الدكتورة رندا ماروني/بطل الشاشة الأغر

379

بطل الشاشة الأغر
الدكتورة رندا ماروني/12 أيار/18

بعد تزوير إرادة الناخبين في تجاوزات فاضحة وموثقة في المناطق التي يسيطر عليها حزب الله تفوق بأشواط ما سجل في مناطق أخرى، حيث يمكن القول التزوير على عينك يا تاجر، شئتم أم أبيتم، أطل بطل الشاشة الأغر ليعلن النصر الإنتخابي، واصفا ما تم بالإنجاز الوطني الكبير المسجل للبنان والعهد وللرئيس عون وللحكومة ولمختلف القوى السياسية وفئات الشعب التي تعاونت لإنجاح الإنتخابات، موزعا شهادات التقدير يمينا ويسارا لكل من تجاوب وعمل في إتمام العملية الإنتخابية من خلال قانونه الإنتخابي الخاص المصاغ من قبل أحد التابعين لحزب الله، الموجود في الادراج منذ العام 99 وليعلن النصر حاسما بأن لا عودة إلى الوراء بل التوجه لإعتماد النسبية في الدائرة الواحدة في الدورة الإنتخابية المقبلة في ظل الثلاثية الخشبية، “الشعب المقاومة والجيش” على غرار الحرس الثوري في إيران، والحشد الشعبي في العراق، ما يترجم عمليا بالقضم التدريجي، وبإنهاء لبنان السيادة والإستقلال لمصلحة مشروعه السياسي الملحق بإيران قلبا وقالبا.

إن إعلان هذا الإنتصار الوهمي، أتى سابقا لأوانه مُظهِّرا الأهداف الحقيقية المنوي العمل عليها لتحقيقها، كما أتى كجائزة مضخمة مقدمة للقيادة الإيرانية التي إنتُقدِّت من الشعب الإيراني كثيرا مؤخرا بسبب حجم التقديمات والمساعدات المالية المقدمة لحزب الله في لبنان سدا، دون أن يحرز أي نتائج ملموسة على الأرض بل مزيدا من المواجهة والإنتقاد لمشروعه شعبيا وتأييدا مشروطا مبطنا بالمنافع سلطويا، أي أنه لا يحمل أي تأييد فعلي إلا بما سوف قد يحصل عليه أي طرف كمكاسب إضافية في جنة السلطة.

وتأتي المنافع متبادلة، فبعد إستدراج التيار الوطني الحر لتغطية سلاحه غير الشرعي لفترة زمنية طويلة مقابل ولوج جنة السلطة من خلال الكرسي الرئاسي، عاد وإنقلب عليه فعليا بأضعاف قبضة التيار الوطني الحر على القرار المسيحي منفردا، كما بعد إستدراج تيار المستقبل إلى التسوية الخطيئة عاد فإنقلب عليه بتحجيمه من خلال القانون الإنتخابي الذي إعتمده.

وبعد سقوط مقولة المسيحي القوي، وبعد إندثار مسرحية حلف الأقليات، ليس من المستبعد أن نكون أمام مشهد شبيه بمشهد 1989 في مبارزة نازفة عند إقتراب موعد نهاية العهد الرئاسي.

لقد أعلن السيد حسن نصرالله النصر وأعلن بإنه من الآن فصاعدا لن نعود إلى الوراء بل سنتقدم الى الأمام، ولربما أغفل بأن يصف لمتتبعيه بأنه يريد أن يتقدم الى الأمام بمشروع الغاية منه إعادة لبنان وشعب لبنان إلى الوراء، فكل شيء في لبنان يسير عكسيا إلى الوراء، الأمن الإقتصاد الدستور والقانون، معالم الدولة والمجتمع اللبناني في محاولة لنمذجتها بملامح الملالوية الإيرانية.

كما أعلن السيد نصرالله وجوب إنتهاء الخطاب الطائفي المناطقي متغافلا عن مشروعه الطائفي الممتد من إيران إلى لبنان، ولم تسلم العاصمة بيروت أيضا من التوصيف، فهي لا شك متنوعة بالنسبة إليه إنما هي أيضا عاصمة للمقاومة.

لا شك بأن هذا النصر المعلن يراد منه أن يُترجم عمليا من خلال البيان الوزاري وتشريع الثلاثية الخشبية “شعب مقاومة جيش، كهدية مقدمة من حزب الله الى إيران لإثبات قدرته القابضة على القرار اللبناني، حتى لو كانت هذه الخطوة لا تصب في مصلحته الحالية إقليما ودوليا بل ستفتح عليه أبواب الجحيم.
وتأتي هذه المحاولة دائما ليس بالقدرة الفرضية لحزب الله، إنما بالقدرة الإبتزازية والتهديد بالامتناع عن تشكيل الحكومة مع فريق سلطوي لا يبغي سوى المنافع، وإلا فبسهولة قصوى تجمد مفاعيل الإنتخابات كما جمدت مفاعيل إنتخابات 2009 من قبل حزب الله.

هذا بطل الشاشة الأغر، المرتدي ثوب الممانعة لتشريع سلاح غير شرعي إلى جانب سلاح الجيش، والمستقوي على اللبنانيين بسلاحه، يعلن نصرا منجزا على اللبنانيين ويبشرهم بأن ما قبل الإنتخابات ليس كما بعدها، طبعا ليس كما بعدها، ترجم هذا القول بغزوة لدرجات نارية مسلحة صفراء على المناطق الآمنة.
هذا البطل اليوم مختف متوار عن الأنظار، لا موقف ولا رأي.
نفتقد لإطلالته بعد الهجمة الإسرائيلية على مواقع إيرانية في سوريا،
نفتقد تهديده ووعيده وصواريخه التي تصل إلى ما بعد بعد حيفا،
نفتقد إصبعه المرتفع المهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور.
بطل كما صانعه نمر من ورق، لم يعرف المواجهة سوى بحرق العلم الأميركي بداية وإعلان النصر الإنتخابي في لبنان وما لبث أن باشر بالسعي لمفاوضات دبلوماسية كي يمتص الغضب الأميركي فتحولت صور صواريخ زلزال ورعد إلى صور لحمامة السلام المطلية بالعلم الإيراني ليصح الوصف في بطل الشاشة الأغر المختفي لحظة الحسم عن المواجهة والنمر المتنمر الظاهره حديد وباطنه ورق.
بطل الشاشة الأغر
نمر من ورق
كاللص الظريف
وطنا سرق
ممانعة ظاهره
باطنه إلتحق
بمشروع مريب
تقوقع وإلتصق
غير معالم
خريطة حرق
مزق شراكة
دستورا سحق
روج أفكاره
بسرعة البرق
وهدد بالموت
من سجل خرق
بطل الشاشة الأغر
نمر من ورق
كاللص الظريف
وطنا سرق.