الياس بجاني/السياسي والمسوؤل وعندما يخطئ يجب أن يستقيل ويعتذر، ولهذا على جعجع أن يستقيل من قيادة حزبه

210

السياسي والمسوؤل وعندما يخطئ يجب أن يستقيل ويعتذر، ولهذا على جعجع أن يستقيل من قيادة حزبه
الياس بجاني/16 آب/2021

من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل رومية/06/من12حتى23): “أَلا تَعْلَمُونَ أَنَّكُم عِنْدَمَا تَجْعَلُونَ أَنْفُسَكُم عَبيدًا لأَحَدٍ فَتُطيعُونَهُ، تَكُونُونَ عَبيدًا للَّذي تُطيعُونَه”.

في المفاهيم والأسس الديمقراطية التي تحكم ممارسات الأحزاب في بلدان الغرب، ومنها كندا حيث أعيش منذ سنين، فعندما يُخطئ السياسي أو المسؤول في خيار مصيري، أو يفشل في تحقيق وعود التزم بها، يستقيل ويعترف بفشله احتراماً للناس ولنفسه، ويُفسح في المجال لغيره لتولّي موقعه.

من هذا المنحى الديمقراطي يُفترض بسمير جعجع أن يستقيل من رئاسة حزب القوّات اللبنانيّة، لأنّه عمليّاً أخطأ التقدير والعواقب، وأجرم، وارتكب خطيئة مميتة لا تُغفر له، عندما أوصل ميشال عون للرئاسة، وفاخر بما فعل هو وحرمه ونوابه.

وبالتالي، فإنّه لم يعُد أمام جعجع إلّا الاستقالة أو إعارتنا سكوته والكفّ عن مطالبة عون بالاستقالة… كون فاقد الشيء لا يعطيه.

وما دام جعجع لم يعترف بما اقترفه من إجرام انتخابي وأخلاقي وإيماني وتقديري ورؤيوي، بإيصاله عون إلى بعبدا، وهو كان يعرف 100% أنه رجل حزب الله، وأداته التدميرية، فمطالبته باستقالة عون هي غير ذي مصداقية، ولا قيمة لها، وبالغالب الأكيد الأكيد الأكيد، هي على خلفية قوم تا اقعد محلّك.

أما وكما يردّ البعض من محبي ومحازبي جعجع قائلين: “القوات راضيين برئاسته، ولا يريدونه أن يستقيل مهما فعل، وهو محبوب، وتاريخه يشهد له، وما حدا من خارج القوات يتدخّل”، فهذا كلام صنمي وعاطفي ومرفوض في المفاهيم الديمقراطية، لأنّ قرارات جعجع كرئيس لأكبر حزب مسيحي في البلد لها تأثيرها على لبنان وعلى كل اللبنانيين، وليس فقط على حزبه ومناصريه.

يبقى القول إنّ مبدأ تبادل وتناوب السلطة هو من أهمّ أسس قيام واستمرار ونجاح أي حزب حرّ وديمقراطي، وهذا ما هو معمول به في البلدان الراقية والناجحة التي تمارس الحريّات والديمقراطية والانتخابات، وفي حال لم يطبق هذا المبدأ يتحوّل الحزب إلى شركة يملكها فرد أو أفراد، ويفقد مسمى الحزب.

من المحزن أن كل ما يسمى أحزاب في لبنان، وفي مقدمها حزب سمير جعجع بالتحديد، هي أما شركات محلية تجارية يملكها أفراد أو عائلات، أو وكالات لقوى خارجية كحزب الله الإرهابي والفارسي الذي يحتلّ لبنان.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني
http://www.eliasbejjaninews.com