راغدة درغام: مساعي عزل دونالد ترامب وانعكاساتها على السياسة الخارجية/Raghida Dergham: Donald Trump and Iranian regime are both in positions of weakness – and that may be a good thing

70

Donald Trump and Iranian regime are both in positions of weakness – and that may be a good thing
Raghida Dergham/The National/October 06/2019

مساعي عزل دونالد ترامب وانعكاساتها على السياسة الخارجية
راغدة درغام/موقع إيلاف/06 تشرين الأول/2019
سيستفيد الرئيس دونالد ترامب إذا فرَض على نفسه أن ينضبط، بالذات في السياسات الخارجية والعلاقات مع قادة العالم، وأن يتجنّب العشوائية والاعتباطية في اتخاذ القرارات السياسية. انه يمرّ في مرحلة تتطلّب منه إعادة اختراع نفسه إذا كان له أن يتملّص من مشروع عزله والعزم على الإطاحة به بتهمة انتهاك الدستور الأميركي الذي يمنع الرئيس في البيت الأبيض من استخدام منّصبه وسلطاته لغايات شخصية، سياسية كانت أو مالية أو غيرها.

دونالد ترامب متّهم بأنه تحدّث هاتفياً مع رئيس أوكرانيا الجديد، فلوديمير زيلينسكي، وحضّه على التحقيق في مزاعم فساد لابن منافسه السياسي الرئيسي في الحزب الديموقراطي، جو بايدن. هذا عبارة عن استخدام سلطة رئاسة الدولة لطلب تدخل بلد أجنبي في انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة عام 2020، وحسب الذين يسعون لعزله، دونالد ترامب انتهك القانون الأميركي والدستور الأميركي.

دونالد ترامب يعتبر التحقيق الذي يقوم به الكونغرس تعدّياً عليه وينكر ان المساعدات العسكرية قد تم حجبها من أجل الضغط على أوكرانيا ورئيسها ليلبّي طلبات الرئيس الأميركي. مهما آلت اليه الأمور، ان كانت مساعي العزل Impeachment ستنجح في مجلس النواب وتسقط في مجلس الشيوخ Senate، أو ان كان دونالد ترامب سينجو من العزل ومن الإدانة Indictment، ان شخص الرئيس الأميركي وسياساته الخارجية تحت المجهر. ولأن هناك إمكانية حقيقية للانزلاق الى ركودٍ اقتصادي خطير على حظوظ دونالد ترامب بولاية ثانية، تتخذ السياسة الخارجية أهميّة مميّزة سيما وانها مرتبطة بشخصية الرئيس الجدليّة.

لكل هذه الأسباب، سيفيد دونالد ترامب أن يتوقّف عن نزعة الاستفراد باتخاذ القرارات وان يولي الى الفريق المعني في إدارته مساحة أكبر في صنع القرار كي لا تأتي السياسات اعتباطية وكي لا تفوته القراءة العميقة الضرورية اما للفرص المتاحة أو لكيفية إدارة الملفات الساخنة. الصين ملف خارق الأهمية لدونالد ترامب نفسه كما للاقتصاد العالمي. وبالرغم من الانقسام حول ادارة هذا الملف، لقد تناوله الرئيس ترامب بكثير من الدّقة والنجاح فتمكّن من تغيير قواعد اللعبة بما أثار المدح لسياسته نحو الصين حتى من قِبَل الذين يكرهونه.

انما أجواء العزل والإدانة لها وطأة لا يمكن الاستخفاف بها على القادة الذين يتعامل معهم أي رئيس لأنه فجأة يبدو لهم أضعف وتنفتح أمامهم فرصة أخذ زمام المبادرة لمصلحتهم. وهذا ينطبق على الصين كما على إيران التي تنقسم الآراء أيضاً حول سياسات ترامب نحوها. فكيف يمكن أن تتأثّر المسألة الإيرانية بمساعي الحزب الديموقراطي وراء عزل دونالد ترامب والإطاحة به؟ وماذا قد يكون في ذهن القيادة الإيرانية في ظل التطوّرات على الساحة الرئاسية الأميركية؟
الأكثرية في الولايات المتحدة تتوقّع أن يتوقّف التحقيق في مجلس النواب بقرار عزلٍ ليس فاعلاً ما لم يصادق عليه مجلس الشيوخ ليصبح إدانة. تمرير الإدانة في مجلس الشيوخ ليس سهلاً بسبب أكثرية الجمهوريين فيه. إذن، قد ينجو دونالد ترامب من الانقلاب عليه، لكنه سيبدو ملطّخاً الى حين الانتهاء من التحقيق.

