الياس بجاني/إيجابيتان في لقاء بكركي اليوم مع مجموعات الحراك الثوري/مع نص كلمة البطريرك وتقرير

139

إيجابيتان في لقاء بكركي اليوم مع مجموعات الحراك الثورية
الياس بجاني/26 أيار/2021

بدايةً، ورغم السقف العالي السيادي والإستقلالي للصرح البطريركي ولسيده، فإنّ معظم من شاركوا في لقاء بكركي اليوم، من مجموعات الحراك والثوار، يطالبون برفع السقف السيادي أعلى، وبوضوح أكثر، فيما يتعلق بإحتلال حزب الله وإشكالاته التي لا تعدّ ولا تحصى.
وقد رأى معظم من شاركوا في هذا اللقاء الموسّع، بأنّ هناك تحوّلاً ملموساً في نوعية ومحتوى وسقف الكلمات التي أُلقيت، وذلك مقارنةً مع تلك التي أُلقيت في لقاء مماثل منذ حوالي السنة.
ففي اللقاء السابق كان هناك من دافع عن حزب الله وسلاحه من داخل الصرح، أما اليوم فهكذا أمر لم يحصل، بل على العكس، الكثير من الكلمات هاجمت هذا السلاح وبيّنت مخاطره.
هذا وقد توافق كثر من الذين أمّوا بكركي اليوم، على إيجابيّتان ميّزا اللقاء وصبغاه:
أولاً: الدعوة إلى مؤتمر دولي لتحقيق الحياد وتنفيذ القرارات الدوليّة الخاصة بلبنان، وليس لتطبيق دستور الطائف.
ثانياً: غياب كامل لأي كلمة تؤيّد حزب الله أو ترى في سلاحه سلاح مقاومة، بل على العكس، فقد كانت هناك انتقادات صريحة وجريئة لوجود هذا الحزب المسلّح ولهيمنته ولإحتلاله.
وأيضًا ممّا كان متفقٌ عليه بين معظم المجموعات، هو أنّ دور بكركي اساسي للغاية، ومحوري، ويجب مساندته، إلا أنّه لا يجب أبداً حصر النشاط السيادي والاستقلالي والسعي للتخلص من الإحتلال وعقد المؤتمر الدولي على الصرح فقط.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت
http://www.eliasbejjaninew.com

في اسفل نص كلمة البطريرك الراعي التي ألقاها خلال اللقاء وتقرير من الوطنية يغطي اللقاء

الراعي جدد دعمه لمجموعات الحراك المدني: لبنان مريض يحتاج الى استعادة هويته الحقيقية بمساعدة هذا الجيل والحراك
الأربعاء 26 أيار 2021
وطنية – جدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “دعمه ومباركته لمجموعات الثورة والحراك المدني”، معتبرا أنه “شعلة رجاء وأمل في ظلمة الأيام”.
وفي كلمة أمام مجموعات الثورة في لقاء عُقد بعد ظهر اليوم الأربعاء 26 أيار 2021 في الصرح البطريركي في بكركي بتنظيم من حركة “نحو الحرية” ضمّ مشاركين من مختلف الطوائف والمناطق اللبنانية، قال غبطته: “شكراً لقدومكم من كل المناطق اللبنانية شباب وشابات الثورة والحراك، يحرّككم الانتماء للبنان والمواطنة اللبنانية وهذا ما نعتزّ به منذ بداية ثورة 17 تشرين. أشكركم على كل الكلمات التي تفضلتم بها والصرخات التي أطلقتموها والتي هي بمثابة برنامج عمل سأعود إليه في كل الخطوات التي أقوم بها داخلياَ وخارجياً وخاصة في موضوعي الحياد والمؤتمر الدولي من أجل لبنان.”
