الكولونيل شربل بركات/ستندمون يوم تخسرون لبنان… ولن ينفع الندم

336

ستندمون يوم تخسرون لبنان… ولن ينفع الندم…
الكولونيل شربل بركات/18 أيلول/2020

*أعطاكم لبنان الانفتاح على الشرق والغرب، فأبيتم إلا الانزواء في جحوركم. أعطاكم القانون الذي طورته “أم الشرائع”، فوأدتموها مع قوانينها التي تحميكم تحت الأنقاض، بدون رحمة ولا رأفة…

*لقد أذللتم أئمتكم في سبيل اعلاء لواء الشر وكممتم أفواههم، يوم قالوا لكم إنكم تدوسون النعمة التي وهبكم الله بأرجلكم.

*لن تستفيقوا من ثبات أفكاركم حتى تمزّقوا آخر الأضلاع فيكم، وتنهشوا ما تبقى من لحمكم. فأنتم عاهة على الناس. وشر مطلق لا خير يرتجى منه، ولا أمل في اصلاحه. وليت لصادوم وعامورة ما كان لكم من الفرص لكي تستفيقوا لكانتا ندمتا وغيرتا مصيرهما… فبئس المصير…

*****
أيها اللبنانيون المتمرغون في الحقد الأعمي… أيها المتزعمون عصابات القهر والذل… أيها السائرون إلى مصائركم السوداء… أيها الممعنون في هدم أصرحة المحبة والانفتاح… أيها المغالون في التمسك بالفتات… ستندمون…

لقد بني لكم هيكل متكاسك ليحمي حرية الانسان في هذا الشرق. وأنتم هدمتموه… وترك لكم المجال طيلة مئة عام لكي تحتموا من مشاكل التفرقة، وتتعلموا أن تغزلوا خيطان التعاون. فتقوقعتم في جحوركم خائفين ولم تقدموا…

حاربتم الكلمة الحرة ونور الحقيقة، بدسائس الظلمة ومكائد العهر. وتآمرتم مع الشر وأعوانه لتعيدوا سيطرته على بلد الأمن والأمان الذي قدس الفكر، وحمى التفرد، ورعى بذرة الابداع فيكم. وها أنتم إلى مصيركم الأسود، تقتاتون من أعمالكم السيئة، ومشاريعكم الهدامة، وأحلامكم القاتمة. فهل من أمل لكم بالحياة والسير في دروب الأمم المتقدمة؟..

أعطاكم لبنان الانفتاح على الشرق والغرب، فأبيتم إلا الانزواء في جحوركم. أعطاكم القانون الذي طورته “أم الشرائع”، فوأدتموها مع قوانينها التي تحميكم تحت الأنقاض، بدون رحمة ولا رأفة…

أعطاكم لبنان الحق بأن تجاهروا بمعتقداتكم وتطوروا بحرية كل ما ورثتموه من أيام النضال في سبيل البقاء تحت أفياء الظلم والذل. ولكنكم اعتقدتم بأنه ضعيف أمام تجبّركم، فتطاولتم عليه. وجبان في مواجهة شروركم، فقتلتموه…

إلى أين ستهربون من وجه الله، يا من يدعون العمل بشرائعه؟.. وأين ستخفون رؤوسكم من غضبه، وأنتم دمرتم كل جميل تسلمتموه، وأحرقتم كل الخير الذي فاض عنكم؟.. سوف يقهركم جهلكم ولن تنعموا بما سلبتم من المغانم أو تستفيدوا من الثروات التي كومتم في خزائن لا قعر لها ولا أبواب…

كان لبنان جنة في منطقة تعيش الذل والظلم. وكان حديقة جناء يتمنى كل الجيران أن ينعموا في ظلالها. فأحرقتم الأخضر واليابس فيها، وقتلتم حراسها والفلاحون، الذين إنما يخدمونكم لكي تستمر الاشجار بالعطاء، والينابيع بالتدفق، والسياج بحماية حريتكم. فأحرقتم الاشجار لتشعلوا نيرانا تتفرجون عليها ولا تنفعكم، ودستم الازهار التي لم تستمتعوا بجمالها مرة، وسممتم الينابيع التي كانت مصدر رزقكم وأساس الحياة التي وهبتم، وهدمتم السياج بدون سبب، وشرعتموها لكل عابر سبيل. فماذا ستقولون له “تعالى” عندما تواجهونه؟..

قايين… قايين… اين أخاك؟..
أين ستهربون من وجه الله؟.. وهل سينفعكم أي من خطابات الحقد التي زرعتموها، وجدران العهر التي اقمتموها، وأكوام السلاح الصدئ الذي تشاوفتم بامتلاكه؟..

لقد أذللتم أئمتكم في سبيل اعلاء لواء الشر وكممتم أفواههم، يوم قالوا لكم إنكم تدوسون النعمة التي وهبكم الله بأرجلكم. وهجرّتم الخير من مخازن كانت الأرض كلها تحسدكم عليها. وعاديتم معلمينكم الخيّرين لتحتموا تحت رداء الجهلة الحاقدين الأشرار، العائدين من مجاهل التاريخ يستعملونكم وقودا لمشاريعهم الهدامة. فاين ستختبؤون من وجه الله يا من تدّعون خدمته؟..

يلفظ لبنان أنفاسه اليوم ولا تزالون تدعسون في قلبه، وتتمسكون بخناقه، وتضغطون. فأي خير ستستفيدون من هذه الفعلة وأنتم تقتلون الدجاجة التي تبيض لكم ذهبا معتقدين بأنكم ستعثرون على الكنز في أحشائها…

علّمكم لبنان أن تحبوا الحياة. وعلّمكم الحقد الذي فيكم أن تكرهوها. علّمكم لبنان كيف تجمّلون الدنيا بلوحاته الفريدة. فتعلمتم كيف تمزّقون تلك اللوحات، وتحرقون حتى الريش التي ترسم، وتدوسون أنابيب الألوان كي لا يبقى أمل لفنان بأن يعيد استعمالها… وحقدتم على لبنان وكل جميل فيه…

فمن رضي بقسمة الرب منّ عليه “صبحانه” بالعقل النيّر، فصارت الصحراء التي سكنها جنة تتباهى أمام الأمم، بينما حولّتم، انتم الحاقدون، جنة الله على الأرض إلى صحراء تفوح منها روائح حرائقكم، ونتانة الجيف المهترئة في جحوركم التي لا تشبه إلا القبور…

لن تستفيقوا من ثبات أفكاركم حتى تمزّقوا آخر الأضلاع فيكم، وتنهشوا ما تبقى من لحمكم. فأنتم عاهة على الناس. وشر مطلق لا خير يرتجى منه، ولا أمل في اصلاحه. وليت لصادوم وعامورة ما كان لكم من الفرص لكي تستفيقوا لكانتا ندمتا وغيرتا مصيرهما… فبئس المصير…