابوي  المونسنيور  باولو بورجيا  وحشد من الفاعليات السياسية الدينية والاجتماعية والثقافية. بعد الانجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة جاء فيها: " كنت مريضًا فزرتموني" (متى 25: 36)

وقعت كلمات هذا الانجيل في صميم قلب الطوباوي ابونا يعقوب، مذ  كان كاهناً شابًا في رهبنة مار فرنسيس للآباء الكبوشيين. وكانت الغيرة الرسولية تستحثّه للتنقل من رعية الى اخرى ساحلاً وسهلًا وجبلًا، يعلّم التعليم المسيحي للاطفال، ويُهيّئهم للمناولة الاولى في رعاياهم. وهو القائل:"ازرعوا القربانة في قلوب الاطفال، واحصدوا قديّسين!"  وانفتح قلبه بكامل الحب والتحنن على المرضى والمتألمينبمختلف الامراض الجسدية والعصبية والعقلية والنفسانية والاعاقات والاحتياجات الخاصة. فأسّس دير الصليب على تلّة جل الديب ومؤسسة مماثلة في دير القمر، ومياتم ومستشفيات ومدارس ودور للمسنّين والمسنّات.

وأَولى الكاهن المريض والمسنّ عناية خاصة فأسّس دار المسيح الملك لاستقبال هؤلاء الكهنة، وحفظ كرامتهم الكهنوتية. وأسّس جمعية راهبات الصليب لاستمرارية حبّه وتحنّنه ومؤسساته.

 رفع الصليب على تلتّي جل الديب ودير القمر كعلامة رجاء وخلاص وفداء لكل انسان، وتمثال المسيح الملك على تلّة وادي نهر الكلب حيث نقش الملوك الاباطرة والفاتحون من مختلف العصور على صخور نهر الكلب ذكرى مرورهم، فكانت النقوش علامة اندثارهم. شاء أبونا بعقوب رفع تمثال المسيح الملك على تلّة نهر الكلب للتأكيد أن الملوك والاباطرة الفاتحين مرّوا من هنا. لكنهم ماتوا واندثرت ممالكهم. اما المسيح الملك فهو حيٌّ الى الابد، وملكه لا ينتهي، وهو الكنيسة المجاهدة على الارض والممجَّدة في السماء.

 يُسعدنا ان نحتفل مع اخواتنا راهبات الصليب بتكريس مذبح كنيسة يسوع الملك بعد ترميمها، وبانارة واجهتها والتمثال، بتقدمة تقويّة من الدكتور ادغار يمّين وزوجته، اللذين نحييهما معكم بكثير من الشكر والدعاء الى المسيح الرب كي يُتمم نواياهما، ويقبل قربانهما لمجد الله وتقديس عائلتهما، وللخير العام الفائض من محبة القلب الالهي، ولوحدة الشعب اللبناني بين ذراعي المسيح الملك.

لم يفصل الطوباوي بونا يعقوب بين الكرازة بالانجيل والبعد الاجتماعي. فمن بعد ان تشبّع من كلمة الانجيل وتعليمها ساحلًا ووسطً وجبلًا، أتته الدعوة الى الانطلاق في البعد الاجتماعي الذي بدونه يتشوّه المعتى الاصيل والشامل لرسالة اعلان الانجيل(البابا فرنسيس:فرح الانجيل، 176). البعد الاجتماعي يعني انماء الشخص البشري انماء شاملًا، وتحريره من كلّ العوائق التي تحدّ أو تعرقل نموّه الانساني والثقافي والاقتصادي والاخلاقي.

انطلاقًا من هذا الرباط العضوي بين الانجيل وبعده الاجتماعي، أنشأ ابونا يعقوب مؤسساته الاجتماعية المتنوّعة بتنوّع حاجات الاشخاص، وواصلت جمعية الراهبات الصليب إنشاء مؤسسات أخرى في لبنان والخارج وفقًا لموهبة – carisma الجمعية ولحاجات انماء الشخص البشري، عملًا بكلمة القديس ايريناوس:"مجد الله الانسان الحيّ".  في الواقع ان الحاجات الست التي تشملها المحبة الاجتماعية، ويعددها النص الانجيلي، لا تقتصر على الشأن الجسدي والمادّي، بل تشمل ايضًا المستويات الروحية والثقافية والمعنوية والاخلاقية.

فالجائع هو الذي يحتاج الى طعام او علم او روحانيّة. العطشان هو الذي يحتاج الى ماء او عدالة او عاطفة انسانية او معرفة. العريان هو المحتاج الى ثوب واثاث بيت او صيت حسن او كرامة. المريض هو الذي يعاني من مرض في جسده او نفسه، او الذي هو في حالة اخلاقية شاذّة كالبخل والطمع والنميمة والكبرياء، او المدمن على المخدرات او المسكرات او لعب القمار. الغريب هو العائش في غير بلده او بلدته او في محيط لا ينسجم معه. وهو الغريب بين اهل بيته الذي يعاني عدم قبولهم او تفهّمهم له. والسجين هو العائش وراء القضبان، وايضًا من هو اسير امياله المنحرفة، او مواقفه غير البنّاءة ومن هو مستعبد لأشخاص أو لإيديولوجيات.

