ادمون الشدياق/لبنان ولاية الفقيه…ام ولاية الدستور

37

لبنان ولاية الفقيه…ام ولاية الدستور
ادمون الشدياق/29 كانون الثاني/2025

نسمع هذه الايام انه يمكن التعامل والتكامل والتعاون مع حزب الله لما بيسلم سلاحه للجيش ويكون ولاؤه فقط للبنان وبعد ذلك فلن يكون هناك حاجز للتعامل معه كحزب سياسي لبناني. التكامل والتعامل والتعاون غير ممكن ومستحيل مع حزب مثل حزب الله يؤمن بأتباع امر وسلطة ولاية الفقيه (اي بتحكم شخص غير لبناني وغير منتخب بلبنان وسيادته) وامين عام الحزب الراحل صرح بانه يفتخر بان يكون جندي صغير عند ولي الفقيه. ومع حزب ما زال يؤمن باسلمة لبنان وجعله دولة اسلامية يعيش فيها المسيحي باحكام اهل الذمة، بحزب لا يؤمن بالتعددية الدينية المتساوية ويؤمن بسيادة دين على دين، حزب لا يؤمن بالقرار الوطني لأن قراره نابع من مصدر ومرجع سياسي خارجي وان كان دينياً، حزب لا يؤمن بالدستور اللبناني لأنه في الدولة الاسلامية لا مرجعية الا للقرأن والدستور ينتفي بحكم وجود احكام تعلو عليه وتنقضه اذا اختلفت معه.

بسلاح او بدون سلاح لا يمكن التعاون والقبول والتحالف مع حزب الله الا اذا تخلى عن ايديولجيته وهو لن يفعل لانها سبب وعلة وجوده. هناك حزبان لا يمكن التحالف معهم بدون ضرب عقيدتنا ونهائية كياننا، هما حزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي للأسباب التي كلنا ولا شك نعرفها.
المنادين بكعاية ربط التعاون والقبول بعودة حزب الله الى لبنانيته يعرفون ان الفكرة ضربة كم وكذبة لا يصدقونها هم انفسهم بل هي للاستهلاك الحزبي. وكل كلام اخر هو ذر رماد في العيون وضحك على أغنام القطيع الغارقين في هبل مأدلج يجافيه التاريخ وواقع الأحداث وطبيعة ايديولوجية حزب الله ومبرر وجوده.

الحل هو في مواجهة هذا الحزب، هذا السرطان الذي يضرب الجسم اللبناني وسيادة الدولة وتحرير المكون الشيعي منه بتقوية الشيعة الاحرار ومساندتهم على حساب هذا الشر المطلق المسمى حزب ايران في لبنان . في الماضي ارتكبنا الخطيئة الكبرى وضحينا بالمعارضة الشيعية في١٤ آذار كرمى لعيون الفاسد نبيه بري ولهلوسة الفكرة المضحكة الا وهي ” لبننة حزب الله ” وكنا نحن احد اسباب الحالة التي يعيشها لبنان اليوم. اتمنى ان لا نتخاذل اليوم ونعيد الخطاءنفسه ونهرب الى الامام من المواجهة.

الجمهورية الافلاطونية ليس موجودة الا في مخيلة أفلاطون فمتى سنقرر المواجهة المطلقة حتى استعادة لبنان. لبنان ال ١٠٤٥٢ كلم٢. لنؤمن بقضيتنا وبتراب وطننا وحدوده ولنحرره ومن ثم نختار بعد زوال الاحتلال آلية حكم ونظام لبنان ومنها اذا اردنا الفدرالية او اي نظام اخر نختاره ولكن بارادتنا وارادة باقي الشعب اللبناني الحرة وليس هروباً من المواجهة مع حزب الله وبلطجيته وسلاحه وهيمنته.

لقد اخترنا حتى الآن مقاومة النطرة على ضفة النهر والخطابات وتجميع النواب في مجلس مخطوف ومحتل في دولة يقرر فيها حزب الله قوانين اللعبة وحدودها فمتى سنتخذ القرار ونتخلى عن سياسة ابو ملحم وجمهورية افلاطون ونقرر التوقف عن اللعب وتغيير اللعبة باكملها الى لعبة نقرر فيها نحن وباقي اللبنانيين الأحرار مصير لبنان وقوانين السيادة والحرية والاستقلال.

يجب ان يكون لبنان وطن اختياري وارادي (وليس بالقوة) لكل مواطن يؤمن فعلاً بلبنان اولاً وطن نهائي غير منعوت الا بذاته، وب ال ١٠٤٥٢ كلم٢ يحكمها ويقودها ويقرر مصيرها ابنائها الشرفاء السياديين والاحرار.