الياس بجاني: أحزاب “14 آذار” المستسلمة لا تمثل شعبها

376

أحزاب “14 آذار” المستسلمة لا تمثل شعبها
الياس بجاني/02 آذار/16
“آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان”(حديث شريف)

لم يعد يجدي الكلام لمجرد الكلام، ولا عادت المفردات العربية، وعلى كثرتها قادرة أن تعبر عن سخط وغضب واشمئزاز أحرار لبنان السياديين من استمرار الحال الشاذة والإحتلالية المفروضة بالقوة و”التشبيح” و”البلطجة” والإرهاب على وطنهم الغالي، ولا عادة أحزاب “14 آذار” كافة في مفهوم غير الحزبيين الـ “14 آذاريين” تختلف في ممارساتها عن ممارسات “حزب الله” الذي يحتل لبنان ويعمل على مدار الساعة بمنهجية إيرانية ملالوية لضرب وتهميش وإلغاء كل ما هو لبناني من دستور وحريات وديمقراطية ومؤسسات وحدود وقانون وتعايش وعلاقاته مع الدول العربية.
بصراحة وبصوت عال نقول لكل قادة “14 آذار” الحزبيين تحديداً، إن المواطن اللبناني السيادي والحر والمؤمن أكان في الوطن الأم، أو في بلاد الاغتراب هو غير راض عن ممارساتكم ونمط استسلامكم المذل، وفاقد الثقة في جديتكم وقدراتكم ومصداقيتكم، ويشكك في كونكم مستقلين وأحراراً في قراراتكم ومواقفكم، كما لا يعجبه خطابكم الذموي والتقوي الإسترضائي والإستجدائي لـ”حزب الله” الذي يحتل لبنان بالكامل، ويعمل كذراع عسكرية إيرانية إرهابية وغزواتية في العديد من الدول العربية.
لقد بات هذا اللبناني يخاف على لبنان منكم لأنكم بصراحة متناهية تفتقدون إلى الرؤية المستقبلية الواضحة، وتكتفون بردات الفعل الخطابية، وليس لديكم خطة عمل معلنة وفاعلة، ولا مشروعاً وطنياً يحاكي الحال الإحتلالية. لهذا نطلب منكم العودة إلى لبنان أولاً قولاً وفعلاً وفكراً وشجاعة وتجرداً، وإلا استقيلوا وأريحونا من مسلسل هرطقاتهم المعيب والطروادي بامتياز.
لم نعد نثق بـ 99 في المئة من أفراد الطاقم السياسي الحزبي الـ “14 آذاري” المتلون والنرسيسي، ولا نحترم أو نصدّق غالبية كبار رجال الدين الفاسدين والمفسدين، كما أننا لا نرى أي أمل يرجى من المسؤولين الذين هم بالواقع المعاش والملموس، وبغالبيتهم العظمى، إما من تفقيس حاضنات المخابرات السورية والإيرانية، أو مجرد تجار هيكل يمتهنون الانتهازية والوصولية وجبناء لا مواقف وطنية لديهم ولا رجولة عندهم.
ما نريده منكم يا جماعات أحزاب “14 آذار” هو خطة عمل واضحة ومفصلة وعلنية وملزمة تبين كيفية العمل لاستعادة الدولة ومؤسساتها من بين أنياب الوحش الإيراني، وتنفيذ كل القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وفي مقدمها القراران 1559 و1701، والسبل العملية لإخراج الوطن الرهينة من جوف تنين “حزب الله” والنظام السوري المجرم.
نسأل: كيف يمكن أن نحترمكم ونثق بكم وانتم من خلال نوابكم تجولون على المسؤولين الأميركيين في واشنطن من دون خجل أو وجل وبوقاحة لتدافعوا عن “حزب الله” مالياً وتحموه من العقوبات؟
لا وألف لا، لا نريد المزيد من البيانات والتصريحات والمقابلات والكلام والخطابات والعنتريات المفرغة من أي معنى والبعيدة بعد السماء عن الأرض عن كل جدية ومصداقية وفاعلية.
لم تعد خطاباتكم تحمل أي معنى، ولا عاد كلامكم الإنشائي المنمق يغني عن فقر الحريات، ولا عن انعدام الأمن الفالت والسائب، ولا عن مصادرة الديمقراطية وتفشي ثقافتي شرعة الغاب والبلطجة، ولا عن خطيئة تسليمكم لبنان وحكمه بالكامل بغباء منقطع النظير لحزب الغزوات والسلاح.
ما نريده منكم يا جماعات أحزاب “14 آذار” الأفعال وليس ردات الأفعال الآنية والعابرة كما هي حالكم المعيب منذ العام 2005 .
لقد أضعتم بنتيجة ترددكم وخوفكم وأولية مصالحكم الذاتية وتبعيتكم عشرات الفرص الذهبية، المحلية والإقليمية والدولية، التي كانت أكثر من سانحة لكم لتسلم مفاصل الدولة والقضاء على عصابات “حزب الله” وكف يد الإحتلالين السوري والإيراني، والبدء في بناء دولة القانون والعدل والحريات والاستقلال.
نعم نؤيد أهداف وقيم ومبادئ وتضحيات ثورة الأرز الوطنية والاجتماعية والأخلاقية والحقوقية لأنها بالأساس هي أهداف مقاومتنا اللبنانية منذ العام 1975 لتحرير لبنان من كل الغرباء والميليشيات، واسترداد سيادته من مغتصبيها، واستعادة استقلاله المصادر، وعودة مفاهيم وعقلية وثقافة القانون، واحترام شرعة حقوق الإنسان، ورفع رايات لبنان أولاً وأخيراً والعمل من خلالها بصدق وتفان. إلا أنكم للأسف تخليتم عن كل ما هو ثورة أرز وأمسيتم مجرد أدوات يحركها “حزب الله” ويتحكم بها، وما الغضب السعودي والخليجي الأخير إلا نتيجة لهذا التخاذل والتشاطر والتذاكي واللعب على الحبال.
نعم نحن مع شعب ثورة الأرز والمناضلين السياديين في”14 آذار” ولكن لسنا معكم لأنكم عملياً خرجتم من ثورة الأرز ومن “14 آذار”.
الأحرار والسياديون من أبناء الشعب المقهور والمظلوم هم ضدكم كما أنهم ضد مرتزقة وأوباش سورية وإيران وربع تجار المقاومة الكاذبة ورافعي شعارات التحرير والممانعة الهرطقية والاحتيالية.
في الخلاصة، دعونا نرى أعمالكم، وبربكم ارحمونا من كثرة خطاباتكم المعلقات، فقد كفرنا بها وبكم، وكفى كلام لمجرد الكلام، لأن استمرار لبنان الساحة ووجود “حزب الله” حتى الآن بسلاحه وإرهابه ودويلته هو ناتج عن تعاسة وبؤس البدائل وغياب الجرأة، ومن له أذنان سامعتان فليسمع.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
*عنوان الكاتب الالكتروني
Phoenicia@hotmail.com

