الياس بجاني/فيديو ونص: تحية إكبار وإجلال للشعب الأرمني في الذكرى السنوية لتعرضة للإبادة من قبل السلطنة العثمانية

316

الياس بجاني: تحية إكبار وإجلال للشعب الأرمني في الذكرى السنوية لتعرضة للإبادة من قبل السلطنة العثمانية

24 نيسان/2024

تحية من القلب للشعب الأرمني في الذكرى السنوية لتعرضة للإبادة من قبل السلطنة العثمانية
الياس بجاني/24 نيسان/2024


Click here to read the English version of this statement/اضغط هنا لقراءة المقالة بالإنكليزية

في أرشيف وزارة الخارجية الفرنسية، يوجد وثيقة تعود إلى العام ١٩١٦، تنقل عن وزير الحرب في الإمبراطورية العثمانية وقتها أنفر باشا قوله: “يجب تنظيف الإمبراطورية من الأرمن ومن مسيحيي جبل لبنان . قضينا على الأرمن بالسيف، وسوف نقضي على اللبنانيين بالمجاعة.”

سيفو (القتل بالسيف) مجازر استهدفت السريان سوريين وعراقيين حرض عليها الجيش التركي ونفذته قبائل كردية. بدأت عام ١٩١٤ واستمرت عدة سنوات قتل ٤٠٠ ألف سرياني. الدولة التركية تنفي حصولها. بين ١٩١٤ و٢٠٢٣ انخفضت نسب المسيحيين في الشرق الأدنى الى حدود الانقراض ما لم يحصل الا مع المماليك.

نستذكر المئتي الف شهيد من موارنة جبل لبنان، الذين قضوا في المجاعة على يد العثمانيين ١٩١٥- ١٩١٨ ، بالإضافة الى مجازر سيفو ، بحق السريان الكلدان والاشوريين واليونانيين. وأيضًا مجازر بحق الارمن. الذين دائمًا يأخذون حقهم في الذكرى ولا تذكر مذابح الآخرين إلا لِمامًا.

في كل ٢٤ نيسان، نكرر القول: الاعتراف بالمجازر والابادة التي تعرّض لها الشعب الارمني والسرياني والاشوري والكلداني، ضرورة تاريخية لمسار المصارحة والحقيقة. تحية الى شعوب جبارة عرفت كيف يحافظ على ذاكرتها الجماعية وتصمد وتحيا وتتفوّق في كل زمان ومكان #الابادة_الارمنية #مجازر_سيفو

نتعلّم من ذكرى_الإبادة_الأرمنية ان العدالة قضية لا تموت وهي عابرة للأجيال ولن تطمسها السنين أو حتى العقود. تحية لكلّ من ناضل وما زال،  للاعتراف الرسمي بهده الابادة، وتحويل هذه الذكرى الاليمة الى يوم وطني ما يؤدي إلى تنقية الذاكرة وإنصاف الضحايا وعائلاتهم.

من القلب وبصوت عال نوجه تحية اكبار واجلال للشعب الأرمني ولشهداء هذا الشعب المناضل والمؤمن والعنيد في الدفاع عن إيمانه ومعتقده وقوميته ووجوده وحضارته..كل سنة في 24 نيسان يجدد الشعب الأرمني عهوده ووعوده المقدسة ليحافظ ويصون إيمانه ووجوده وقضيته.

بعد مرور 109 سنين على حرب الإبادة التي اقترفتها السلطنة العثمانية بحق الشعب الأرمني على خلفية دينية واثنية وعرقية وهمجية وغرائزية، لا يزال هذا الشعب العنيد المنتشر في كل أصقاع الدنيا مؤمناً بربه وبحق إنسانه بحياة كريمة وبقضيته العادلة.

مليون ونصف مليون أرمني مدني، أطفال ومسنين، رجال ونساء، قتلوا بدم بارد وعن سابق تصور وتصميم على أيدي قوات العثمانيين المجرمين، ومن لم يقتل وينكل به اجبر على الهجرة والتشرد.

تحية من القلب والوجدان لهذا الشعب الحي والمؤمن الذي كان أول شعب في العالم تتبنى مملكته الدين المسيحي ديناً رسمياً لها، وهو شعب مناضل وبإيمان وتقوى وصبر قد أعطى العديد من القديسين والبررة وقدم الشهداء ولا يزال.

كلبناني مسيحي ماروني لا أتعاطف فقط مع الشعب الأرمني واتحسس أوجاعه وأؤيد قضيته العادلة وأشاركه الإيمان بالمسيح الفادي وبكل القيم المسيحية التي في مقدمها المحبة والمسامحة والفداء، لا، بل افتخر بأن في وطني الأم لبنان شريحة أرمنية فاعلة ساهمت ولا تزال في الحفاظ علية والدفاع عنه.

في القرن الواحد والعشرين لم يعد السكوت مقبولاً تحت أية حجج على حروب الإبادة العثمانية بحق الشعوب الأرمنية والسريانية والأرامية والكلدانية والمارونية واليونانية.

المطلوب اليوم من كل شعوب العالم، ومن جميع المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية، ومن الأديان كافة أن تعترف بما تعرض له الشعب الأرمني من حرب ابادة وأن تضغط على الحكومة التركية للإعتراف بهذه الإبادة ومن ثم اتخاذ كل الإجراءات الإنسانية والحقوقية الملزمة.تحية من القلب إلى الشعب الأرمني في الذكرى المئوية لحرب الإبادة العثمانية التي تعرض لها.

يبقى أن من يتفلت من قضاء الأرض وعدلها، هو بالتأكيد لن يتفلت من حساب الرب وعدله وحسابه العادل يوم الحساب الأخير.
*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
phoenicia@hotmail.com
عنوان موقع  الكاتب الألكتروتي 
https://eliasbejjaninews.com