اننا نحيّي كل مؤسساتنا الخيرية والتربوية والاستشفائية والانمائية التي تعمل من اجل انماء الشخص البشري انماءً شاملًا. ونحيّي كل اصحاب المبادرات الخاصة، والمحسنين الذين يسندون هذه المؤسسات. ومعلوم ان هذه المؤسسات تقوم مقام الدولة، وتُخفف عن أعباء مسؤولياتها. ولكن من المؤسف ان السلطات المدنية تهُمل هذه المؤسسات، وتحجب عنها المستحقات المالية سنة واثنتين وثلاثًا واربعًا من دون اي شعور بالمسؤولية، فيما هم بددّوا اموال الخرينة بالسرقة والنهب والتهريب والتبذير. من اجل التمادي في هذه الحال يُعطل المسؤولون بما لهم من نفوذ، انتخاب رئيس للجمهورية يَضع البلاد على الخطّ السليم. وتراهم يتستّرون وراء الحوار والتوافق، فيما الحلّ واحد ودستوري وهو الدخول الى قاعة المجلس النيابي واجراء الانتخابات الرئاسية بين المرشحين الذين باتوا معروفين. فتكون كلمة الفصل في التصويت وفقًا للمادة 49 من الدستور. وهكذا يضعون حدًّا للمهزلة التي شوّهت وجه لبنان الديموقراطي البرلماني الحضاري. . أيها المسيح الملك، انت وحدك سيّد العالم، وسيّد وطننا لبنان وشعبه. فلا تدعه فريسة اطماع الطامعين والاشرار، نجّه من شرّهم، ومسّ ضمائر معطلّي انتخاب رئيس للدولة من اجل مطامعهم الشخصية والفئوية والطائفية. لك المجد والتسبيح مع الآب والروح القدس، الآن والى الابد، آمين".

مخلوف

وكانت كلمة للرئيسة  العامة  ل "جمعية راهبات الصليب " الام ماري مخلوف عرضت فيها لتاريخ هذه الرهبنة التي اسسها الاب يعقوب الكبوشي في حياته ودورها منذ نشأتها  لتلعب دورًا   في خدمة الانسان المعوز للمحبة والايمان، كما لعبه المؤسس وستبقى كذلك في مدى انتشارها علي مساحة لبنان،

وشكرت جميع من شارك في إنجاز الترميم والتوسع من مهندسين واصدقاء ومحبي الاب يعقوب كما شكرت البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لرعايته تكريس مذبح كنيسة يسوع الملك وانارة التمثال والواجهة .

 

سويف موفدا من الراعي التقى في دارة البعريني في فنيدق نواب "الاعتدال الوطني": حرصاء على انتخاب رئيس

وطنية/23 آب/2023

زار راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف موفدا من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، يرافقه النائب الأسقفي الماروني العام في عكار الخورأسقف الياس جرجس والمطران غي بولس نجيم، دارة عضو تكتل "الاعتدال الوطني" النائب وليد البعريني في فنيدق القموعة، واجتمع مع أعضاء التكتل النواب: سجيع عطية، أحمد الخير، أحمد رستم، وعبد العزيز الصمد وأمين سر التكتل النائب السابق هادي حبيش.وأعلن التكتل في بيان أن "المجتمعين شددوا على أهمية الحوار والتفاهم لمعالجة كل القضايا العالقة، بدل منطق التصعيد والتوتير والشحن، فالحوار وحده كفيل بإيجاد الحلول، ودعوا كل المرجعيات الروحية والوطنية إلى تشجيع منطق الحوار".

سويف

وأكد سويف "أهمية اللقاء بتكتل الاعتدال لما يمثله من انفتاح على المكونات السياسية كافة"، شاكرا ل"البعريني استضافته"، مؤكدا "استمرار التنسيق مع تكتل الاعتدال لما فيه مصلحة الشمال وعكار ولبنان"، وقال: "أوفدني سيدنا الراعي إلى هنا للقاء تكتل الاعتدال الوطني في إطار التواصل مع السادة النواب، وكلنا حرص على أن يتم انتخاب رئيس جمهورية لانتظام عمل المؤسسات في البلد، فلا يمكن التصور أن يبقى البلد بلا رأس كل هذه الفترة."

