حزب الإتحاد السرياني العالمي أحيا الذكرى المئوية للابادة السريانية Sayfo مراد: لاعتراف نيابي لبناني بالابادة أسوة بالارمنية الإثنين 27 نيسان 2015
وطنية – أقام حزب الإتحاد السرياني العالمي احتفالا في مبنى بلدية الجديدة – البوشرية – السد، لمناسبة الذكرى المئوية للابادة السريانية والارمنية “سيفو Sayfo”. بداية النشيد الوطني ونشيد الحزب، تلاها كلمة ترحيب من الإعلامية رانيا زهرا وفيلم وثائقي عن المجازر السريانية التي حصلت في تركيا وما تلاه من تحركات في أوروبا بداية وصولا الى لبنان مع حزب الإتحاد السرياني العالمي. حضر الإحتفال ممثل بطريرك الكنيسة السريانية الارثوذكسية البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني النائب البطريركي ومدير المؤسسات البطريركية المطران ميخائيل شمعون، ممثل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، ممثل بطريرك الارمن الارثوذكس الكاثوليكوس آرام الأول كشيشيان المطران نيراير اشوكيان، ممثل بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان امين سر البطريركية الاب حبيب مراد، ممثل الرئيس ميشال سليمان العميد اسعد مكاري، ممثل رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل النائب سامي الجميل، ،ممثل رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون منسق منطقة المتن في التيار الوطني الحر هشام كنج، ممثل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عضو الهيئة التنفيذية ادي ابي اللمع، ، وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دي فريج، النائب شانت جنجنيان، ممثل النائب نديم الجميل الكولونيل نديم فارس، ممثل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم العميد الياس البيسري، رئيس حزب الهنشاك الكسندر كوشكريان، امين عام جبهة الحرية غسان ابو جودة، راعي ابرشية جبل لبنان وطرابلس للسريان الارثوذكس المطران جورج صليبا، متروبوليت بيروت للسريان الارثوذكس المطران دانيال كورية، الخوراسقف ياترون غوليانا ممثلا كنيسة المشرق الاشورية وعدد كبير من الفاعليات الحزبية ورؤساء الاتحادات والروابط والجمعيات واعضاء البلديات والمخاتير.
الجميل
بداية كانت كلمة للنائب سامي الجميل، الذي قال: “اننا كموارنة نغار منكم لأننا خسرنا معركة اللغة وانتم ربحتموها وتمكنتم من المحافظة على تراثكم وذكرى شهدائكم. نغار منكم لأننا كموارنة لدينا أكثر من 200 ألف شهيد في جبل لبنان ولكن نحن خجلنا من إقامة هذه الذكرى”.
اضاف: “عندما نتذكر، فإننا نتذكر سويا كلبنانيين، فهذه الذكرى مشتركة للجميع لأنه فيها تمت محاولة إلغاء الشعب السرياني، من المنطقة التي نعتبر أنفسنا أصيلين فيها”. وأكد الجميل ان “من حقنا المحافظة على تاريخنا ومن حقنا ان تعترف الدول المجاورة بتضحياتنا”، وقال: “اننا موجودون كي نحافظ على الذكرى ونقول لجميع اللبنانيين “لن ننسى ولن نستسلم وسنحافظ على وجودنا وبقائنا وهويتنا التاريخية”. وقال الجميل: “نفكر بالمطرانين المخطوفين يوحنا ابراهيم واليازجي، ونتمنى لهم العودة السريعة الينا.
جنجيان
ورأى النائب جنجنيان “ان المذابح التي حصلت تتكرر بسبب نكران الأتراك لهذه الإبادة وان حقنا لن يموت ولو بعد 200 و300 سنة ولن ندع قضيتنا تتلاشى”. وشكر “كل من وقف الى جانبنا من الذين اعترفوا بالمجازر”. وقال: “من واجبنا ان نعمل على عدد من المرتكزات كي ننتصر في قضيتنا منها تفعيل المواجهة ضد النكران التركي والتضامن مع كل الإقليات التي طالتها الإبادة عام 1915 وعدم الإكتفاء بالشعارات لأنها لا تغذي الا الكراهية”، مشيرا الى “أن ما حصل عام 1915 يحصل اليوم في العديد من المناطق حول العالم”.
دي فريج
من جهته، اعتبر الوزير دي فريج “ان المشكلة ليست في العبارة التي اعتمدت لتعريف الجريمة التي حصلت، وأن الإكتفاء بإصدار قوانين أو بيانات او تقديم واجب التعزية لضحايا هذه الجرائم لم يؤد بعد مئة عام على ارتكابها الى إحقاق الحق ومعالجة نتائج هذه الجرائم”، مشيرا الى “أن المشكلة تكمن في مكان آخر وانه من المسلم به في القانون الدولي انه يحق لمسيحيي تركيا بإرادتهم المنفردة الإختيار بين العودة واسترجاع ممتلكاتهم أو التعويض عنها”. وقال: “علينا ان نستمر اليوم في النضال من أجل معالجة تداعيات هذه الجريمة ومواجهة تحديات جديدة في أكثر من مكان لتفادي تكرار ما حصل”، لافتا الى “أن المجتمع الدولي يشاهد مئات الآلاف من مسيحيي المنطقة يقتلون أو يهجرون وهذا المجتمع لا يتحرك عند تصفية كهنتهم أو خطف مطارنتهم”، مؤكدا “ان من واجب هذه الدول يتمثل بالعمل على وقف قتلهم وتهجيرهم وتقديم كل المقومات لصمودهم في أرضهم”. وأكد “أن حليفنا سيبقى الإعتدال وأن إيماننا بالله وبرسلنا وإرادتنا في البقاء حيث ولدنا شكلوا لنا الحاضنة الحامية الوحيدة”.