فالفضيحة، مهما كانت خلفيتها، تبقى مُثقِلَة على المرشح للرئاسة. والأرق من احتمال نجاح جهود العزل والإطاحة يبقى مُكلِفاً. وفجأةً، يبدو الرجل في منصب الرئاسة أمام قادة الدول أكثر هشاشة وخفّةً، وأقلّ كبرياءً وجبروتاً.

حتى وان كان دونالد ترامب سيُنتخَب رئيساً لولاية ثانية، ترى قيادات في عدة دول أن جهود العزل مفيدة للسعي وراء تلطيف مواقف الرئيس الأميركي، وربما للحصول على تنازلات منه.

في الموضوع الإيراني هناك عدة لاعبين، إقليميين ودوليين وإيرانيين، يرون أن هناك فرصة الآن لاستنباض احتمالات التفاهمات الصغيرة والكبيرة ولإعادة فتح الباب على جهودٍ اصطدمت اما بتعنتٍ أميركي أو بتهورٍ إيراني على نسق الهجمات على المنشآت النفطية السعودية.

أبرز الجهود التي كانت ولا تزال تُبذَل، تشمل جهود الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون – ويدعمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين – هدفها التوصّل الى اتفاقية نووية جديدة بين إيران والدول الموقّعةعلى الإتفاقية النووية الأولى التي انسحب منها دونالد ترامب وكان سلفه باراك أوباما وقّعها في اطار 5+1، أي الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا زائد المانيا.

تفاصيل هذه المبادرة ما زالت سرّية إنما، مبدئياً، يُفتَرَض أن تكون المعادلة قائمة على تنازلات متبادلة بين الموقفين الأميركي والإيراني بحيث توافق إيران على مبدأ اتفاقية نووية جديدة يبدأ البحث في تفاصيلها مقابل موافقة الولايات المتحدة على آلية مالية تكفل لإيران القدرة على بيع نفطها بصوّرة تلتف شرعيّاً على العقوبات بصورة تدريجية بدون رفع العقوبات بصوّرة كليّة. الفكرة تقوم على نوع من إجراءات متزامنة بحيث يتم تخفيض العقوبات تدريجيّاً مقابل خطوات من جانب طهران لتحسين الاتفاقية النووية وتحسين سلوكيات إيران في مجال الصواريخ الباليستية وفي مجال التدخّلات الإقليمية.

هذه الجهود اصطدمت بالهجمات الإيرانية على المنشآت النفطية السعودية التي فرضت مواقف أوروبية ممتغضة من طهران وأدّت الى فرض الولايات المتحدة المزيد من العقوبات وعلى رأسها عقوبات مالية على البنك المركزي الإيراني – الأمر الذي كبّل الآليةالمالية قيد البحث.

إنما، حسب المصادر، وبالرغم من مفاجأة الهجوم على المنشآت النفطية، لم تُدفَن المبادرة الفرنسية بل ان الرئيس فلاديمير بوتين طلب من الرئيس ايمانويل ماكرون ألاّ يتوقّف عن مبادرته بل أن يفعّلها بقوّة فيما كان بوتين يسعى مع نظيره الإيراني الرئيس حسن روحاني لضبط النَزعات الى المزيد من الإجراءات الخطيرة.
بوتين، كما قالت المصادر، كان حازماً في طلبه من روحاني تجنّب أي ما من شأنه أن يفجّر الأمور في الأسابيع المقبلة سيما وان “الحرس الثوري” كان يتوعّد بعمليات نوعيّة أخرى على نسق الهجمات على المنشآت النفطية، إنما ليس بالضرورة في السعودية.

قالت المصادر ان بوتين قدّم لروحاني ضمانات بزيادة التجارة بين البلدين مقابل التصرّف السلمي وكذلك العمل على إدخال إيران عضواً في الاتحاد الأوروبي – الآسيوي للتجارة. هذه الرسائل الروسية على مستوى الرئيس كان عنوانها الحقيقي القيادة الإيرانية المتمثِّلة بمرشد الجمهورية و”الحرس الثوري” الذي يمتلك مفاتيح التفجير والحروب في المنطقة. فروسيا لها علاقات اقتصادية مهمّة مع دول خليجية مثل دولة الإمارات العربية وكذلك السعودية، كما لها علاقات جيّدة مع هذه الدول. ولذلك تحرّك بوتين بقوّة لامتصاص التصعيد الذي كان حليفه الميداني في سوريا، أي إيران، على وشك تفعيله نوعياً.