البعريني

من جهته، رحب البعريني باسم التكتل بسويف والوفد المرافق، مؤكدا "أهمية الحفاظ على العيش المشترك في لبنان والتمسك بوحدة البلد والمجتمع، بعيدا من مشاريع التقسيم والفرز". وجدد "التزام اتفاق الطائف وتطبيق بنوده كاملة"، وقال: "نحن كتكتل شاركنا في كل الجلسات وسنشارك في أي جلسة، فلدينا هدف هو انتخاب رئيس في أقرب وقت لإنهاء حال الفوضى والشغور في البلد وإعادة بناء المؤسسات لتكون الدولة هي المرجع الوحيد لتنهض مؤسساتها وترعى شؤون اللبنانيين جميعا."

 

تجمع "كلمة سواء" زار الراعي وناقش معه خطورة الانتهاكات والتعديات على الكتب السماوية

وطنية/23 آب/2023

اعلن تجمع "كلمة سوآء" في، بيان اليوم، ان "وفداً شبابياً منه زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، "للإضاءة على خطورة الإنتهاكات والتعديات على الكتب السماوية لا سيما بعد تصاعد وتيرة حدوثها". وأشاد الراعي "بعمل التجمع"، وقال، بحسب البيان، "ان التعدي على الكتب السماوية جريمة خطيرة تحتاج الى موقف جامع ووحدوي للدفاع عن الدين والقيم الانسانية"، داعياً إلى "لقاءات وتشاورات تجمع كافة الأطياف للعمل على تحصين وحفظ مجتمعنا"، منوّهاً "بأهمية وقوة ثقافة العيش المشترك الذي يتسم به لبنان وشعبه"، مشيدا "بأهمية المبادرات التي تحافظ على القيم الانسانية والدينية".

 

الجيش: إحباط محاولة تسلل نحو 700 سوري عبر الحدود بطريقة غير شرعية

وطنية/23 آب/2023

 صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان التالي: "في إطار مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي عبر الحدود البرية، أحبطت وحدة من الجيش، بتواريخ مختلفة خلال الأسبوع المنصرم، محاولة تسلل نحو 700 سوري عند الحدود اللبنانية السورية".

 

"حمّلونا فسادهم"... باسيل: لنا الشرف استكمال التدقيق الجنائي

ليبانون ديبايت/الثلاثاء 22 آب 2023

قال رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل: "إذا كان مقياس الاحجام السياسية هو محبّة الناس، فأكيد انّ الجنرال عون كسر مقاييس المحبّة بينه وبين الناس بكسروان الفتوح". وأضاف، خلال عشاء للتيار في كسروان "اذا هنا المحبّة ليس لها زمن ولا حدود، وهنا العماد عون احتلّ القلوب وعمل نائبًا عن المنطقة، ومن هنا بدأ في الـ 2005 معركة استعادة التوازن والشراكة. احتلّ القلوب واحتل المقاعد الخمسة دون خدمات، وبرهن ان كسروان لا تمشي فقط بالخدمات، ولا تعتبر غريبًا من ليس من منطقتها اذا كان قريبًا من فكرها السياسي". وتابع، "من هنا، من هذا العمق الماروني، نأكّد انّ التيار الوطني الحرّ مثل ما في 2016، لن يقبل اليوم انّ يفرض أحد عليه وعلى المسيحيين رئيسًا مارونيًا خارج عن تمثيله ووجدانه وقناعاته. لا أحد يفرض علينا رئيس جمهوريّتنا ان لم يكن بخيارنا وبقناعتنا". واستكمل، "حلّلوا بقدر ما تريدون، وكذّبوا بقدر ما تريدون، النتيجة لا تتغيّر: امّا ان يأتي رئيس من عمق وجداننا وقناعتنا، امّا ان تأتي قوانين واصلاحات أهم منه". وأردف باسيل، "مثلما عملنا بالسابق قانون انتخابي صحّح التمثيل، اليوم نعمل على قانون لامركزية موسّعة يصحّح الانماء المناطقي، وقانون صندوق ائتماني يصحّح الانماء الوطني، ومع مشروع بناء الدولة يصبح لدينا منظومة قوانين ونظام يسمح للبنانيين ان يعيشوا برفاهية وبكرامة بدل الذلّ والمهانة الذي يعيشونهم على يد منظومة الفساد. تخيّلوا ماذا يعني ان كسروان وجبيل وعكار والبقاع والجنوب لم يعودوا بانتظار المالية كي تدفع لهم عائداتهم وان يصبحوا قادرين ان يأمنوا لنفسهم حل للنفايات والطرق والطاقة المتجدّدة". وأشار الى ان "التيار لا يغلّط بالخيارات الاستراتيجية والوطنية!" ثقوا فينا انّ نحن، امّا نحصّل لكم رئيس جمهورية "ما بتستحوا فيه"، او نأمّن لكم شيء اهم بكثير من رئيس جمهورية مثل اللامركزية والصندوق!". وتابع، "الذي يقول أن هذه حقوق وليست "منّة" من أحد، نقول له، لماذا صامت منذ 33 سنة، لم نسمع "حسّك لمّا ما انقرّوا"، والآن أصبح يوجد فرصة ولو ضئيلة ان يحصّلهم التيار، وأصبحوا حقوق مستحقّة وبلا قيمة". وإستكمل، "التيار بمكان والمنظومة بمكان آخر. هنا أيضًا افتروا بحقّنا وحمّلونا فسادهم، بعندما بدأت تظهر الحقائق اولاً بالقضاء الاوروبي، وقريباً بالقضاء الاميركي، وبعدها بالتدقيق الجنائي وان شاء الله ما بتكمل الاّ بالقضاء اللبناني". وأضاف باسيل، "صدر منذ أيام، بعد تأخير 10 أشهر، وعرقلة سنتين، تقرير الفاريز ومرسال، وعلى الرغم من اختفاء أجزاء منه وبنيانه على معلومات ناقصة، بدأت تنكشف أرقام وأسماء وشكّل إدانة علنية للمجرم المالي رياض سلامة ومنظومته المالية والسياسية، ونحنا كتيار ما انكشف ولا رح ينكشف شي علينا". وأردف، "تقرير الفاريز هو رأس جبل الجليد وهو البداية ونحنا مكمّلين! لنا الفخر ان العماد عون اوّل من طالب بالتدقيق الجنائي من فرنسا سنة 1998، وبدأ نضاله السياسي من اجله سنة 2005 حتى توقّع بالـ 2021". وختم، "وفخرنا انّ الوزير منصور بطيش، ابن كسروان، هو اوّل من فضح الفجوة المالية بمصرف لبنان وجريمة الهندسات المالية بـ 4 نيسان 2019. ولنا الشرف اليوم أن نقول اننا نريد استكمال التدقيق الجنائي بمصرف لبنان وبباقي المؤسسات والادارات واوّلها وزارة الطاقة

