علي الأمين/دبلوماسي غربي ل«جنوبية»: مواجهة ايران للمجتمع الدولي عبر حزب الله ستدخل لبنان في انهيار وشيك

138

دبلوماسي غربي ل«جنوبية»: مواجهة ايران للمجتمع الدولي عبر حزب الله ستدخل لبنان في انهيار وشيك
علي الأمين/جنوبية/12 تشرين الثاني/18‎

كلمة نصر الله الاخيرة اشارت بوضوح الى ان لا حكومة ما‎ لم يخضع الجميع لمطالبه القاضية بتوزير سنة 8آذار. ‎لكن القراءة الدقيقة للخطاب أوضحت انه تعبير عن أمر عمليات ايراني بقلب الطاولة انطلاقا من الساحة اللبنانية.
وبحسب مصدر دبلوماسي غربي رفيع، فان رسالة ايران عبر نصرالله أطلقت شرارة مواجهة دولية ضد حزب الله يبدو أن ملامحها وعناوينها وشروطها مغايرة تماما عن كل ما كان سائدا في مراحل سابقة.
يرجح أن تطال تداعيات هذه المواجهة كل مفاصل الدولة الللبنانية، وبشكل خاص المنظومة المالية والاقتصادية التي تعاني من مشاكل جمّة، تدفع البلاد إلى شفير الهاوية.
لبنان وفق المصدر الغربي، مقبل على فترة بالغة التردي، فقد انتهت فترة السماح التي كانت ممنوحة له كي يخرج من مآزقه الماليه، وظهر جليا أنه غير قادر ولا يريد التجاوب مع محاولات إنقاذه من كارثة مالية، باتت قاب قوسين أو أدنى.
‎ولفت المصدر الدبلوماسي أن رسائل غربية وصلت إلى من يعنيهم الأمر من المسؤولين اللبنانيين، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، والوزير السابق وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع وغيرهم، تفيد أن ثمة موقفاً أوروبياً وأميركياً وعربياً موحداً، يقول بوضوح “إن لبنان لن يستطيع إنقاذ إيران من العقوبات الأميركية، ويجب أن تؤلف الحكومة، من دون أن تضم أي أرجحية داخلها لحزب الله”.
والملفت ان روسيا لم تجد اي امكانية او فائدة مرجوة من مواجهة خائرة مع المجتمع الدولي.
وفِي هذا السياق أشار المصدر الدبلوماسي إلى أنّ رسائل بهذا المضمون نقلتها موسكو إلى طهران، ‎وقيادة حزب الله.
ولفت المصدر إلى أن الموقف الأوروبي لم يعد مهتما بمقايضة أزمة اللجوء السوري في لبنان ببقاء الوضع على ما هو عليه، خصوصا بعدما كشف الأوروبيون وجود تحركات لمجموعات أمنية خطيرة مرتبطة بإيران في أكثر من دولة أوروبية وغربية، منها ما جرى الإعلان عنه كما في فرنسا والدنمارك، ومنها ما جرى التكتم عليه.
وكشف المصدر الى أن مواقف دولة مثل ألمانيا باتت أكثر ميلاً إلى التشدد، فيما يخص ضرورة عدم السماح لإيران وحلفائها بالاستمرار في السيطرة على لبنان، واستخدامه كمنصة لتوجيه رسائل معادية باتجاه أوروبا.
من جهة ثانية أكد المصدر نفسه، أن المشهد السياسي في لبنان لا يكشف سوى عن واقع السيطرة الكاملة لحزب الله، والتي عبر عنها خطاب نصرالله الاخير بوضوح وعدائية تجاه بقية اللبنانيين والعالم. ونبّه الى أن الدفاعات التي كان رئيس الحكومة المكلف ومن خلفه رئيس الجمهورية يضعانها في سبيل تعويم الوضعين المالي والاقتصادي، وتوفير دعم عربي وغربي تهاوت بشكل شبه كامل، بعدما تبين أنهما عاجزان عن الالتزام بتعهداتهما تجاه المجتمع الدولي، ولا سيما تجاه شروط مؤتمر سيدر.
‎اشار المصدر إلى أن رئيس الجمهورية وكذلك الرئيس المكلف، كانا قد بررا فكرة مشاركة حزب الله في الحكومة لضرورات الوحدة الوطنية رغم مخاطر انفلات العقوبات التي تطاله عربيا وغربيا وخروجها عن السيطرة. خصوصا وانه كان تم إبلاغهما من قبل جهات غربية وعربية بالآثار السلبية لتولي الحزب وزارات معينة، بعدما أصرّا على تمثيله في الحكومة المزمع تشكيلها.
ولكن شروط الحزب المتصاعدة والسقوف التي رسمها أمينه العام أظهرت الحكومة اللبنانية العتيدة بمظهر الخاضع بشكل كامل لسيطرة حزب الله. وهذا يعني بداية مرحلة جديدة، شديدة الخطورة.
خلص الدبلوماسي الغربي من خلال قراءته لخطاب السيد نصرالله ونظرته إلى حكومة لبنان اليوم، إلى نتيجة مفادها أن لبنان دخل فعلياً مرحلة جديدة، ترتبط بقرار دولي أميركي، أوروبي وعربي، يقضي بالشروع في تنفيذ خطوات سياسية واقتصادية، ستتصاعد سريعا لتصل الى حدود ادخال لبنان في عداد الدول المارقة المشمولة بالعقوبات الدولية والعربية.
‎واكدّ المصدر أن الأيام المقبلة ستقرر بشكل واضح مسار هذه السياسة الجديدة، في انتظار ما سيدلي به رئيسا الحكومة المكلف وموقف رئيس الجمهورية بشأن تشكيل الحكومة، وبناء على مواقفهما سيتحدد ما إذا كان لبنان مؤهلا لأن يكون دولة قابلة للسير قدماً، أو أنه دولة مرشحة للانهيار والتداعي، ولا تملك سوى الخضوع لإيران وأدواتها.