سوسن مهنا: المستقبل يكثّف مساعيه لمصالحة شارعه مع التسوية/عون: من كلف الحريري السني اختيار رئيس الجمهورية الماروني/فرنجية لن يكون رئيسا وهذا هو بديله

338

المستقبل” يكثّف مساعيه لمصالحة شارعه مع التسوية!
سوسن مهنا/المدن/الجمعة 27/11/2015
لا يخرج تيار المستقبل من أزمة إلا ويدخل في أخرى، واضح لدى المستقبليين عمق الأزمة لديهم، فلا رؤية موحدة، ولا سياسة ثابتة، ولا توجهات واضحة. الآراء متعددة ومتفاوتة داخل التيار، وما يزيد من عمق الأزمة غياب “الرأس”. فمن الأزمة المالية التي لا اجابة واضحة عن حلول قريبة لها، إنتقل المستقبل إلى أزمة سياسية ضربت على وتر حساس داخل التيار الأزرق. إثر لقاء الرئيس سعد الحريري مع النائب سليمان فرنجية، سارعت شياطين التفاصيل إلى البروز داخل البيت الواحد وفي صفوف الحلفاء. لكن في السياسة وبالنسبة للسياسيين فإن كل شيء ممكن، أما بالنسبة إلى الشارع فالمسألة مختلفة. هذا الشارع الذي يعتبر التيار الممثل له على الساحة اللبنانية، طعنه وخذله مرات عديدة، عاد يتلمس الشيء نفسه، لكن بمرارة أكثر هذه المرة، بطريقة وكأن المرء يبلع الموس بنفسه. لم يستسغ شارع المستقبل ما جرى، سارع إلى تخوين الحريري واتهامه بالتفريط بدم والده، فيما تعتبر المصادر المستقبلية لـ”المدن” أن التسوية بحال نجحت فهي لصالح البلد ككل، وليس لصالح شخص أو طرف كما يصوّر، ويقول النائب أحمد فتفت لـ”المدن” إنه “إذا كانت ظروف التسوية تقضي بمجيء مرشح توافقي، فلا يوجد عندنا مانع”، وإذا استطاع  فرنجية أن يكون جامعاً وضامناً للصف المسيحي فنحن مع هذا الترشيح”.
وعن الموقف السياسي للنائب فرنجية وولائه للنظام السوري، يؤكد فتفت أن هذا “سوف يتَفق عليه من جملة تفاصيل في أصول التسوية”. ويضيف أن اجتماع فرنجية الأخير مع الرابطة المارونية والمواقف التي صدرت بعد الاجتماع تظهر أن مواقف فرنجية بدأت بالتبدل”. يذكر أن فرنجية كان قد أعلن خلال استقباله لأعضاء الرابطة المارونية أخذ موضوع المصالحة بموضوعية، لأن نقطة الزيت قادرة على إشعال حريق كبير في هذا الموضوع، “فالساحة المسيحية شبعت دما وسنتصالح في يوم ما، ولكن لا أستطيع ان احدد متى، كما اني لا استطيع ان احدد الشكل، ولا الرابطة قادرة على ذلك ولا خصمنا حتى…  لكن المصالحة لم تنضج”. بالنسبة إلى فتفت فإن التيار يواجه أزمة كبيرة اليوم مع شارعه، وتقع على عاتق قيادييه ونوابه، مسألة شرح الموقف للشارع، وبأن هذه التسوية هي لإخراج البلد من الأزمات ولحماية المصلحة الوطنية. إلا أن ذلك يبدو صعباً، إذ أن أكثرية الشارع المستقبلي ترفض التسوية مع حليف قاتل الشعب السوري، ولا يعتبر الشارع أن هناك أي مبرر لذلك. في المقابل يعتبر النائب السابق مصطفى علوش لـ”المدن” أن لبنان ليس جزيرة معزولة، وهو مرتبط بالتطورات الإقليمية، وبالتالي فلا بد من التناغم معها، لافتاً إلى أنه لا ضير من السير مع تسوية تأتي بفرنجية في لبنان وتؤدي إلى رحيل الأسد في سوريا، خصوصاً أن فرنجية في مرحلة ما بعد الأسد سيكون ضعيفاً. ويعتبر علوش أن مواقف فرنجية السياسية لن تكون عائقاً أمامه في حال تمت التسوية، “والسياسة هي فن إدارة الممكن.”
الشارع الأكثر معارضة لما يجري أو يحكى عنه، هو الشارع الطرابلسي، وعليه يوضح علوش “أن البلد في أزمة إقتصادية ومعيشية خانقة وخاصىة بالنسبة لأبناء طرابلس الخاصرة الأضعف في لبنان، وما نريده هو تحسين ظروف الناس ومعيشتهم.” وعلى الرغم من ذلك، يعترف علوش، أنه على مستوى القيادات من الممكن تقبل التسوية ولكن في الشارع “المستقبلي” هناك من يرفضها رفضاً قاطعاً، كاشفاً أن هناك اجتماعات تحصل للوصول إلى توافق يرضي إلى حدٍ ما الكوادر “المستقبلية. داخل أروقة المستقبل الكثير من الكلام، فهناك من يرى أن الحريري مصرّ على «التسوية» التي يرى فيها منافع، تبدأ من عودته إلى رئاسة الحكومة، ولا تنتهي بخلق أزمة داخل فريق 8 آذار، بالإضافة إلى ربط التسوية بخروج المستقبل من أزماته المالية. هي أزمة واحدة بوجوه متعددة يعيشها المستقبل، تنطلق من الوضع الإقليمي، إلى التسوية وتأثيرها على شارعه وربطاً بمشاكله المادية، وفي مواجهة هذه العقبات كلها، يحاول التيار الإستمرار في المسير، ولذلك يوحي بأن اقتراب إنجاز التسوية سيكون مرتبطاً إنطلاقاً من حسابات سعودية وإقليمية، بحلّ أزمته المالية، والتي يترقب التيار حلها قبل رأس السنة، على هذه التكهنات والتمنيات “المالية والمعيشية” يحاول تيار رفيق الحريري الإتكال لتبرير الدخول في أي تسوية لا ترضي جمهوره ولا تنسجم مع توجهاته، وعليه تستند شخصية مستقبلية بارزة لـ”المدن” تعليقاً على هذه الأزمة بالقول:” شو جابرك على المرّ؟ اللي أمرّ منه.”

