25 أيّار هو يوم نكبة وليس عيد تحرير. الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري/25 آيار/2023
يومها شاهدنا على أرض الواقع أَعلامًا لحزب الله، ولحركة أمل، وللحزب الشيوعي، وللقومي السوري، ولإيران… ولم تقع أعيُنُنا على علم لبنانيّ واحد.
يومئذٍ، كانت الانطلاقة من كذبة تحرير الجنوب إلى هدف أكبر وأخبث، عنيتُ به الانتقال من احتلال الجنوب إلى وضع اليد على القرار اللبناني بغاية الوصول إلى إعلان لبنان جمهورية إسلامية في حضن الفقيه.
يا أيّها السياسيّون الدجّالون أتباع النظام الكليبتوقراطي، أتُدركون أنّكم ذاهبون بأرجلكم، وانحطاطكم، وبملء إرادتكم، نحو مصيركم في كنف الخامنئي.
أغبياء أنتم، مازوشيّون، تستمتعون بإمعان المحتلّ حزب الله بتعذيبكم وجَلدِكم.
جميعكم ضحّيتم ببطولات شهدائكم، لتُقدّسوا شهداء هذا المحتلّ.
جميعكم بتّم تخجلون بتاريخكم وتاريخ لبنان، لتجعلوا من تآمره على لبنان مقاومة.
جميعكم تعتبرونه مكوّنًا لبنانيًّا، لتُبرروا مساكنته ومهادنته تحت سقف البرلمان.
أقصى حدودكم أن تُطالبوا بمناقشة استراتيجيّة دفاعيّة معه، وأدنى شروطه “الايد اللي بدها تمتد عَ سلاحنا بدنا نقطعها”.
تُهلوِسون بمقاومته سياسيًّا وبإعادته إلى البيت اللبناني، وترسانته باتت ارهابًا اقليميًّا ودوليًّا.
تحلمون بخوف وتردّد بنظام فدرالي أو تقسيم أو منطقة حرّة، لأنّه أقوى منكم وأنتم في انحلال أمام سطوته! وتتناسون أنّ القوي وصاحب الدويلة والسلاح هو الكلمة الفصل، وليس الضعيف المرتعد من كثرة ما هو جبان.
تنكّرتم للجنوبيين الذين اغتَصب أرضهم حزب الله، وهجّرهم إلى إسرائيل! لعنتهم ستلاحقكم إلى أولاد أولادكم. تابعوا في تجاهل هؤلاء الشرفاء الذين حفظوا بدمائهم تراب الجنوب وصانوه من الفدائيين الفلسطينيين، وأنا أضمن لكم أنّ علم ولاية الفقيه سيرتفع قريبًا فوق سرايا بيروت.
في يوم النكبة هذا، أنحني أمام مصيبة عائلاتنا المهجّرة إلى إسرائيل، وأصلّي داعيًا لجميع أفرادها كي يثابروا على الظلم الذي لحق بهم، من اللبنانيين والإسرائيليين على السواء. هم إرث لبناني لن نتخلّى عنه، ولن ننسى أن دولتهم “وضعتهم في النار ومن ثُمّ حاكمتهم لأنّهم احترقوا”، كما وصفهم اللواء الركن أنطوان لحد، وهو الوصف الأدقّ لحالهم.
أنا حزين حتّى الموت، وعيد “التحرير” بدعة لا تعنيني.
(شاهد الفيلم القصير المرفق لقطات يوم التهجير من أرشيفي الخاص)