وتابع غبطته: “سأُجيب في كلمتي عن ثلاثة أسئلة طُرحت عليّ:
الاول: ما هو المطلوب من الحراك المدني لكسب ثقة الناس؟
نحن باركنا الحراك منذ انطلاقته لأنني رأيت فيه شعلة رجاء جمعت مواطنين من كل المناطق وكل الطوائف وربما من كل الأحزاب، جمعهم الوجع والمعاناة والوضع السياسي والاقتصادي والمعيشي، فباركنا هذا الحراك لأننا بأمسّ الحاجة لثورة حضارية، وقد أسميناها ثورة حضارية كي لا يختلط أصحاب النوايا الوطينة والمخلصة مع من تسلّلوا في صفوف الحراك والثوّار وقاموا بإنتهاك الأملاك والمؤسسات الخاصة والعامة، وهو أمر مرفوض تماماً، فالمطلوب اليوم من الحراك تجنّب إزعاج الناس من خلال قطع الطرقات وإشعال الاطارات دون التفكير بأرزاق الناس، فلا يمكننا بعد اليوم أن نعاقب الناس ونقطع بأرزاقهم، لأن ثورتنا هي ضدّ الممارسة السياسية المرفوضة ولكن المواطن هو الذي يدفع الثمن من جرّاء قطع الطرقات، لذا يجب اعتماد التظاهر السلمي والحضاري والقانوني وهو حقّ مقدّس يُكسب الحراك ثقة الناس، كما علينا تجنّب أي أمر يُفقد اللبنانيين والأجانب الثقة بلبنان كالاعتداء على الأملاك الخاصة والمطاعم والمصارف، فنحن نريد كسب ثقة الناس بطريقة ايجابية كي ينضموا الى الثورة ويزداد عدد الثوار.
الثاني: ما هي الثغرات الموجودة في الحراك؟
أنا في الحقيقة لن أتكلم الآن عن ثغرات، بل عندما تصبح الأمور أكثر وضوحاً وتتّضح خارطة الطريق، اليوم أفضّل الحديث عن تنظيم ووضع خطة شاملة للحراك، فيجب أن نعمل على صقل التربية الوطنية والثقافية، فأي حزب اليوم لا يملك عقيدة وخطّة واضحة؟
ما نطلبه اليوم من الحراك هو أن يضع خطة وأن يقوم بتنظيم نفسه وأن يعرف الى أي طريق يتّجه وما هي أهدافه والوسائل وطرق الوصول، لأن مقولة فلتسقط الدولة لو كررناها مئة عام لن تغيّر في شيء. المطلوب تغيير عقليّة المجتمع وتحضير بدائل وأجيال جديدة تستطيع تغيير التركيبة من الداخل، هذا هو طريقنا الوحيد لتُثمر جهود شباب وشابات الثورة.”
الثالث: “ماذا تعني التعددية التي تميّز لبنان عن كل بلدان المنطقة الأحادية؟
تعني أن يقبل الجميع أننا كمواطنين لبنانيين رفاق درب في بناء وطن، ونغتني من بعضنا البعض المسيحي والمسلم من خلال بناء الثقة واعتبار الآخر أخ وشريك في بناء الوطن وما يجمعنا هو الاحترام والتعاون المتبادل لبناء الدولة، فالتربية قد رسّخت في أذهاننا أننا أعداء وهو أمر غير صحيح، لأن بناء الوطن من جديد يعني بناء التنوّع والتعدّد وتقبّل الآخر والعمل على هدف واحد وهو بناء لبنان الأفضل الذي سيستعيد التاريخ المشرق، والحرص على أن يستطيع الحراك تغيير المجتمع والذهنية الاقتصادية والسياسية والتجارية، وهذا الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً، لأن التغيير يتطلّب عملاً دؤوباً، وميزتنا الكبيرة في لبنان هي الميثاق الوطني الذي نُصّ عام 1943 وجُدّد في اتفاق الطائف، والذي كرّس العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين بالاحترام والتعاون المتبادل وإعطاء الفرصة ببناء دولة بمشاركة الجميع، وهو أمر نظّمه الدستور، أما بالممارسة فتحوّل الى صراع على الحصص وهذا ما حصل في الوزارت والادارات العامة.”
