د.وليد فارس/ثقافة الحروب الدائمة وكليشيه العمالة من الماضي…الاتهام المسمى “عمالة للعدو الاسرائيلي” هو مسّيس من قبل قوى الارهاب وبات يُستعمل كسلاح تهددي انتقامي يستهدف اسكات المعارضين

126

ثقافة الحروب الدائمة وكليشيه العمالة من الماضي
د.وليد فارس/فايسبوك/23 حزيران/2020

*الاتهام المسمى “عمالة للعدو الاسرائيلي” هو مسّيس من قبل قوى الارهاب وبات يُستعمل كسلاح تهددي انتقامي يستهدف اسكات المعارضين

*اتهام الناس بالعمالة دون سبب موجب فهو عمل خطير، يخرق حقوق الانسان.

****
حوالي مليوني لبناني في الاغتراب قد زاروا اسرائيل كمواطنين لعشرات الدول وحاملي جوزاتها، لزيارة الاماكن المقدسة، للسياحة، او زيارة اقرباء، على مدى ثلالثين سنة. ومن كل الطوائف من دون استثناء. وهذا لم يكن سراً على الاطلاق. وذلك تحت رعاية الكنائس او عبر وكالات السفر. وربما اكثر من نصف هؤلاء زاروا لبنان ايضاً.

اللبنانيون الحاملين لجوازات سفرعالمية ليسوا في حالة حرب مع اسرائيل قانونياً، لان عكس ذلك سيضعهم في وضع غيرقانوني في دولهم. بامكانهم ان يكرهوا اسرائيل او ان يكونوا حياديين ولكنهم غير قادرين على التصرف قانوناً كأنهم في حالة حرب.

لذا فعلى الدولة في لبنان ان تختار بين منعهم من زيارة وطنهم الام ام ان لا تعترضهم، ولكل خيار نتائج قانونية.

اما اللذين يزورون اسرائيل كمواطنين مقيمين في لبنان فهم يقومون بذلك على مسؤوليتهم الفردية تجاه القوانين المرعية الاجراء. ولكن للمواطنين اللبنانيين الحق الكامل في المطالبة بأنهاء الحرب عبر البرلمان او من خلال استفتاء.

حزب الله تنظيم مسلح في لبنان وليس له الحق ان يمنع المواطنين اللبنانيين بان يطالبوا بانهاء الحرب اذا شاؤا، فهذا حق دستوري ودولي لهم.

اما فيما يتعلق بالاتهام المسمى “عمالة للعدو الاسرائيلي” فهو ايضا مسّيس من قبل قوى الارهاب وبات يُستعمل كسلاح تهددي انتقامي يستهدف اسكات المعارضين. اذ ان اثبات هكذا اتهام يجب ان يُبنى على وقائع فعلية قائمة على عمل استخباراتي يستهدف الامن الفعلي في لبنان.

ودون ذلك فأي سفر الى اسرائيل من قبل لبنانيين مقيمين على الاراضي اللبنانية، او كلام مع اسرائيليين انما قد يكون خرقاً للقوانين الوضعية ولكن ليس بالضرورة “عمالة”.

يمكن عدم تطبيق القانون لانتفاء النية العدوانية لخارقي القانون، او تحميلهم غرامة معينة، اما اتهام الناس بالعمالة دون سبب موجب فهو عمل خطير، يخرق حقوق الانسان.

نذكر في امريكا كيف زارت الممثلة جاين فوندا فيتنام الشمالي ايام الحرب، دون ان توصف بالعميلة، بل بالتصرف غير الاخلاقي. فالمقياس الاساسي هو النية واذا كانت النية انهاء الحرب، فالهدف مشروع حتى ولو كان العمل يخرق القوانين.

لبنان يعاني الارهاب والانهيار وادخاله في مسرحيات “العمالة” على ايدي الارهاب لن يؤدي الى اية نتيجة لصالح القوى الراديكالية، لان الاكثرية الساحقة من الشعب في حالة ما بعد ثقافة الحرب، والعالم الخارجي لن يجاري مزيداً من تأجج لهكذا ثقافة عدمية.