محمد عبد الحميد بيضون: عالم متعدد الأقطاب/محمد عبد الحميد بيضون: جعجع نَحَر نفسه سياسياً

324

محمد عبد الحميد بيضون: جعجع نَحَر نفسه سياسياً

اذاعة الشرق/09 شباط/16

أوضح الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون أننا نفتخر بالمارونية كونها تيار ومسار كان سابقا للمنطقة بمئتي سنة، لكن هذا التيار الذي أدخل الى المنطقة كل أفكار التنوير ومفاهيم القومية الحديثة، أصبح فجأة غارقا في المحاصصة وبالمواضيع الصغيرة، والسبب الحقيقي لهذا التراجع هو أن السياسيين الموارنة باتوا يفكرون بالحصص وبالقضايا الشخصية أكثر مما يفكرون بالدور. وقال بيضون، في حديث الى إذاعة “الشرق”: “غالبا يوقّع الموارنة عقد إذعان مع سلاح حزب الله، ومضمونه أن يسكت المسيحيون عموما عن سلاح “حزب الله” غير الشرعي مقابل أن لا يوجّه اليهم هذا السلاح، وهذا شكل من أشكال الاستبداد”. وشدد على أن “العقلية الميليشياوية الموجودة دمرت البلد ككل وليس فقط الموارنة، والمسؤول اليوم عن تدمير البلد كما هو المسؤول عن تدمير سوريا وكل المنطقة هي الميليشيات الممولة في عددها الاكبر من إيران، المليشيات هي التي تدمر المنطقة”، مشيرا الى أن “العقلية الميليشياوية أخطر من السلاح الميليشياوي”. الى ذلك، اعتبر بيضون أن الطرفين السياسيين الذين عقدا اتفاقاً فيما بينهما، أي عون وجعجع، يهمّهما أن يقوما بنوع من تعمية على الموضوع السياسي، لا يريدان فتح الملف السيادي لأن هذا الملف يضعهما بمواجهة مع “حزب الله”، إذ أن الاخير معطّل الدستور وخارق الحدود بالاتجاهين وخارق الامن، لذا هما يسعّران المناخ المذهبي الطائفي والمحاصصة”. وردا على سؤال، أجاب بيضون: “أرى مشهدية معراب كالطقوس الدينية القديمة، اذ اجتمعت مجموعة لتقدم اضاحي، واعتقد أن جعجع نحر نفسه سياسياً بما قام به، انتحر سياسياً لانه انتقل من الموقع السيادي الى موقع عون، وهو موقع تشريع سلاح حزب الله. ومن يحتمي بالمواقع الطائفية هم بالفعل مجرمي حرب، لان عملهم تحريض طائفة على أخرى، والمعارك ذات الطابع المذهبي على الحقوق هي معارك وهمية لأنه لا يوجد ما يسمى حقوق للطوائف بل توجد حقوق للافراد”. ومضى قائلا: “اعتقد أن الرئيس سعد الحريري سيتحدث بخطابه في 14 شباط في البيال كيف سيتمكن من استرداد رئيس حزب “القوات” اللبنانية سمير جعجع الى الموقع السيادي، وهو لن يقطع العلاقة معه ولن يدعه في أحضان ميليشيا حزب الله وعون وكل هذه المجموعة”. في الختام، أكد بيضون أن “موضوع الرئاسة في لبنان هو بيد المرشد الايراني ولن يتركها قبل أن يطمئن الى مصير النظام السوري وبشار الاسد”.

عالم متعدد الأقطاب
عبد الحميد بيضون/فايسبوك/08 شباط/16

الجميع احتج على الاحادية القطبية اي اعتبار الولايات المتحدة هي القطب الوحيد صاحب الارجحية في القرارات السياسية والأمنية لحل المشكلات والتحديات الكبرى التي تواجه العالم ولاحقت تهمة التفرد في اتخاذ القرارات البيت الأبيض الى درجة جعلت اوباما ينسحب بسياسته الخارجية من كل أنحاء العالم ومن كل مشاكل العالم مما حفّز بوتين وخامنئي وميم كونغ اون على استعراض عضلاتهم الضامنة أصلاً مستفيدين من تردد وتقوقع اوباما وادارته٠

المهم أصبحنا اليوم كما يحلو لهؤلاء القول في عالم متعدد الأقطاب فيه مشاركة حقيقية فما هو هذا العالم:

الولايات المتحدة يحكمها هواة بدءاً من اوباما مروراً بكيري وصولاً الى متعصبي حزب الشاي٠

روسيا تحكمها “المافيا البوتينية” والفساد غير المسبوق.

الصين تحكمها فوائض العملات الصعبة التي تبحث عن استثمارات خارجية.

أوروبا تحكمها الديون والمخاوف والبطالة والعنصرية٠

الهند يحكمها هاجس النمو الاقتصادي رداً على الفقر المدقع.

البرازيل يحكمها توسع الفساد٠

اما ايران فتحكمها ميليشيات الحرس الثوري والباسيج وتحكمها القومية المريضة وطبعاً الفساد٠

يبقى العالم العربي وهو محكوم بالاستبداد وانعدام الكرامة وغياب المواطنية والميليشيات المذهبية والاجهزة الأمنية التي توازي الميليشيات في وحشيتها وارهابها ومحكوم أيضاً بالجهل وإقفال باب الاجتهاد حتى صار الدين مدرسة للكراهية والاحقاد على البشر جميعاً وعودة الى البربرية٠

من يقبل بهذه التعددية القطبية؟