وعن لبنان اليوم قال البطريرك :”لبنان اليوم مريض وبحاجة الى استعادة صحته، لبنان ليس بحاجة الى أن يتغيّر بل الى استعادة هويّته الحقيقيّة بمساعدة هذا الجيل وهذا الحراك، فلبنان بحاجة الى استعادة بهائه وجماله وسُمعته الرائعة في كل دول العالم، والسبيل الوحيد هو العمل الدؤوب وأن نكون كالخميرة التي ستغيّر النهج السياسي والاقتصادي والمالي والثقافي، فقد وصلنا الى مرحلة لم يعد فيها لبنان يشبهنا، فهذا ليس لبنان الذي نعرفه، وأنتم كحراك مدني وثورة أدركتم هذا الأمر وسوياً يجب أن نعمل للتغيير، وبين أيدينا اليوم وسائل تواصل اجتماعي نستطيع استخدامها لتوجيه هذا التفكير من خلال انشاء مجموعة تفكير وتخطيط تستطيع التأثير وقيادة شباب الثورة، فانظروا أين أصبحنا اليوم بفضل السياسات الخاطئة، انظروا الى الحالة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي وصلنا اليها، وأتت جائحة كورونا لتزيد الطين بلّة ولتجعل لبنان يخسر كل قواه الحيّة وتزداد نسبة الهجرة، فأهمّ الأطباء والمعلمين والمهندسين وخبراء المال هاجروا بنسب كبيرة الى دول الخليج، المشكورة لاحتوائها مئات آلاف اللبنانيين، فلبنان في الماضي كان المصرف والمستشفى والجامعة والسياحة والحريّة، لكن هذه المقولة لم تعد تصحّ اليوم، فالأطباء والأساتذة هاجروا، والمصارف مقفلة ولا تعمل كما يجب، والسياحة تعاني …
وختم البطريرك الراعي: “ما قلته لكم اليوم قد سبق وكتبته في الميثاق التربوي الوطني الشامل، شرعة الأجيال اللبنانية الجديدة، وهو في تصرّفكم كي نتمكن من وضع خطة عمل وبثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأعود وأكرر لكم أن التغيير يتطلّب وقتاً طويلاً، وأنتم الخميرة التي بإمكانها تغيير كل شيء واستعادة لبنان الذي ولد عام 1920 بعد مسيرة طويلة من النضال، ثم سقط في الحرب الأهلية وحاول النهوض مجدداً، واليوم يعتمد علينا. ”
وكان اللقاء الذي قدمه كلوفيس الشويفاتي بدأ بكلمة ترحيب من الاب فادي تابت تلاه فادي الشاماتي الذي تحدث باسم حركة نحو الحرية وجاء في كلمته: صاحبُ الغبطةِ والنيافةِ مار بشارة بطرس الراعي بطريرك انطاكيا وسائرَ المشرقِ الكلي الطوبى ايها السيداتُ والسادة حينَ يتهددُ الكيانُ وتنتهكُ الحريات، يتطلّعُ اللبنانيونَ الى الصَرحِ البطريركي في بكركي، منارةُ الضميرِ وصوتُ الحقِ الساعي الى بقاءِ لبنانَ، معقَلاً للحرّيةِ ورسالةً للعالمِ عنوانُها “العيشُ معاً”. وهذا ما تحتاجُه الانسانيةُ جمعاء، ويتوقُ اليهِ شرقُنا المعذبُ الباحثُ دوماً عن السلامِ، وهذا ما نؤمنُ به نحنُ الحَاضرونَ هنا على اختلافِ طوائفِنا ومعتقداتِنا، آتينَ من كلِ لبنانَ، من الشمالِ والجنوب،الجبلِ والبقاع، ومن بيروتَ المكلومة بجرحِها الكبير دماراً ودماءً، يجمعنا هدفٌ واحدٌ هو لبنان، ننتمي اليه بالمواطنةِ وليسَ بالدينِ، ونناضلُ ليبقى، منارةَ حريةٍ وفخراً لأبنائِه.
صاحبُ الغبطة
نأتي اليكمُ اليوم، وبلادُنا تواجِهُ أخطاراً لم تشهدْ مثيلاً لها من قبل، أزماتٌ وويلاتٌ متسارعة تُنهكُ اللبنانيين، وتدفعُهم الى اليأسِ والهجرةِ. ولكنّْ أكبرَ المخاطر، هي تلكَ المتمثِّلة بوجودِ دولة داخلَ الدولةِ، الهشّةِ اساساً، وميليشيا رَديفة للجيشِ الوطني، تتسلّطُ على قرارِ الحربِ والسلمِ وعلى مفاصلِ الدولة، وتُأتمرُ بأوامرٍ خارجية منتهكةٌ كلَّ شرعيةٍ دستوريةٍ وقانونية، وتتدخلُ عسكرياً وسياسياً في صراعاتٍ، لا دخلَ للبنانيينَ بها، ممّا أدخلَ لبنان في سياسةِ محاور قاتلة، افقدَتهُ عونَ واهتمامَ اصدقائِه التاريخيينَ،. واصبحَ كالمنبوذِ المشرّدِ على قارعةِ الامم. انه خطرٌ كبير، يكادُ يضربُ الاُسُسَ التي قامَ عليها لبنان، منذ اعلانِ دولةَ لبنانَ الكبير في العامِ 1920. كلُّ هذا في ظلِّ وجودِ طبقةٍ سياسية فاسدة ومُفسِدة، مُرتهنة ومتواطِئة ومتمكِّنة، تسعى الى تحقيقِ مصالِحها الخاصة، على حسابِ الدولةِ والمواطن، حتى باتَ مستحيلا تحقيقُ أي اصلاح. صاحبُ الغبطة انها حالة انقلابية بكل معنى الكلمة، ونحن هنا لنردّدَ معكم بأننا ” لن نقبلَ ان تنهارَ الدولة ويجوع شعبَها ويُقهر”، ونؤكدُ لغبطتِكُم أننا لن نستسلم، لن نستكين، سنقاوم بكل الوسائل السلمية والديمقراطية، التي هي حقٌ مقدس لنا… وسننتصر لأننا ابناءَ الحياةِ لا الموت، الرجاء لا اليأس، السلام لا الحرب، الحرّية لا التبعية، المحبة لا الحقد.
