جنوبية: حسن نصرالله خيّب الآمال بخطاب باهت عن القنطار/منير الربيع: حزب الله قلق: العقوبات عدوان مالي على كل لبنان

399

حزب الله” قلق: العقوبات عدوان مالي على كل لبنان!
منير الربيع/المدن/ الثلاثاء 22/12/2015
إلى جانب تطرق الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله إلى مسألة اغتيال سمير القنطار، إلا أن جزءاً لا بأس به من كلمته تناول قضية العقوبات المفروضة على الحزب وعلى الشركات والأشخاص المقربين منه.
لا شك أن هذا النوع من العقوبات يعني فرض حصار مالي، لكن نصرالله اعتبر أن الحزب ليس لديه حسابات في المصارف وليس لديه شركات أو استثمارات وبالتالي هذه العقوبات لا تطاله بشكل مباشر بل تطال كل اللبنانيين، في المقابل هناك من يعتبر أنه على الرغم من أن لا حسابات مباشرة للحزب في المصارف، إلا أنه يحرك أمواله عبر أشخاص وشركات مقربة منه وبالتالي سيتضرر الحزب بشكل أو بآخر.  وتستند المصادر في كلامها بالقول إن نصرالله أشار بوضوح إلى إمتعاض الحزب من موضوع العقوبات، إذ طالب المصارف اللبنانية بعدم الإستجابة لقرار العقوبات الدولية والأشخاص. وتعتبر مصادر متابعة أن هذا الكلام يدل على حجم الأزمة التي تتسبب بها هذه العقوبات، لا سيما مع معلومات تفيد بأن العديد من رجال الأعمال المقربين من الحزب بدأوا يستصرخونه لمساعدتهم من أجل فك هذا الحصار عن أعمالهم، وهذا ما سينعكس سلباً على الحزب خصوصاً أن هناك معلومات تشير إلى أن هذا سينذر بضائقة مالية قد يمرّ فيها الحزب.  ويؤكد الوزير محمد فنيش لـ”المدن” أن هذه العقوبات هي جزء من الحملة ضد المقاومة التي تشنها الولايات المتحدة، معتبراً أن واشنطن وفي سياق دعم العدو الإسرائيلي، تلجأ “الى الضغط علينا عبر طرق عديدة، إن عبر التضييق المالي أو تشويه السمعة في الإعلام، على الرغم من أن الحزب ليس لديه شركات ولا استثمارات، إنما هذه العقوبات تستهدف بعض اللبنانيين وشركاتهم، وهذا ما نعتبره تجنّياً عليهم بذريعة أنهم قريبون من حزب الله”. ويضيف فنيش، أن كل هذا يأتي في سياق الإبتزاز، واضعاً الكرة في ملعب الدولة اللبنانية التي يتوجب عليها “إتخاذ الإجراءات التي تمنع هذا العدوان الذي يطال اللبنانيين، ونحن نطالب الحكومة بحماية اللبنانيين ومصالحهم”.  وعن مدى تأثير هذه العقوبات، يشير فنيش إلى أنها لا تطال الحزب بشكل مباشر، بل هي تطال لبنان ككل، خصوصاً أنها تأتي عبر المصارف، قائلاً: “لا يمكن أن نعرف إذا كانت المصارف ستبقى عرضة لهذا الإبتزاز، خصوصاً أن لبنان يعتمد على قسم كبير من تحويلات الأموال الخارجية، وبفعل هذه الضغوط والتي ترقى إلى مستوى العدوان الأميركي سيتم التضييق على هذه التحويلات وبالتالي التأثير سلباً على لبنان”.  وتشير مصادر “المدن” إلى أن الحزب يتخوف من قدوم سلسلة من العقوبات المالية وغير المالية قد تأتي مستقبلاً، وتشكل هذه العقوبات المالية مقدمة للعقوبات الاخرى، التي قد تصل إلى حدود منع السفر مثلاً، أو اللجوء إلى أسلوب تخويف المقربين من الحزب، بمعنى فرض عقوبات على أي قريب لأحد المنتمين إلى حزب الله وهذا من شأنه إرباك الجمهور المؤيد للحزب. وتلفت المصادر إلى أنه لو لم تكن هذه العقوبات مزعجة ومؤثرة لم يكن نصر الله ليتناولها ولا ليحذر منها. وعلى الرغم من ذلك تؤكد المصادر أن الحزب لا يتأذى بشكل مباشر بهذه العقوبات لأن لديه موازنة ثابتة تصل إلى يده مباشرة من إيران وهي لا تمر على أي مصرف إنما يتأذى بشكل غير مباشر عبر الأشخاص والشركات القريبة منه.  وتؤكد مصادر “المدن” أن هذه العقوبات تؤثر عميقاً، لافتاً إلى ان هناك بحثاً عن إجراءات لتلافي هذه العقوبات، إلا أن الحكومة والمعنيين أبلغوا الحزب بأنه ليس لديها إمكانية لمواجهة هذه القرارات، وأن القطاع المصرفي اللبناني مضطر للسير بهذه الإجراءات، خصوصاً أن لبنان دولة تتعامل بالدولار وبالتالي لا يمكن الخروج عن القرارات المالية الأميركية.

