الياس بجاني/نص وفيديو: حزب الله الجهادي والملالوي والخارج عن القانون يحدد معايير القيم الاجتماعية وبالإرهاب يحاول أن يفرضها على اللبنانيين كما فعل باعتدائه الوحشي على الصحافي داوود رمال

133

الياس بجاني/نص وفيديو: حزب الله الجهادي والملالوي والخارج عن القانون يحدد معايير القيم الاجتماعية وبالإرهاب يحاول أن يفرضها على اللبنانيين كما فعل باعتدائه الوحشي على الصحافي داوود رمال
الياس بجاني/02 كانون الأول/2024

Click Here to read & watch the English Video version of this piece
اضغط هنا لقراء ومشاهدة فيديو المقالة بالعربية

شهدت بلدة “الدوير” الجنوبية بتاريخ 30 من الشهر المنصرم حادثة مؤسفة تمثلت في اعتداء وحشي نفذه أفراد ينتمون إلى حزب الله على الصحافي داوود رمال أثناء وجوده في جبانة البلدة يقرأ الفاتحة على روح والديه. لم يكتف المعتدون بإلحاق إصابات برمال أفقدته الوعي، بل لاحقوه إلى باب منزله، وأكملوا ضربه أمام أفراد عائلته في مشهد يعكس أقصى درجات العنف والاستبداد.

بيان حزب الله: نفي مخادع ومصادرة لحرية التعبير
عقد الحادث الذي لقي استنكاراً وطنياً عارماً أصدر حزب الله بيانًا عبر “العلاقات الإعلامية”، زعم فيه أن الاعتداء “حادثة فردية” لا علاقة للحزب بها، مؤكدًا أن “حرية التعبير مقدسة طالما أنها لم تنتهك القيم الاجتماعية والقوانين المرعية الإجراء”.

نص البيان: “العلاقات الإعلامية في “حزب الله” تنفي علاقتها بحادثة “التعرض لأحد الصحافيين”
وطنية وكالة الأنباء الوطنية/01 كانون الأول/2024
أفادت العلاقات الإعلامية في “حزب الله” في بيان، أن “حادثة الاعتداء التي تعرض لها أحد الصحافيين هي حادثة فردية ولا علاقة للحزب بها”. وأكدت أن “حرية التعبير مقدسة طالما أنها لم تنتهك القيم الاجتماعية والقوانين المرعية الإجراء”.

هذا البيان، الذي هو محاولة فاشلة للتنصل من المسؤولية، يثير مخاوف جدية بشأن مفهوم الحزب لحرية التعبير. إذ إن استخدام عبارة “طالما أنها لم تنتهك القيم الاجتماعية” يشكل انحرافاً خطيراً عن مبادئ الحريات العامة والدستور اللبناني ومبدأ التعايش الميثاقي، ويفتح الباب أمام الحزب لفرض معاييره الخاصة على المجتمع اللبناني. إن حزب الله، بحكم أيديولوجيته المذهبية والجهادية الملالوية، يريد أن يفرض وصايته بالقوة والإرهابي ليس فقط على أبناء الطائفة الشيعية، بل على كل اللبنانيين، واضعاً نفسه حارساً على ما يسميه “القيم الاجتماعية”. هذه الوصاية هي نوع من الإرهاب 100% وتتعارض كلياً مع طبيعة لبنان كبلد متنوع يضم 18 مذهبياً من طوائف مختلفة، ويتسم بتعددية ثقافية وحضارية فريدة.

إنه، وفي مجتمع متنوع مثل لبنان، ليس لأي فئة أو حزب الحق في تحديد معايير القيم الاجتماعية أو تقييد الحريات بناءً على معايير معينة، ولهذا فإن مفهوم حزب الله في هذا السياق هو اعتداء صارخ على التعددية التي قام عليها لبنان، وانتهاكاً للدستور والأعراف والمواثيق، ومحاولة لتقييد الحريات العامة والإعلامية تحت غطاء “القيم الاجتماعية”.

يبقى أن الاعتداء على الصحافي داوود رمال (كنا أصدرنا بياناً استنكرنا فيه الواقعة هو مرفق) ليس حادثة فردية كما يدعي الحزب، بل هو جزء من نمط ممنهج يستخدمه لإسكات الأصوات المعارضة وتكميم الإعلام. إن الحادثة تكشف عن نهج واضح في استخدام الترهيب والعنف لقمع كل من يجرؤ على انتقاد الحزب أو الخروج عن إطار أيديولوجيته الجهادية. إن هذا السلوك العدواني يتطلب موقفاً حازماً من جميع اللبنانيين، بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم رفضاً لهيمنة الحزب على الحريات العامة والقيم الاجتماعية كما يجب أن يدرك أبناء الطائفة الشيعية المؤيد لحزب الله بأن هذه الوصاية لا تخدمهم، بل تسجنهم في إطار ضيق من العزلة الجهادية والعداء مع محيطهم اللبناني والعربي.

في الخلاصة، إن الاعتداء على داوود رمال الذي لاقى استنكاراً لبنانياً عارماً ليس سوى مثال جديد على الاستبداد الذي يمارسه حزب الله تحت شعارات مذهبية مغلفة بوسائل قمع وإرهاب مزيفة في بلد يقوم على التعددية، لهذا لا يمكن السماح لأي طرف بأن يصبح وصياً على القيم الاجتماعية أو أن يُخضع الإعلام لمعاييره الخاصة لأنه حرية التعبير هي حق أساسي غير قابل للمساومة، وأي اعتداء عليها هو اعتداء على جوهر لبنان وهويته.
**الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت
https://eliasbejjaninews.com

/02 كانون الأول/2024/فيديو من امام قصر العدل وقفة تضامنية رفضاً للاعتداءات على الصحافيين

الياس بجاني/نص وفيديو: معايير ومفاهيم الانتصارات الإلهية عند حزب الله وحماس وإيران وكل جماعات ودول الإسلام السياسي هي مرّضية ومثيرة للشفقة