زمن سادوم وعامورة يدق أبوابنا/البطريركية المارونية تردّ بـ”الوهّابي” : لحوم العلماء مسمومة

563

البطريركية المارونية تردّ بـ”الوهّابي”! : “لحوم العلماء مسمومة”!

خاص بـ”الشفاف”

 http://www.metransparent.com/spip.php?page=article&id_article=29897&lang=ar

الاثنين 8 كانون الأول (ديسمبر) 2014

 قي عظة قداس الأحد الماضي، في بكركي، قال السيد البطريرك الراعي:

‎من واجب كل واحد وواحدة منا: أن يقول الحقيقة لإنارة العقول والضمائر، وأن يتجنب الكذب والتجني على الغير، حفاظًا على كرامة الذات وكرامة الآخرين. ما يؤلمنا اليوم هو أن يبيع البعضُ نفوسهم وكرامتهم، ويمتهنون لغة الكذب والتجني بواسطة التقنيات الإعلامية لقاء حفنة من المال، يشتري بها ضمائرهم ممولون، لأهداف سياسية أو عدائية أو هدامة. فما أجمل الحقيقة الموضوعية. إنها شرف الأحرار”‫.‬

‎‫”‬تقنيات إعلامية‫”‬، و‫”‬حفنة من المال‫”‬ ‫(فقط”؟)، و”أهداف سياسية أو عدائية أو هدّامة”!‬

‎‫ماذا قَصَد السيد البطريرك؟‬

‎‫الجواب جاء اليوم في “‬ندوة عن زيارة الراعي لأوستراليا وكلمات أكدت أن جولاته هدفها تعزيز دور الكنيسة والحفاظ على لبنان‫”‬!

‎ماذا جاء في ‫”‬الندوة‫”‬ التي يصعب ألا يعتبرها المرء ‫”حملة علاقات عامة” دفاعاً عن السيد البطريرك، خصوصاً بعد مقال “الأخبار” الشهير وما أثاره من ردود فعل على “الشبكات الإجتماعية”!

‎‫”لن نسمح”!‬

‎‫يمكن قراءة “الندوة” من آخرها! أي من كلام “الخوري عبده أبو كسم” (الذي أطلق عليه “الشفاف” قبل أشهر لقب “أبو علي كسم”.. تحبّباً!): ‬”لماذا الحملة على الكنيسة اليوم؟ ما هو الهدف؟ من المستفيد؟ من المتمول؟ نعم إنها حملات ممول ومدفوعة سلفا؟ هل المطلوب اليوم بعد أن عطلوا إنتخاب رئيس الجمهورية – الماروني، أن يطالوا رأس الكنيسة المارونية، لا لن نسمح لكم أبدا. فالبطريرك الماروني كما أسلافه، هو الحلقة التي لا تنكسر”.

‎المطران بولس مطر، في الندوة نفسها، وضع قانوناً جديداً للإعلام يذكّر بشعار روّج له ‫”‬الكهنوت الوهّابي‫”‬ في السعودية، ويوجزه شعار ‫”‬لحوم العلماء مسمومة‫”!‬

‎قال المطران‫:‬ ‫”‬نود أن نلفت الصحافة الكريمة المكتوبة والمرئية والمسموعة إلى ضرورة التنبة في التعامل مع الكنيسة إلى امور جوهرية وأساسية رموز الكنيسة لا تطال ولا بشكل من الأشكال هذا أمر مرفوض سواء في كنيستنا ام في كل الكنائيس أم في كل الأديان هذا غير مقبول وإن كان هناك من معلومات نريد أن نصل إليها فيجب أن نذهب إلى مصادرها والتي هي وحدها تعطي المعلومات الصحيحة حول هذا الموضوع لذلك المركز الكاثوليكي للاعلام يعتبر نفسه مسؤولا عن كل هذه الأمور في ايصال إلى خواتيمها الصحيحة”.

‎ومنا إلى ‫”‬المأفون‫”‬ جبران خليل جبران الذي لم يستشر ‫”‬المركز الكاثوليكي للإعلام‫”‬ قبل أن يخط كتاب ‫”‬الأجنحة المتكسرة‫”‬ أو ‫”‬خليل الكافر‫”!‬

‎الأستاذ ميشال أدّه ردّ على الحملة التي يتعرّض لها البطريرك بالتطرّق إلى نقطتين‫.‬

‎‫الأولى، هي “‬من بين ما اعتبر مآخذ على سيدنا، وفي صلب الحملة المغرضة عليه، زيارته العظيمة الشأن لكفربرعم، البلدة المارونية العريقة في الأراضي الفلسطينية المحتلة التي تسمى “الكيان الإسرائيلي”. لقد علا الصراخ والتنديد من قبل البعض استنكارا لهذه الزيارة، وصولا الى حد اتهام القيام بها بالعمالة.‫”!‬