عون: من كلف الحريري السني اختيار رئيس الجمهورية الماروني ؟
لبنان الجديد/27 تشرين الثاني/15
سوف يعقد الرئيس سعد الحريري مؤتمرا صحافيا خلال أيام قد يكون في اي لحظة او مطلع الأسبوع القادم يعلن فيه ترشيح الوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وبعد اعلان تيار المستقبل تأييده للوزير سليمان فرنجية، سيصدر عن الوزير وليد جنبلاط تأييده لانتخاب الوزير سليمان فرنجية، كذلك سيصدر عن كتلة الرئيس نبيه بري تأييده لترشيح الوزير سليمان فرنجية. وسيصدر بيانات عن قوى في 8 اذار تؤيد ترشيح الوزير سليمان فرنجية باستثناء حزب الله الذي سيكون متحفظا على اصدار بيان يؤيد فيه ترشيح الوزير سليمان فرنجية نظرا لحساسية العلاقة ولدقتها بين حزب الله والعماد ميشال عون. لكن حزب الله سيحضر جلسة انتخاب رئيس الجمهورية ويؤمن النصاب وقد يصوّت اثناء الانتخاب للعماد ميشال عون لكن بوجوده في مجلس النواب سيؤمن النصاب هو والرئيس نبيه بري وحركة 8 اذار وكتلة المستقبل وكتلة الوزير وليد جنبلاط وكتلة الرئيس نبيه بري وبعض النواب المستقلين.
المهم ان الوزير سليمان فرنجية سيكون رئيسا للجمهورية خلال 15 يوماً، والسيناريو الذي تم طرحه هو ان يعلن الرئيس سعد الحريري ترشيحه للوزير سليمان فرنجية، واثر ذلك، تكرّ التأييدات لترشيح الوزير سليمان فرنجية من 14 اذار و 8 اذار باستثناء افراد لا يرغبون بذلك او أحزاب لا ترغب بذلك. فالقوات اللبنانية لا ترغب بوصول الوزير سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، والعماد ميشال عون يعتبر ان الفرصة اضاعها في الوصول لرئاسة الجمهورية، ولذلك لن تمر الانتخابات بسهولة بل بصعوبة، وسيكون هنالك تحفظ سنّي لدى الرئيس سعد الحريري من نواب سنّة ومجموعات سنية تؤيد الرئيس سعد الحريري، انما الرئيس سعد الحريري قادر على استيعاب ذلك اذ سبق وحصلت معه مشاكل في هذا المجال عندما تخلى عن المحكمة الدولية عندما زار الرئيس بشار الأسد وحصل تململ في الشارع السني واستطاع الرئيس سعد الحريري استيعابه، ثم انه مؤخرا عند مقتل الوزير محمد شطح قامت القيامة واعلنوا المقاومة السياسية في تيار المستقبل و 14 اذار، وبعد يومين ألّفوا حكومة مشتركة مع حزب الله والسنة الذين اعترضوا على الرئيس سعد الحريري عادوا وايدوه. واليوم يرى الرئيس سعد الحريري ان الاعتراض عليه بسبب ترشيحه للوزير سليمان فرنجية يمكن استيعابه وتجاوزه وليس هنالك من مشكلة.
على الضفة المسيحية، القوات اللبنانية تريد معرفة حقيقة ترشيح الوزير سليمان فرنجية، وهي أرسلت وفدا الى الوزير علي حسن الخليل ليسأل عن الموضوع لكنها لا تؤيد وصول الوزير سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية. اما العماد ميشال عون بطبيعة الحال لا يؤيد ترشيح الوزير سليمان فرنجية وذهاب الفرصة من يده بالنسبة الى الرئاسة، وان تحصل دوحة ثانية وتضيع الفرصة نهائيا من يده، لذلك سيكون متحفظا خلال ترشيح الوزير سليمان فرنجية وسيطرح أسئلة على الرئيس سعد الحريري لماذا تم وضع فيتو على العماد ميشال عون ولم يتم وضع فيتو على الوزير سليمان فرنجية طالما ان الوزير سليمان فرنجية والعماد ميشال عون هما من الخط ذاته لا بل ان الوزير سليمان فرنجية هو اقرب الى الرئيس بشار الأسد من العماد ميشال عون فلماذا اذا تم وضع فيتو على العماد ميشال عون ولم يتم وضع فيتو على الوزير سليمان فرنجية، وهل يحق للزعيم السني او لرئيس التكتل السني النيابي ان يقرر اختيار من يكون رئيس جمهورية لبنان الماروني ذلك ان قرار اختيار الرئيس سعد الحريري للوزير سليمان فرنجية هو اختيار التكتل السني للرئيس الماروني ولم تقرر أي شيء الطائفة المارونية سوى ان عندها مرشحين لانتخابات الرئاسة ويأتي الرئيس سعد الحريري مع جنبلاط وبري ويقررون من يكون رئيس الجمهورية، خاصة رئيس التكتل السني هو من قرر من يكون رئيس جمهورية لبنان. هذا التساؤل سيطرحه بقوة العماد ميشال عون، في مؤتمر صحافي لكنه لن يخوض معركة ضد ترشيح الوزير سليمان فرنجية، انما سيستعد للانتخابات وقد تكون الانتخابات بمشاركة القوات اللبنانية والعونيين سوية لكسب اكبر عدد من النواب المسيحيين في المجلس النيابي، والسيطرة على الحكومة من الجانب المسيحي بشكل تكون لهم الأغلبية المسيحية العظمى في الحكومة المقبلة. يمكن القول ان الامر تم حسمه والوزير سليمان فرنجية رئيس جمهورية خلال 15 يوما وكل شيء انتهى ويبقى الإعلان الذي سيعلنه الرئيس سعد الحريري ورد العماد ميشال عون عليه من كلفك يا سعد الحريري كرئيس تكتل سني ان تقرر اختيار رئيس ماروني لرئاسة الجمهورية.

