د. توفيق الهندي/إرشادات السيد حسن نصر الله

140

إرشادات السيد حسن نصر الله…
 د. توفيق الهندي/المركزية/17 آب/2021

كعادته، من علياء موقعه كمرشد لبنان، أعطى السيد حسن نصر الله تعليماته للمسؤولين غير المسؤولين وللشعب اللبناني.

1) فهو يطلب التحقيق بتفجير التليل ويجّرم التهريب إلى سوريا و”يبهدل” السياسيين دون تمييز بين صديق وخصم على “تبادل الشتائم…” وتصرفاتهم غير المسؤولة. ولكن من يصدق أنه ضد مد يد العون إلى صديقه الأسد الذي يعاني من عقوبات قيصر، عبر التهريب المنظم (وليس العشوائي)، وهو المنتمي إلى محور المقاومة الذي يقوده السيد؟! أما تأنيبه لل”مسؤولين”، فهو لكي يلقي مسؤولية تردي الأوضاع عليهم جميعا”، متنصلا” بذلك من صداقة هذا أو ذاك (فهو على المسافة ذاتها من الجميع!). كما أن موقفه هذا يجعلهم أكثر خنوعا” لسلطانه ويؤكد على مسؤولية الطبقة السياسية المارقة في تردي الأوضاع (تذّكر موقف ماكرون والغرب عموما”) كما لو لم يكن لبنان تحت الإحتلال الإيراني.

2) وهو مع تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد. غير أنها لم ولن تشكل نتيجة الصراع السخيف على الحصص. هذا ما قاله ويقوله. والحقيقة هي أن توقيت تشكيل الحكومة هو في يده هو، تشكل فقط حين يصمم على تشكيلها ويرسل إلى “القيادات” مرسالا” له مصداقيته العالية ليبلغهم أن وقت التشكيل قد حان وعليهم أن “يقدموا التنازلات لبعضهم بعضا” رأفة” بالشعب المعذب والوطن. والحقيقة أن توقيت الإفراج عن تشكيل الحكومة هو واحد من أوراق الضغط التي يستخدمها نيابة عن إيران والذي يرتبط حزب الله إرتباطا” عضويا” بها، في محادثات فيينا لإخضاع بايدن لشروطها.

3) أما عن تسليم أميركا-بايدن أفغانستان لطالبان، فهو يسخر من أتباعها في لبنان. والحقيقة، أن في لبنان من يتبع أميركا في وقت أنه ليس خطأ”، إنطلاقا” من موقع وطني لبناني صرف، أن يسعى الأحرار في لبنان إلى تلمس إمكانية تلاقي مصالح بعض الخارج مع مصلحة لبنان للتخلص من الإحتلال الإيراني عبر حزب الله وشريكته الخاضعة له، أعني الطبقة السياسية المارقة المجرمة. وفي مطلق الأحوال، السيد نصر الله، يبالغ بلبنانيته (كلام للرعية وليس للخورية) في حين أن حقيقة ماهية حزب الله الجهادية الإسلامية ومشروعه الإسلامي الكوني (ولا أبالغ عندما أقول “كوني”) وإرتباطه العضوي بالجمهورية الإسلامية في إيران، يمكن الإطلاع عليها في بيانه التأسيسي (عام 1985) كما في وثيقته السياسية (عام 2009).

4) تطمأننا السيد نصر الله بأنه سيعلن خلال اليومين القادمين عن إستيراد المشتقات النفطية من إيران (ولكنه لم يتكلم عن الأدوية). لهذه الخطوة جملة” من الأهداف:

– كسب شعبي لنصر الله ولحزبه حيث يبرز كالمخلص في وقت يرتجف الشعب خوفا” من إنقطاع هذه المادة الحيوية.

– خطوة أساسية في التوجه شرقا” (إقتصاديا” وإستراتيجيا”) ولا سيما ربط لبنان بإيران.

– إبراز الفارق الكبير بين “صداقة” إيران للبنان و”معاداة” أميركا ودول الخليج له.

– وسيلة لتمويل حزب الله: إيران تمده بالمحروقات وهو يبيعها في لبنان وربما أيضا” في سوريا ويقبض ثمنها، ولو بالليرة.

يبقى أن نؤكد على ثبات موقف الأحرار في لبنان على تمسكهم بلبنانية لبنان الكيان والدولة والشعب، وذلك من خلال وضع القرارات الدولية تحت الفصل السابع، ولا سيما القرارات 1559 و 1701 ووضع لبنان مؤقتا” تحت وصاية الأمم المتحدة وفقا” للفصلين 12 و 13 من شرعتها، وصولا” إلى تحقيق حياده الإيجابي والناشط”.