ايلي الحاج: إسقاط مرشح جعجع دفعة على الحساب/عمـاد مـوسـى: فيصل أفندي سبب آخر للإرتياح

266

إسقاط مرشح جعجع “دفعة على الحساب“!
ايلي الحاج/النهار/16 تشرين الثاني 2015
سيقرأ رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بإمعان اليوم نتيجة التصويت في نقابة المحامين أمس. سيتوقف ملياً عند امتناع عدد كبير ممن يُفترض أنهم حلفاء في قوى 14 آذار، مستقلين غالبيتهم وحزبيين عن الاقتراع لمرشحه المحامي بيار حنا عن تصور وتصميم. سيتبلغ بطريقة أو بأخرى وعبر “المحبّين الكثر” أن سياسياً يشغل موقعاً بارزاً قال أمام زوّاره ليسمع “الحكيم” إن سقوط مرشحه لمنصب النقيب سيكون “أول دفعة على الحساب” من المستقلين الذين اتخذوا هذا القرار عقب مؤتمر صحافي لجعجع الأسبوع الماضي تحدث فيه عن أوزانهم وأحجامهم، معتبراً أن “القوات” و”التيار الوطني الحر” يمثلان غالبية ساحقة في البيئة المسيحية. عندما شن رئيس “القوات” هجومه الكلامي ذاك على النواب المسيحيين المستقلين أو المنضوين إلى كتل غير الكتل المسيحية الثلاث الكبرى، كان يريد التأثير في سياق حملة تجييش كبيرة لوّح بها لمنع هؤلاء النواب من المشاركة في جلسة التشريع الخميس الماضي، وإتاحة الفرصة أمام رئيس مجلس النواب نبيه بري للادعاء أنها جلسة ميثاقية رغم حجم المقاطعين الكبير مسيحياً، خصوصاً أن حزب الكتائب مقاطع أساساً للجلسات لسبب دستوري مبدئي. لامس كلامه مروحة واسعة من الأحزاب العاملة حالياً أو التاريخية ذات الحضور في النقابة رغم احتجابها السياسي، مثل الكتلويين والدستوريين، وشخصيات مستقلة قامت بأدوار سياسية مختلفة وذات تأثير في صندوق الإقتراع. جميعهم شعروا بأن جعجع قلّل قيمتهم عندما استند إلى ورقة “إعلان النيات” أبرمها مع الجنرال ميشال عون ليسألهم عند أول مناسبة كما يفعل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله: “إنتو مين؟”. لا يحب جعجع المستقلين خصوصاً عندما يخالفون توجهات سياسية قرّرها لأسباب عليا تخفى عليهم أحياناً. وعندما يعبّر عن موقفه حيالهم يعتبرون كلامه “إعلان نيّات” ضدهم. ليس طبيعياً أن يطلب جعجع في اليوم التالي لمؤتمره الصحافي إلى الممتعضين من كلامه تأييد مرشحه لنقابة المحامين. وهناك بالطبع دوافع أخرى لمن أعطوا النقيب الجديد أنطونيو الهاشم فارقاً كبيراً تجاوز الـ 700 صوت عن منافسه المحامي حنا. منها أنهم يعرفون الهاشم أكثر في النقابة وقصور العدل، وبالتالي مقتنعون به ليكون خليفة لنقباء سابقين فرنكوفونيين كبار مثل الرؤساء إميل إده وبترو طراد وبشارة الخوري.

 

فيصل أفندي سبب آخر للإرتياح
عمـاد مـوسـى
لبنان الآن/16 تشرين الثاني/15
أن يطرح أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله تسويةً سياسية شاملة على المستوى الوطني “تشمل رئاسة الجمهورية وعمل الحكومة والمجلس النيابي وقانون الانتخاب الذي هو العامل الأساسي في اعادة تكوين السلطة”، فتلك مبادرةٌ “يجب المسارعة إلى تلقّفها والعمل على إنجاحها” كما نصح فتى المجلس النيابي الأغر، عنيت به سعادة النائب الألمعي حسن فضل الله.
على المستوى الشخصي، لم أرتحْ إلى المبادرة على الرغم من اللهجة الودودة لسماحة السيد، ومن إيجابية الرئيس سعد الحريري. كما لم أفهم بأي طريقة ستتلقف قوى 14 آذار هذه المبادرة: أبالأحضان؟ أو برفع الصلوات؟ أو بفرش السجاد الأحمر؟ أو بالأهازيج و”يابا يابا راجع لبنان”؟ أو بالتوقف عن سياسة المكابرة والعودة إلى الرشد؟
بقيتُ لـ24 ساعة متشائماً مستبعداً أن تُحدِث مبادرة نصرالله ثُقباً في جدار الأزمة لتمرير إبرة وخيطها… إلى أن لاح الأمل المرتجى من مدينة طرابلس مع هبوب موجة تفاؤل ضربت الساحل الكسرواني مترافقةً مع تعديل في درجات الحرارة. إنه فيصل أفندي.
حكى فيصل وقال: “لا نُخفي ارتياحنا للانفراج السياسي الحاصل، ومنذ البداية رأينا أن سماحة السيد حسن نصرالله طرح مخارج حقيقية للأزمات وعلى الأطراف الأخرى أن تلاقيه في نصف الطريق”.
“بيفهم الصبي”. هذا ما أردّده دائماً متى تفتّقت عبقرية إبني عن ابتكارٍ جديد في عالم السندويشات والمازات. فظيع فيصل بك. لديه سحر خاص. قضى بكلمتين على تشاؤمي المزمن بإمكان إيجاد حلّ ولو مرحلي للبنان.
لحظة أبدى فيصل بك ارتياحه إنشرحت أساريري، تغيّر مزاجي، عاد إليّ تفاؤلي بمستقبل لبنان. انفرجت كربتي. الله يفرجك يا فيصل أفندي. ما تمنيتُه أستشعر به واقعاً ملموساً. تسألون ماذا تمنى وزير الشباب والرياضة السابق؟ تمنّى “تظهير نتائج عملية في وقت قريب، تترجم عبر إقرار قانون إنتخابات جديد ينتج من خلاله مجلساً نيابياً جديداً ينتخب رئيساً للجمهورية ويعيد تسيير أمور البلد ويعيد إنتظام دورته المؤسساتية”.
كانوا “الشباب” – ومثلهم حضرتي – ضائعين كيف تُترجم المبادرة، إلى أن وجد فيصل أفندي خارطة طريق ما خطرت على بال أحد. أما ترجمة “الترجمة” فتوجز كالآتي: يتّفق النواب على قانون انتخاب يضمن مليون بالمئة وصول أكثرية ممانعة إلى مجلس النواب، تنتخب العماد رئيساً ممانعاً، وتأتي برئيس حكومة من صلب 14 آذار، ما يسهّل وصول الحريري مرة جديدة إلى السراي خصوصاً مع عزوف فيصل أفندي عن خوض معركة رئاسة الحكومة.
الله يريّحك متل ما ريحتني وريّحت الوضع. إنقشع الضباب تماماً. إتّضحت معالم التسوية، وما أراحني أكثر أن مبادرة سماحة السيد تحصر الترشيح لرئاسة الجمهورية بالعماد عون “نحن نصرّ على هذا الترشيح، لكن نفتح باب نقاش حتى تقبلوا به”.
إنّ سبب تشاؤمي الحقيقي عائد لخوفي من تخلّي “حزبُ الله” عن مرشحه.
وسبب ارتياحي الفعلي فيصل أفندي.