صاحبُ الغبطة إنَ ادِّعاءَ تحريرُ ارضٍ لبنانية، لا يستوجبُ حكماً السعيَ الى احتلالِ الدولةِ بكل مؤسساتِها ومقدراتِها وامتلاكِ قرارِها، وتمنينُ اللبنانيينَ بذلك، وكأنه ديناً عليهِم الى منتهى الايام. اللبنانيون جميعُهم قاوموا الاحتلالات، وسقط منهم الاف الشهداء لتعودَ السيادةُ للدولةِ اللبنانية، فلا إزدواجية بالولاء، ولا فضلٌ للبناني على آخر إلا بولائِه للبنانَ ولرسالتِه الحضارية. لقد آن أوانَ تحريرُ الدولةِ من محتلّيها، وهي مسؤوليةُ اللبنانيين الاحرار من كلِ الطوائفِ والمشارب، وتحريرُ الدولة لا يتم الا وفقَ خارطةِ الطريقِ التي رسمتُموها،♂من خلال عقد مؤتمرٍ دولي برعايةِ الامم المتحدة، يُقِر بحياد الدولة اللبنانية، ويُشرفُ على تنفيذ القرارت الدولية،. كما باللاءاتِ الحاسمة، التي وجهتموها الى اللبنانيين الاحرار، من هذا الصرحِ في السابع والعشرين من شباط الماضي.
صاحب الغبطة اللبنانيونَ اليوم، امامَ خيارين:
خيارُ الاستسلامِ أمامَ هذا الانقلاب، المرتكز الى قوةِ السلاحِ والمالِ الخارجي، الذي يَستخدمُ كافةَ الاساليبِ غيرِ المشروعةِ كالقتلِ والخطفِ ونهبِ مقدرات اللبنانيين واستعمالِ كافة الوسائلِ لانتهاكِ الدستور ونسفِ روحَ الميثاق وضربِ القوانين. او خيارَ الصمودِ والمواجهةِ، بالاستنادِ الى قوةِ الحق، حقُ اللبنانين بالحرية، وحقُهم بدولةٍ حرة سيدة مستقلة، يُحتَرمُ فيها الدستورُ والقانون، وهذا ما يوفّرُه حِيادُها، الذي قامت عليه اساساً والذي تنادون به.ولكن خيار الصمودِ هذا، لا يكفي، المطلوبُ اليومَ وقبلَ الغد، ان يتوّحدَ اللبنانيون حول:
اولا : الاهدافُ الواضحة والجدّية لتحقيقِ غايَتَهم، واهمُها المطالبةَ بالحيادِ وبعقدِ المؤتمرَ الدوليَّ، كممرٍّ الزامي لباقي المطالب.
ثانياً: الخروج من حالِ التشرذمِ والتعدديةِ المقنّعةِ والاهدافِ المشتّتة، أو غير الواقعية، وإنشاءِ جَبهةٍ عريضة لبنانية جامعة، تستوعبُ الجميع لتكونَ قادرةً على بلوغِ غايتِها.
ثالثاً: التحرّر من عُقدِ المكابرة والفوقية، واعادةِ الالتزامَ بسلوكياتٍ لا منبعَ لها الا القِيَم، لتستحقَ ثقةَ المجتمع، والعملِ بروحِ المحبة، التي بغيابِها يسقطُ كلَّ طموحٍ ونجاح، وبحضورِها تتحققُ كلُ الآمالِ.
