الياس بجاني: داني شمعون وعائلته هم شهداء لبنان الرسالة والتعايش

518

داني شمعون وعائلته هم شهداء لبنان الرسالة والتعايش
الياس بجاني
21 تشرين الأول/16

الشهداء هم نبراس ينير لنا الطريق للوصول إلى واحات الحرية، وحافزاً لنا لمتابعة رسالة القداسة والرقي.

ونحن اليوم أن تحملنا الآلام والاضطهاد كشعب لبناني مؤمن ومحب للسلم فليس حبا بالألم وإنما من اجل البلوغ إلى القيامة، فالمجتمعات لا تبنى إلا بالتضحية حتى الاستشهاد.

صلاتنا اليوم في ذكرى استشهاد داني شمعون وأفراد أسرته نرفعها من اجل السلام والوحدة في لبنان، ومن أجل المسؤولين ورجال الدين والسياسيين وكل العاملين بالشأن العام ليعوا التبعات الملقاة على عاتقهم ويتخطوا التبعية والمذلة والرضوخ للخارج، ويعودوا إلى ينابيع الإيمان والصدق والحرية والكرامة.

26 سنة انقضت على غياب الشهيد داني شمعون وأفراد أسرته وما زالت الجريمة النكراء تلك ماثلة في ذاكرة ووجدان وضمائر الأحرار والسياديين من أهلنا.

جريمة بشعة من سلسلة ارتكابات بربرية ودموية اقترفها المحتل السوري ومرتزقته المحليين الكفرة والأبالسة الذين ارتضوا وضعية الزلم والأدوات والمرتهنين.

وبذل واحتقار للذات قبلوا بخنوع أدوار الملجميين والطرواديين، وفي مقدمة هؤلاء الإسخريوتيين الساقط في كل تجارب إبليس المدعو ميشال عون.

ميشال عون هذا السرطان الأخلاقي والقيمي والوطني…

هذا المخلوق الأكروباتي المسخ الذي قرر الإحتلال على ما يبدو أن يوصله إلى قصر بعبدا بعد أن استسلم ورضخ كل من سعد الحريري وسمير جعجع وقفزا فوق دماء الشهداء والتحقا بالخانعين والطرواديين طمعاً بسلطة ونفوذ ترابيين.

26 سنة انقضت وهي لا زالت تزرع في القلوب غصة، وفي العيون دموع تنهمر حسرة على أبطال شرفاء أبوا إلا أن يفتدوا بأرواحهم وطن الأرز وناسه.

لنصلي من أجل راحة أنفس داني شمعون وأفراد عائلته الشهداء، ومن أجل راحة أنفس كل الشهداء طالبين لهم الراحة الأبدية إلى جانب البررة .

بتقوى وعرفان بالجميل نذكر في صلاتنا كل شهيد من أهلنا بذل ذاته على مذبح وطننا الغالي من أجل أن يبقى لبناننا الرسالة والقداسة واحة للحرية والسيادة والاستقلال، وليبقّ اللبناني حراً وسيداً ومرفوع الرأس بعزة وشموخ.

إن الشهادة تولد من فعل إيمان وفعل محبة: إيمان بوطن وقضية، ومحبة مجبولة بالعطاء ترقى بنبلها إلى حد تقديم الذات من أجل من نحب.

يعلمنا التاريخ بأن الأوطان التي لا يسقيها شبابها تضحيات وقرابين بسخاء ودون حساب تنهار مذابحها وتتشتت شعوبها وتنقرض وتهمش هويتها ويقتلع تاريخها وتنتهك كراماتها.

لبنان القداسة الذي انعم الله عليه بشباب لا يهابون الموت ولا يبخلون بالشهادة في سبيله من أمثال داني وعائلته، هذا اللبنان باق ولن تقوى عليه قوى الشر.

إن الشهيد داني شمعون وأولاده الأطفال وزوجته أحبوا لبنان واللبنانيين حتى الشهادة فبذلوا أنفسهم على مذبحه قرابين طاهرة.

داني وعائلته الشهداء بنبلهم وتفانيهم ومحبتهم للوطن وإيمانهم الراسخ بحقه بحياة حرة وكريمة هم لبنان، هم كل اللبنانيين، هم الرمز، هم العطاء والكرامة.

داني وعائلته غابوا بالجسد إلا أنهم وككل الشهداء الأبرار والأبطال هم في قلوبنا والضمائر والذاكرة.

إنه بفضل تضحيات الشهداء بقي لبنان وبإذن الله هو باق ولن تقوى عليه شرور وإرهاب الأبالسة المحليين والدوليين والإقليميين.

إن كان من أمثولة يمكننا أن نستخلصها من حياة واستشهاد داني وعائلته، أو من وصية نستطيع أن نوجهها باسمه إلى جميع اللبنانيين، فإننا نتبنى كلام رسول الأمم، بولس إلى أهل فيليبي (02/01حتى05) حيث قال بصوت عال وصارخ: “فإِذا كانَ عِندَكم شأَنٌ لِلمُناشَدةِ بِالمسيح ولِما في المَحَبَّةِ مِن تَشْجيع، والمُشارَكةِ في الرُّوحِ والحَنانِ والرَّأفة، فأَتِمُّوا فَرَحي بِأَن تَكونوا على رأيٍ واحِدٍ ومَحَبَّةٍ واحِدة وقَلْبٍ واحِدٍ وفِكْرٍ واحِد. لا تَفعَلوا شَيئًا بِدافِعِ المُنافَسةِ أَوِ العُجْب، بل على كُلٍّ مِنكم أَن يَتواضَعَ ويَعُدَّ غَيرَه أَفضَلَ مِنه، ولا يَنظُرَنَّ أَحَدٌ إِلى ما لَه، بل إِلى ما لِغَيرِه. فلْيَكُنْ فيما بَينَكُمُ الشُّعورُ الَّذي هو أَيضاً في المَسيحِ يَسوع. هو الَّذي في صُورةِ الله لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة  بل تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إِنْسان فَوضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب”.

