الكولونيل شربل بركات/تظاهرات واعتصامات العسكريين المتقاعدين: من يقف وراء تشويه صورة الجيش ولماذا؟

100

تظاهرات واعتصامات العسكريين المتقاعدين: من يقف وراء تشويه صورة الجيش ولماذا؟
الكولونيل شربل بركات/16 تموز/2019

تكاثرت حركات زج العسكريين المتقاعدين في تظاهرات واعتصامات تسيء إلى سمعة المؤسسة العسكرية وصورتها بين المواطنين من جهة والمراقبين الدوليين من جهة أخرى وكأن من يدفع هؤلاء إلى هكذا حركات اعتراضية مصمم على تشويه صورة الضباط الذين يقودون هذه المظاهرات وأغلبهم قد حمل رتبا عالية ما سينعكس عدم ثقة بالمؤسسة العسكرية ككل.

الاعتراضات التي لم تتوقف تحاول أن تظهر العسكريين وكأنهم مجموعة مرتزقة لا ولاء عندهم سوى للمادة ولا يهمهم وضع الوطن ومشاكله الاقتصادية. وبالرغم من وجود ستة ضباط كبار من المتقاعدين في المجلس النيابي وبعض الوزراء السابقين وبالرغم من أن رئيس الجمهورية وصهره (العميد النائب شامل روكز) هما من كبار الضباط المتقاعدين فإن عملية التظاهر لا تزال مستمرة وكأن من يديرها لا هم له سوى تشويه صورة المؤسسة العسكرية التي بقيت حتى الأمس تعتبر وحدها صاحبة الحق بامتلاك السلاح الذي يجب أن يحمي البلاد.

وبينما تتم الدعوة كل الوقت إلى حصر السلاح بيد الجيش وهو لم يتخلى عن علاقته بالولايات المتحدة كمصدر للتسلح والمساعدات العسكرية والتدريب، وبالرغم من المحاولات التي شوهت دوره بعض الشيء في الدفاع عن البلاد ضد الارهابيين وقد أظهر عن انضباط وحرفية في المواجهات وبدون أن يكون له شرف الافتخار بما أنجز، إلا أنه بقي أمل اللبنانيين والثقة بدوره المستقبلي في حفظ الأمن والاستقرار يعتمد عليها في كل السناريوهات المستقبلية.

المراقب للوضع اللبناني ومنذ الانسحاب السوري يعرف بأن عدم حصر السلاح بيد الدولة أي الجيش بشكل محدد هو وراء كل مشاكل لبنان من الاغتيالات التي تمت لضبط المعارضين من رموز ثورة الأرز إلى عملية التعدي على الجيش في الشياح والتي حوكم فيها ضباط لأنهم تصرفوا تلقائيا لحماية جنودهم إلى قضية اغتيال النقيب الطيار سامر حنا في منطقة سجد إلى حرب البارد التي كان يراد لها أن تقضي على دور الجيش وبعدها عدم تحرك الجيش يوم السابع من ايار “المجيد” والذي كان ثمنه رئاسة العماد ميشال سليمان واغتيال العميد فرنسوا الحاج الذي كان له الفضل بنجاح عملية نهر البارد.

كل هذا بالطبع يشير بالأصبع إلى المستفيد الوحيد من ضرب المؤسسة العسكرية والذي يحلم بأن يحل محلها. ولما لم تكن نتائج كل تلك العمليات لتقضي على ثقة الناس بهذا الجيش وبقي الأمل بأن تكون هذه المؤسسة ضمانة البلاد في الظروف الصعبة. ها هم أعداء لبنان يستهدفون الجيش.

نهيب بالضباط والجنود، الذين حملوا الوطن ذخيرة في قلوبهم وهم أكثر من ضحى وتعب في سبيله ألا ينسوا بأن رفاقا لهم دفعوا حياتهم من أجل أن يبقى الوطن حرا، ولو لم يكن سيدا بعد على كامل أرضه، أن يقرأوا جيدا بين السطور فهده المحاولات إنما يراد بها تشويه صورة الجيش واستعمالهم ليكونوا حطب الحريق الذي يلتهم الدولة كما جرى يوم قام أحمد الخطيب بعملية التمرد التي، وبمساعدة المنظمات الفلسطينية وغيرها من الأنظمة، قسمت الجيش وأفقدته دوره ما اضطر الاهالي إلى حمل السلاح لحماية أنفسهم فسقطت الدولة.

لا تجعلوا بعض المطالب التي قد تكون محقة تعمي عيونكم وتجعلكم سبب الخراب والشرارة التي تقضي على الثقة فأنتم كنتم درع الوطن وهو يمر كما كل المنطقة بأزمة صعبة وعليكم واجب مساعدته على النهوض لا المشاركة بقتله.