كلوفيس شويفاتي/حكومة لبنان… إنّ حزب الله هم الغالبون

133

حكومة لبنان… “إنّ حزب الله هم الغالبون”
كلوفيس شويفاتي/ليبانون فايلز/03 تشرين الثاني/18

لا يختلف اثنان على أنّ “حزب الله” خرج من الحرب في سوريا بفائض قوّة رغم الثمن الباهظ الذي دفعه من نخبة مقاتليه، وهو نجح في تصوير معاركه على أنّها حرب استباقية ضد الإرهاب الذي كان سيطال لبنان كباقي الدول العربيّة لولا مشاركة الحزب ورجاله في الذود عن حياض الوطن وحماية حدوده.
من جهة ثانية نجح “حزب الله” في المساهمة في بقاء الرئيس السوري بشّار الأسد الذي كان مهدّداً وأمّن الخلفيّة الطبيعيّة لمحور المقاومة.
بعد انتصاره في سوريا عاد “حزب الله” مركّزا على استحقاقات الداخل لتثبيت يديه ورجليه في الدولة ومؤسّساتها، فنجح بعد انتظار وتعطيل وعمليّة عض أصابع طويلة في إيصال مرشّحه الأوّل إلى سدّة الرئاسة الأولى، ثم حقّق مع “حركة أمل” نجاحاً كاملاً في الانتخابات النيابيّة باستثناء مقعد أنطوان حبشي في بعلبك الهرمل، وكان قد حَسَمَ انتخاب نبيه برّي رئيساً لمجلس النوّاب، ليأتي أخيراً تشكيل الحكومة حيث تمكّن بحنكة ودهاء من اقتناص أهمّ المقاعد له ولحلفائه، وساعده صراع مستتر حيناً وعلني أحياناً أخرى بين منافسيه وأخصامه في “قوى 14 آذار”…
طالب “حزب الله” بوزارة الأشغال العامة لـ”المردة” فكان له ما أراد،
صادر وزارة الصحّة من “القوّات اللبنانيّة” من دون أنْ يُحرّك أحد ساكناً،
وواكب برضى واطمئنان توزيع باقي الحقائب السياديّة والأساسيّة والخدماتيّة على حلفائه، وأبرزها حقائب الدفاع والخارجيّة والعدل،
فيما بقيت وزارة الداخليّة بيد “تيّار المستقبل” حفظاً لماء الوجه، رغم أنّه يضغط لتمثيل حلفائه نواب “8 آذار” السُنّة بحقيبة في الحكومة.
أما في الأعداد والأرقام والأحجام فقد تمكّن الحزب وحلفاؤه في قوى “8 آذار” من الحصول على 18 مقعداً وزارياً يشكّلون كتلة متراصة داعمة لمحور المقاومة، وبقي لما تبقّى من قوى “14 آذار” 12 مقعداً وزارياً تتوزّع على “المستقبل” و”القوّات” و”الحزب التقدّمي الاشتراكي”، ولا يحتاج المراقب لكثير من الفطنة ليلاحظ مدى التباعد بين هذه المكوّنات ومدى انعدام الثقة بينها، منذ الانتخابات الرئاسيّة وبعدها الانتخابات النيابيّة، ثم ما بات يُعرَف بأزمة الحريري في السعوديّة وصولاً إلى تشكيل الحكومة.
وكان حزب “القوّات” قد فشل في إحداث خرق مع “التيّار الوطني الحر” في “اتّفاق معراب”، وسقط شعار “أوعا خيّك” في استحقاق التعيينات في مرافق الدولة حيث شكت “القوّات” من إبعاد وظلامة كبيرة،
ثم التنافس المحموم في الانتخابات النيابية وما تلاها من قياس للأحجام والأعداد تظهّرت في حسابات تشكيل الحكومة، ما جعل حبر”اتفاق معراب” أثرا بعد عين.
وليس أدل على ذلك من كلام الدكتور جعجع أثناء إعلانه المشاركة في الحكومة عن الظلامة والافتئات على “القوّات” من الأقربين قبل الأبعدين وممّن يملك حق التوقيع.
في المحصلة، فريق 8 آذار الذي كان يجاهد ويقاتل للحصول على “الثلث المعطل” في الحكومات السابقة بعد العام 2005 ، سيطر بشكل شبه حاسم على الحكومة الحاليّة كمّاً ونوعاً، وهو مرتاح لعدم قدرة منافسيه على تشكيل جبهة تؤمّن لهم الثلث المعطّل في ظل عدم الثقة والحذر والريبة فيما بينهم.
لقد نجح “حزب الله” في ترجمة شعاره الذي يحمله علمه “إنّ حزب الله هم الغالبون” في وقت يراهن البعض على عقوبات أميركيّة من هنا وضغط على إيران من هناك لكسر هذا الانتصار، فانفراط عقد مكوّنات “14 آذار” وانعدام الثقة في ما بينها سهّلا استفرادها وكسرها ومصادرة حقوقها.