 

ضو والصادق والدويهي زاروا منصوري وأثنوا على مواقفه الاعتراضية على إدارة سلامة

وطنية/23 آب/2023

زار النواب مارك ضو وضاح الصادق وميشال الدويهي اليوم، حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، بحضور نائبي الحاكم بشير يقظان وسليم شاهين. وأشار بيان مسترك للنواب الثلاثة إلى أن "اللقاء تمحور حول سياسات مصرف لبنان الحالية التي تهدف إلى الاستقرار المالي وحفظ أموال المودعين وما تبقى من احتياطي لدى مصرف لبنان". ولفت إلى أن "خلال اللقاء، تمت مناقشة الخطوات اللازمة لتنفيذ الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وضرورة تفعيل المحاسبة، خصوصا بعد تقرير ألفاريز ومارسال، حيث أيد النواب استقلالية مصرف لبنان والتقيد بقانون النقد والتسليف وضرورة عدم إقراض الحكومة أو أي من مؤسسات الدولة". وأثنى النواب على "موقف نواب الحاكم بالاعتراض على الادارة التي اعتمدها رياض سلامة"، مؤكدين "موقفهم الصارم تجاه وقف الدعم من قبل مصرف لبنان لحفظ ما تبقى من الاحتياطي الالزامي".

كما أثنوا على "نشر تقرير دقيق عما تبقى من الاحتياطي وضرورة نشر الموازنات وحسابات الربح والخسارة بشكل دوري مع القيمة الفعلية للأصول والموجبات". وطالب النواب "منصوري ونواب الحاكم بتعيين محامين للادعاء بقضية فوري"، مؤكدين "أهمية التحرك سريعا لرفع السرية المصرفية عن حسابات شركة "أبتيموم إنفست" من قبل هيئة التحقيق الخاصة، والتحرك  المباشر والإفادة عن المعلومات عن مالكيها والمستفيدين من المال العام وأموال مصرف لبنان بغير وجه حق". وشدد النواب على "ضرورة متابعة الملفات الأخرى بما فيها مبلغ الـ111 مليون الذي أظهره تحقيق "ألفاريز ومارسال" لجهة حماية أموال المصرف المركزي واستعادتها من المتهمين بمن فيهم رياض سلامة ومعاونوه ووزراء المال المتعاقبون، الذين تدور الشبهات حول تقصيرهم في مراقبة قرارات الحاكم أو حتى تواطئهم مع رياض سلامة. وكل من يظهره التحقيق بضلوعه بشبهات فساد وسرقة وانتفاع من المال العام خلال فترة 2015 -2022". ولفت البيان إلى أن "النواب لاقوا ردا ايجابيا على مطلبهم من قبل الحاكم بالانابة ونواب الحاكم الذين أشاروا إلى استعدادهم للطلب مباشرة من "ألفاريز ومارسال" لاستكمال التدقيق الجنائي وتقديم كل المعلومات التي ذكر انها منقوصة في التقرير، كما التعاون الكامل بما فيه مقابلة موظفين من المصرف المركزي".

