سيمون ابو فاضل/الى قائد الجيش.. اعطِ الثوار لدى توقيفهم “حقوق الأسير

245

الى قائد الجيش.. اعطِ الثوار لدى توقيفهم “حقوق الأسير
سيمون ابو فاضل/موقع الكلمة اونلاين/15 كانون الثاني/2020/

يتعرض الثوار لدى توقيفهم من قبل الجيش اللبناني لممارسات مرفوضة اخلاقيا، انسانيا وقانونيا، حيث يتم ضربهم وشتمهم وتهديدهم، في حين كان قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون عمّم على الضباط بعدم التعرض للموقوفين، بل اجراء التحقيقات دون اي ضغوطات.

في الوقت ذاته، لا يمكن انكار الاداء الراقي الذي مارسه ضباط وأفراد الجيش اللبناني منذ بداية الثورة، والذي لقي احتراما وتقديرا من الثوار ومن المراجع الدولية، رغم الصدامات العنيفة التي حصلت مؤخرا بينهم في عدة مناطق، الا ان العاطفة التي عبّر عنها الثوار بداية للجيش لم تتبدل، بل لا يزالون يجدون ان الجيش اللبناني هو الحامي الوحيد للوطن والضامن لهم، مقدرين ما قدم من شهداء وجرحى من اهلهم وابنائهم واقربائهم.

لكن التعرض للموقوفين من ابناء الثورة امر لا يصح انسانيا وقانونيا، وخصوصا في منطق الجيوش التي تحفظ حق الأسير الذي يلقى القبض عليه ويتم تأمين الطبابة والطعام له، ولا يخضع لأي ممارسات عنفية وانتهاك لكرامته، عملا باتفاقية جنيف لمعاملة اسرى الحرب الموقعة في 12 آب 1949، بعد ان كان يطلق النار ويصوّب رصاصه في اتجاه من أسره والذي سقط الى جانبه رفاق شهداء وجرحى، فكيف بالحري اذا كان الموقوف مواطن لبناني جائع يطالب بحقوقه، ويثور رفضا للفساد ويأمل بدولة شفافة على ما هي عليه المؤسسة العسكرية وسائر الأجهزة الأمنية أسوة بالمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي التي تشهد عمليات محاسبة داخلية على ما دلت مؤخرا عدة قرارات قضائية.

وإذا أسقطنا واقع الصيف والشتاء الذي يمارس احيانا مع الثوار من قبل الجيش اللبناني لظروف واضحة وليست غامضة، كما حصل في عدة أماكن، فان المطلوب اقله اذا كانت “العين بصيرة واليد قصيرة” في بعد الأمكنة، التعاطي مع المواطن اللبناني الثائر دفاعا عن مستقبل الوطن وابنائه، وبينهم ابناء الموسسة العسكرية لكي لا يأكلهم الفساد وتبتلعهم الهجرة، فليتم التعاطي معهم اقله كأسرى الحرب الدموية وليس اكثر، وهم العزل الا من إيمانهم ببناء وطن عادل وعصري، يدفع الجيش اللبناني والقوى الأمنية دما من اجله.

ان العماد جوزاف عون ضابط يتمتع باخلاق عسكرية رفيعة ومشهود له بالشجاعة والنزاهة، حيث يروي احد رفاق سلاحه بانه قاد ملالة عسكرية بمفرده في احدى الجبهات لينتقل الى نقطة عسكرية تتعرض للقصف والقنص لينقذ جنديين جريحين عمد الى نقلهما الى الملالة بمفرده، ليتم إرسالهم الى المستشفى، ولم يهاب الخطر الذي كان محدقا به.

لا اروي هذه الواقعة من باب المديح لقائد الجيش اللبناني، بل لأقول إن ضابط أسوة بالعماد عون يملك هكذا مواصفات ويحظى باحترام داخلي وخارجي، وعلى عاتقه مسؤولية ضبط الأمن من خلال قيادته لمؤسسة تشكل العامود الفقري للسلم الأهلي ومكافحة الإرهاب، بات اليوم في موقف صعب فيما خص التعاطي مع الثوار في مسألة حدود تحركاتهم وبينها إغلاق الطرقات التي حذر من إغلاقها نظرا لتأثيرات ذلك على اكثر من صعيد، معززا موقفه بالقانون، اذ يجب الا يسمح العماد جوزاف عون بما يتعرض له الثوار من انتهاك لكرامتهم اثر توقيفهم، وليطبق عليهم قانون الأسرى في حده الأدنى.

ان ما يحصل يظهر وكأن ثمة ضباط في المؤسسة العسكرية يعتبرون ذاتهم أقوى من قائد الجيش، ويشكلون مواقع نفوذ خاصة داخل المؤسسة، وهو امر بات التداول به يتسع يوما بعد يوم، ولا حسم له الا بقرار من قبل العماد جوزاف عون الذي أحاط ذاته بضباط قيادة فاعلين، محترمين وغير عنفيين، وذلك حماية للمؤسسة ولانها تبقى الرهان الأول والأخير لللبناني الحريص على وطنه وعليها في آن.