منير الربيع: الإستهداف الإسرائيلي لحزب الله: رسائل روسية لإيران/طارق السيد: عن تفجيري بئر العبد واللقاء بين نصرالله والخامنئي

345

عن تفجيري بئر العبد.. واللقاء بين نصرالله والخامنئي
طارق السيد/موقع 14 آذار/15 /07 كانون الاول 2015
يوم وقوع تفجيري برج البراجنة خرجت بعض الألسن لتندد بالإعتداء الإرهابي بحق الأبرياء والمدنيين العزل، في وقت كان فيه امن “حزب الله” يجمع خيوط التفجير المترابطة بسلسلة تفجيرات اخرى كانت ستقع في اكثر من منطقة والمرتبطة بشبكات ارهابية كان الحزب يتوقع حدوثها لكنه لم يُفلح في منعها.
قبل التفجيران باسبوعين وصلت معلومات خارجية مؤكدة الى أمن حزب الله عن طريق شخصية غربية، تقول بأن مجموعة من الارهابيين من تنظيم داعش ينوون ارتكاب مجازر تفجيرية داخل مناطق معروفة الانتماء السياسي والمذهب، وقد حددت الجهة يومها في لقاء مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الضاحية الجنوبية كهدف اساسي ينوي الارهابيين افتعال احدى مجازرهم وكان من المتوقع ارتكاب مجزرة اخرى في احدى قرى البقاع الشمالي الامر الذي دفع قيادة الحزب وتحديدا جهاز الأمن فيه إلى أخذ كل الاحتياطات اللازمة لمنع وقوع التفجيرات وتعطيلها بشكل أساسي والقاء القبض على أفراد من المجموعة في حال سمحت الظروف. المعلومات تؤكد أن أحد أقارب قيادي امني في الحزب معروف بـ”أبو علي الجنوب”، هو من سهل عملية استئجار الشقة عند أطراف مخيم برج البراجنة بالتعاون والتنسيق مع قيادي في الجبهة الشعبية القيادة العامة التي يرأسها احمد جبريل يدعى “ابو بلال” وهو يخضع الأن الى تحقيقات على يد جهاز أمن الحزب، وسبق لهذا الشخص أن اتهم من قبل الحزب ببيع اسلحة ثقيلة لفصائل سورية معارضة من بينها صواريخ متطورة من موقع الجبهة في بلدة قوسايا البقاعية ومن مستودعات اسلحة في كفر زبد، ويومها تم الافراج عنه بعد تدخل مباشر من ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري كونه يرتبط الى مجموعة متخصصة بعمليات اغتيال في لبنان تتلقى الاوامر منه بشكل مباشر. وحده حسن نصرالله كان غائبا يوم الانفجار في برج البراجنة عن الصورة في قيادة حزب الله نظرا لوجوده في زيارة سرية الى طهران التقى خلالها بالمرشد الخامنئي، وهو تلقى الخبر عبر أحد نوابه في البرلمان حيث وضعه في أجواء ما حصل بشكل مفصل، وقد أعطى نصرالله أوامره بالتحرك في كل الاتجاهات واخضاع كل من تثبت ادانته الى التحقيق حتى ولو كان المتهمون من اقاربه، ولذلك تغيّب عن الإدلاء بأي تصريح خلال الأيام التي أعقبت التفجيرين إلى حين عودته من طهران فكان أن أوضح الملابسات خلال إطلالة تلفزيونية له أفرد خلالها جملة من الإتهامات بحق دول عربية من دون التطرق إلى الكشف عن عملاء في صفوف حزبه. في المقابل فقد توقفت جهات دولية ومحلية حول سبب زيارة نصرالله السرية الى طهران، فحين اكدت مصادر ان الخامنئي وضع نصرالله في ضوء التطورات الاخيرة في المنطقة وعن نية الروس التفرد بالقرار السوري وإنشاء مناطق خالصة لهم وهو ما يتبين من خلال غياب التنسيق الميداني الذي أدى في جزء منه الى مقتل أكثر من خمسة ضباط كبار من الحرس الثوري الايراني في ريف إدلب وإصابة بعض أخر يُحكى أن بينهم قاسم سليماني إضافة إلى تركيز الطيران الروسي قصفه في مناطق محددة مثل ريف اللاذقية اي الساحل. ودعاه الى الصمود في وجه الارهاب والحفاظ قدر الإمكان على المكتسبات داخل الأراضي السورية خصوصا وأن مرحلة وجود الأسد بجسب ما صرّح الخامنئي، قد شارفت على الإنتهاء ولذلك “علينا” أن نستغل عامل الوقت لتحسين شروطنا” في أي عملية تفاوض مقبلة.
