محمد عبد الحميد بيضون للأنباء: حزب الله الذي يتحسب لوقوع صدام بينه وبين العهد يشيطن قانون الستين ويطرح النسبية لضمان هيمنته على المجلس العتيد

247

 محمد عبد الحميد بيضون للأنباء:  حزب الله الذي يتحسب لوقوع صدام بينه وبين العهد يشيطن قانون الستين ويطرح النسبية لضمان هيمنته على المجلس العتيد
الأنباء/15 كانون الثاني/17

رأى النائب والوزير السابق د. محمد عبد الحميد بيضون أن زيارة الرئيس ميشال عون للمملكة السعودية وقطر، إرتكزت على قاعدة أساسية وهي “استحالة إيجاد الحلول للتدهور الإقتصادي في لبنان دون التعاون مع دول الخليج العربي”، خصوصا أن الغالبية العظمى من اللبنانيين قيادات سياسية ومسؤولين وقوى شعبية باستثناء القوى الشيعية المتحالفة مع النظامين السوري والإيراني، ترسخت لديهم قناعة بأن لا بديل للبنان عن الحضن العربي وتحديدا الخليجي منه لاستعادة ثقة العالم به، بدليل أن الداخل اللبناني كان يتحضر لثورة فعلية كبيرة تطالب بتصحيح الأوضاع مع دول مجلس التعاون لتفادي الانهيار الحتمي للإقتصاد الوطني وبالتالي دخول لبنان في المجهول.

وردا على سؤال لفت بيضون في حديث لـ “الأنباء الى أن إيران لا يمكن أن تشكل البديل عن دول الخليج العربي، مؤكدا أن ما تشيعه طهران عن استعدادها لمساعدة لبنان عسكريا وإقتصاديا مجرد كلام للإستهلاك الإعلامي ومحاولة تقليدية ممجوجة لتلميع صورتها وصورة مليشياتها في لبنان والعالم العربي، مذكرا بأن طهران وعدت حركة حماس بدعمها ماليا وعسكريا إلا أن الأخيرة لم تقطف من الوعود سوى الريح بدليل المكالمة الصوتية المسربة لنائب رئيس المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” موسى أبو مرزوق الذي تحدث فيها عن تلاعب إيران وكذبها بشأن دعم الحركة وتقديم السلاح لها، مؤكدا بالتالي أن إيران لا تقدم أي دعم مالي أو عسكري إلا على أساس صرف مذهبي أي للمنظمات الشيعية خاصتها فقط لا غير.

وفي سياق متصل بأبعاد ومضمون الزيارة الرئاسية الى المملكة السعودية وقطر، لفت بيضون الى أن الجو المسيحي الجديد في لبنان يؤكد أن ليس هناك ما يمنع استمرار التحالف والتفاهم مع حزب الله أو إقامة تفاهم جديد معه من قبل القوات اللبنانية، شرط ألا يكون على حساب علاقات لبنان مع دول الخليج العربي وعلى حساب النهوض بالإقتصاد الوطني، معتبرا بالتالي أن من المهم جدا الإستثمار في هذا الجو المسيحي الجديد إنطلاقا من أنه شكل الدافع الرئيسي لزيارة الرئيس عون للملكة السعودية وقطر، بمعنى آخر يؤكد بيضون أن الجو المسيحي قال كلمته بأن على حزب الله أن ينكفىء لصالح الوضع الإقتصادي والمالي وعودة العلاقات اللبنانية ـ الخليجية الى سابق عهدها.

واستطرادا لفت بيضون الى أن زيارة الرئيس عون الى السعودية وقطر وضعت العهد على بساط الإختبار، لأن عودة الإستثمارات والسياحة الخليجية والثقة الكاملة بالدولة اللبنانية تتطلب ضمانات أمنية وقضائية تريح المستثمرين والسواح الخليجيين، مشيرا بالتالي الى أن المطلوب من العهد الجديد رئاسة وحكومة تأمين خطة أمنية شاملة لا تستثني أي بقعة من الجغرافية اللبنانية لا بل تستند على مبدأ واحد وحيد ألا وهو أن الدولة اللبنانية ومن خلفها المؤسسات العسكرية والأمنية والإستخباراتية هي صاحبة الكلمة الفصل وليس الدويلات المسلحة في الضاحية والجنوب والبقاع.

وردا على سؤال حول قراءته لاحتمال زيارة الرئيس عون كل من سوريا وإيران بعد القاهرة والفاتيكان وباريس، أكد بيضون أن أي زيارة في هذا القبيل محتملة كانت أم مقررة، ستكون مجرد شكليات لا فائدة منها على المستويين المالي والإقتصادي، وذلك على عكس زيارة السعودية وقطر التي أسست لمرحلة إقتصادية ستكون مشرقة في حال أجاد العهد العوني إستثمار الحفاوة التي استقبل بها الرئيس عون في الدولتين المذكورتين، خصوصا أن أكثر من 500 ألف لبناني يعملون في دول الخليج ومن بينهم أكثر من 150 ألف مسيحي في السعودية وحدها يحولون الأموال يشكل دوري الى عوائلهم عبر المصارف اللبنانية فيما لا يوجد لبناني واحد يعمل في إيران.

وفي سياق متصل ختم بيضون قائلا: “الرئيس عون أكد أن موضوع حزب الله يفوق قدرات الدولة اللبنانية، لكن ـ والكلام لبيضون ـ إن لم يكن باستطاعة الدولة وضع حد لخروج حزب الله عن طوعها فهذا يؤكدا أولا أنتفاء الشرعية اللبنانية عنه، ويؤكد ثانيا أن على العهد أن يعمق تفاهمه مع الحزب لجعله ينكفىء داخل مربعه الأمني على غرار انكفائه خلال الإحتلال السوري للبنان حيث لم يكن حزب الله يقطع خيط القطن دون حصوله على الضوء الأخضر من القيادة السورية، إلا أن حزب الله لن يرضى بانكفائه الأمر الذي سيحتم حصول صدام بينه وبين العهد العوني”.

واستدرك بيضون بالقول: “حزب الله الذي يتحسب لوقوع صدام بينه وبين الدولة اللبنانية ذهب الى شيطنة قانون الستين وطرح النسبية الكاملة كبديل عنه في محاولة لضمان هيمنته وحركة أمل والملحقين بالنظام السوري على المجلس النيابي القادم.