وأشار إلى أن "النواب أصروا على أن يبادر إلى ذلك مصرف لبنان من تلقاء نفسه لكسب الثقة وزيادة الشفافية. كما طالبوا بتدقيق جنائي لكامل حسابات الوزارات وشركة كهرباء لبنان عن الفترات السابقة التي ساهمت في الانهيار". ولفت البيان إلى أن "ممثلي مصرف لبنان أبلغوا النواب أنهم أوقفوا العقد والدفعات للشركة الفرنسية التي استأجرت الشقة باسم والدة ابنة رياض سلامة، وسيتخذون الإجراءات اللازمة للادعاء على الشركة لتحصيل التسديدات غير المبررة التي أعطيت لها"، وقال: "ناقش النواب مضمون المادة 113 من قانون النقد والتسليف التي تنص على تغطية خسائر مصرف لبنان بدفعة موازية من خزينة الدولة في حال فقدان المصرف المركزي لرأس المال. وأكدوا أن رسملة مصرف لبنان يجب أن تتم ضمن خطة شاملة في إطار صندوق النقد الدولي وعدم اعتماد حلول موقتة تتحول الى دائمة. من جهة أخرى، اعترض النواب على طلب عقد الإقراض بقيمة مليار و200 مليون الذي تقدم به ممثلو مصرف لبنان من لجنة الإدارة والعدل، حيث أكد الحاكم بالانابة أن العرض لم يعد قائما، والتوجه حاليا إلى رفض أي عقود للقروض ما بين الدولة اللبنانية ومصرف لبنان". في ما خصّ الذهب، ركّز النواب على "التصدي والرفض القاطع لأي محاولات رهن أو بيع أو التصرف باحتياطي الذهب لتمويل الدولة الذي يسمح باستمرار الفساد في غياب أي إصلاحات. كما طالبوا بتفعيل سياسة لبنان للتدخل بالأسواق لتوحيد سعر الصرف ولتثبيت سعر الليرة حسب المادة ٧٥، ٨٣ وأهمية إصدار تعميم واضحة عن سياسة واطار تدخل مصرف لبنان لتوحيد سعر الصرف واستقرار الليرة والمنصة التي يعتمدها المركزي للقيام بتلك المهام. كما ضرورة تطوير العمل لوقف الظلم اللاحقة بالمواطنين من خلال التعاميم الصادرة من مصرف لبنان خاصة ١٥١ الذي يخصم ٨٠% من مستحقات المواطنين الأكثر حاجة. كما اقترحوا تطوير التعميم ١٥٨ لزيادة ما يسدد للمواطنين بما يسمح لهم بعيش كريم في ظل ارتفاع الأسعار". وفي موضوع شركة الكهرباء، "تم تأكيد ضرورة صرف المبالغ لصالح شركة كهرباء لبنان في أسرع وقت ممكن لتأمين الكهرباء للمواطنين، بما لا يخلّ بسعر صرف العملة الوطنية. أما في ما يتعلق بالحلول الجذرية، أكد النواب الثلاثة وحاكم المركزي بالانابة ونوابه أنهم متمسكون بضرورة الاسراع في إقرار كل القوانين الإصلاحية التي تسمح بإنقاذ الاوضاع المالية والاقتصادية في لبنان، خصوصا قانون هيكلة المصارف بعد مراجعتهم لمشروع القانون الذي تقدمت به الحكومة عبر النائبين جورج بوشكيان وأحمد رستم".

 

كبارة: أرواح شهدائنا لن تستريح قبل تحقيق العدالة الكاملة في جريمة تفجير مسجدي التقوى والسلام

اكس - تويتر وطنية/23 آب/2023

كتب النائب كريم كبارة عبر منصة"اكس":" 10سنوات على تفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس… العدالة ما زالت معطّلة، والمجرمون ما زالوا فارين من العقاب". وتابع: "المطلوب تنفيذ الأحكام فوراً بلا أي حماية للمتورطين بهذه الجريمة، فأرواح شهدائنا لن تستريح قبل تحقيق العدالة الكاملة ونيل المجرمين عقابهم".

