الكاتب السياسي الزغبي لموقع جنوبية: عون يحاول يائساً تعويم وريثه وتيّاره، ويعترف بعجزه، ويلوّح نظرياً بتبديل السياسة الخارجية في وجه حزب اللّه

157

الكاتب السياسي الزغبي ل”جنوبية”: عون يحاول يائساً تعويم وريثه وتيّاره، ويعترف بعجزه، ويلوّح نظرياً بتبديل السياسة الخارجية في وجه “حزب اللّه”!
أجرت الحديث: باسمة عطوي/جنوبية/21 تشرين الأول/2020

يجيب الكاتب السياسي الياس الزغبي على أسئلة موقع “جنوبية” حول خطاب الرئيس عون بالقول: “هو خطاب يمكن إختزاله بنقطتين، الأولى إعلان العجز فهو بعدما توجه بكلمة مكتوبة إلى اللبنانيين، قال في حديثه مع الاعلاميين المعتمدين في القصر الجمهوري إنه لا يستطيع أن يفعل شيئا لا في التشريع ولا في التنفيذ، وأنه بعد أربع سنوات أعلن إفلاس عهده كليا. والأهم أنه طرح سلسلة أسئلة عن مصير الاصلاحات التي كان يريد تنفيذها، وهو في موقع الرئاسة الأولى ويطرح أسئلة متنوعة حول شؤون حياتية ومالية وإقتصادية وصحية”.

وأضاف الزغبي: “إذا كان رئيس الجمهورية في موقع طرح الأسئلة فماذا يبقى للمواطن أن يسأل، لم يترك سؤالا يطرحه المواطن الذي ينزل ليعبر عن رأيه في الساحات والطرقات كي يسأل عنه”.

وتابع: “إذا كان رئيس السلطات وحامي الدستور والساهر على تطبيقه وعلى السيادة الوطنية يتكلم بهذه الطريقة، فماذا يمكن أن يفعل المواطن العادي حين يسمع خطابا يرفع عن صاحبه كل المسؤولية ويلقيها على مجهولين أو بعض المعلومين؟ كما أنه توجه إلى النواب كي يحسنوا تكليف رئيس حكومة وكأنه يقول لا يريد تكليف الرئيس سعد الحريري، وهذا أمر واضح من خلال رفض رئيس تياره تكليف الحريري، وكأنه يحمّل الرئيس الحريري المسؤولية عن كل ما حصل في السنوات الأربع الماضية، بل منذ ٣٠ سنة!”.

واعتبرالزغبي:“الأخطر أن الرئيس عون يسأل أين لبنان وأين موقعه من التطورات والتغيرات والتفاهمات المحورية التي تحصل في المنطقة، فإذا كان رئيس الجمهورية يسأل هذا السؤال وهو المسؤول الأعلى في السياسة الخارجية، وهذا عرف درجت عليه الحكومات قبل الطائف وبعده، أي أن رئيس الجمهورية هو مسؤول السياسة الخارجية، وبالتالي كان الرئيس عون مسؤولاً عن هذه السياسة خلال أربع سنوات من عهده، وقبل ذلك بأربع سنوات أخرى من خلال تكليف صهره بوزارة الخارجية”، سائلا “كيف يسأل أين موقع لبنان في السياسة الخارجية وهوالمسؤول عمليا منذ 8 سنوات، بما جعل لبنان ينزلق إلى محور الممانعة بقيادة إيران، وقد غطّى كل هذه السنوات، ومنذ العام 2006 (التفاهم مع حزب اللّه) غطّى السلاح غير الشرعي في وظائفه الداخلية والخارجية، في سوريا والعراق واليمن وبلاد الله الواسعة”، مشدّداً على أن “من إتّبع هذه السياسة لا يحق له بعدما أمّن الغطاء لهذا السلاح السؤال عن موقع لبنان وسياسته الخارجية ومصيره”.

وتابع الزغبي: “هنا يجب أن نتوقف عند الدافع لطرح الرئيس عون لهذا السؤال تحديداً، هل هذا مؤشر إلى تغيير في نهجه الخارجي وفي تغطية سلاح حزب اللّه، نتيجة كل الممانعة التي مارسها الحزب في الآونة الأخيرة في ما خص الوضع الداخلي بما لا يريح الرئيس عون ولا وريثه في التيار جبران باسيل، وهل هذا دليل على رد فعل ضد حزب اللّه خصوصاً بعد الأزمة التي حصلت عقب تشكيل لجنة التفاوص لترسيم الحدود؟ “. وأضاف :”كل ذلك يؤشر إلى أن الرئيس عون ربما يتجه إلى فك تحالفه مع حزب اللّه وإنتهاج سياسة منسجمة مع التاريخ والواقع اللبناني أي في إتجاه العرب والغرب والولايات المتحدة الأميركية، وربما هذا التبدل، في حال حصوله، ليس نتيجة خيار بل نتيجة خوف من العقوبات ، وقد شهدنا مسألة رمزية جداً في دلالاتها حينما رفض الموفد الأميركي ديفيد شنكر أن يلتقي باسيل، لكنّ السؤال يكمن في مدى قدرة الطرف العوني على التحرر من “ورقة شباط” وإلزاماتها في ما يخص سلاح حزب اللّه”.

وأشار الزغبي إلى أنه “في خلفية كل هذه المواقف نرى ان المشهد الرئاسي المقبل هو الذي يضغط على وريث الرئيس عون، بمعنى أن حظوظه تدنت كثيراً وربما إنهارت كلياً بعد السياسة الخرقاء التي مارسها على الأقل خلال ثلَي ولاية العهد، في إستدراج العداوات من الأطراف السياسية الأخرى وإقفال أبواب لبنان على العالم العربي والعالم الأوسع بفعل السياسة الخارجية التي لم تكن تناسب مصلحة لبنان العليا”.
ولفت الزغبي إلى أنه “في الهجوم غير المباشر من عون على الحريري يسعى إلى تغطية موقف رئيس التيار العوني، وأوحى أنه لا يؤجل الاستشارات ولكنه يحاول تبرئة ذمة وريثه من تأجيلها في المرة الأولى ويعرف مسبقا أنه سيتم التكليف لكنه يحذّر على طريقته من أن يذهب الرئيس الحريري إلى تسويات وإتفاقات قد تؤدي عملياً إلى استمرار الأزمة على كل مستوياتها”.

وختم الزغبي: “الخطاب اليوم ينذر بأن عون، وقد ألمح إلى أن لديه صلاحيات في التكليف والتأليف، سيكون له مسؤولية مباشرة ودور مباشر في تشكيل الحكومة، وكأنه يستعد لعرقلة تشكيل حكومة الحريري، وسيرفض أي صيغة لا ترضي وريثه السياسي، وتعيد تعويمه بعد غرقه الكبير”.