صاحبَ الغبطةِ
لطالما كان هذا الصرحَ على مدى تاريخِه، الرافِعةُ الوطنية في التحولاتِ الكبرى، وهدفُ سيدِه مصلحةُ الوطنِ ولجميعِ ابنائِه.
لذلك نقفُ الى جانِبِكُم، ونسانَدُكم في سعيكُم لخلاصِ لبنانَ
بقوةِ المحبةِ، بالوسائلِ الديمقراطية، بالانفتاح، بالحوار، بالاتحاد، وبالصمود.
الرحمةَ لشهدائِنا
عاشتْ الحريةُ
عاشَ لبنان
وتحدثت السيدة لينا حمدان باسم ثوار بيروت وقد اعتبرت ان المطلوب اليوم هو تطبيق الاستراتيجية الدفاعية التي تضمن حماية لبنان وصونه من أي اضطراب داخلي أو خارجي وذلك لأنها تتسم بشمولها جميع مؤسسات الدولة ومواردها ضمن آليات متكاملة تعتمد على مركزية القرار ولا مركزية التنفيذ.
كلمة هيثم عربيد باسم ثوار “صرخة جبل
سلام المحبّة خلف هدى العقول الثائرة للوعي والنور.. تمرّد الشعب، وسطّر الإرادة المتحرّرة، كي نشرئب نحو شمس الحريّة التي أنهكت جمال تلاوينها لغة السُلطة الفاسدة، واهتدى الشعب إلى أنوار العقل، ومرتقى الكرامة، ورؤى الحقّ، ليحجب عن الوطن ممرات الصفقات والنهب والإجرام والتسلّط ورفض الإستمرار بمحاور التبعيّة والإرتهان. وأتى كلّ هذا الصراخ والتحدّي بعد عقودٍ من الهيمنة المقنّعة بمعترك الحقوق الطائفيّة والحزبيّة وما شابه!…بناءً لتراكم الألم والإنحدار، استفاق المارد المأسور، وهو الشعب، ليخطّ ثورته بنداء التغيير والتطوير والإرتقاء، عبر نسج قوّة التحرّر من كلّ مخلّفات منظومة الفساد التي حطّمت منتديات العقول التوّاقة لوطن التنوّع ضمن الوحدة… لذا، ارتبك الحاكم من ثورةٍ تخطّت سجونه، وحطّمت معاقل دويلاته المملوكة بصكوكٍ طائفيّة لا تدرك معنى الحياة والخير والجمال. بل تعي التعنّت بتوزيع الغنائم على حساب الشعب كلّ الشعب. كما انبرى أسير المحور الفارسيّ وباني هيكله المرفوض، ليرفع إصبعه متوعداً ومهدّداً للشعب وثورته، كي يمنع سقوط هيكل الفساد لسُلطةٍ تنتهِجُ وصاية محوره الآسر!… لا، لن نسمح باستمرار معتقلات السُلطة المحطّمة لكلّ آمال الشعب اللبنانيّ الثائر لتحقيق وطن العدالة والإبداع والفنّ والتقدّم، وسنمضي بالثورة التشرينيّة الهادفة لاستعادة الدولة، ورفض دويلات الطوائف والإنقسام والمحاصصة والتشرذم!!… إصغِ يا وطني واسمعني مُتكلِّماً، فقد سمتْ بِنا هذهِ الثورةُ، لندخُلَ ناصيةَ التنوُّرِ خلفَ صوتِ وصدى العاصفةِ، كي نُحصِّنَ سلامَ الفكرِ والقرارِ للوطنِ المنشودِ. فبهذا العزم ارتعَبَتْ عروشُ الفسادِ أمامَ قرائِحِكُمْ وحناجرِكُمْ يا ثوّارَ الأرضِ، وسنمضي قُدُماً نحوَ التحرّر والتجدّد وبناء وطن الحبّ والسلام…