 

ميقاتي بحث مع زوار السرايا في الاوضاع سياسيا وصحيا واجتماعيا

الابيض: اجتماع يوم الجمعة مع نقابة المستوردين لوضع النقاط على الحروف بشأن أدوية السرطان

وطنية/23 آب/2023

إجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض صباح اليوم في السرايا. وصرح الابيض بعد اللقاء:"تناول الإجتماع مع الرئيس ميقاتي الوضع الوبائي في لبنان وبخاصة وباء كورونا، وكما قالت الوزارة في السابق، هناك تزايد في  أعداد الإصابات وهذا الأمر نشهده عادة في موسم الصيف، وتقوم وزارة الصحة بترصد الحالات في المستشفيات وخارجها، وحاليا تفيد الأرقام التي لدينا، بأن هناك تزايدا في الحالات ولكن الوضع في المستشفيات هو تحت السيطرة، وهناك حالات قليلة جدا تحتاج للعناية المركزة، ولذلك نكرر تشديدنا على الوقاية، ونحن ننصح المرضى الذين يعانون من  امراض مصاحبة، والأكثر عرضة للإصابة بأن يأخذوا اللقاح لحماية انفسهم. كما ننصح من لديهم عوارض بتجنب المخالطة، وكل من لديهم مشاكل في المناعة بأن يستعملوا وسائل الحماية الشخصية كالكمامة وغيرها. ووزارة الصحة ستطلع المواطنين على اي جديد حول هذا الموضوع".

أضاف الابيض :"أما الموضوع الثاني الذي تحدثنا عنه فهو أدوية السرطان والأمراض المستعصية، وأذكر باللقاء السابق لنا ورئيس لجنة الصحة النيابية النائب بلال عبدالله وأعضاء اللجنة مع دولة الرئيس ميقاتي حيث تم التأكيد بأن هذا الأمر خط أحمر، فموضوع الدعم مستمر والتمويل موجود، وهذا سيكون محور اللقاء بين رئيس الحكومة وحاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري للاستمرار في الآلية المتبعة لتأمين هذه الأدوية للشعب اللبناني، وهذا الأمر كما قلت هو خط أحمر بالنسبة للحكومة اللبنانية. وتناولنا أيضا موضوع غسيل الكلى وتأمين المستلزمات، لأن هناك بعض الشح فيها بسبب بعض المصاعب التي كان يواجهها المستوردون، وسيتم في هذا الخصوص عقد لقاء غدا في وزارة الصحة بين الجهات الضامنة الرسمية، والمستوردين ونقابة المستشفيات  للبحث في حلول لهذا الموضوع، وأؤكد ان الخدمة المقدمة لمرضى غسيل الكلى ستستمر واي حل لن يكون على حساب المريض، ولن تكون هناك أي فروقات على عاتق المريض".  اضاف:"أطلعنا دولة الرئيس على بعض المشاريع الجديدة التي ستفتتح في بعض المستشفيات الحكومية وتتعلق بخدمة مرضى السرطان إضافة الى توسعة بعض أقسام غسيل الكلى، وهذا ما يساعد المرضى ويسهل عليهم التنقل كي لا يضطروا الى التنقل لمسافات طويلة للحصول على الخدمات".

 ورأى "ان المستشفيات الحكومية تقوم بدور جبار مع الطبقات الأكثر هشاشة لتقديم الخدمات لهم ولرفع الأعباء والفروقات التي تتطلبها احيانا المستشفيات الخاصة عن كاهلهم".

وردا على سؤال عن وجود انقطاع في أدوية السرطان، قال:"  هذا الأمر يثار دائما عندما تكون هناك مواضيع لها علاقة بالتمويل، فنلاحظ أن هناك بعض الشركات في الخارج تبطىء بإرسال هذه الادوية، ولقد تمكنا من حل هذا الموضوع من خلال وضع الالية، وسيعقد اجتماع يوم الجمعة المقبل مع نقابة المستوردين لوضع النقاط على الحروف، ولكن الدواء مؤمن حاليا عبر منصة التتبع الموجودة، وغالبية الأدوية موجودة والكلام الذي يقال عن ان نسبة 40 في المئة من الأدوية ليست موجودة غير صحيح ابدا".

 نائبان بقاعيان مع وفد العشائر

وإستقبل الرئيس ميقاتي  وفدا ضم النائبين ياسين ياسين وبلال الحشيمي ورئيس "اتحاد العشائر العربية في لبنان" الشيخ جاسم العسكر.  واعلن النائب ياسين بعد اللقاء:" زرنا دولة الرئيس نجيب ميقاتي متابعة للحادثة التي حصلت في البقاع الغربي مع العشائر العربية في بلدة القادرية، وتوضيحا فأن  ما حصل كان نزاعا تجاريا تخطى الأمور التي يجب أن يتخطاها، وحصل نوع من المداهمات من قبل المؤسسة العسكرية التي نكن لها كل الإحترام والتقدير. وجئنا لنطلب من الرئيس ميقاتي  التحقيق الشفاف والعادل بشأن هذا الموضوع وملابساته، وأيضا هناك شهداء وقعوا نحسبهم شهداء الجيش. ونريد أيضا التحقيق الشفاف من قبل الدولة لوضع الأمور في نصابها".  بدوره، قال الشيخ العسكر:"ان نهج العشائر العربية هو نهج الاعتدال ونحن من أكثر الحرصاء على البلد، ونحن طلاب  حقيقة ولسنا طلاب ثأر".

