تعليقاًعلى هرطقة المؤتمر المسيحي الأسدي في واشنطن كتب ايلي فواز تحت عنوان أيها المسلمون يقول
اعذرونا
إيلـي فــواز/لبنان الآن
17 أيلول/14
اعذرونا أيها المسلمون لأننا خذلناكم. اعذرونا لأننا لم نعد نشهد للحق، وبتنا نتقن التزلّف ونتباهى بالجهالة.
اعذرونا إن قام بيننا ألف بغدادي يمجّد العنصرية ويبشّر بالكراهية ويدعم الظالم على المظلوم. اعذرونا إن ارتأى قادتنا الروحيون وبعض القادة السياسيين معهم أن أرواح المسيحيين أثمن من أرواح المسلمين، أكان في سوريا أم العراق. واعذرونا إن رفع هؤلاء القادة الصوت في الغرب من أجل مسيحيي الموصل، وسكتوا عن أطفال الغوطة الذين ماتوا خنقاً بكيماوي الأسد.
هكذا قرر القادة الروحيون المسيحيون: انحراف البغدادي أخطر من إجرام بشار الأسد، وهمجية داعش أقسى عليهم من إرهاب “حزب الله”.
قرر القادة أولئك أنهم يستطيعون اللعب على حبال السياسة، أي أن يطالبوا بالحرية لهم ولأبناء رعيتهم وملّتهم، والديكتاتورية لإخوانهم. للأسف لم نتعلم شيئاً من ماضينا، من كتابنا، من قياديينا ومفكرينا.
اعذرونا فنحن أفلسنا منذ زمن بعيد. وأصبح من يمثّلنا في منتديات الغرب رجلاً ستينياً كل إنجازاته أنه كان يجلس في طائرة القدر الأفريقية بجانب من أصبح أحد حكام هذا العصر الطغاة. لم نسمع له خطاباً ولم نقرأ له مقالاً، كل ما تناولته عنه الصحف يدينه. ومع هذا تأبط آباءَ الكنيسة وذهب معهم ليدافع عن بشار.
عندما ذهب شارل مالك ممثلاً لبنان في الأمم المتحدة ليشارك بصياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، أخذ في حقائبه مشاكل الشرق والإنسان فيه. ذهب ليدافع عن أفكار ظنَّ أنها ستضع المشرق على خطى التقدم والتطور. وانطلق الدكتور مالك من المبادئ الأربعة التي آمن بها، أي “حرية المعتقد والرأي والتحرر من الخوف والحاجة” ليطبع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بفكره.
أما تلك المبادئ الأربعة فهي في قلب بناء إنسان حرّ لا يخضع لخوف من أي جهة أتى. لا بل هي الأساس لبناء مجتمع مزدهر وآمن من أي تطرف مهما كان نوعه. كان يعرف يومها الدكتور مالك أن بناء مجتمع سليم يبدأ ببناء إنسان حرّ في خياراته من دون قيود تجبره التنكر لقناعاته.
هذه المبادئ ما زالت صالحة ليومنا هذا. فلا يمكن أن تنشأ مجتمعات آمنة وسليمة في شرقنا العربي المسلم، وتزدهر فيها الأقليات، إن لم تكن تلك المجتمعات حرة، والإنسان فيها معافى من خوف السجّان الى أي نوع انتمى.
هذا ما لم يقرأه القادة الروحيون المشرقيون الذين ذهبوا إلى واشنطن، ليس دفاعاً عن الإنسان وقيمته، أكان “يهودياً” أم “سامرياً”.
اعذرونا يا أخواننا، وتأكدوا أن ما يذهب إليه البعض الضّالّ ليس لسان حال كل المسيحيين.
منافقون همهم تراب الأرض
الياس بجاني/يا صديقي ايلي فواز إن رجال الدين الكبار من كل الطوائف في الدول العربية هم صنوج وابواق للحكام وبشارة الراعي ألحق الكنيسة المارونية بهم. خذ مثلا مفتى سوريا وأكمل. هؤلاء كتبة وفريسيون أما الطاقم السياسي وخصوصا عندنا الموارنة الذين شاركوا في المؤتمر المؤامرة فحدث ولا حرج