صبحي أمهز: ابن الضاحية رمزي كنج العوني على طريق الإبعاد من التيار

253

ابن الضاحية رمزي كنج العوني على طريق الإبعاد من التيار

صبحي أمهز/المدن/ السبت 27/08/2016

رمزي كنج من الأشخاص الموقعين على ترخيص التيار في وزارة الداخلية>
وجّه الناشط العوني، أحد مؤسسي التيار الوطني الحر، رمزي كنج، رسالة إلى رفاقه في الحزب، وصف فيه ما يجري بـ” الانحراف الخطير”. واعتبر أن “المسار القمعي الذي حاربناه خمسة عشر عاماً باللحم الحي يطبق اليوم علينا، وكمّ الأفواه وقمع الرأي الآخر يفرض علينا، والأنظمة التي تنحو إلى الديكتاتورية والشخصانية تحكم تيارنا، وسياسة الإقصاء والحذف والإبعاد دون مسّوغ شرعي ارتضى بعض الأشخاص أن يكونوا أداةً لإنزالها على من كانوا إلى جانبهم في الليالي الظلماء”.

وختم: “لا تطلبوا الرأي من أحد عمّا يجري داخل حزبكم ولا تنتظروا الجواب من عند أحد، فالرأي هو فيكم والجواب موجود عندكم. انظروا إلى حاضركم وزِنوه بميزان أمسكم”.

وتأتي هذه الرسالة بعد أيام من مشاركة كنج في لقاء نظمته المعارضة العونية في بجة (قضاء جبيل)، ما يعرّض كنج المبتعد منذ فترة عن “القيادة” لإجراءات تنظيمية تبعده قريباً من التيار، مثل رفاقه وأصدقائه نعيم عون وزياد عبس وطوني نصرالله.

رمزي كنج ابن بلدة الغبيري (مواليد عام 1969)، المجاورة لبلدة النائب ميشال عون، حارة حريك. حماسته إلى الجنرال ميشال عون إبّان الحرب والإنقسام وتعرّض الضاحية الجنوبيّة وبيروت الغربيّة للقصف من مدافع الجنرال، كانت حالة إستثنائية في بيئة لا تستسيغ عون وسياسته.

بدأ تأثر كنج بعون، عام 1983، حين كان عون ضابطاً يقود اللواء الثامن إبان حرب الجبل. وتنامي “حبّه” لعون حتى صار تأييداً مع وصوله إلى قيادة الجيش ثم تكليفه من قبل الرئيس أمين الجميل برئاسة الحكومة العسكرية (1988).

وبقي في الضاحية وعلى قناعاته، وقوامها حب الجنرال عون و”عنفوانه” وما يشبه القومية اللبنانية والعلمانية.. ومقاومة الاحتلالات عموماً والسوري خصوصاً.

وفي الانتخابات النيابية 2005 ترشح عن المقعد الشيعي في قضاء بعبدا عالية كعوني يرفض الاتفاق الرباعي، لكن تسونامي الفوز لم يدركه، فتفاهم التيار مع حزب الله لم يكن قد وقّع بعد.

لا يعتبر كنج، الذي يعمل في مجال السفريّات، نفسه مجرد شخص من الرعيل العوني الأول، بل هو من الأعضاء المؤسسين للتيار الوطني الحر.

ويقول لـ”المدن”: “أنا من الأشخاص الموقعين على ترخيص التيار في وزارة الداخلية”.

وقد أسهمت الصداقة التي جمعته ونعيم عون، ابن شقيق الجنرال، في أن ينخرط بالعمل السري للتيار، ولاسيما بعد مغادرة الجنرال عون إلى فرنسا. فتولى مهمّة الشؤون الإعلاميّة.

ينفي كنج أن يكون “الطابع المسيحي للتيار” قد شكل عائقاً في مسيرته الحزبية. ويقول لـ”المدن”: “صحيح أن عدد المسلمين داخل التيار نحو 15%، بيد أن ذلك لا ينفي أننا إطار علماني يعتبر الإنسان قيمة بحد ذاته”.

وهو منذ فترة خارج نطاق المسؤوليات التنظيمية مكتفياً بعضويته التأسيسية والصداقة التي تجمعه إلى نعيم عون وعدد كبير من ناشطي التيار الذي باتوا “معارضين” ومنهم من عوقب بالفصل من الحزب.