مروان هندي: خلفيات طرح تغيير النظام أو تعديله في هذا التوقيت المفصلي من تاريخ لبنان

151

خلفيات طرح تغيير النظام أو تعديله في هذا التوقيت المفصلي من تاريخ لبنان
مروان هندي/فايسبوك/21 كانون الثاني/2022

طرح تغيير النظام أو تعديله في هذا التوقيت المفصلي من تاريخ لبنان، بغض النظر إذا كان إتفاق الطائف جيداً أو سيئا” يخدم الإحتلال الإيراني عن سوء أو حسن نية للأسباب التالية:
١) المفاوضات إن حصلت، فستتم وعلى الطاولة ليس مسدساً فحسب، بل ترسانة عسكرية ضخمة لحزب الله، تبدأ من لبنان، تمرّ بالشرق الأوسط ولا تنتهي في فنزويلا، وبالتالي حتما” هو الذي سيحدد شكل وهوية العقد الإجتماعي الجديد، وإستطراداً هوية لبنان ونظامه السياسي.

٢) طرح هذه المسائل الآن، تحرف الأنظار عن المشكلة الرئيسية، ألا وهي أن لبنان يرزح تحت الإحتلال الإيراني. علاوة على ذلك، هذه الطروحات تريح الطبقة السياسية المارقة، حيث ترفع عنها مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، وتضعها في مكان آخر، بمعنى أنّ المشكلة هي بالنظام وليس بها.

٣) لا عجب أن حزب الله ومن لف لفه، هم الذين يطرحون دوما” تغيير النظام، إمّا عبر الدعوة لمؤتمر تأسيسي أو نظام جديد أو غيرها من المصطلحات التي تدل على الشيء نفسه، لأنهم يشعرون بفائض القوة التي ستسمح لهم بفرض الشروط، ويتلاقى معهم بعض السياديين عن سوء أو حسن نية بطرح الفدرالية أو غيرها.

٤) تطبيق أو عدم تطبيق بنود أي نظام أو إتفاق سياسي، قديما” كانَ أو جديدا”، يخضع لميزان القوى القائم وللطبقة السياسية المولجة تطبيقه.
على سبيل المثال لا الحصر، إتفاق الطائف نصّ على سحب الأسلحة من كافة القوى والأحزاب والميليشيات التي تشكلت خلال الحرب الأهلية، والعودة إلى إتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل عام ١٩٤٩، ولكن هذا الأمر لم يحصل لأنّ لبنان كان يرزح تحت الإحتلال السوري، وظلّ حزب الله على سلاحه. إذ سهرت آنذاك، الطبقة السياسية الموالية لسورية على تنفيذ النسخة السورية من إتفاق الطائف.

مثال آخر، هو الجزء المتعلق بالمحاصصة في إتفاقية معراب، حيث لم يلتزم به عون-باسيل، نتيجة دعم الحزب لهم وإحساسهم بفائض القوة.
أما اليوم، فيرزح لبنان تحت الإحتلال الإيراني، وتسهر الطبقة السياسية الموالية لحزب الله و/أو الممسوحة أمامه، على تنفيذ النسخة الإيرانية من إتفاق الطائف.