الجماعة الاسلامية

وإستقبل رئيس الحكومة وفدا من "الجماعة الاسلامية" برئاسة رئيس المكتب السياسي في لبنان علي أبو ياسين، في حضور  النائب عماد الحوت.  بعد اللقاء قال ابو ياسين:"تشرفنا اليوم بلقاء الرئيس ميقاتي ضمن جولة نقوم بها على المرجعيات السياسية والدينية كافة في هذا الوقت الذي فيه انتظار سلبي للمبادرات الخارجية وخاصة المبادرة الفرنسية. من الواضح تماما ان البلد الان يرزح تحت قوس من الازمات والمشكلات، ويعاني من الفراغ والشغور والتعطيل والانهيار الاقتصادي، وبالتالي فان معالجة الانهيار تبدأ بملء الشغور والواجب يقتضي الاسراع لانتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت ممكن، لوقف هذا الانهيار.

 لذلك تمنينا على دولته ان يصار الى معالجة هذه الامور واطلاق دينامية سياسية لمعالجة هذه الامور بشكل سريع". أضاف:"الموفد الفرنسي يطلب مواصفات للرئيس ومهامه، وهذه المواصفات والمهام محددة مسبقا بشكل واضح، فالرئيس المطلوب اليوم هو رئيس يحارب الفساد ويطلق العجلة الاقتصادية ويكون رئيسا لجميع  اللبنانيين، وقادرا على رفع الحصار عن لبنان وفك عزلته. هذه هي مواصفاته والمهام المطلوب منه القيام بها، وليست بحاجة الى رسائل وامتحانات من اجل معرفة هذه المواصفات."

 وقال : "رسالتنا الى الفريق الذي يعطل التشريع والتنفيذ، ان التعطيل في الازمات يخرب البلد ويؤدي الى انهيار كامل، واليوم مؤسسات البلد تتصدع وتنهار، كلنا سمعنا صرخة وزير التربية وصرخة وزير الصحة، وكلام قائد الجيش عن الازمات والمأساة الموجودة في هذا البلد، لذلك المطلوب وقف كل اشكال التعطيل واعادة التشريع الى مجلس النواب، وتسريع انتخاب رئيس للجمهورية وقيام الحكومة بواجباتها، لانها تقوم بالحد الادنى من تصريف الاعمال، ففي وقت الازمات لا يجوز ان تبقى الحكومة في تصريف الاعمال في الحد الادنى، لا بد من مبادرات، ومن ادارة لهذه الازمات".

 وقال:"كما تطرق الحديث الى موضوع اقتراح القانون الذي طرح في مجلس النواب والذي يهدد الاسرة والمجتمع والفرد ولبنان برمته وهو اقتراح الغاء القانون 534 الذي يشرعن الامور غير الاخلاقية وبالتالي لمسنا حرصا وطنيا من دولة الرئيس على رفضه للموضوع ولن يسلك طريقه الى الاقرار".

 نقيب محامي طرابلس والشمال

 واستقبل الرئيس ميقاتي نقيب محامي طرابلس والشمال ماري تيريز القوال وأعضاء مجلس النقابة.  وصرحت القوال بعد اللقاء:" زرنا دولة الرئيس وتمنينا عليه رعاية حفل اطلاق السنة القضائية في قصر العدل في طرابلس، ووضعناه في الصورة الحقيقية لعمل القضاء في الشمال وعكار، وأتينا أيضا لشكره على العمل الذي  تم إنجازه في قصر العدل في طرابلس تحت إشراف دولة الرئيس ونفذته الهيئة العليا للاغاثة مشكورة.

 "دعم الأسر الأكثر فقرا"

واستقبل الرئيس ميقاتي رئيس "الجمعية اللبنانية -الأميركية لدعم الأسر الأكثر فقرا" وسيم كبارة.                   

 

ابو فاعور كشف عن أدوية زراعية سامة في الأسواق تدخل عبر مافيات منظمة: ندعو رئيس الحكومة الى عقد اجتماع طارىء مع الوزراء المعنيين لمنع هذه الجريمة

