الياس بجاني/داعشية هي فزيعة العد التي تستعمل بين الحين والآخر بوجه المسيحيين ومحافظة بلدية الحدث على هويتها وعلى سلامة جود وكيانية ومصير أهلها وحريتهم واجب مقدس..فلتخرس أصوات النشاز والشعبوية والعمى الضميري

162

داعشية هي فزيعة العد التي تستعمل بين الحين والآخر بوجه المسيحيين
الياس بجاني/20 حزيران/2019


إلى السيدة وزيرة الداخلية: موقف وقرار بلدية الحدث قد يكون بنظرك غير قانوني إلا أنه وجودي وكياني ومصيري 100%

محافظة بلدية الحدث على هويتها وعلى سلامة جود وكيانية ومصير أهلها وحريتهم واجب مقدس.. فلتخرس أصوات النشاز والشعبوية والعمى الضميري

من واجب بلدية الحدث المقدس أن تصون هويتها وتحافظ على مصير ووجود اهلها وحق الآخر عندما يلغي وجود غيره على الغير هذا أن يكون ضده

المسيحي المؤمن لا يمكن أن يكون سلاحه غير المحبة لأن المحبة عندنا هي الله.. انظروا حولكم في كل الدول العربية والإسلامية وأخبرونا في أي منها ما عدا لبنان في فعلاً وجود سياسي للمسيحي. أنت المسلم اللبناني والسني تحديداً واجبك المحافظة برموش العيون على الوجود المسيحي ليبق لبنان لبنان، وإلا عليه الرحمة.

غريب أمر البعض في لبنان وجلهم من بقايا ثقافة ما كان يسمي “بالناصرية ” “والقذافية”، وكل ما تمثله من انغلاق وعدم قبول للآخر وتعصب ديني ومذهبي وداعشية عرقية من هوية وغيرها.

فهؤلاء لا يزالون يعيشون في فكر وثقافة تلك الحقبة المظلمة من تاريخ المنطقة والتي لم يحصد منها المسيحي في لبنان تحديداً غير المجازر والتهجير والإبادة والحروب الجهادية عليه بهدف تغيير دينه واقتلاعه من أرضه وإقامة دولة فلسطينية بديلة في وطنه…

ومن منا ينسى نصحية القذافي للمسيحيين في لبنان بأن يغيروا دينهم ليسلموا.

وقد تحالف هؤلاء الناصريون والقذافيون والجهاديون مع كل المنظمات والجماعات الفلسطينية والإرهابية والعربية والجهادية التي استقدمت إلى لبنان لتحقيق هذه الغاية.

قاوم المسيحي اللبناني وصمد في أرضه وقدم التضحيات والشهداء وتمكن من تفشيل مشروع الدولة البديلة التي رفع أصحابها شعارات إرهابية وعنصرية بامتياز من مثل طريق فلسطين تمر من جونيه.

هذه الثقافة الداعشية تظهر بين الحين والآخر وتطل بقرونها كلما حاول المسيحي اللبناني بحضارة وسلمية استرداد ما سرّق منه من حقوق ووجود وحضور ووظائف في الدولة. أو كلما اتخذ إجراء بلدياً ومحلياً للحفاظ على وجوده في بلداته وقراه.

كما وضع بلدية الحدث حالياً في المتن الجنوبي التي تحاول الحفاظ على هويتها ووجود وحرية أهلها من خلال اجراءات محلية محقة وإن فسرها البعض بهدف المزايدة والشعبوية بالعنصرية.. فإنه من واجب الإنسان أن يكون ضد أي حق للآخرين إن كان يلغيه ويحرمه من حقه ومن وجوده.

على سبيل المثال لا الحصر، هؤلاء يريدون تجنيس أولاد النساء اللبنانيات المتزوجات من غير لبنانيين وهم يعلمون علم اليقين وطبقاً لإحصائيات موثقة بأن 99 % من هؤلاء النساء متزوجات من سوريين وفلسطينيين وأن عددهم مع فروعهم وفروع فروعهم يقارب المليون وهم من غير المسيحيين.

وكأن مجزرة التجنيس سنة 1994 التي ارتكبها الاحتلال السوري وأدواته المحلية لم تكفيهم، وهي المجزرة الديموغرافية التي جنست بيوم واحد وبشخطة قلم ما يزيد عن 400 ألف إنسان غالبيتهم العظمى من غير المسيحيين، وجلهم من السوريين والفلسطينيين، ما ضرب التوازن الديني والمذهبي والديموغرافي ضربة مميتة.

وهؤلاء أنفسهم ليسوا راضين حتى بوجود اقل من 11 % من المسيحيين في وظائف الدولة حالياً ويحاولون اقتلاعهم ويتهمون قادتهم وأحزابهم وناشطيهم وكنيستهم بالعنصرية إن قالوا لهم لا.

ما يزيد عن 2 مليون سوري مهجر في لبنان بسببهم وبسبب المحور السوري الإيراني، ورغم ذلك يقيمون الدنيا ولا يقعدونها كلما حاول مسؤول أو سياسي مسيحي التعامل مع هذه الغزوة بهدف الحفاظ على الوجود المسيحي ويتهمونه بالعنصرية.

وتطول القائمة وتطول، ودائما وبمناسبة ودون مناسبة يرفعون في وجه المسيحيين ببغائية تهديدهم بالعودة إلى العد.

ليعلم كل هؤلاء بأنهم هم العنصريون وهم الذين لم يثبتوا حتى الآن عملياً بأنهم راضين بمبدأ التعايش المتساوي مع المسيحيين.

وليعلموا بأنه من حق المسيحي الوجودي المقدس أن يحافظ على وجوده هذا وعلى هويته وعلى حضوره  السياسي والوظيفي الفاعل في الدولة.

وعندما تكون حقوق الغير كائن من كان ستقتلعه من أرضه وتضرب ثقافته ونمط حياته وتاريخه وتحوله إلى مواطن ذمي وهامشي، كما هو وضع المسيحي في كل الدول العربية والإسلامية ودون استثناء واحد، فهو علناً وبقوة ودون مسايرة لأحد ضد هذه الحقوق حتى لو كانت مغلفة بالقداسة.

كفوا عن رفع تهديدات العودة إلى نغمة العد، وعودوا إلى لبنان، وكفاكم غربة عنه.

وفي حال كنتم فعلاً تريدون دولة نظامها علماني ومدني، كما هي حال الأنظمة الحرة والديموقراطية في دول الغرب، فاسعوا لذلك صادقين والمسيحي سيكون في المقدمة، وعندها فقط، وفقط عندها يلغى النظام الطوائفي القائم حالياً في لبنان.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت
http://www.eliasbejjaninew.com