في الذكرى الرابعة لتفجير مرفأ بيروت، نعود بذاكرتنا إلى الرابع من شهر آب 2020، ذلك اليوم الذي شهد إحدى أكبر الكوارث في تاريخ لبنان والعالم. التفجير الذي وقع في مرفأ بيروت صنف كأكبر تفجير غير نووي في التاريخ، حيث أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص، وإصابة الآلاف، وتشريد مئات الآلاف، وتحويل العاصمة اللبنانية إلى مشهد من الدمار والخراب.
تفجير مرفأ بيروت الإرهابي والإجرامي نتج عن اشتعال كمية ضخمة من نترات الأمونيوم التي كانت مخزنة في المرفأ. هذه المواد الخطيرة كانت مخزنة منذ سنوات، ويُعتقد بأن حزب الله ونظام الأسد السوري كانوا يستخدمونها في تصنيع البراميل المتفجرة التي أودت بحياة آلاف السوريين، كما كان استخدمها حزب الله في عملياته الإرهابية في العديد من الدول الأوروبية. وقد أكدت السلطات في قبرص وألمانيا علاقة حزب الله بهذه المواد وصادرت كميات منها.
منذ وقوع التفجير، عرقل حزب الله، الذي هو لذراع إيرانية إرهابية تحتل لبنان وتعيث فيه دماراً وفساداً وتقتل أهله وتهجرهم وتفقرهم، عرقل التحقيقات القضائية بكل الوسائل الإجرامية واللاقانونية المتوفرة لديه من فائض قوة وسلاح وإرهاب واغتيالات واتهامات واعتقالات وتسخير قضاء وقد حيث هدد مسئولون من الحزب القضاة المكلفين بالتحقيق، وتم اغتيال عدد من المسؤولين العسكريين والمدنيين الذين كانوا يمتلكون معلومات حول تورط الحزب وسوريا الأسد في التفجير. من بين هؤلاء الضحايا، الضابطين اللذين عملا في المرفأ (منير ابو رجيلي وجوزيف سكاف) والمصور جو بجاني الذي اغتيل في منزله ببلدته الكحالة.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد قام وفيق صفا، المسؤول الأمني في حزب الله، بتهديد القاضي طارق بيطار المكلف بمتابعة الملف، مما أدى إلى وقف التحقيقات بالقوة ومنع حضور الشهود المتورطين من وزراء ونواب وأمنيين.
لجنة أهالي ضحايا التفجير ستنظم اليوم، بتاريخ 4 آب، وقفة احتجاجية في ذكرى المجزرة، مطالبين بالعدالة للضحايا والمصابين. هؤلاء الأهالي، الذين فقدوا أحباءهم وأُصيبوا بجروح جسدية ونفسية لا تندمل، يطالبون بالكشف عن الحقيقة ومعاقبة المسؤولين عن هذه الكارثة.
في الخلاصة،، يجب أن نؤكد أن العدالة لا تزال مطلبًا ملحًا، وأن التحقيق يجب أن يستمر حتى يتم الكشف عن الحقيقة ومعاقبة الجناة حيث لا يمكن أن نبني مستقبلًا آمنًا ومستقرًا للبنان ما لم يتم تحقيق العدالة والمحاسبة.
تفجير المرفأ لم يكن مجرد حادث عرضي، بل جريمة تتطلب تحقيقًا نزيهًا وشاملًا يضمن حقوق الضحايا ويعيد الأمل لأسرهم وللبنانيين جميعًا.
**الكاتب ناشط لبناني اغترابي عنوان الكاتب الالكتروني [email protected] رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت http://www.eliasbejjaninew.com