د.توفيق هندي/الجيش والإنتفاضة ثنائية الإنقاذ/ دجّال من يعتقد أن ثمة إمكانية لإقامة دولة فعلية و/أو إصلاحها في ظل إحتلال الجمهورية الإسلامية في إيران للبنان عبر حزب الله

254

الجيش والإنتفاضة ثنائية الإنقاذ/ دجّال من يعتقد أن ثمة إمكانية لإقامة دولة فعلية و/أو إصلاحها في ظل إحتلال الجمهورية الإسلامية في إيران للبنان عبر حزب الله.
د.توفيق هندي/اللواء/22 أيار/2020
دجّال من يعتقد أن ثمة إمكانية لإقامة دولة فعلية و/أو إصلاحها في ظل إحتلال الجمهورية الإسلامية في إيران للبنان عبر حزب الله.
مشكلة لبنان مع إيران وجودية وأساسية بغض النظر عن الصراع المحتدم بين أميركا-ترامب وحلفائها الإقليميين من جهة وإيران من جهة أخرى.
عوارض المرض إقتصادية-مالية-نقدية-إجتماعية وحقيقته أن مصير لبنان الكيان والدولة على المحك. لا حل حل إقتصادي للكارثة اللبنانية. الحل الوحيد هو بالعودة إلى لبنان الكيان والدولة. وهذا يحتم أولا” تسليم حزب الله لسلاحه للجيش.
عند خلاص لبنان من السلاح الغير الشرعي تقام سلطة إنتقالية تعلق الدستور وتطهر الدولة من منظومة الفساد قبل العودة لاحقا” إلى الدستور.
لا يمكن إعادة إنتاج سلطة خلاصية في ظل سلاح حزب الله من خلال المسار الدستوري (حكومة تيكنوقراط مستقلة وإنتخابات مبكرة و…) منظومة الفساد والسلطة= سياسيي السلطة + الدولة العميقة + حاكمية مصرف لبنان وغالبية المصرفيين المتنفذين مصلحة “الزعاء” هي بالحفاظ على بعضهم بعضا” بالرغم من خوض صراعات المحاصصة فيما بينهم.
ضابط الإيقاع حزب الله.
لا توجد دولة في لبنان. توجد سلطات تسيطر على مفاصلها. وجميعها تتحرك تحت سطوة حزب الله.
حزب الله فاسد ويرعى منظومة الفساد والسلطة ويضبط إيقاعها ولا يمكنه إلا إعتماد هذا المسار للحفاظ على مشروعه في هذه المرحلة.
يسعى الثلاثي المرح (الحريري، جعجع، جنبلاط) إلى المعارضة “المسؤولة” تحت سقف حزب الله للحفاظ على حصصهم في الدولة وتطويرها.
برسم الثلاثي المرح: الحل هو بالخروج عن منطق أن تستخدم الدولة كدرع واق لحزب الله وكبقرة حلوب للمنظومة السياسية الفاسدة.
يتوهم الحريري بالعودة إلى رئاسة الحكومة وهو يعرض نفسه مجددا” على حزب الله كالقادر على إستجلاب المساعدات الخارجية للبنان.
يساير جعجع حزب الله لأنه يعتقد خاطئا” أن الحزب سوف يبقى رقما” صعبا” في المعادلة وأنه سيقبل به ولو مرغما” رئيسا” للجمهورية.
كعادته، لجنبلاط رجل في البور ورجل في الفلاحة. لوحده قد ينجو من غرق التيتانيك اللبناني نظرا” لخصوصية التركيبة الدرزية.
المنظومة السياسية المتحكمة بلبنان بحالة موت سريري، ولكن لا تزال تتمتع بعناصر قوة: المال، الدعم الخارجي، مواقعها في الدولة العميقة.
حكومة دياب هي حكومة حزب الله بإمتياز. الذي يعين يأمر. حزب الله الممتلك للسلاح هو الأقوى في المنظومة الحاكمة وميزان القوى يحدد.
لا أميركا تسمح بمد لبنان بالمساعدات ولا حزب الله يريدها لأن شروطها خطرا” عليه. النقاش حول صندوق النقد الدولي وسيدر وما شابه عقيم.
المشكلة ليست في النظام اللبناني: فيديرالي، كونفدرالي، مركزي تشاركي، مركزي علماني،… المشكلة في من هو قابض على السلطة.
الطائفية والفساد ليسا توأمان. البيوتات السياسية القديمة والمستجدة هي أصل البلى. إنها مزيج هجين من الإقطاع الآري والقبلية السامية.
تركيز الهجوم على طرف بعينه من منظومة الفساد والسلطة قد يستخدم من آخر لتبرئة نفسه ورمي المسؤولية على الطرف المقابل.
حذار من أطراف منظومة الفساد والسلطة من التغلغل في صفوف الإنتفاضة بقصد إستغلالها و/أو إستعابها و/أو الإساءة إليها.
حذار من الأعمال التي تحرج الجيش (ومنها قطع الطرقات والتعرض للأملاك الخاصة) وتضعه في مواجهة مع الإنتفاضة وتحقق مآرب السلطة.
إن حزب الله بحاجة اليوم إلى كسب الوقت لكي يتمكن وإيران من الخروج من المأزق إزاء ما يعتبره إستهدافا” أميركيا”. وهو يأمل بأن تطيح كورونا بترامب وتأتي بمنافسه الديمقراطي بيدن إلى سدة الرئاسة. فترتاح إيران بعودة أميركا إلى سياسة أوباما أو هكذا تظن.
في مطلق الأحوال، على قوى الإنتفاضة أن تتحضر لكافة الإحتمالات وتحدد تموضعها السياسي والوطني بوضوح.