الدكتورة رندا ماروني: مسبح فرح

391

مسبح فرح
الدكتورة رندا ماروني/25 آب/18

في مسبح فرح لا مكان لقاهر وكوثر، هل تذكرون قاهر؟

إحدى أكثر القطع العسكرية ترويجا من جانب أجهزة الإعلام داخل إيران عام 2013، وصفها الإيرانيون بأنها مقاتلة بمواصفات شبحية لا تستطيع رادارات العدو التقاطها بينما الحقيقة تكمن في أن الطائرة لا يمكن إلتقاطها لأنها لا تطير في الأصل وفقا لخبراء طيران أشاروا إلى صغر حجم الطائرة ورداءة تصنيعها على نفس الخطى أطلت كوثر الأخت المزعومة لقاهر 313، وبرعاية روحاني رئيس الجمهورية الإيرانية تم إزاحة الستار عنها وحلقت بإيعاز منه.

وقد أعلن رئيس منظمة الصناعات الجوية إلإيرانية أمير بني طرفي في مقابلة تلفزيونية، عن تطوير طائرة عسكرية حربية وعن تشغيل خط إنتاج طائرة كوثر القتالية التدريبية من الجيل الرابع والمجهزة بأنظمة الطيران الإلكتروني Avionic والسيطرة على النيران مؤكدا أن الطائرة هي في مرحلة الإنتاج الأمر الذي سيوفر لإيران حوالي الستة عشرة مليون دولار.

وقد تم عرض تقرير مفصل حول خصائص الطائرة التي تستخدم هندسة متطورة متكاملة ومنظومة Avionic والسيطرة على النيران باستخدام شبكة معطيات رقمية عسكرية مطابقة للجيل الرابع واستعمال حسابات السلاح الباليستية ومنظومة تصويب متطورة أمام الطيار HUD بهدف زيادة الدقة للسلاح والمعدات واستخدام رادار متطور ومتعدد الأغراض للسيطرة على النيران من أجل رفع مستوى الدقة في كشف الأهداف والتهديدات ونظام ملاحة دقيق بصورة راديوية ومستقلة والإستفادة من منظومة خارطة ذكية متحركة، كما يمكن إنتاج هذه الطائرة بنوعين، أحادية المقصورة وثنائية المقصورة، فثنائية المقصورة عدا عن كونها قتالية فإنه يمكن إستخدامها لتدريب الطيارين في مرحلة متقدمة، ووفقا لهذا التقرير فإن المقاتلة كوثر تجعل من إيران في عداد قليل من الدول التي تمتلك تكنولوجيا تطوير وتصميم وتصنيع المقاتلات بمنظومة Avionic والسيطرة على النيران من الجيل الرابع.

بعد هذا التقرير المطول كشف موقع مختص بالطيران الحربي “ذا أفيشنست” عن أن الصور التي تم بثها للطائرة الحربية الإيرانية الجديدة كوثر لم تكن بالحقيقة للطائرة الجديدة من الجيل الرابع بل هي طائرة أميركية من طراز قديم، وإن اللقطات التي بثت تظهر بوضوح طائرة من نوع F5 تايغر حيث أعيد تصميمها لتكون مجهزة ببعض الإلكترونيات المخصصة للطيران الرقمي الجديد مما إضطر السلطات إلإيرانية إلى تسريب حقيقة المقاتلة كوثر بعد أيام من إنتشار فرضية خداع الجيش الإيراني للعالم.

وما بين قاهر وكوثر سجل إيراني حافل بالإنجازات العسكرية الوهمية التي تروج لها داخليا باستمرار فيما الخبراء يعرفون حقيقة هذه الإنجازات أما الشعب لم يعد ليكترث لمثل هذه التصاريح التي باتت مصدر للسخرية في ظل جوعه وفقره وعطشه، ولم يعد لينطلي عليه التصاريح والخطابات الرنانة التي جاء في آخرها وفي كلمة للرئيس روحاني بمناسبة اليوم الوطني للصناعات الدفاعية بأنه ينبغي على الإيرانيين أن يجهزوا أنفسهم لمواجهة القوى العسكرية التي تريد الاستيلاء على الأرض والموارد، فيما الشعب يتساءل عن أية موارد يتحدث روحاني، ذلك أن النظام وطوال العقود الأربعة المنصرمة من عمره قد أهدر كافة إمكانيات البلاد وبددها في مغامراته الخارجية ومخططاته الطائشة.

ليس هذا فحسب حيث يتساءل المرء إلى أي مدى يستطيع نظام ما التقدم والتطور علميا في ظل قواعد حكم بالية لا تواكب العصر ووسط صراعات متجددة على السلطة، بدت معالمها مؤخرا في قمة النظام الإيراني. فحشد مجموعة من ملالي الباسيج الموالين لخامنئي وعناصر من قوات الحرس في مدينة قم ضد روحاني رئيس جمهورية الملالي هي علامة على تهاوي تدريجي لهذا النظام، فعقب تجمع الملالي البسيجين الموالين لخامنئي وعناصر من قوات الحرس بما في ذلك قائد اللواء الخاص للحوزة الدينية في قم، رفعت لافتات وشعارات منددة بالرئيس روحاني، ك “أيها الرجل الذي شعارك هو التفاوض إعلم إن مسبح فرح بانتظارك”، يتضمن هذا الشعار تهديدا مباشرا لروحاني مضمونه أنه مثلما قضينا على رفسنجاني سابقا تحت الماء في مسبح فرح سوف نقضي عليك بالمسبح ايضا لتظهر الصورة بشفافية مطلقة لنظام هش بني على قش غير مستقر، صراعاته متجددة ومنطقه بال، نظام لا مكان لأي تقدم علمي فيه أو تطور، ففي مسبح فرح الجهل وحده إكتسح ولا مكان لقاهر وكوثر بل لمتعال بعليائه شطح.
في مسبح فرح
جهل وحده
إكتسح
لا مكان لقاهر وكوثر
بل لمتعال
بعليائه شطح
خرج من واقع
فجر صاعق
ذاكرة مسح
زور نصوصا
ألغى عقودا
خاض حروبا
تاريخا مسح
روى روايا
حكى حكايا
وضع قواعدا
هدد نصح
كجزرة فتية
لوح بها
وعصا مسننة
برأسها فتح
بقوة السلاح
وسرعة الرياح
وزهق الأرواح
مخطط نجح
في مسبح فرح
جهل وحده
إكتسح
لا مكان لقاهر وكوثر
بل لمتعال
بعليائه شطح.