 

فرنجية لن يكون رئيسا وهذا هو بديله
لبنان الجديد/27 تشرين الثاني/15
لا زال لبنان حتى الآن ضائع في حسم إسم لرئاسة الجمهورية رغم التسوية السياسية التي يتم البحث فيها بين فريقي الإنتماء (السعودي والإيراني) وفي حين أن المملكة العربية السعودية قد وضعت ختم المباركة على سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية إلا أن الأطراف المسيحية المتعارضة لم تظهر حتى الآن أي رأي او قرار يتعلق بهذا الأمر. فاقتراح إسم فرنجية  كرجل مناسب لرئاسة الجمهورية أمر جدي يقودنا إل عهد جده حميد قبلان فرنجية الذي طرح اسمه في بداية عام 1952 كرجل مناسب في المكان المناسب، إلا أن المفارقة تتمحور حول الإجماع الشعبي الذي حصده فرنجية الجد في حين ان الحفيد لا يحظى إلا بالتحفظ والترقب.
وكما لعبت السياسة في ذلك الوقت أدوارا إنقلابية ها هي اليوم تكرر دورتها التاريخية ضمن العائلة نفسها ففي حين يظن الجميع أن فرنجية هو الرئيس المخلص للبنان بموافقة الحريري وجنبلاط وسائر الأطراف السياسية فإن مفاجأة ما قد تحدث كما حدثت سابقا تتلخص برئيس يخالف التوقعات.
فكما نام اللبنانيون على خبر أنه سيتم انتخاب حميد فرنجية رئيسا للجمهورية واستيقظوا على رئاسة كميل شمعون، يبدو أن النتاريخ سيعيد نفسه عبر van-dammeلبنان والذي هو اليوم وليد جنبلاط وليس فؤاد شهاب وهذا إن كان يدل على شيء فهو يدل على أن الإجتماع الحريري-الجنبلاطي مخالفا لما حللته وسائل الإعلام.  وهنا يمكننا المقاربة أيضا بين حوار الحريري مع فرنجية مع حواره مع عون الذي استمر أكثر من عام دون أن يأتي به رئيسا لنستخلص أن الحريري ينفتح على كل الأطراف كي يرفع عنه أي تهمة بعرقلة الملف الرئاسي لكن في نهاية المطاف فإن زعيم المستقبل لن يقبل برئيس يعد من بقايا النظام السوري في لبنان ولعل الدعم السعودي هو خير دليل على ذلك فالسعودية لن تبارك لا الأسد ولا اتباعه وإنما تدعم دبلوماسية الحريري في تخفيف الإحتقان. وبين الماضي والحاضر فالمقاربة العائلية بين فرنجية الجد والحفيد إنعكاسها لن يكون في دار شمعون إنما في قصر عبيد الذي لم يطرح إسمه حتى الآن كمرشح جدي إلا أنه مطروح استخباراتيا من قبل مصادر ليلى عبد اللطيف التي تمسكت به كرئيسا للجمهورية مرارا وتكرارا في إطلالاتها الإعلامية.