د. توفيق الهندي/رد سريع على كلام نصر الله “الثعلبي” الأخير

165

رد سريع على كلام نصر الله “الثعلبي” الأخير…
د. توفيق الهندي/وكالة الأنباء المركزية/23 آب/2021

يعاني لبنان من مشكلتين أساسيتين: الإحتلال الإيراني عبر حزب الله وإجرام الطبقة السياسية المارقة والخاضعة له. غير أن الإحتلال الإيراني يشكل العقدة الرئيسية في هذه المرحلة.

ويأتي حديث نصر الله الأخير:
أ- في سياق “ضربني وبكى. سبقني وإشتكى”. فهو مسبب المشاكل الأساسية ولكنه يرمي المسؤولية على “دولة” وهمية وجزء من المسؤولين (ليسوا من أتباعه المباشرين) يوصفهم بالمجتمع المدني والNGO’s وبعض البلديات والمحتكرين وبعض الأحزاب (لا يسميهم بالطبع!) التي تحركهم جميعا” السفارة الأميركية.

ب- وفي سياق “جراح وداوي”. فهو سبب الوضع الكارثي على لبنان مباشرة وعبر إستخدام الطبقة السياسية الفاسدة المارقة المجرمة التابعة له. هو يعزل لبنان عن المجتمع الدولي وأصدقائه في العالم وعن عالمه العربي الطبيعي بهدف تبرير لجوئه الى ايران واستعانته بها لتوفير المحروقات للشعب اللبناني “المذلول” بسبب الآخر.

ج- في سياق السطو التدريجي على لبنان ودفعه شرقا” خطوة خطوة : أولا” توفير المحروقات من إيران “الصديقة” ومن ثم التنقيب عن النفط والغاز اللبناني بحجة تملص الشركات عن القيام بتعهداتها.

ه- في سياق دفع لبنان إلى مزيد من الإنخراط في محور المقاومة: فهو يرفع التحدي في وجه ما يسميه عامة بمحور أميركا (إسرائيل وغالبية العرب) ويضع لبنان في عين العاصفة من خلال “إحراجهم” بالتصدي للبواخر الإيرانية المتجهة إلى لبنان وبالتهديد بالرد على أي إعتداء عليها. وبهذا العمل، يكون أيضا” يساهم في كسر الحصار على إيران من خلال سياسة العقوبات وفي الوقت عينه لا مشكلة لديه في تمرير قسم من المحروقات إلى مكون من مكونات محور المقاومة التي يترأسها، نتكلم عن النظام الأسدي.

و- أما في سياق جني الأرباح المادية (تموله إيران عبر إرسال المحروقات وهو يبيعها ويتحكم بسوقها وثمنها في سياق فرض الأسعار وخلق الفوضى وبالطبع الإمعان في تغييب الدولة المغيبة أصلا” والتابعة له) والأرباح الشعبية (فهو مخلص اللبنانيين المساكين) وبالتالي الأرباح السياسية من خلال مزيد من الإخضاع للطبقة السياسية الخاضعة أصلا” له.

ز-أخيرا وفي سياق “التمسكن” والليونة. فهو مع إستجرار الكهرباء من الأردن والغاز من مصر (التي يغازلها). لكن ثمة عقبات موضوعية أمام هذا الحل المقترح من السفيرة الأميركية. في مطلق الأحوال، إنه مناسب لأنه يخفف معاناة الشعب اللبناني ويساهم بكسر قانون قيصر.