وكان سرّب أحد نواب الحزب في البرلمان والمعروفين بقربهم من نصرالله أن وقائع اللقاء بين “القائد” و”السيد” السياسية، لم تكن كما يتمنى الطرفان بل تخلله سرد وقائع يمكن أن تؤدي لاحقاً الى زعزعة الحلف الممانع واحتمال تعرضه للطعن خصوصا وان صفقة بدأت ملامحها تلوح في الافق وهي عبارة عن بدء العد العكسي لوجود بشار الاسد مع طمأنة دولية للايراني بالابقاء على “عدة شغل” النظام اي الطاقم “البعثي” لكي لا تنفلت الأمور لاحقا على غرار ما حدث في العراق بعد القضاء على صدام حسين ونظامه، وقد اوحى الخامنئي لضيفه ان الاسد لن يُكمل السنة في حكمه.

الإستهداف الإسرائيلي لحزب الله: رسائل روسية لإيران؟
منير الربيع/المدن/الإثنين 07/12/2015
لا تزال عمليات خلط الأوراق الإقليمية مستمرة. دخلت روسيا في الحرب السورية وفقاً لمبدأ أساسي فتشعّب التدخل ولامس أكثر من طرف، كان على أجندة عاصفة السوخوي محاربة الإرهاب، والحفاظ على النظام السوري، نسّقت العاصفة الروسية العسكرية مع واشنطن، ومع كل القوى المؤثرة في الساحة السورية والإقليم. أبرزت موسكو حرصها على طمأنة تل أبيب بعيد التدخل، فكانت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الروسية، شكّلت في ما بعد غرفة عمليات مشتركة في سورية، فأضيف بند جديد على جدول أعمال التدخل الروسي وهو حماية إسرائيل وضمان أمنها.
اللافت، بعد الدخول الروسي وتعزيز التنسيق مع العدو الإسرائيلي، هو تصاعد الضربات الإسرائيلية لمواقع الجيش السوري ولحزب الله، حيث تم قصف العديد من القواعد والمراكز والقوافل التي تحمل صواريخ متطورة إدعت اسرائيل أنها ستنقل إلى حزب الله في لبنان. واللافت أكثر أن ثمة تزامناً بين الضربات الإسرائيلية للحزب، وبعض الضربات الروسية الخاطئة، بالإضافة إلى ارتفاع عدد قتلى الحرس الثوري الإيراني في سوريا في مرحلة ما بعد التدخل الروسي. وفق ما تشير مصادر مطّلعة لـ”المدن” فمنذ بداية الصراع السوري، وضع الإسرائيلي قواعد عسكرية معروفة، تتضمن ثلاثة خطوط حمراء. الأول منع وصول أسلحة غير تقليدية لحزب الله، والثاني منع حصول تغيّر استراتيجي في سوريا يخدم حزب الله، بمعنى منع سيطرة حزب الله على الجنوب السوري وفي أماكن معينة، ولا تزال قضية الغارة الإسرائيلية على موكب لحزب الله في القنيطرة ماثلة في الأذهان إلى اليوم، أما الثالثة فهي عدم تحويل سوريا لمركز إنطلاق للمقاومة ضد أهداف إسرائيلية. والملاحظ انه فور بروز أي شيء من هذا القبيل يتحرك الإسرائيلي في إطار التصدي، بمعنى أن قصفه يطاول مواقع فيها صواريخ متطورة لحزب الله، وأيضاً أي تحرك بشري لعناصر من حزب الله في مناطق قريبة يجري استهدافهم.