‎هذا كلام موجّه لجريدة ‫”‬الأخبار‫”‬ الإيرانية الصادرة في بيروت‫.‬ وبالنسبة لنا، فقد أيّدنا ‫”‬الزيارة‫”‬ لأكثر من سبب‫!‬ أولاً، لأن حزب الله لا يملك ‫”‬حق فيتو على علاقات البطريركية بالموارنة في إسرائيل‫.‬ وثانياً، لأن السلطة الفلسطينية أيّدتها‫.‬ وثالثاً، لأن موارنة إسرائيل رحّبوا بالزيارة التي أشعرتهم أنهم ليسوا ‫”‬منسيّين‫”!‬ وقد أيّدنا سابقاً زيارة البطريرك لموارنة قبرص في المنطقة ‫”‬التركية‫”!‬

 ‎البابا “فرنسيس” لم يسكن في “شقة الباباوات” بل اختار السكن في نزل مخصص للكهنة ! في الصورة “البابا” يحني رـأسه لكي “يأخذ البرَكة” من “بطريرك القسطنطينية بارتولوميو” في بادرة ‫”‬تواضع‫”‬ و‫”‬وحدة‫”‬ لا يُخفى مغزاها على السيد البطريرك، أو السيد المطران، أو الأستاذ إدّه‫!‬

‎أما ما يهمنا في كلام الأستاذ ميشال إدّه فهو ردّه على شعار أن ‫”‬بكركي تُزار ولا تزور‫”!‬ ومع تقديرنا لحماس الأستاذ ميشال إده للبابا فرنسيس، كان حريّاً به أن يسأل، أي أن يتساءل، عن الأسباب التي أوصلت البطريركية المارونية إلى ‫”‬هَوان‫”‬ أن تشهّر بها جريدة ‫”‬إيرانية‫”‬ من غير ان يتصدّى أحد من “أصحاب الشأن” الماروني ‫(‬حتى ندوة اليوم التي نظّمها ‫”‬المركز الكاثوليكي‫”!)‬ للدفاع عن البطريرك‫!‬

البطريركية المارونية اكتسبت “مكانة” و”هيبة” و”تقديراً” بلا حدود في عهد البطريرك صفير لأنها كانت (في نظر الدروز والشيعة والسنّة.. قبل المسحيين!) “كنيسة الإستقلال”، ولأن سيّدها كان “بطل الإستقلال” الذي لم يقبل بزيارة “قصر المهاجرين”، أو بزيارة سوريا، طالما استمر احتلال “آل الأسد” للبنان! وكان حريّاً بالأستاذ ميشال إدّه أن يتساءل، وأن يُجيب، عما “أفقدَ” البطريركية المارونية ذلك الرصيد الكبير!

‎وكلمة أخيرة‫:‬ كان حريّاً بالمدافعين عن بكركي أن يكشفوا الحقائق عن ‫”‬المموّل‫”‬ و‫”‬المتموّل‫”‬، ومن ‫”‬يدفع‫”‬، ومن ‫”‬يقبض‫”‬ إذا كانت الحملة ضد البطريرك الراعي ‫”‬مدفوعة‫”‬، كما زعم الخوري أبو كسم، والبطريرك نفسه في عظة الأحد‫!‬ ‎‫وكان حريّاً بهم أن يردّوا على المعلومات المنشورة بحق “بكركي”، وأن يثبتوا بطلانها! هكذا، ببساطة! ‬‎‫وبالإنتظار، فستواصل “التقنيات الإعلامية” دورها الإعلامي في خدمة “الحقيقة”، ولن توفّر سلطة: مدنية أو دينية!‬

 تعليق على التقرير من نفس الموقع
العبارة الشهيرة : ” لحوم العلماء مسمومة ” ذكرها ابن عساكر – رحمه الله – في كتابه ” تبيين كذب المفتري ” ( ص 29 ) ، وفهم منها البعضُ فهمين خاطئين دعاهما إلى السخرية منها ، وعدم قبولها :

الفهم الأول : أن العلماء معصومون من الخطأ ، لايُستدرك عليهم . وهذا ما لم يفهمه عاقل يعي أن العلماء بشر كغيرهم ، وإن فُضّلوا بحمل ميراث الأنبياء عليهم السلام . ولكن يكون الاستدراك عليهم بعلم وأدب .

الفهم الثاني : أن هذا يدعو إلى التهوين من غيبة غير العلماء ! وهذا أيضًا خطأ على قائل العبارة أو من يستشهد بها .
وقد قالها ابن عساكر الدمشقي (عاش في القرن 12 ميلادي) دفاعا عن أبي الحسن الأشعري المتكلم المشهور و عن مذهبه الإعتقادي الثاني، و لا علاقة للوهابية بذلك إنما استعملوها كما استعملها غيرهم من قبلهم.