وطنية/23 آب/2023

عقدَ عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور مؤتمراً صحافياً في مجلس النواب تناول فيه مسألة الفساد في الغذاء، وعرضَ خلاله مجموعة من ورأى أبو فاعور أنَّ "لبنان اليوم يجاهد من أجل قوّته، في ظلّ تحلّل الدولة إذ إنَّنا نشهد كلّ يوم انهياراً بقطاع جديد ولكن صحة المواطن وسلامته ليست رفاهية خاصةً عندما لا يستطيع تأمين الدواء والعلاج منها الأدوية السرطانية"، لافتاً إلى أنَّ "المواطن يجاهد لأجل قوّته ولأجل الحصول على الحدّ الأدنى من القوت، فكيف إذا كان هذا القوت مسمماً ومسرطناً؟". وأشارَ إلى أنَ "هذه الأدوية ممنوعة في معظم دول العالم، وفي لبنان بموجب قرارات وزارتَي الزراعة والصحة عندما كنا كحزب في الوزارتين، كذلك الأمر في أميركا وأوروبا، ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الزراعة والتغذية العالمية، إضافةً إلى الأمم المتحدةّ، وقد ثَبت أنَّ هذه الأدوية مسببة لعدد كبير من الأمراض، وتدخل على السوق اللّبناني ويتم استعمالها من قبل المزارعين، والبعض يستخدمها عن جهل، أمّا البعض الآخر فيعي خطورتها لكن يستخدمها كبديل، وبعضهم يستخدمها عن قلّة ضمير". واعتبر أبو فاعور أنّ "أحد المتضررين هو المزارع اللّبناني إذ إنه الحلقة الأضعف في دائرة الفساد الموجودة لأنَّ هذه المبيدات تستعمل في المزروعات وبالتالي تدخل إلى منازلنا وتسبب لنا العديد من الأمراض"، مفنداً الأصناف الموجودة والمسببة للأضرار منها المسببة للسرطان، وأخرى سامة تسبب التسمم القاتل أحياناً، وأخرى تعطّل الجهاز العصبي كاملاً، كذلك تؤثر على دماغ الطفل وببعض الأحيان فقدان الذاكرة إضافةً إلى عوارض أخرى نتيجة التسمم". ولفت إلى أنَّ "هذه المواد تدخل عبر مافيات منظمة من خلال بعض الشركات والأشخاص ويتمّ التنسيق بينهم ومعظم المزارعين من عكار إلى الجنوب إلى البقاع إلى جبل لبنان يستخدمون هذه الأدوية"، كاشفاً أنَّ "باب التهريب الأساسي من وإلى سوريا، يقودها شخص يحمل الجنسية السورية ويتنقل براحة بين لبنان وسوريا، ولدينا أسماء التجّار الذين يعمل معهم بين البلدين، قسم منهم من عكار والقسم الآخر من البقاع، إضافة إلى إدخالها عبر مرفأ بيروت، من خلال براميل على أساس أنّها مواد تنظيف ليتم تعليبها في لبنان وبيعها إلى المزارعين"، متوجهاً إلى مديرية الجمارك بالقول: "هل لدى المديرية علم بهذا الأمر وهل هي عاجزة عن السيطرة على كارثة التهريب خصوصاً بعد الانفجار الكارثي، علماً أن الفساد مستشر في المرفأ وقريباً سأكشف التفاصيل عن هذا الموضوع". وتابع: "كذلك يتمّ إدخالها إلى لبنان عبر موافقات مخادعة من قبل بعض الوزارات وتحديداً وزارة الصحة على أساس مواد تنظيف للمستودعات والمنازل من خلال شركات وفواتير وهمية"، مشدداً على أنَّ "المطلوب منع هذه الجريمة في أسرع وقت ممكن، وسأتقدم بإخبار إلى النيابة العامة التمييزية، يتضمّن كافة المعلومات التفصيلية من أسماء الشركات والأشخاص المتورطين في تسهيل دخول هذه المواد، والأدوية وضررها، ونتمنّى من القضاء أن يتحرّك بشكل سريع، ويعلمنا بالنتائج، إذ إنَّ المستودعات موجودة في كلّ المناطق".

وأضاف: "يجب تحرّك وزارة الزراعة لسحب كل هذه المواد من الأسواق وتنبيه المزارعين بعدم استخدامها ووضع خطة توجيهية معهم، وأنا سأضع وزير الزراعة في كافة التفاصيل، كذلك يجب على وزارة الصحة إعادة النظر بكل الموافقات والتأكد من الوثائق لديها لكي لا يتمّ الخداع وإدخالها على أساس أنها مواد تنظيف أو مواد أخرى".وختم أبو فاعور داعياً رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى "عقد اجتماع طارئ مع الوزراء المعنيين وهم وزراء: الصحة، البيئة، الزراعة، الداخلية والعدل لمنع، بالحدّ الأدنى، الضرر الذي يلحق بالمواطنين اللّبنانيين دون استثناء"، متمنياً على "الاجهزة الامنية كافة التحرك السريع لوضع حدّ لهذا الأمر".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 23-24 آب/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/ حسابي الأساسي والقديم اقفل ومن يرغب بمتابعتي ع التوتر الرابط في أسفل

https://twitter.com/BejjaniY42177

Below is the link of my new Twitter account/My old one was closed   For those who want to follow me the link is below

https://twitter.com/BejjaniY42177

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 23 آب2023

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/121529/121529/

 23 آب/2023

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For August 23/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/121532/121532/

August 23/2023/