يوسف رامي فاضل/هلَّلتُ يومًا ما لقوى ١٤ أذار على اعتبار أنها تقف كالسد المنيع للدفاع عن سيادة البلد

110

هلَّلتُ يومًا ما لقوى ١٤ أذار على اعتبار أنها تقف كالسد المنيع للدفاع عن سيادة البلد…
يوسف رامي فاضل/فايسبوك/10 آب/2020

هلَّلتُ يومًا ما لقوى ١٤ أذار على اعتبار أنها تقف كالسد المنيع للدفاع عن سيادة البلد…

صفقت لسعد الحريري يوم رفع شعار: لبنان أولًا!

صفقت لوليد جنبلاط يوم قال: يا بيروت بدنا التار من لحود ومن بشار!

رقصت فرحًا يوم اعتذر سمير جعجع عن اخطاء الحرب الأهلية…

غمرتني النوستالجيا كلما كنت أرى صفوف الكتائبيين والمح بيارقهم في الساحات…

كنت أطالب بالإصلاح وبمحاربة الفساد في هذه الأحزاب في المجالس المغلقة قبل العام ٢٠١٠، كما كنت أطالب بالانتخابات الداخلية وبالديمقراطية الفعلية في هذه الأحزاب وبتحررها من الوراثة العائلية وتأليه الزعيم…

التزمت الصمت قبل ال ٢٠١٠ على اعتبار ان الأولوية هي للسيادة ولحماية الكيان والهوية اللبنانية من العقيدة الإيرانية والأطماع السورية، كما كنت اردد في سرّي بكل حماقة وسذاجة “غدًا وعند انقضاء هذه المرحلة المفصلية سأرفع الصوت عاليا مطالبا بالديمقراطية الحقيقية وباستئصال الفساد! أما الآن فالزمن زمن حرب”…

أما اليوم فأعتذر من نفسي أولًا وعلنًا على مرحلة ما قبل ال ٢٠١٠، لأن من راهنت عليهم يومًا ما استطاعوا حماية السيادة اللبنانية ولا رسّخوا الديمقراطية في احزابهم ولا قدّموا اي نموذج يحتذى على صعيد محاربة الفساد ولا بل ذهب معظمهم الى صفقات معيبة مع خصومهم كلما دقت ساعة الإنتخابات النيابية أو تشكيل الحكومات الصُوَريّة، والأفظع أن بعضهم ذهب إلى محالفة ومهادنة من يتربّع على كرسي قصر المهاجرين والشرير الذي يسكن جوف الأرض…

تاجرتم بزخم ثورة ١٤ أذار وقامرتم بأحلام شبابها وشابّاتها شرّعتم أبواب السيادة للغرباء بكل رعونة وليونة وتركتم الفساد ينخر أجساد احزابكم فنخر جسد الدولة كلّها إلى أن نخر عاصمتنا ونثر جثامين الضحايا فوق أرصفتها…

اليوم وبعد كلّ ما حدّث أجد نفسي أتوجه إلى من يريد الاستماع بما قاله سيّدي يسوع المسيح “لا توضع الخمر الجديدة في الزقاق القديمة”! لا تساوموا على شيء!

لكم الحق بالديمقراطية الحزبية والحزب الذي لا يقوم على الديمقراطية الحقيقية اهجروه دون أن تلتفتوا إلى الخلف “دعوا الموتى يدفنون أمواتهم”…

لا تغضّوا النظر عن أي نوع من أنواع الفساد ولو كان في أداء عضو الهيئة الإختيارية في أصغر بلدة من بلدات بلدنا الحبيب، لأ من يعتاد غضّ النظر سَيُعمَى على قلبه يومًا ما…

لا تبرروا لأحد! فلو كان على حقّ لكانت أعمال الحكمة بررته ولكنتم رأيتم النتائج ولمستموها لمس اليد…

لا تهادنوا الشرّ ولو كان أقوى منكم، فمهما بلغت قوته سيرتعد أمام طفل صغير ينطق بكلمة الحقّ…

دعكم من البراغماتية فهي تفسد الروح وتفسد زخم شبابكم…
إثأروا لجيلكم من خطايانا كما سنثأر لجيلنا من خطايا الجيل الذي سبقنا…
لن يحررنا سوى الحق والحقيقة، والحقيقة لا تحتمل التأجيل..
فلا تتركوا ثورة اليوم الى الغد..
والسلام على من يحبّ السلام…