إيران تعلن الحرب على جريدة السياسة الكويتية /محاولة نقل تكميم الأفواه وتكسير الأقلام إلينا عملاً بالسائد في طهران/كتّاب وعشرات قبلها لقمع حرية الرأي والتعبير

245

 إيران تعلن الحرب على جريدة السياسة الكويتية /محاولة نقل تكميم الأفواه وتكسير الأقلام إلينا عملاً بالسائد في طهران/كتّاب وعشرات قبلها لقمع حرية الرأي والتعبير
السياسة/21 حزيران/16

* أحمد الجارالله كتب عن أوهام الحوثيين وصالح… وخلف الحبتور دعا العرب إلى رفض المذهبية… فاستثيرت ديبلوماسية الملالي واستشاطت ورفعت الدعاوى بالجملة

* ماذا يزعج سفير طهران لو أحب حسن علي كرم أميركا, واستلطف حمود الحطاب مريم رجوي أو استاء ناصر العتيبي من شطحات النظام أو شرب غسان المفلح كأسا على شرف الثورة السورية؟!

لا شك ان هناك من يريد تسجيل “السياسة” في موسوعة “غينيس” للارقام القياسية من خلال الدعاوى المرفوعة عليها من السفارة الإيرانية عبر وزارة الاعلام الكويتية تحت عنوان واهٍ هو”الاضرار بالعلاقات بين الكويت والجمهورية الاسلامية في ايران”، فاذا كنا على مدار العامين الماضيين تلقينا عشرات الدعاوى الفردية في هذا الشأن، فإن ماحدث أول من أمس سابقة لم تشهدها الصحافة الكويتية طوال تاريخها، ويدخل في اطار محاولة الضغط الممنهج لترهيب كتاب الصحيفة، ومنعهم من التعبير عن رأيهم الذي يمارسونه ضمن حدود قانون المطبوعات والنشر المعمول به في البلاد.

لا مسمى غير “مجزرة حرية رأي وتعبير” بامتياز لقائمة الاستدعاء التي تلقتها “السياسة” اول من امس من نيابة شؤون الاعلام والمعلومات والنشر للتحقيق مع العميد رئيس التحرير وعدد من كتاب الصحيفة، إضافة الى قراء عبروا عن رأيهم في زاوية “وجهة نظر” وحتى المحاكمة على أخبار عن ندوات عقدت علنا في الكويت.

النيابة طلبت الزملاء للمثول أمامها للتحقيق بشأن افتتاحيات ومقالات واخبار نشروها على صفحات الصحيفة فيها تحليل لمجريات الأحداث في المنطقة وموقف من دور الجمهورية الاسلامية الايرانية فيها، وهم:

1- العميد رئيس التحرير أحمد الجارالله المطلوب عن خمس افتتاحيات، بعضها كتب عن اليمن، ولم يتطرق الى ايران فيها، بل الحديث عن الحوثيين وواحدة بعنوان “ولد الشيخ… اصدق إنباء من الكتب”.

2- الزميل داود البصري المطلوب في 12 مقالة كتبها.

3- الدكتور حمود الحطاب مطلوب عن مقالتين.

4- الزميل عبدالله الهدلق مطلوب عن مقالتين.

5- اما الزملاء ناصر العتيبي والياس بجاني وغسان المفلح وحسن علي كرم على مقالة له بعنوان “لماذا نحب اميركا”؟ واحمد الدواس والقارىء ابو يعقوب الاحوازي، مطلوبان عن مقال لكل منهما.

اما المفارقة فإن رجل الأعمال الاماراتي خلف الحبتور، فمطلوب للتحقيق عن مقالة بعنوان “فليرفض العرب المذهبية”، ما يعني ان رفض العرب المذهبية وتوحدهم يزعج نظام الملالي في طهران وتعتبره سفارتها في الكويت إضرارا بالعلاقات بين البلدين.

السفارة الايرانية التي تحاول ان تنقل تكميم الافواه، وتكسير الاقلام السائد في ايران منذ العام 1979 عبر إغراقنا في الدعاوى الكيدية لن تستطيع تغطية شمس حقيقة تدخلات نظام الملالي في الشؤون الداخلية للدول العربية بغربال الدعاوى، لأن القضاء الكويتي اولا واخيرا هو حر… حر… حر… مستقل لا يخضع لأي كان، ولهذا فان نزاهته هي الحكم والفيصل بيننا، واستقلاليته، اضافة الى تاريخ حرية الرأي والتعبير التي اشتهرت بها الكويت ستبقى غريبة عن نظام متمرس بالقمع كالنظام الايراني الذي لن يستطيع منع “السياسة” أو أي وسيلة اعلامية عربية حرة ومسؤولة من ممارسة دورها في كشف تدخلاته في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وانغماس حرسه الثوري والميليشيات التابعة له في العراق وسورية واليمن بدماء شعوب تلك الدول.

هل تظن السفارة الايرانية ان المشانق ستنصب لنا لاننا نشرنا، كما كل وسائل الاعلام العربية، أن نظام الملالي سعى ومنذ العام 1979 الى تنفيذ مشروع ما اسماه”تصدير الثورة”، أو بسبب التقارير والاخبار المنقولة عن وكالات انباء عالمية عن قيادة قاسم سليماني للحشد الشعبي في العراق لقتل السنة، أو المقالات التي تفضح عميل طهران حسن نصرالله وحزبه في تدميرهما الممنهج للبنان والشام؟

هل تعتقد السفارة ان كتَّاب “السياسة” سيساقون الى السجون ـ كما يساق الصحافيون في طهران ـ بسبب تسليطهم الضوء على ما ورد في حيثيات احكام المحاكم الكويتية عن عمالة اعضاء خلية العبدلي لـ”حزب الله” وايران، ام لنشرنا عن تعنت وفد طهران في مفاوضات الحج في السعودية واصراره على ارسال جنود ايرانيين برفقة الحجاج؟

قيل قديما اذا لم تستح فافعل ماشئت، ومن تأخذه العنجهية يعتز بإثم العدوان، ويخاف من الكلمة لأنه يحسب كل صيحة عليه