حسب الأجواء، حدث ما يسمّى de-escalation أي تخفيض سقف التصعيد، وتبدو الأمور الآن في حال تأجيل لفترة من الزمن.

المصادر المطّلعة على التفكير الإيراني قالت ان “الحرس الثوري” قد يتمهّل الى أواخر شهر نوفمبر المقبل قبل اتخاذ إجراءات تصعيديّة في حال فشلت الجهود الأوروبية في إقناع إدارة ترامب بصيغة رفعٍ جزئي للعقوبات ضمن الآلية المالية بما يسمح لإيران ببيع نفطها. فعمليات تهريب النفط الإيراني – مهما ساعدت فيها دول بما فيها دول خليجية – لا تكفي.

والسبب هو ان هناك غليان داخلي يتزايد يخشى النظام في طهران أن يتحوّل الى انتفاضة ضدّه إذا لم يتمكّن من إنقاذ الاقتصاد من الانزلاق الى الهاوية. وتقول المصادر ان تقدير “الحرس الثوري” هو أن أمام النظام فترة شهرين لا أكثر قبل أن يحدث الانهيار وتندلع النقمة على النظام بسبب الوضع الاقتصادي الخطير.
لذلك، تضيف المصادر، ان القرار في طهران هو استدعاء المواجهة العسكرية مع الخارج كي يمكن للنظام أن يضبط الداخل، إذا لم يتم التوصّل الى صيغة تخفيف العقوبات.

مصادر أخرى تقول ان هناك جهد أميركي للعمل على مسألة اليمن كمحطة في امتحان صدق إيران في إصلاح سلوكها الإقليمي مقابل استعداد إدارة ترامب تسهيل مهام ماكرون لآلية تخفيف في العقوبات.

زيارة رئيس وزراء العراق، عادل عبدالمهدي، الى السعودية أواخر شهر سبتمبر الماضي كانت، الى السعودية، كما أكدت مصادر وثيقة الاطلاع، بهدف استطلاع آفاق التفاهمات السعودية – الإيرانية في شأن اليمن. فهذه حرب يجب أن تنتهي وهناك جهود لجعل اليمن محطة اختبار الثقة ورصد الأفعال.

الهدوء النسبي للقيادة الإيرانية بشقِّ “الحرس الثوري” يفيد ان هناك حركة جديدة وراء الكواليس بقيادة أوروبية لتسهيل بيع جزئي للنفط الإيراني بتفاهمات قد تكون ممكنة أكثر الآن مع إدارة ترامب، لأن الرئيس الأميركي في حاجة الى إنجازات وليس الى اخفاقات.

هذا لا يعني أن دونالد ترامب سيلبّي شروط إيران برفع العقوبات قبل الجلوس الى المفاوضات. انه يعني فقط أن أحوال الرئاسة الأميركية في مرحلة مشروع عزل الرئيس قد تكون أكثر تساهلاً وتعاوناً مع جهود احتواء التصعيد الإيراني مقابل تسهيل أميركي جزئي لبيع إيران نفطها كي تحتوي هي أيضاً مشاكلها الداخلية.
هذا قاسم مشترك بين الرئيس دونالد ترامب الذي يواجه العزل وربما الإطاحة به، وبين النظام في طهران الذي يواجه احتمال الانفجار الداخلي ضده ربما للإطاحة به على السواء.

https://elaph.com/Web/opinion/2019/10/1267157.html

Donald Trump and Iranian regime are both in positions of weakness – and that may be a good thing
Raghida Dergham/The National/October 06/2019
Faced with domestic challenges at home, both parties may be forced to accept a series of small but meaningful deals.

Heads of governments around the world will be watching closely as Donald Trump prepares for what could be the toughest domestic challenge of his presidency. Such is the influence of his office, there is a strong possibility that the impeachment investigation under way against the US leader will be forcing friends and foes abroad to recalibrate their approaches to dealing with his administration.

The US House of Representatives has launched a probe against Mr Trump after evidence mounted in recent days that he illicitly used his office to enlist the help of Ukraine’s President Volodymyr Zelenskiy in order to damage Joe Biden, a Democratic Party presidential rival, in exchange for military aid. As a result, questions abound with regard to the fate of Mr Trump’s presidency, including whether he will be re-elected in 2020 even if he manages to evade impeachment.

