اتيان صقر- ابو ارز/ماكرون وذئاب السياسة اللبنانية

162

ماكرون وذئاب السياسة اللبنانية
اتيان صقر- ابو ارز/01 أيلول/2020

اللبنانيون ينتظرون بشغف زيارة الرئيس الفرنسي إلى لبنان، معتبرين انها الفرصة الأخيرة لإنقاذ بلدهم التعيس، ليس فقط من الانهيار المالي والاقتصادي المرتقب، بل وبالاخص من العصابة السياسية المسيطرة عليه أو بالأحرى من براثن هذا القطيع من الذئاب الكاسرة التي استحكمت في خناقه منذ عقود، ونهشت في لحمه حتى صار هيكلاً عظمياً.

– لا شك في أن مهمة الرئيس ماكرون لن تكون سهلة أبداً، بل ستحاول العصابة الحاكمة جاهدةً تفشيل أي مسعى لتشكيل حكومة خبراء جديدة ومستقلة عن الاحزاب كما يرغب الرئيس ماكرون، تكون مهمتها الأساسية مكافحة الفساد وإجراء الإصلاحات المطلوبة للافراج عن المساعدات الدولية المقررة لإنقاذ لبنان من الانهيار المحتوم.

– واذا تمكن الرئيس الفرنسي من النجاح في تخطي عقبة التشكيل، فإن أفراد هذه العصابة سوف يستخدمون كافة اساليبهم الشيطانية لعرقلة عمل الحكومة المفترضة، ومنعها من فتح ملفات الهدر والفساد خوفاً من افتضاح أمرهم، وكشف الغطاء عن فسادهم وسرقاتهم وسمساراتهم التي قصمت ظهر الدولة وافرغت خزينتها وافلست البلاد وافقرت الشعب.

– نحن نتوقع ان تكون المرحلة المقبلة اشبه بحفلة مصارعة قاسية ما بين الحكومة الفرنسية من جهة والعصابة الحاكمة من جهة ثانية، لأن هذه الأخيرة سوف تستشرس في الدفاع عن نفسها بإعتبار ان هذا الصراع هو بالنسبة لها صراع وجود وبقاء، اي حياة او موت.

– ونعتقد أيضاً ان السلاح الوحيد الذي قد يحسم المعركة لصالح الفريق الفرنسي ( هذا اذا كان فعلاً مدعوماً من قبل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي) هو سلاح العقوبات الذي قد يشمل تجميد أموال هذه العصابة المودعة في المصارف الأجنبية والتي تقدر بأكثر من ٣٢٠ مليار دولار.

لقد قلنا هذا الكلام من باب الحرص على نجاح المساعي الفرنسية التي تشكل، كما سبق و أشرنا، بارقة الأمل الأخيرة وطوق النجاة الوحيد لانتشال لبناننا من قعر الجحيم الذي بلغه على يد هذه العصابة الفاجرة والمجرمة.

واخيراً نلفت نظر الفريق الفرنسي إلى ان هذا القطيع من الذئاب الكاسرة لن يتورّع عن القيام بأي عمل إجرامي من أجل إنقاذ رقبته من المقصلة التي تنتظره، وانه اذا خّير ما بين القبول بمسيرة الإصلاح ومكافحة الفساد او بين زوال لبنان ( كما صرح وزير خارجية فرنسا السيد لو دريان) فإنه حتما سيختار زوال لبنان، والشاهد على ذلك عمليات القمع الوحشية التي ارتكبها هؤلاء الذئاب في حق المتظاهرين السلميين، وكمْ أفواه المنتقدين وملاحقة المعارضين أمام قضائهم المسيس، و الأخطر من ذلك هو تعاطيهم الفاتر والمشبوه والمخجل و الحقير مع فاجعة العصر التي دمرت بيروت في ٤ آب، ولم يرف لهم جفن، وكأن شيأً لم يكن.

واخيراً نقول أمام الله والحقيقة ان لبنان لم يشهد في تاريخه الطويل حكاماً على شكل ذئاب، تمادوا في افتراسه وخيانته وبيعه إلى الأعداء بثلاثين من الفضة كهولاء اليوضاسيين، حتى صح فيهم القول المأثور :
اذا اردت تحرير وطنك ضع في مسدسك عشرة رصاصات، تسعة لخونة الداخل، وواحدة لعدو الخارج، فلولا أعداء الداخل لما تمكن منك عدو الخارج.
لبيك لبنان
اتيان صقر- ابو ارز