سنبقى بروحيّة الثورة، نُخاطِبُكُمْ عهداً، نستمرُّ وعداً، نعملُ صدقاً، نبني أبداً، ننتهجُ سلماً، نُحاكيُ فِكراً، نسيرُ عزماً، نعيشُ حزماً، نُجاري قلمَاً، نُنطقُ عقلاً، ننيرُ درباً، نكونُ نهجاً، نبحثُ عِلماً، نزرعُ ورداً، ننسجُ حُبّاً، نحلُمُ أُنساً، نرتقي فرحاً، نشعرُ شِعراً، نهذّبُ نفساً، نعتنقُ رُشداً، نخاصمُ نصحاً، نضيءُ سبلاً، نعرفُ عمقاً، نناضلُ وهجاً، نتحسسُ ألماً، نصبرُ أملاً، ننشدُ علناً، نحبُ بعضاً، نهتدي نوراً، نتوقُ خلقاً، نجدّدُ أسساً، نرتفعُ طهراً، نلتزم خطاً، نتحرّكُ رفضاً، نتظاهر وعياً، نرتوي حكمةً، نتقدّمُ قُدُماً، نعانق شعباً، نُحطِّمُ فساداً، نحاسبُ مرتكباً، نعتلي شهادةً، نهتف ثورةً، نحمي وطناً، ننتصرُ حقاً…
كلمة الدكتورة جنان عبد القاد
حضرة صاحبِ الغبطةِ و النيافةِ البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك انطاكيا و سائرِ المشرقِ الكليّ الطوبى. لقد كانَ لندائكم التاريخيِ في 27 شباط وقعُ العزاءِ في قلوبنا و بارقةِ الأملِ التي تمسكنا بها بعد أن كادَ اليأسُ من غد ٍ أرحمَ يقضي على أي أملٍ في نفوسِنا و رجاءٍ بوطننا. جئناكُم بآمالنا نحن الشبابُ الثائرُ ضد كلِ الذين يقودون لبنانَ في رحلةٍ مأساويةٍ من دركٍ إلى آخر في الجحيم.
جئناكُم من شمالِ لبنانَ من عكارَ ومن عاصمةِ الشمالِ طرابلسَ مدينةِ السلامِ والتعايشِ من ساحةِ النورِ التي إحتلّت مركزَ القلبِ لدى اللبنانيين المنتفضين، فإذا صمتت الألسنةُ فجدرانُ مبانيها المهملةِ تنطقُ هناك حيثُ رسمَ العلم اللبناني، يتوسّطهُ بُرعُمُ أرزة لبنان التي انبعثت من جديدٍ. كنا آملين يا صاحبَ الغبطةِ أن يجتاح النورُ ظلامِ نفوسِ السياسيين و لكن قد أَسمعتَ لوناديتَ حيآ و لكن لا حياةَ لمن تنادي .
فعوضاً من تلقفِ الطبقةِ السياسيةِ لهذهِ الثورةِ الشبابيةِ بإجابيةٍ و تغيير ممارساتَها السياسيةِ و إقرارِ خطةِ طوارئَ إقتصاديةٍ اختارَ بعضُ السياسيين صم آذانِهم و بدوا منهمكين في تعطيلِ الحياةِ السياسيةِ من أجلِ مصالحهم الشخصيةِ و الطائفيةِ الضيقةِ و معاقبةِ ثوارِ 17 تشرين عبر القمعِ و القتلِ و الاعتقالِ و فقء العيون و كان آخرَ الشهداءِ الناشطُ لقمان سليم كيف لا و ضمائرُهم في سباتٍ عميقٍ لا يوقظُها لا صرخةُ جائعٍ و لا دوي انفجارٍ دمرَ نصفَ العاصمةِ و قتلَ مئتي شخصٍ و جرحَ الآلافَ و فقد مئاتُ الآلافِ منازلهم و مؤسساتهم. ما زالتْ هذه الجريمةُ حتى يومِنا هذا بلا مجرمين. تركتنا السلطاتُ دون أجوبةٍ و عدالةٍ . نريدُ أجوبةً من فجرَ بيروتَ ؟ من أطفأ ضحكاتِ سحر و الكسندرا و جو و غيرِهم لن نسمحَ أن يكونوا أرقاماً إن انفجارَ 4 آب لهو الدليلُ المدوي على إهمالِ السياسيين و استهتارِهم و فسادِهم الذي دفع بلبنان إلى الإنهيار الإقتصادي . إن من حقِ أسرِ الضحايا و اللبنانيين في ظلِ ثبوتِ الكذبِ الرسميِ و التمييع القضائيِ و التدخلِ السياسي و غيابِ التوضيحات المسؤولةِ أن يطالبوا بتحقيقٍ دوليٍ وهذا ما تطالبُ به منطمةُ العفو الدولية و المجتمعِ الدولي بعدما وصفوا التحقيقاتِ اللبنانيةَ بالمهزلةِ.