في الخلاصة، ما الحرية سوى نعمة مجانية وهبنا إياها الله لنكون احرارا في القول والتصرف والفكر والمعتقد، فيا أبانا السماوي انعم علينا بعطايا الثبات في الموقف والعناد في الشهادة للحق.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
phoenicia@hotmail.com

 

في مثل هذا اليوم استشهد داني شمعون
اميل علية/فايسبوك/21 تشرين الأول/16
في مثل هذا اليوم استشهد داني شمعون وكأن من اغتاله لم يغتل معه عائلته وحسب إنما اغتال معه الجمهورية التي ولدت سنة  1943
نعم جمهورية ال 43 لفظت انفاسها الأخيرة مع رحيل داني وبقي لنا بعدها النظام المسخ الذي لا يوجد له شبيه في العالم وهذا لحسن حظ العالم وسوء طالعنا.
مع استهداف داني استهدفوا كميل شمعون وهو في القبر ونسوا او تناسوا ان القبور وان كانت للصغار سجونا إنما هي للكبار حصونا.
الجمهورية تفتقد اليوم نمريها = الملك الحكيم الذي علمنا أن الوطن أولا واخيرا والقائد المقدام الذي أثبت أن الراعي الصالح لا يبخل بذاته في سبيل رعيته متى دهم خطر من هنا او عاصفة من هناك.

 

داني شمعون شهيد مبادئه الثابتة
صونيا رزق/موقع حزب الكتائب/21 تشرين الول/16

إن كانت عدالة الارض لا تزال بعيدة … فعدالة السماء ستكون دائماً بالمرصاد للقتلة المجرمين الذين إغتالوا داني شمعون وزوجته وطفلين بريئين .

انه قدر كل حر، وكل مدافع عن سيادة لبنان… من بشير الى بيار وجبران وانطوان وكل شهداء لبنان الذين طالبوا بسيادته واستقلاله.

داني شمعون إسم لا ينتسى في عالم الحرية كغيره من الابطال الشهداء، اراد ان يبني الدولة السيّدة فأطلق شعارات لا تزال تترّدد في الاذهان حتى اليوم . ناضل بمنطق الدولة القوية التي لا تساوم على الكرامة والسيادة، وتصدّى للاحتلال السوري مقاوماً حتى الرمق الاخير، لكن قدر الرجال الاحرار دائماً ان يسيروا على درب الشهادة، وهو دفع الثمن الباهظ جداً، فسقط شهيد المبادئ والثوابت التي لم يغيّرها على الرغم من كل التهديدات التي كانت تلاحقه.

إستشهد في ذلك التشرين الاسود من العام 1990، ستة وعشرون عاماً مرّوا على تلك الذكرى الاليمة التي لا تزال محفورة في ذهن رفاقه ومحبيّه، الذين يردّدون دائماً بأن داني سياسي نظيف الكف لا يساوم على الثوابت ولا يتغيّر مهما حصل من تقلبات، هو رجل المواقف الصلبة الذي لا يهادن ولا يخاف احداً.

عن الشهيد داني ، تحدث رئس حزب ” الوطنيين الأحرار” النائب دوري شمعون لموقعنا قائلاً :” هذه الذكرى لا انساها واتمنى ألا تتكرر مع احد، في كل عام نحييّ ذكرى إستشهاد داني ونستذكر معه كل شهداء لبنان، ونأمل ألا تعاد اساليب القتل الهمجية التي وضعت لبنان على هذا الطريق الصعب”. مؤكداً انه في تلك المرحلة كان هنالك اشخاص لا يريدون بقاء داني على الساحة السياسية ولذلك إغتالوه، لانه كان المقاوم والمدافع الشرس عن مواقفه الجريئة.

وتابع:” داني سقط دفاعاً عن شعار السيادة والاستقلال الى جانب عائلته، وهذا مؤسف جداً ان يدفع هؤلاء هذا الثمن الباهظ”، مؤكداً بأن لبنان بأمس الحاجة اليوم الى داني وامثاله.

وعن هوية القاتل الحقيقي، اشار شمعون الى ان لا امكانيات لديه لمعرفة هوية القاتل الحقيقي .

ودعا الرفاق والمناصرين الى حضور القداس الذي يقام لراحة انفس داني وعائلته عند الخامسة من عصر هذا السبت 22 الجاري في كنيسة مار انطونيوس السوديكو.

في الختام لا بدّ من الاشارة الى ان كل مَن طالب بسيادة لبنان كان هذا مصيره، على ايدي اعداء الوطن الطامعين به، لكن نقول لكل هؤلاء الشهداء :” ستبقون احياءً في قلوبنا وضمائرنا مهما غبتم بالجسد…