توفيق هندي/هنيئا للبنان والعرب والعالم بإنتخاب ترمب

185

هنيئا للبنان والعرب والعالم بإنتخاب ترمب!
توفيق هندي/فايسبوك/09 تشرين الثاني/16

عمليا”، إنتخب ترمب وئيسا” للولايات المتحدة الأميركية.
مهما قيل عن فرقات بين أوباما وكلينتون، لا شك أن عهد كلينتون كان سوف يكون تكملت لعهد أوباما، ولو بفرقات كمية وليست نوعية. وهذا يعني الإستمرار بسياسة التخلي طوعا” عن أميركا القوية وضرورة قيادتها للعالم لإنشاء تحالف دولي لمجابهة الخطر المتنامي”للجهاد الإسلامي” بشقيه السني والشيعي.
لقد حولت سياسة أوباما الربيع العربي إلى خريف إسلامي، مدمرة الشرق الأوسط والعالم العربي، مستخدمة “الجهادية الشيعية” لمحاربة “الجهادية السنية”. وكانت النتيجة أن قوي كل منهما في بيئته على حساب القوى المسلمة المعتدلة كما على حساب الأقليات الإتنية والدينية. وكانت النتيجة أيضا” إزدياد العمليات الإرهابية في أوروبا وأميركا في ظل وضع معولم.
بنظري، لن تكن صداقات كلينتون ببعض الحكام العرب كافية لإحداث تغيير جوهري بسياسة أميركا، ولا سيما أنها شريكة كاملة في الإتفاق ألأميركي- الإيراني، وبالتالي، لن يكن متوقعا” أن تغير سياستها بشكل ملحوظ وأساسي بالنسبة للوضع في العراق وسوريا ولبنان واليمن… لوضع حد للتمدد الإيراني في المنطقة.
لا شك أيضا” أن كلينتون تنتمي إلى “الطبقة الحاكمة” في أميركا (ديمقراطيون وجمهوريون) وفي أوروبا والغرب بشكل عام، ما يسمى بالإستبلشمنت. ولا شك أن الإستبلشمنت أوصل الغرب والعالم إلى هذا الدرء والفوضى والفساد المستشري أينما كان في العالم. فهو فشل وهو أعجز من مواجهة الأوضاع الخطيرة الناشئة إنطلاقا” من الشرق الأوسط بإتجاه العالم بأسره.
مهما قيل عن ترمب ومهما أخطأ الرجل ببعض تصرفاته، غير أنه خارج هذا الإستبلشمنت الذي يحاربه بكل قواه، ليس في أميركا فقط، إنما في العالم!
يسجل للرجل أنه يسعى إلى إعادة الدور القيادي لأميركا في العالم الذي يشكل حاجة عالمية لمجابهة أخطار الحرب العالمية الثالثة الناشئة التي لا تشبه سواها. وهو سوف يواجه “الجهادية الإسلامية” بوجهيها السني والشيعي، ولن يكون له سياسة إنكفائية ضعيفة بأسلوب أوباما ولا إنفلاشية مغامرة بأسلوب بوش، إنما سوف يقوي الجيش الأميركي ويتنهج سياسة المحافظة على الحلفاء مع إعادة ترتيب علاقات ديناميكية معهم على الأساس الشراكة في التصدي للأخطار، كما سوف يسعى إلى تشكيل حلف عالمي لا يستثني أحدا” ممن له مصلحة للتصدي للخطر الناشئ.