رابط مقالتنا هذه المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية
http://al-seyassah.com/%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8-14-%D8%A2%D8%B0%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%B3%D9%84%D9%85%D8%A9-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D9%85%D8%AB%D9%84-%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D9%87%D8%A7/

في أسفل فهرس صفحات الياس بجاني على موقعي المنسقية الجديد والقديم
فهرس مقالات وبيانات ومقابلات وتحاليل/نص/صوت/ بقلم الياس بجاني بالعربية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية

صفحة الياس بجاني الخاصة بالمقالات والتعليقات
مقالات الياس بجاني العربية لسنة 2014-2015

مقالات الياس بجاني العربية من سنة 2006 حتى2013
مقالات الياس بجاني العربية من سنة 1989 حتى2005
الياس بجاني/ملاحظات وخواطر سياسية وإيمانية باللغة العربية لسنة2014
الياس بجاني/ملاحظات وخواطر قصير ةسياسية وإيمانية باللغة العربية بدءاً من سنة 2011 وحتى 2013

صفحة تعليقات الياس بجاني الإيمانية/بالصوت وبالنص/عربي وانكليزي
مقالات الياس بجاني باللغة الإنكليزية من 2006حتى2015

مقالات الياس بجاني باللغة الإنكليزية من 1998حتى2005
مقالات الياس بجاني باللغة الفرنسية
مقالات الياس بجاني باللغة الإسبانية
مقالات الياس بجاني حول تناقضات العماد عون بعد دخوله قفص حزب الله مع عدد مهم من مقلات عون
مقالات للعماد ميشال عون من ترجمة الياس بجاني للإنكليزية
مقابلات أجراها الياس بجاني مع قيادات وسياسيين باللغتين العربية والإنكليزية

صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية
بالصوت/صفحة وجدانيات ايمانية وانجيلية/من اعداد وإلقاء الياس بجاني/باللغة اللبنانية المحكية والفصحى
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لأول ستة أشهر من سنة 2014
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لثاني ستة أشهر من سنة 2013
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لأول ستة أشهر من سنة 2013
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لسنة 2012
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لسنة 2011
صفحةالياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية من 2003 حتى 2010

بالصوت حلقات “سامحونا” التي قدمها الياس بجاني سنة 2003 عبر اذاعة التيارالوطني الحر من فرنسا

Elias Bejjani’s English, French, Spanish Index On This Site
Elias Bejjan’s English Articles for 2006/2007/2008/2010 /2011,2012,2013, 2014, 2015
Elias Bejjani’s Short English Notes as from 2009

Elias Bejjani’s English Articles from 1988 to 2005
Elias Bejjani’s English/Arabic FAITH Editorials, Statements, Studies & Contemplations

Elias Bejjani’s French Version of some of his Editorials
Elias Bejjani’s Spanish Version of some of his Editorials

Elias Bejjani’s English FAITH editorials
English Editorial By: General Michel Aoun/Translated to English by: Elias Bejjani
ُElias Bejjani’s English notes Click Here