. جئناكم يا غبطةَ البطريرك و انتم المؤتمَنون على كيانِ لبنانَ لنعلن تمسكنا بمبادرتكم الإنقاذيةِ الداعيةِ لتحرير الشرعيةِ اللبنانيةِ و تنفيذِ القراراتِ الدوليةِ و إعلانِ حيادِ لبنان ليتمكنَ وطنُنا من استعادةِ دورهِ الرياديِ في هذا الشرقِ كما أراده صانعُ لبنانَ الكبيرِ البطريرك المكرمُ الياس الحويك الذي كان الشيخَ العارفَ في بلادِه أفضل من غيره و العَالم بكلِ ما تحتاجُ إليه. هو الذي أصرَ بعزيمةٍ و شجاعةٍ و إيمانٍ على إيجادِ وطنٍ نهائيٍ مستقلٍ للبنانيين على إختلافِ طوائفهم و مذاهِبهم. و أخيراً نؤكدُ اننا لن نرضى بعد اليوم الا بثلاثيةِ بطريركِ لبنانَ مار بشارة بطرس الراعي حياد جيش و سيادة .
كلمة فادي الشاماتي
وكان اللقاء الذي قدمه كلوفيس الشويفاتي، بدأ بكلمة ترحيب من الاب فادي تابت، تلاه فادي الشاماتي الذي تحدث باسم “حركة نحو الحرية”، فقال: “حين يتهدد الكيان وتنتهك الحريات، يتطلع اللبنانيون الى الصرح البطريركي في بكركي، منارة الضمير وصوت الحق الساعي الى بقاء لبنان، معقلا للحرية ورسالة للعالم عنوانها “العيش معا”. وهذا ما تحتاجه الانسانية جمعاء، ويتوق اليه شرقنا المعذب الباحث دوما عن السلام، وهذا ما نؤمن به نحن الحاضرين هنا على اختلاف طوائفنا ومعتقداتنا”. أضاف: “ان أكبر المخاطر، هي تلك المتمثلة بوجود دولة داخل الدولة، تتسلط على قرار الحرب والسلم وعلى مفاصل الدولة منتهكة كل شرعية دستورية وقانونية، وتتدخل عسكريا وسياسيا في صراعات، لا دخل للبنانيين بها، مما أدخل لبنان في سياسة محاور قاتلة، أفقدته عون واهتمام اصدقائه التاريخيين واصبح كالمنبوذ المشرد على قارعة الامم”. وتابع: “اللبنانيون امام خيارين: خيار الاستسلام أمام الانقلاب، المرتكز الى قوة السلاح والمال الخارجي، الذي يستخدم كافة الوسائل لانتهاك الدستور ونسف روح الميثاق وضرب القوانين، او خيار الصمود والمواجهة، بالاستناد الى قوة الحق، حق اللبنانين بالحرية، وحقهم بدولة حرة سيدة مستقلة، يحترم فيها الدستور والقانون، وهذا ما يوفره حيادها، الذي قامت عليه اساسا والذي تنادون به”.
كلمة العميد خليل الحلو
أضواء على مفهموم #الحياد_اللبناني
محيطنا الشرق أوسطي؟
الشرق الأوسط هو منطقة صراعات وتسويات منذ عقود لا بل منذ قرون، وهذه الصراعات و #التسويات انعكست سلباً على #لبنان بسبب موقعه الجغرافي وتعددية شعبه، ولا يبدو في الأفق أنها ستنتهي قريباً، لذلك الحياد حتمي لكي يستطيع لبنان أن يعيش بصورة طبيعية. مفهوم هذا الحياد يجب أن يحاكي واقع المنطقة الذي لا يستطيع اللبنانيون ولا العالم تغييره، أقله على المدى المنظور.
ما هو هذا المفهوم؟
الحياد في لبنان يجب أن يستوفي الشروط التالية:
#جيش_مركزي_قوي كما هي الحال اليوم، والعمل الدائم على إبقائه على هذه الجهوزية وتطويره، وهذا ممكن بواسطة الدول الصديقة إذا اعتمدنا الحياد، فكل الدول المانحة للجيش تجد أن مصالحها تتحقق من خلال #حياد_لبنان، حيث يتم ضمان #الإستقرار ومحاربة الإرهاب ومنع تحويل لبنان إلى منصـّة انطلاق أعمال تخريبية ضد جميع #دول_العالم.
وضع #سياسة_دفاعية في مجلسي الوزراء والنواب (لم يسبق للبنان أن وضع هكذا سياسة)، تنبثق عنها استراتيجية دفاعية ثم استراتيجية عسكرية مبنيتان على عقيدة قتالية قائمة على الأقنومين التاليين:
الأول: منع اي طرف لبناني وغير لبناني من القيام بالإعتداء على دول المنطقة العربية وغير العربية دون استثناء ومنع التدخل في شؤونها الداخلية، وتطبيق اتفاقية الهدنة مع #إسرائيل (1949) وقرار مجلس الأمن 1701.
