عقل العويط/النهار: أقبضوا على عصام خليفة

2189

أقبضوا على عصام خليفة!
عقل العويط/النهار/02 كانون الثاني 2020

الحكومة المقبلة هذه هي تباشيرها. فقد تلقّيت قبل قليل ما يأتي:
“قرّرت الهيئة الاتهاميّة في بيروت قبول الاستئناف المقدَّم من رئيس الجامعة اللبنانيّة الدكتور فؤاد أيّوب، وكيله المحامي رشيد أيّوب، في الدعوى المقامة على الدكتور عصام خليفة، وإصدار مذكّرة إلقاء قبض بحقّ خليفة وإحالته إلى محكمة الجنايات في بيروت ليحاكَم أمامها بما اتُّهم به، وإحضاره إلى مكان التوقّف الكائن لديها، والظنّ به بجنحة المادة 408 قانون العقوبات واتباعها بالجناية للتلازم”.

هذا القرار الصادر في حقّ عصام خليفة، بإلقاء القبض عليه، كان يجب أنْ تصدره هذه السلطة السياسيّة القذرة من زمان.

رجلٌ كهذا الرجل، هذا تاريخه، وهذه فعائله، كان ينبغي له أنْ يُلقى في غياهب السجون، وتحت سابع أرض، منذ العام 1969. ربّما قبل ذلك أيضًا. فأنتَ، يا عصام بن كمال خليفة، الذي من أعمال حدتون، في أعالي بلاد البترون، تستحقّ أنْ يُقبَض عليك، وأنْ تُنقَل مخفورًا إلى السجن، على أنْ يكون القبض عليكَ، أمام الشاشات، وعلى مرأى من الناس، لكي تكون عبرةً لمَن اعتبر، ولمن لا يعتبر.

أمّا الخفافيش، خفافيش الليل والنهار، فيجب أن يستخدموا أقصى درجات الحيطة والحمايات الأمنيّة، وهم ينقلونك، يا عصام كمال خليفة، إلى الحبس، بتهمٍ ليست أقلّها الخيانة العظمى. هذا عصام فؤاد خليفة، ما غيرو. الرجل الحرّ الأبيّ المرفوع الهامة، الراسخ الجذور، الذي رأسه يوازي الجبال العاليات.

فعامِلوه، والحال هذه، بالقسوة، لأنّه رجلٌ خطيرٌ خطيرٌ خطير. وإرهابيٌّ من الطراز الأوّل. لكنّه خطيرٌ ليس لأنّه رجل سلطة. وناكث عهود. وسارق أمانة. وفاسدٌ. ومهرِّب أموال. وغاسلها. وناقلها في الضوء كما في جنح الظلام. بل لأنّه فقط رجلٌ شريف.

ترى، لماذا يا عصام يفعلون بكَ ما يفعلونه؟ هل لأنكَ خائنٌ، وهل لأنّك مجرمٌ خطيرٌ للغاية، أم لأنّكَ أحد كبار حرّاس الحرّيّة والديموقراطيّة والكرامة والحقّ والقيم والقانون في لبنان، و… هذا يقضّ مضاجعهم؟!
وهل أنتَ خائنٌ ومجرمٌ وخطيرٌ وإرهابيٌّ، لأنّكَ حارس مياه لبنان من العدوّ الصهيوني، وخافر حدوده الجغرافيّة من الاغتصاب والتأكل والالتهام، والساهر منذ خمسين عامًا على جامعته الوطنيّة، ولأنكَ ضميرها ووجدانها؟!

لمَن لا يعرف عنوان منزل عصام كمال خليفة، فهو في الفنار، بناية قربان، الطابق الثاني، بملكه، قرب سوبر ماركت كيوان.
وهاكم رقم هاتفه: 03755302

أمّا بعد، وهذه رسالةٌ موجّهةٌ إلى أهل الثورة في لبنان، فإذا كان ثمّة ثورةٌ حقًّا في لبنان، من أجل إسقاط سلطة أمراء الطوائف والمذاهب، ومؤجّجي الفتن، وعاقدي الصفقات والمحاصصات، وأرباب العفن والعبوديّة والنهب والسرقة والاضطهاد، ومن أجل إنهاء تدخّل السلطتين التنفيذيّة والتشريعيّة في عمل السلطة القضائيّة، فيجب أنْ تشمّر هذه الثورة الفريدة عن ساعديها في هذه القضيّة بالذات.

مسألة هذا القرار الاتهاميّ الصادر في حقّ عصام خليفة، يجب أن لا تمرّ، تحت سماء هذه الثورة. هذا امتحانٌ جوهريٌّ، وليس امتحانًا عابرًا.
امنعوا اعتقال عصام كمال خليفة. وامنعوا أنْ تُمَسّ شعرةٌ واحدة من رأسه الأبيّ. وإذا كان من فعلٍ ثوريٍّ عظيم، فالفعل الثوريّ هو أن ترموا قَتَلَة أعمارنا وأحلامنا، في غياهب السجون!