نصرالله خيّب الآمال بخطاب باهت عن «القنطار»
خاصّ جنوبية/22 ديسمبر، 2015
هذا الردّ الغير حماسي على جريمة اغتيال سمير القنطار كان متوقعا من قبل السيّد نصرالله ، فالأمر يحتاج الى تريث ودرس وتدقيق والارجح ان نصرالله أجّل اعلان الموقف الناري، لأن ثمة شريكا منافسا له اليوم في سوريا، هو روسيا.
الخطاب الموعود للسيد حسن نصرالله والذي توقع كثيرون بأنه سيكون صاخبا، جاء هادئا، وعبّر عن أحد أمرين، اما ان الحزب مُربك ولا يعرف كيف يرد، واما أنه ينتظر مؤشرات معينة قد تصدر من إيران، لتحديد خطواته المقبلة.السمة الغالبة للخطاب هي الإرباك، وقد ترجم منذ البدء بأخطاء لغوية لافتة ليست من عادات نصرالله، وقد استهل هذا الخطاب بالتهاني بالأعياد لتطرية الاجواء وطمأنة اللبنانيين الخائفين من الحرب. ما دلّ على انه لن يتحدث جديا عن موضوع سمير القنطار، ثم انتقل فورا للتعزية بشهداء نيجيريا الشيعة، باعتبار ان الحركة الاسلامية هناك تنتمي الى المرجعية نفسها التي لحزب الله أي إيران.
في موضوع القنطار وعد بخطاب قريب، ولكنه جزم ان اسرائيل هي التي اغتالته بغارة جوية، ولكن لم يجزم اذا كانت الطائرات دخلت الأجواء السورية لانه لا يريد ان يتحدث عن موقف روسيا ومسؤوليتها عن تغطية العملية الاسرائيلية. وهنا بالضبط يظهر ان نصرالله ينتظر الموقف الإيراني الذي سيتبلغه عبر القنوات السورية لاحقا. اما نفيه لكون المعارضة السورية مسؤولة عن الإغتيال فهذا طبيعي، ولو كانت هي الفاعلة، لان اغتيال القنطار من قبل اسرائيل أقل إحراجا له. اعتبر ان القنطار كان في قلب التهديد منذ يوم تحريره، وكان على لائحة الإغتيال حتى قبل الذهاب الى الجولان. وذلك لسحب الذرائع التي تنتقد تورط حزب الله في سوريا وارساله مقاوميّ اسرائيل للموت هناك. استفاض نصرالله كلمات انشائية عن القنطار وفلسطين، مثل قوله: خرجت من فلسطين لأعود اليها، ثم حديث عموميات عن استمرار المقاومة عبر الأجيال رغم سقوط الشهداء والقادة. وتحدّث عن جيل الملحمة في فلسطين واستفاض في الموضوع لتعبئة الوقت، لان الناس كانوا ينتظرون خطابا طويلا وحربيّا. وصولا الى بيت القصيد جاء اعلان الموقف باهتا اذ كرّر نصرالله “المعادلة” التي أطلقها عند اغتيال عناصر الحزب في القنيطرة السورية مطلع العام، وشدّد على أنه “عندما تعتدي اسرائيل أينما كان وكيفما كان وفي أي وقت كان من حق المقاومة أن تردّ أينما كان وكيفما كان وفي أي مكان”، مشيراً إلى أن “أي كادر من كوادر حزب الله يقتل سنحمّل المسؤولية لاسرائيل وسنعتبر أنه من حقنا ان نرد في أي مكان أو زمان وبالطريقة المناسبة”، مؤكداً أن الشهيد سمير القنطار واحد منّا وقد قتله الإسرائيلي يقينا ومن حقنا أن نرد على اغتياله في المكان والزمان وبالطريقة المناسبة”.
هذا الرد كان متوقعا، فالأمر يحتاج الى تريث ودرس وتدقيق لان الوضع حسّاس في سوريا والمنطقة. والارجح ان نصرالله يؤجل اعلان الموقف الناري، لأن ثمة شريك منافس اليوم في سوريا، هو روسيا، ولا يمكن ان يكون الرد في هذه الدولة، لانه قد يمسّ بالتفاهم الروسي الاسرائيلي حول سوريا. ولا بد ان يتخذ القرار على أعلى مستوى في إيران. وانتقل نصرالله الى موضوع العقوبات، فأكد ان العقوبات الأميركية على حزبه قائمة منذ 1955، وقال: “نحن على لائحة الإرهاب الأميركية منذ التسعينيات. اما الجديد الذي ازعج حزب الله فهو اعتباره منظمة إجرامية، مجالاتها المخدرات وتببيض الأموال والإتجار بالبشر. واعتبر ان هذه الاتهامات ظالمة وكاذبة والهدف تشويه صورة حزب الله امام شعوب العالم، ولعله تجنّب الخوض في التفاصيل ولكنه لم يقنع أحدا بحقيقة ان الأميركيين الذين يعتبرونه إرهابيا منذ عشرين عاما لم يفرضوا سابقا هكذا عقوبات، لماذا؟ وهل هناك تطور في نشاط حزب الله الماليّ دفع الاميركيين الى هذا الخيار؟
وربط نصرالله الموضوع بما جرى مع وكالة الطاقة الذرية وإيران التي تبيّنت براءتها من السعي للحصول على السلاح النووي، وهذا هو نوع من الإستقواء بمرجعيته الأساسية.