كورية
وقال متروبوليت بيروت للسريان الأرثوذكس: “نحن المسيحيون كنا وما زلنا وعلى مثال معلمنا الصالح يسوع المسيح، ندعو ونعمل، للمسامحة والمصالحة للغفران والمحبة، للحوار وقبول الآخر، للمواطنة والتعايش، ولكن هذا لا يمنعنا ولا يعيقنا أبدا من البحث عن المسببات والحقائق التي نغصت وما زالت تنغص سلامنا وتقوض حضورنا ووجودنا التاريخي، وتقضي على عيشنا المشترك مع مختلف أطياف ومذاهب وأديان شرقنا الحبيب، بل يعلمنا أن لا نسكت على ضيم وأن نطالب بحقوقنا ومواطنتنا مع تمسكنا بمسؤولياتنا كمواطنين صالحين ونافعين لنكون قدوة وسببا أخلاقيا وإنسانيا يحول دون إعادة صفحات الماضي السوداء الأليمة”. أضاف: “لقرن كامل مضى، لم يتمكن العالم ومجتمعه المدني إلا بأن يلقي القبض على الضحية والتي مازالت على المشرحة، والجاني حر طليق وقد أدمن فعلته ويعيدها كلما سنحت له الفرصة، فما يحصل اليوم في شرقنا العزيز وخصوصا في بلاد ما بين النهرين في الموصل وسهل نينوى وبعض المدن والمناطق السورية كالخابور، ما هو إلا إعادة لنفس السيناريو لإبادة وتطهير وتهجير الشعب الأصلي والنبيل، ومسح تاريخه الحضاري الأصيل، وكأنها سفر برلك الثانية أو (السيفو الثانية.). وعن المطرانين المخطوفين، كشف المطران كورية ان “كل المعطيات تؤكد بأنهما على قيد الحياة، ولكن لم يفصح علنا عن الذين قرروا استضافتهما خلال السنتين الماضيتين وما هو سبب الاختطاف والاحتجاز والتغييب أو الإستضافة”، معتبرا “ان فسحة الأمل وفتحات التفاؤل المطمئنة تظهر لنا بين الحين والآخر، ونأمل أن يفتح باب سجنهما على مصراعيه وبأقرب وقت ممكن، ونزف للجميع فرحة عودتهما لنا ولرعيتيهما سالمين معافين، حاملين بشهادتهما وتضحياتهما بشائر الأمن والسلام لنا جميعا”. وأكد كورية اننا “لسنا ضيوفا في هذا الشرق مهد المسيحية، بل نحن من صلبه وجوهره، والشرق من دون المسيحية يختل توازنه ويفقد معناه ووجوده، فكل الاضطهادات والحروب عبر الأزمنة لم تستطع اقتلاعنا من جذورنا، وسنبقى كما أوصانا مسيحنا القدوس وكما علمتنا كتبنا المقدسة دعاة سلام ورسل محبة، عاملين من أجل خير الإنسانية جمعاء ورفع الظلم عن المظلومين والمستضعفين”.
مراد
أما رئيس حزب الإتحاد السرياني العالمي فقد دعا، في كلمته، الى التعلم من أخطائنا لنتجنب خسارة كيانات وقوميات وثقافات وحضارات مجانا. ولفت مراد الى “اننا نريد ان تعترف تركيا بالإبادة ليس لتسجيل موقف معين أو لاسترداد شهداء المجازر، إنما نريد من تركيا والدول العربية والعالم الاسلامي والمجتمع الغربي أن يعترفوا جميعا بسياستهم الخاطئة تجاه ما يسمى بالاقليات الدينية والعرقية والاثنية وأن يعوضوا عنهم بإعادة حقوقهم كافة أسوة “بالاكثريات” وإلا تكررت “سيفو” مع كل حاكم جديد او نظام جديد او فكر جديد وسترتكب المجازر وتختطف شعوبا وليس فقط مطرانين”. وإذ تحدث عن عدد كبير من المجازر التي طالت الشعب السرياني الكلداني الآشوري بعد العام 1915 وصولا الى ما نشهده اليوم، شدد على أن مجلس لقيادة العليا للحزب ما زال حتى الآن يناضل منذ 1992 بالتظاهرات والاضرابات والاعتصامات والمقاومة العسكرية وبفضل هذه التحركات انتزعنا اعتراف بعض الدول بالمجازر واجبرت تركيا على اعادة قرى واديرة وبعض الحقوق الى أصحابها”. وقال مراد: “نريد من اخوتنا المسلمين بالدرجة الاولى ان يترجموا موقفهم الرافض للارهاب باسم الدين من خلال توظيف كل امكانياتهم ومنابر المساجد في الدول الاسلامية والعربية لتوعية بعض المسلمين الضالين على دور المسيحيين الفاعل في هذا الشرق الذي اغنى الحضارة الاسلامية والعربية بامتياز من حضارتهم وثقافتن المتجذرة في هذا الشرق من الاف السنين”، مؤكدا اننا “نريد نهضة اسلامية عربية شاملة تنهي الارهاب المسيء للاسلام”. وطالب مراد “مجلس النواب اللبناني بالاعتراف بالابادة السريانية اسوة بالابادة الارمنية”، مؤكدا “ان الحزب سيطلق حملة تواقيع نيابية لدعم هذا المطلب”.