اتيان صقر- ابو ارز: بيروت تحترق ونيرون يتفرج/قرأنا: همس الشيطان في أذن بيروت قائلاً، لا يمكنك ِ الوقوف في وجه العاصفة، فأجابته مبتسمة، انا العاصفة

188

بيروت تحترق ونيرون يتفرج
اتيان صقر- ابو ارز/11 آب/2020

لا كلام قادر على وصف هول الفاجعة التي حلت ببيروت في الرابع من آب الجاري، فأمام أفواج الضحايا من شهداء وجرحى ومفقودين وآلاف المشردين تقف عاجزاً عن النطق.

وأمام البيوت المهدمة والمنازل المتصدعة والاحياء المدمرة والمهجورة التي تنبعث منها رائحة الموت والدم، يصبح الصمت أبلغ من اي كلام.

وعندما تتحول بيروت في لحظات من ست الدنيا، وعاصمة الجمال والحضارة والفن والابداع، إلى كومة من ركام، تخنقك الغصة وتجتاحك عاصفة من كآبةٍ موجعة وغضب لا يتوقف.

ان هذا الزلزال المدمر هو الثامن في تاريخ هذه العاصمة المنكوبة والمنكودة الحظ مع الفارق ان زلزال اليوم هو من صنع البشر لا من صنع القدر كما في الزلازل السبعة السابقة، وما يدعونا إلى الغضب العارم هو أن تفاديه كان ممكناً وسهلاً لولا ثقافة الاستهتار بحياة اللبنانيين التي تميزت بها هذه العصابة من المجرمين والدجالين واللصوص المحترفين التي استولت على مصير الوطن، وقررت اغتياله وقتل شعبه واحراقه على طريقة نيرون.

والاخطر من هذا كله، ان هذا الزلزال قد لا يكون الاخير في ظل الاجواء السياسية المتفجرة التي تحيط بلبنان، وفي ظل مشاريع إيران التوسعية والحربية التي وضعت هذا البلد على فوهة بركان بعد أن زرعت في معظم مناطقه وقراه واحيائه السكنية المكتظة، بواسطة وكيلها المحلي المعروف بحزب الله، الآف المستودعات من المواد المتفجرة والاسلحة المتنوعة واطنان الذخائر والآف الصواريخ القريبة والمتوسطة والبعيدة المدى، والتي قد تحوّل تلك المناطق إلى تلال من ركام و رماد في حال تم تدميرها في اي حرب محتملة قد تقع بين حزب الله وإسرائيل.

الصورة تبدو قاتمة والمشهد شديد السواد، ولكن وبرغم من كل شيء تبقى ارادة اللبنانيين في الحياة أقوى وابقى من كل مشاريع الموت، هكذا قال التاريخ وهكذا كان ينهض طائر الفنييق من رماده كلما احترق.

قرأنا: همس الشيطان في أذن بيروت قائلاً، لا يمكنك ِ الوقوف في وجه العاصفة، فأجابته مبتسمة، انا العاصفة.

لبيك لبنان
اتيان صقر- ابو ارز

*ملاحظة: الصورة المرفقة هي لأبو أرز والشيخ بشير الجميل