سيمون ابو فاضل/إشكال دير ميماس… رسالة الحزب إلى ماكرون … الطوارئ رهينتنا… وليخبروك عن مصير دبابات “لو كليرك” والمسيرات ..؟

192

إشكال دير ميماس… رسالة الحزب إلى ماكرون … الطوارئ رهينتنا… وليخبروك عن مصير دبابات “لو كليرك” والمسيرات ..؟!
سيمون ابو فاضل/الكلمة وانلاين/06 كانون الأول/2020

ماذا تحمل حادثة بلدة كوثرية السياد في الجنوب اللبناني، التي شهدت إشكالا بين دورية للقوات الأمم المتحدة وبين الأهالي في الرابع من الشهر الجاري من أبعاد، لا سيما أ ن الأهالي افرجوا عن الدورية لاحقا، دون اعادة معدات وأجهزة تابعة للدورية؟

الحادثة تبعها اجتماع لتطويق مفاعيله بين رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، وكل من وزيرة الدفاع ووزير الخارجية زينة عكر وشربل وهبة، في حكومة تصريف الأعمال وبين قائد قوات اليونيفيل في لبنان الجنرال ستيفانو ديل كول، كما كان للناطق الرسمي للطوارىء أندريا تريننتي موقفا، مفاده أن حرية التحرك لقوات الطوارئ هو من ضمن مهامها الفعالة. لكن أوساط فرنسية تقرأ الحادثة للكلمة اونلاين من باب استذكار أحداث سابقة شهدتها مناطق انتشار القوات الدولية، التي بلغ عددها في تشرين الأول الماضي نحو 11 ألف جندي من نحو 35 دولة.سيما أن ثمة مبادرة فرنسية للرئيس ايمانويل ماكرون ترخي بظلالها على لبنان، وكذلك انتقال الرئاسة في واشنطن بين الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب والمنتخب جو بايدن ،بحيث لكل خطوة ابعادها في صراعات هذه المنطقة .

فتروي الأوساط كيف كان الاعتراض الشعبي على هذه الدوريات، يأتي بمثابة ايصال رسالة من قبل حزب الله الى المجتمع الدولي بالجملة ام بالمفرق لهذه الدول، على ما كان يحصل مع فرنسا كقوة فاعلة أرسلت قوات عسكرية من جيشها للمساعدة، على تطبيق القرار 1701 الذي تم إقراره بعد احداث تموز من العام 2006. اذ تكشف الأوساط بأن حزب الله ثبت منظومة بين بلدات وقرى الجنوب، بحيث بات لكل من هؤلاء لامركزية ,لناحية السلاح والعتاد وتخزين الطعام.

كما كان عمل ويعمل على وصل معظم هذه البلدات والقرى ووفق اهميتها العسكرية لوجستيا ببعضها من خلال انفاق ,لكن وجود القوات الفرنسية لم يرق لحزب الله وهي التي جلبت مع قواتها يومها نحو 200 دبابة “لوكليرك” AMX 56 LECLERC وهي تزن نحو 56 طن، اضافة الى انها مزودة بكافة التجهيزات المتطورة لكونها صنعت وسلمت الى الجيش الفرنسي، وبذلك تتميز بأعلى تقنية عسكرية، ومنها قدرتها على كشف الأنفاق من خلال جهاز تحسس داخلها وتحديد تفاصيلها وأحجامها، إضافة الى أنه بامكانها ان تشكل خطرا على هذه الأنفاق وفق متانتها لكون تمتلك قدرة ارتجاجية ممكن استعمالها عند سيرها اذا ما اراد قائدها ذلك لأسباب عسكرية ..

الى ذلك لم يكن حزب الله راضيا عن تشغيل القوات الفرنسية للمسيرات DRONE فكانت الإشكالات المستحدثة التي شهدتها منطقة عمل هذه القوات بين الأهالي وبين الدوريات وفق عدة عناوين لبعضها صلة بخصوصية المجتمع الجنوبي، لا سيما التي لم ترافقها عناصر من الجيش اللبناني، لأن الجانب اللبناني كان يريد أن يطلع مسبقا على وجهة سير الدوريات في ما كانت قوات الطوارئ حذرة من تسريب تحركاتها من قبل عدد من الجنود اللبنانيين المتعاطفين مع المقاومة.ولذلك لم تحقق هذه القوات نتايج على ما كانت تتوقع من كشف تحضيرات عسكرية لحزب الله وما شابه في هذا الحقل .

