الكولونيل شربل بركات/حكاية مريم حصرون بنت بلدة عين إبل

152

حكاية مريم حصرون بنت بلدة عين إبل
الكولونيل شربل بركات/04 تموز/2020

مغارة… سيدة جميلة… أجملهن…
كانت هذه أول كلمات كتبتها عن هذه السيدة التي كنا نخاف أن نسمع اسمها يوم كنا صغارا نحاول أن نلعب في البراري المحيطة بعين إبل. وكان عند المحفرة مغارة من تلك التي كانت تستعمل قبورا للقدماء وبقربها صخور مقورة تستعمل لغسل الموتى قبل دفنهم بحسب عادات الكنعانيين على ما يبدو.

يومها وكنا في مطلع الشباب وبدايات مشاريع الغزل والاهتمام بالنصف الآخر الذي يشغل بال كل من في مثل ذلك العمر. وكنت مهتما بتفاصيل عن ماضي القرية الحبيبة فسألت عن هذا الأسم الذي كان يخيفنا صغارا “مريم حصرون”. ومن قبيل الصدف أن تكون “ام كرم” هي السيدة التي سالتها عنها معتقدا بأن مريم حصرون ستكون إحدى الشخصيات الخرافية التي يدور الحديث عنها لتخويف الصغار من الذهاب منفردين إلى الحقول.

ولكن جواب ام كرم كان مختلفا جدا عما توقعت وقالت لي: “مريم حصرون؟.. يا حصرتي عا مريم حصرون… كانت صبية حلوة كتير كتير… كل شاب يتمنى يتطلع فيها… بس يا حرام انصدمت بحياتها وتعذبت”. إذا ليست اسم خرافي قلت بل شخصية حقيقية؟ ضحكت ام كرم وقالت: “اقعد تخبرك… كانت مريم حصرون حلوة كتير، جسم متناسق طويل، بتحط الاسوارة في من فوق بتنزل من تحت، عيون سود وشعر طويل ورشاقة، كستي. وقد ما تقول كانت حلوة، وشايفي حالها…

وانغرمت بشاب من البلد، ابن غسطين خيو لموسى فارس (وهون عا صوت واطي ما بدها تحكي أحسن ما حدا يزعل)، وكان شاب حلو؛ طلة وطول وهيبة قد ما بدك… وحبو بعضن كتير وتواعدو عالزواج. بس بدو يكون اهل العريس ما كانوا راضيين. ولما وصلت الأمور لحدها هددن يوسف لأهلو إذا ما بيتزوج مريم بدو يفل عالبرازيل لعند قرايبينو، ومش راجع… اهلو بقيوا مصرين عالرفض… قام حمل حالو وفل… مريم ما استوعبت الوضع ولا كانت تتقبل الشغلة. وعا قد ما كانت مغرومة ومتعلقة فيه طفشت بالوعر تبكي وما عادت ترجع على البيت. وقديش كانت حلوة، صار منظرها من كتر البكا بخوّف. وصارت تنام بالمغاير وتاكل من عشب الأرض. وكل ما شافت حدا تهرب منو، مش قادرة تتقبل الوضع ولا تحكي مع حدا”. سألتها: وليش كانوا يقولولنا انها مجنونة؟ جاوبت ام كرم: “طلّعوا عليها صيت كم واحد كانوا حاطين عينهن عليها وقالولك هيدي صارت هينة ومحزونة ممكن يقربوا عليها ويتحشروا فيها، ولهيك كانت كل ما قرب حدا تشالق عليه حجار وتهرب. وبقيت سنين عايشة هيك وحدها ما قدرت تستوعب أنو حبيبها تركها وراح ولا كانت تغفر لاهلها ولا لاهلو”.