There is every chance, of course, that Mr Trump will overcome this challenge – as he has others during the past three years in power. And while there may be concerns over how he conducts foreign policy during the next few weeks and months, it is likely that adversaries and enemies of the United States will have sensed a golden opportunity to extract concessions from a president currently under severe duress. For instance, the trade war between the US and China continues unabated and, even as Mr Trump has proved effective in getting the Asian superpower to the table, the question is whether Xi Jinping’s administration can apply pressure on the American trade negotiation team while its president is distracted by the impeachment proceedings.

Ironically, though, the timing of the inquiry could prove fortuitous in bringing peace to the Middle East.

How to solve a problem like Iran has been, perhaps, the foremost question on the minds of foreign policy experts over the past four decades – but especially since Mr Trump cancelled the nuclear deal his predecessor Barack Obama had signed with Tehran in 2015. Under Mr Trump’s leadership, the US has taken a more hardline stance against Iran, stating that the nuclear deal was not comprehensive enough and that it did little to curb Tehran’s ambitions to grow its influence in the region with the help of its proxies. Sanctions applied by the Trump administration have also crippled Iran’s economy. But rather than returning to the negotiating table, Iran has gone on the offensive in the Strait of Hormuz by seizing tankers, while Iranian-backed Houthi forces in Yemen claimed to have launched drone attacks on oil facilities in Saudi Arabia.

Given the position world leaders find Mr Trump in at the moment, however, some of those vested in the idea of a rapprochement between the two countries have stepped into the breach, seeing an opportunity to continue down the path of dialogue and diplomacy. President Emmanuel Macron of France, backed by Russia’s President Vladimir Putin, is said to be pushing for a new agreement to be drafted between Iran on one side and the five permanent members of the UN Security Council, plus Germany, on the other. Details of the deal remain under wraps but, in principle, it is likely to be based on mutual concessions by the US and Iran. The latter would agree to negotiating a new deal in return for the US agreeing to a financial mechanism that would allow Iran to sell its oil and legally circumvent some US sanctions, which would not be lifted entirely. Iran would also be urged to take another look at its controversial ballistic missile programme while curbing its incursions in the region.

There were setbacks in this regard in recent times, either due to what was perceived as US intransigence or Iranian recklessness in the Middle East. Attacks on Saudi oil installations, allegedly with the use of Iran-made drones, forced European powers to distance themselves from Tehran while the US imposed more sanctions – including on the Central Bank of Iran.

However, Mr Putin has reportedly asked Mr Macron to step up his efforts, while the Russian leader urged Iran’s President Hassan Rouhani to avoid further escalations in the region. According to sources, Mr Putin gave Mr Rouhani a guarantee to increase bilateral trade as well as Iran’s possible inclusion in the Eurasian Economic Union in return for peace. Meanwhile, there have also been suggestions that the US would gauge the situation in Yemen, where there is a bloody war under way, as a litmus test by which to judge Iranian behaviour in the region – in return for facilitating Mr Macron’s initiative. According to sources, Iraq’s Prime Minister Adel Abdel Mahdi travelled to Saudi Arabia last month to explore the prospect of a Saudi-Iranian rapprochement in the Arabian peninsula.

What we may be witnessing, as a result of the initiatives taken by Mr Macron and Mr Putin, is a period of relative calm in the region – at least for the time being – with sources close to the Iranian leadership suggesting that the Islamic Revolutionary Guard Corps would relent until late November before resuming its attempts to escalate tensions in the area. The domestic scene in Iran is reaching a boiling point and the regime fears that this could turn into an uprising unless it rescues its economy. The IRGC’s assessment is that the regime has two months for sanctions to be lifted, at least partially, before the economy collapses – which might force Tehran into a military confrontation abroad in order to garner public support.

The relative calm among Iran’s leaders suggests that a breakthrough, being brokered by the European powers, could be made with regard to facilitating Iranian oil exports as part of a deal with the Trump administration. And while there is little chance that the US will lift all its sanctions on Iran, the possibility of smaller deals being made shows that the power of diplomacy is very much alive even when one or both parties concerned are in a position of weakness. Remember, just as Mr Trump has his challenges at home, so does the regime in Tehran – given the state of the economy. Whether this will indeed translate to peace and stability in the Middle East, we will have to wait and see.