الأب سيمون عساف: صادقا مع ذمتي…لن اساوم على كرامتي، لن اساير بامر قناعتي، ولن اهادن بشأن قضيتي

88

صادقا مع ذمتي/لن اساوم على كرامتي، لن اساير بامر قناعتي، ولن اهادن بشأن قضيتي
الأب سيمون عساف/10 شباط/19
لن اساوم على كرامتي، لن اساير بامر قناعتي، ولن اهادن بشأن قضيتي.
ارفض بناء عمارة سعادة الأغنياء على انقاض تعاسة الفقراء.
اني حرٌّ نزيه، دِيني الاستقامةُ والوفاء دَيْدَني.
مبادىءُ الشرفاء تغريني، وهم يمسكون بحبل الموده المتين، لا أسحب اليد من يدهم حتى العظم.
لا العز يغيِّرُهم ولا الذل يبدِّلهم، هؤلاء هم الأمناء الذين يُعَوَّل عليهِم في كلِّ آنٍ واين.
كرامتي من حيث انا إنسان تفوق كلَّ اعتبار، هي هويتي وكرْمَة عناقيد فضائلي والشمائل وقِيَمي والشِيَم، اصونها بحدقة العين، هي صورة طبق الأصل عن شخصيتي وترجمة لها.
قناعتي هي مرآتي الجليَّة، الشفافة أَيْ كُلُّ مَا رَقَّ فَظَهَرَ مَا وَرَاءها، يسهل تبيّنه وإدراكه والعناد في التسشبُّث به إعلاءُ لراية النبلاء.
وأما مازورتي التَّليَة، (الذّمّة، لأنها تُتَّبَع وتُطْلَب، يقال أتْلَيْتُه ذِمّة)، فهي التَمايز لقياس المساحة بين الطول والعرض، بين الحق والباطل، بين النور والظلمة وبين الظلم والرحمة.
والميزَانَ العَدْلُ عندي هو للحفاظ على التوازن بالشكل الصحيح كي لا تَخْتَلِفُ الْمَعَايِيرُ وَالأَحْجَامُ فِي الْمَوَازِينِ فيَبِين الخلل ويبدأ الارتياب ويتزعزع الرسوخ على الحقائق في الكفَّتين.
لن ارضى نفسي يوماً مترنِّحة لا تستقرّ على حال فيتم فيها القول: يُقلِّبُ طرفي لا يرى غيرَ صاحبٍ … يميلُ مع النعماءِ حيثُ تميلُ.
ان الثبات في المواقف وحفظ العهود وحده دليل نظافة الرجال وشهامتهم.
هذا ما فُطرْتُ عليه وعلى هذا النمط احيا واغادر الدنيا صادقا مع ذمتي وعهودي والأصحاب والاتباع والمناصرين.
رسالتي تقوم على احترام كلمتي وشعاراتي وما انادي به وابشّرُ.
استكره وصولِيا او انتهازيا اقتنص الفرص لبلوغ المآرب مهما كانت، فرَخصت لديه الاصالة عندما امتلك المقاليد بهذا الأسلوب المستقبح الممجوج.
هذا ما يُغضب ضميري ويجلده في حين نحا هذا المطاف وسلك هذه المسيرة العوجاء، اي يحْنِث بالوعد ولم يبُرّ بالقسم. غالية عليَّ يميني كاليقين، مَنْ حَلَفَ بِيَمِين واحجم او نكص، يخنق التَّقْوَى، يسفح الشَّرَفُ ‏ ويذبح الْيَقِين.
وما القول اذا كان الوقوف امام الحشود والوفود من مركز عالٍ في الظروف العصيبة؟
هل أُعلِّق الناس واقودها الى الحريق والهلاك جاعلا منها وقودا من اجل انانيتي وغاياتي، ام الى خصب المراعي عوض سلخ جلودها؟
أأكون خشبة انقاذ لها ام استعملها مطية للوصول الى القمة غير مُلتفِتِ ورائي او آبِهٍ بما تركت من خراب وضحايا وتضحيات؟ اتنهّد متحسّرا على ذاتي من خيانتي وعدم اكتراثي برفاق اعطوا الغالي والثمين وجادوا بالدماء ثقة منهم باخلاصي للخلاص.
أربأ بنفسي ان اخونهم واطيح بهم طاويا جميع دفاتري العتيقة غير حاسبٍ حسابا للشجعان الميامين والفرسان البواسل الذين دفعوا القهر والهجر والتشريد في سبيلي، والذين بهم وصلت الى القمم.
عذرا على خواطر عنَّت على البال دوَّنتها متقبّلا اللوم والعتاب والانتقاد برحابة صدر من كائن من كان لا مشكلة عندي.
شرطي الأوحد الموضوعية والكشف لا التستُّر والاختباء في افياء الأصابع، ومن يريد اشراكي في طعامه انا ممنون متشكّر.
ا.د.سيمون عساف 10/2/2019