الثاني: التصدي لأي إعتداء عبر الحدود كافة، بإعتماد خطة عسكرية رادعة ترتكز على القتال التأخيري لأي غزو واقترانها #بخطة_دبلوماسية.
استصدار قوانين تمنع أي طرف لبناني وغير لبناني رسمي أو غير رسمي من القيام بنشاطات سياسية وإعلامية وعلى وسائل التواصل الإجتماعي يمكن أن تشكل مخاطراً على إستقرار دول المنطقة كافة.
استصدار قوانين تمنع التدخل في صراعات المنطقة أكان من قبل السلطات اللبنانية أو الجهات الحزبية.
اعتماد سياسة خارجية متوازنة مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية، واحترام الإلتزام بمقررات #جامعة_الدول_العربية وقرارات #مجلس_الأمن الدولي ذات اصلة بلبنان.
لينا حمدان
وتحدثت لينا حمدان باسم “ثوار بيروت”، فقالت: “المطلوب اليوم هو تطبيق الاستراتيجية الدفاعية التي تضمن حماية لبنان وصونه من أي اضطراب داخلي أو خارجي، وذلك لأنها تتسم بشمولها جميع مؤسسات الدولة ومواردها ضمن آليات متكاملة تعتمد على مركزية القرار ولامركزية التنفيذ”.
كلمة محمد علي الامين
واخيرا تحدّث محمد علي الامين وقال في كلمته: فلا تكفّوا عن مقالةٍ بحقّ.. لتحرير الشرعية
#لا_تسكتوا..لأنّ حبَّ الأوطانِ منَ الإيمان
وسنبقى منحازينَ إلى #الحقّ، والحقُّ فيما تُطالبُ بهِ المرجعيّةُ الوطنيّةُ #بكركي، من استرجاعٍ للدّولةِ المستقلّةِ السّيِّدةِ الّتي لا شريكَ لها في #القرارِ و #الأمنِ و #الدفاعِ ولا هيمنةَ عليها منَ #السلاحِ_غيرِ_الشّرعيّ تحت أيٍّ من المسميّاتِ ,ولا فسادَ ينخرُ مؤسّساتِها. ولأنّنا لبنانيّون ولن تحميَنا طوائفُنا وأحزابُنا وجماعاتُنا إنّما وحدَها #الدّولةُ الّتي تجمعُنا ونجتمعُ تحتَ علمِها جميعاً..
فلا يُمكنُ الادّعاءُ من أحدٍ أيِّ أحدٍ بأنَّ حقوقَ طائفتِهِ تُختصرُ بحزبهِ ليسلِبَ بها #حقوقَ لبنانيينَ آخرينَ ويضيّعَ الشّراكةَ و #المواطنةَ بين اللبنانيينَ. ولأننا لبنانيون… نرفض عسكرة الطائفة ووضع #لبنان في أي معادلة تستبيح العيش بين #اللبنانيين ومنها ثلاثية المقاومة و #الجيش والشعب لأنها لا ترتقي الى مستوى #الوطن. فالدولة فقط وفقط هي المؤسسة الكبرى المنبثقة عن إرادة الشعب وهي التي تتولى الدفاع وحدها عن البلاد وتطبيق القوانين بسلطاتها القضائية وبقواها الأمنية والعسكرية الشرعية, وكل ما عداها من عناوين #الشراكة لها في ذلك هي عناوين للسيطرة على الدولة واسقاطها .
#غبطةَ_البطريرك سر بنا #نحو_الحرّية سرْ بنا #نحو_الحيادِ #لخلاصِ_لبنان من محاورِ الصّراعات وإبقائهِ ساحةً للتّصفياتِ وصندوقَ مراسلاتٍ حربيّة.. خذْ بنا #وطناً و #ثورةً ومواطنينَ وأصواتاً تُغتالُ وتُتّهم وتعتقل وتُهجّر كلّما قالت وكتبت ونادت لأجلِ الدّولةِ وقيامِها..معك يا صاحبَ الغبطةِ سنخرج من الدويلة إلى #الدولة ونصلُ إلى لبنان البحبوحة كما تقول ونحن نؤمنُ بما تقول.
#نحو_الحرّية