وتضيف المصادر أنه “بعيد التدخل الروسي، تعهد الروس بطمأنة إسرائيل بأن هذا التدخل لن يؤدي إلى متغيرات تمسّ بالأمن القومي الإسرائيلي، مقابل سكوت إسرائيل عن الهجمات العسكرية التي تشنّها المقاتلات الروسية بالقرب من الحدود الإسرائيلية. وبالتالي فإن توجيه الإسرائيلي ضربات ضد الحزب يوضع في سياق الحفاظ على هذه الخطوط الحمراء. الضربة الأخيرة التي وجهها سلاح الجَوّ الإسرائيليّ كانت لإحدى القواعد العسكرية العائدة للفرقة “155” التابعة للجيش السوريّ في منطقة القطيفة شمال دمشق، وفقَ ما أفادت القناة الثانية الإسرائيليّة، وذلكَ بعدَ خروج أربع شاحنات من هذه القاعدة كانت محمّلةً بصواريخ بالستيّة، ورُجّح حينها أن الصواريخ سيتسلمها حزب الله.
وعليه، يصحّ تفسير الوضع بأنه يأتي في سياق الحفاظ على قواعد العمل بين الروس والإسرائيليين، تماماً كما تجري المحافظة على قواعد العمل بين الروس والأميركيين في الشمال السوري والتي خرقتها تركيا بإسقاط المقاتلة الروسية. أمام هذا الواقع، يقع حزب الله بين نارين، الأولى هي الضربات الإسرائيلية، والثانية هو التحالف الواقعي مع روسيا والإتفاق معها على مصلحة إستراتيجية معينة تتلخص في محاربة الإرهاب والحفاظ على النظام السوري، ولذلك لا يمكن للحزب اتخاذ إجراءات ضد روسيا أو إعتراضية على العلاقة المتينة بين الروس والإسرائيليين، لا سيما مع تأكيد ناتنياهو المستمرّ بأنه مقتنع أكثر من أيّ وقتٍ مضى بأهمية لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأهمّية التنسيق مع روسيا في شأن ما يحصل في سوريا، لأنّ إسرائيل تعمل في الأجواء السورية من حين إلى آخر ضماناً لعدم وصول أسلحة مُتطوّرة إلى لبنان عن طريق سوريا”.
وفي السياق تلفت المصادر إلى ان التنسيق الإسرائيلي الروسي سيستمرّ بشكل أكبر، خصوصاً مع زيارة أخرى مرتقبة لنتنياهو إلى موسكو للقاء بوتين، أو ربما حصول اللقاء في مكان آخر. بالنسبة إلى الحزب اليوم فإن الجبهة الأساسية لديه هي محاربة الإرهاب، وبالتالي فهو لا يريد تغيير قواعد الإشتباك هذه، والتعكير على هذه الجبهة الأساسية لأن أولويات المعركة السياسية والميدانية هي لمواجهة الإرهاب، خصوصاً مع تكتل دولي كبير لتعزيز هذه المواجهة، وعليه فهو لا يريد الدخول في حرب مع إسرائيل. وتذهب المصادر أبعد من ذلك إذ تشير إلى أن هذا المبدأ قائم على الإستراتيجية الإيرانية، بمنع فتح أي جبهة مع اسرائيل خصوصاً بعد توقيع الإتفاق النووي، هذا الإتفاق الذي قبلت به إسرائيل على مضض مقابل منع وصول أي سلاح لحزب الله. وربطاً بهذه التحركات الإسرائيلية المنسّقة مع روسيا، تشير مصادر “المدن” إلى انه لا يمكن تجاهل وجود بعض التنافس ما بين الروسي والإيراني في سوريا، خصوصاً أن روسيا أصبحت اللاعب الأول والمقرر الأساسي في الميدان السوري، وهي تعتبر أنه لا يمكن فصل الضربات الإسرائيلية بغطاء روسي عن توجيه رسالة من موسكو إلى طهران عبر إسرائيل، بأن روسيا هي المتحكمة بلوحة المفاتيح السورية.