تلك القصة أثرت فيَ وجعلتني أكتب يومها أول مقالة نشرت بعد عدة سنوات يوم قرر نادي قدموس أن يصدر مجلة محلية عن عين إبل وسألني الأستاذ فاروق يومها هل تريد أن تكتب مقال أو اي شيء عن عين إبل لأننا نحب أن نشرك كل الأجيال وانت تمثل جيل الشباب. فقلت له عندي لك مقالة عن مريم حصرون. تعجب الأستاذ فاروق ولكنه قال ارسلها لي وسنرى. وهكذا يوم طبعت المجلة كانت مقالتي فيها وقد أحبها البعض وتعجب البعض الآخر من أين هذه القصة التي لم نسمع بها.

اليوم رايت مقالا على الفايس بوك عن تكريم مغني برازيلي مشهور اسمه ريموندو فاغنر من قبل القنصل اللبناني في ريو ديجينيرو – البرازيل بمنابسة بلوغه السبعين وفي آخر الكلام عن الحفل والمغني يشير المقال أن ريموندو فاغنر من أصل لبناني وأن والده كان يغني قبل هجرته إلى البرازيل في قريته عين إبل في جنوب لبنان.

هنا بدأ الاهتمام فقمت بارسال تعليق مهنئا فيه الفنان البرازيلي، ابن ضيعتنا، وذاكرا بأن عين إبل تفتخر فيه ونحن ندعوه منذ الآن للمشاركة باحتفالات تدشين مزار “ام النور” الذي نأمل أن يتم في صيف 2021 والبرج الذي سيرتفع عليه تمثال السيدة “ام النور” سيكون الأعلى في العالم على اسم السيدة العذراء (يبلغ ارتفاعه مع التمثال 75 متر بينما الأعلى حتى اليوم في فنزويلا وفي بلغاريا حيث لا يزيد الارتفاع عن 41 متر). ولكني بدأت التفتيش الفعلي عن صلة ريموندو بعين إبل وأتاني الرد سريعا أنه ابن يوسف لبس شقيق موسى فارس لبس غسطين. وهنا اتصلت بسميرة ابنة المرحوم موسى فارس وسألتها إن كانت تعرف أي شيء عن عمها يوسف في البرازيل وكان جوابها بالتأكيد وبأن شقيقها يوسف كان زار البرازيل منذ زمن بعيد وتعرّف على أعمامه حنا ويوسف وأن ابن يوسف ريموندو هو مغني مشهور في البرازيل وقد فرحوا جدا بلقائه وقاموا بجولة معه في الأماكن المهمة في البرازيل.

هل تكون ام النور قد أرشدتنا إلى علاقة مع جاليتنا في البرازيل؟ وهل أن لبنان سيقوم من غفوته ببركتها ولن تكون أيام محنته طويلة؟ وهل سيقبل المغني العالمي وليس فقط البرازيلي، ابن عين إبل، أن يشارك في تدشين المزار؟ ومن غيره من العينبليين المشهورين عالميا سيكون معنا في حفلة التدشين؟

صحيح ان مريم حصرون قد تألمت وعانت، وهي شهيدة الحب، وكم من مريم حصرون يظلمها المجتمع. ومع أننا اليوم لم نعد نرى أو نسمع عن مشاكل كهذه. ولكننا وفي كل زمان وكل مكان لا نزال معرضين للقهر وللظلم. ولكن لا بد لليل الذي يغلفنا أن ينجلي، ولا بد للنور الآتي من عند الرب أن يلمس مستقبلنا، فتزهر من جديد بلاد البشارة هذه؛ تعاونا وعزا وانتاجا يبعث الفخر وينهي زمن العهر والفجور.

==================
Raimundo Fagner/Face Book/· December 19, 2019 ·
Today, 19/12/2019, the Consul General of Lebanon in Rio de Janeiro, Dr Alejandro Bitar, honored singer and songwriter Raimundo Fagner, for his 70 years completed this year. Fagner received the Medal of Honor from the hands of the Head of the Diplomatic Mission at the Consulate General in Botafogo, Rio de Janeiro. On the occasion, the Consul General invited the singer to make a presentation in Lebanon in 2020. In time: Fagner’s father, Mr Sr Fares was a singer in his hometown of ′′ Ain Ebel “, in southern Lebanon.