وخلصت التسوية يومها و بعد سلسلة طويلة من الإشكالات ، وفق الأوساط الى تقليص عدد الدبابات الفرنسية الى ما يقارب 50 دبابة، وتوقيف استعمال المسيرات للأستكشاف، بطلب من حزب الله بعد أن شكلت هذه الإشكالات محطات لتبادل الرسائل حيث كانت باريس تعمل على مراعاة حزب الله حرصا على سلامة جنودها ومنعا لأية أحداث قد ترتد سلبا على القيادة ألفرنسية، وتبع الأمر تفاهما على سحب فرنسا قوات ” ج ي – جن “GROUPE D INTERVENTION DE LA GENDARMERIE NATIONALE، وهي الفرقة التي قادت الهجوم على الإرهابيين الذين اقتحموا الحرم المكي في العام 1979، بعد أن كانت فرنسا ارسلت نحو 130 عنصر لحماية السراي والرئيس فؤاد السنيورة في خطوة لها أبعاد سياسية قبيل تقليص العدد الى ما يقارب 60 على أعتاب عملية 7 ايار وما تبعها من تسويات.

من هنا يصح القول ان حزب الله عاد الى سياسة توزيع الرسائل في ظل الموقف الأوروبي الواسع تجاهه ومفاخرة وزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو بأن واشنطن عزلت حزب الله الذي تصنفه ارهابيا، وهو يهدف من اشكال بلدة ديرميماس، لإيقاظ من يعنيه الأمر بأنه يملك هامشا من الخيارات وبينها تحويل قوات الطوارئ، مع ما تحمل الخطوة من مخاطر مباشرة عليه الى رهائن لدى الأهالي سيما أن الإشكالات السابقة كان يستتبعها لقاءات بين مسؤولين أمنيين لبنانيين وبين قوات الطوارىء ومسؤولين من حزب الله، لمناقشة إشكال ميداني كان بشكل دائم مدخلا لنقاش ملفات سياسية – دبلوماسية على وقع الرسائل.

ومن مخاطر هذه الخطوات اذا ما تكررت ،بانها قد تعيد الى الواجهة دراسة مجلس الأمن صلاحيات ومهام قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان ،بعد أن كانت عدة دول طرحت الفائدة من تواجدها وتكبد كلفتها المالية ،لاعتبارهم أنها عاجزة عن تنفيذ مهمتها ،في حين تردد يومها بأن فرنسا بات لديها تصورا لدور أوسع لها على طول الحدود اللبنانية
فنسف حزب الله للقرار 1701 ،امر من الصعب أن يكون واردا لديه نظرا لعدة موانع ومعوقات وامكانيات ،وكذلك تداعيات ،بعيدا عن تسليمه بدور واشنطن والأمم المتحدة لرعاية التفاوض مع إسرائيل حول ترسيم الحدود،ولا يمكن في الوقت ذاته التهويل على هذه القوات لتقليص مهامها لان هذا الواقع لن يسير نحو الوراء..

ولا الرهان على تهاون بايدن في مكانه لأن في ذلك حسابات اسرائيلية تظهر عن رغبة دائمة بمواجهة إيران ومحور الممانعة في اي مكان وزمان ووفق كل الأساليب التي اعتادت إسرائيل أن تبيحها لذاتهاوكل ذلك في انتظار مغادرة ترامب للبيت الأبيض ودخول بايدن الذي بدأت بين فريقه وبين الإيرانيين التحضيرات للتفاوض. وعندها يحدد مصير ترسيم الحدود ومستقبل حزب الله … وفق قاعدة ممنوع الغلط مع إسرائيل على غرار الاستخفاف بقوات الطوارئ كما دائما ..