الياس بجاني/قاسم قصير والمعادلة الظالمة للفكر وللحرية وللمنطق وللعقل..ما قبل وبعد السحسوح

243

قاسم قصير والمعادلة الظالمة للفكر وللحرية وللمنطق وللعقل..”ما قبل وبعد السحسوح”
الياس بجاني/18 كانون الثاني/2021

كانت إطلالة الصحافي قاسم قصير على قناة نبيه بري التلفزيونية لافتة في ما قاله عن حزب الله وعن ضرورة لبننته وعدم مشاركته في حروب خارج لبنان وتسليم سلاحه للدولة على خلفية عدم تفرده بالمقاومة وبأن الطائفة الشيعية لا تقدر ولا يجب أن تكون أكبر من لبنان.

وقد وزع العشرات من اللبنانيين مقطع من كلامه هذا على كل وسائل التواصل معتبرين أن الرجل دخل حالة من الوعي الضميري وبأنه قال ما تفكر به غالبية أبناء الطائفة الشيعية الكريمة بما يخص إرهاب وفارسية وظلم ولا لبنانية حزب الله الملالوي والإيراني… ورأوا في الشجاعة هذه بارقة أمل يبنى عليها.

إلا أنه وعلى ما يبدو فقد قلب حزب الله الفرح إلى حزن والوعي الضميري إلى تراجع قسري من خلال معادلة “ما قبل وما بعد السحسوح”..

ومن يقرأ كلام قاسم الذي أفرح كثيرين ومن ثم يلقي نظرة على مفردات بيانه التراجعي الركيكة (موجود في أسفل) يدرك كم أن حزب الله متحجر وكم أنه إيراني وكم أنه ظالم ولا يرحم من يعارضه من أبناء بيئته تحديداً وفي نفس الوقت يتأكد بأن هذا التنظيم الإيراني الميليشياوي والإيديولوجي والمذهبي لن يتلبنن لا اليوم ولا في أي يوم لأنه إن فعل فهو يفقد مبرر وجوده.

من هنا فإن الخوف والتهديد الفعليين ربما هما وراء هذا التبرير الركيك لقاسم في بيانه “التوضيحي” كما سماه.. إنها حقاً وفعلاً معادلة “ما قبل وبعد السحسوح” الفاعلة بإرهابها في ظل الهيمنة والإحتلال وغياب الدولة ورجال الدولة..نحن نفهم كلام قصير التبريري على خلفية “العين ما بتقدر تقاوم مخرز” وصدقاً نتعاطف معه.

كلام قصير الذي أفرح
قاسم قصير: على شيعة لبنان أن يتواضعوا بنقد ذاتي.. وأن يتلبننوا
اساس ميديا/- الأحد 17 كانون الثاني 2021
اعتبر الزميل قاسم قصير في إطلالة له عبر برنامج “90 دقيقة” على قناة الـ”NBN” أنّه “على حزب الله أن يحلّ مشكلتين، الأولى هي علاقته مع إيران، إذ عليه أن يتحوّل إلى حزب لبناني ولا يمكن أن يستمر بالقول (أنا بأمر الولي الفقيه). أما الأمر الثاني فهو موضوع المقاومة، إذ لا يستطيع الحزب أن يستمرّ لوحده مقاوماً، بل يجب أن يكون جزءاً من استراتيجية دفاعية وطنية”. ودعا “الشيعة إلى أن يندمجوا في أوطانهم كما دعاهم الإمام محمد مهدي شمس الدين، ففكرة أن يكون هناك دور شيعي أكبر من دور البلد لم تعد تنفع. وآن الأوان لحزب الله أن يعود إلى لبنان”. وأوضح قصير أنّ “البروباغندا التي رافقت الذكرى السنوية لاغتيال قائد الحرس الثوري قاسم سليماني لم تكن ضرورية، بل هي تعويض وتعبئة بدل الردّ على اغتياله، واستنفرت اللبنانيين الآخرين”.

وبيان قصير الذي أحزن
بيان للرأي العام صادر عن قاسم قصير
لقد أثارت المقابلة التي أجريت معي على قناة أن بي ان يوم الاربعاء في السادس من كانون الثاني الحالي مع الزميلة سوسن درويش صفا وبمشاركة الزميل الأستاذ سركيس نعوم الكثير الكثير من ردود الفعل والاساءات الشخصية وحاولت بعض الجهات الاستفادة منها للإساءة لخط المقاومة وقيادتها التي احب واحترم، وحرصا مني على توضيح الأمور، ومنعا لاي استغلال أود الإشارة الى النقاط التالية :
اولا : بدا ان الموضوعات التي طرحتها في المقابلة على صعيد الطرح او الاسلوب أو حتى التوقيت غير مناسبة، وان كان منطلقي مصلحة المقاومة ولبنان واللبنانيين جميعا .
ثانيا : انا لم اشكك ابدا بلبنانية الحزب والمقاومة وهم ابناء هذا الوطن والمدافعين عنه بالدم طيلة السنوات الاربعين الماضية، ولكن قلت إن الحزب في السنوات العشر الأخيرة قد اضطر للقيام بدور خارج لبنان لأسباب جيوسياسية ولاهداف واضحة، أعلن عنها الامين العام واليوم تغيرت الظروف كما حصل سابقا حول دوره في العراق وعودته من هناك بعد انتفاء الحاجة.
ثالثا : على صعيد العلاقة مع الجمهورية الإسلامية والايمان بولاية الفقيه، فأنا أكدت على أهمية هذه العلاقة على مدى اربعين عاما، إن على صعيد دعم المقاومة اللبنانية ومقاومة فلسطين، ولكن تغير الظروف قد يتطلب مقاربة جديدة وهي تتطابق مع ما يعلنه الامين العام السيد حسن نصرالله من أن القرار في لبنان لقيادة المقاومة وما أكد عليه النائب حسن فضل الله في كتابه حول المقاومة ولبنان وأهمية الوطن والدفاع عنه.
رابعا : حول مستقبل المقاومة والإستراتيجية الدفاعية فأنا أؤكد دوما على دور المقاومة في تحرير لبنان والدفاع عنه والحاجة الدائمة لدورها في المستقبل، والتعاون بين جميع المكونات اللبنانية للدفاع عن لبنان.
خامسا : بالنسبة للشهيد القائد قاسم سليماني فأنا أكدت أهمية الدور الذي قام به دفاعا عن لبنان ودعم المقاومة وقلت إن الوفاء لدوره وتكريمه أمر طبيعي، نعم مع لحاظ الخطأ الذي وقعت به بالاستناد الى وجهة نظر واحدة.
اتوجه الى جمهور المقاومة التي احب بالاعتذار ان مسته مقابلتي في مكان ما، وهذه بعض النقاط التوضيحية أحببت الإشارة إليها مع التأكيد للجميع أنني لا زلت ملتزما بخيار المقاومة حتى تحرير كافة الاراضي المحتلة ودعم المقاومة الفلسطينية، وأنني لم اتخل ولن افعل عن هذا الخيار، مع دعوتي الى تحاور اللبنانيين من أجل حفظ لبنان ووحدته ولمواجهة الكيان المحتل.
وأما بالنسبة لي شخصيا فأنا مجرد انسان حاول ويحاول أن يساهم بقدر ما يستطيع لخدمة هذه المسيرة وسأبقى حتى آخر قطرة من دمي
والله شاهد على ما اقول
قاسم قصير