أسعد حيدر: القيصر بين الأسد الأسير وأوباما الخبيث/خيرالله خيرالله: لو كانت إيران جدّية في مكافحة الإرهاب/عبد الكريم أبو النصر: بوتين بين القوة والتفاهم مع أميركا

343

القيصر بين الأسد الأسير وأوباما الخبيث
أسعد حيدر/المستقبل/23 تشرين الأول/15
«القيصر» فلاديمير بوتين، استدعى «الأسير» الرئيس بشار الأسد منذ آذار 2011 الى موسكو، و»الأسير» سارع الى تلبية طلب «القيصر» الذي ضمن سلامته. الرئيس «الخبيث» باراك أوباما عَلِمَ مباشرة أو بطريقة غير مباشرة بالزيارة ولاذ بالصمت بانتظار النتائج. من المستحيل أن لا يعلم الرئيس الأميركي حمولة الطائرة الروسية الثمينة، سواء انطلقت من مطار دمشق أو من مطار «الباسل» في طرطوس. هذا الصمت «الأوبامي» قد يكون من صلب التفاهمات الأميركية – الروسية الغامضة جداً. حقيقة ما طلب «القيصر» من «الأسير» الأسد لن تُعرف تفاصيلها علانية حالياً. من الطبيعي أن يمرر الوزير الروسي سيرغي لافروف بعض النتائج أو كلها الى زملائه في الاجتماع الرباعي للتشاور في فيينا والذي يضم الى جانبه وزراء خارجية واشنطن والرياض وأنقرة. من المرجح حسب كل التصريحات أنه جرى في لقاء موسكو وضع خريطة عمل لمستقبل سوريا. مستقبل الأسد ما زال العقدة. من المؤكد أن الطريق الى موسكو لن تتفرع منها طرقات جديدة الآن، ربما يكون حاضراً في جنيف ـ ليبصم على الحل ومستقبله.
لا شك أن «القيصر» لا تعنيه إلا المصالح الوطنية الروسية وطموحه الشخصي في:
[ تموضع روسيا كقوة عظمى عالمية في نظام دولي جديد خارج أحادية القوة العظمى الأميركية.
[ أن تكون روسيا لاعباً أساسياً في صياغة مستقبل سوريا، حتى يكون الطرف الأقوى في اقتطاع الحصة الكبرى من سوريا الخارجة من الجحيم. جنيف أو سيكون ميدان الحل ولكن بعد أن تأكل النار المزيد من الأطراف الداخلية وتستنزف القوى الخارجية.
[ أن تنجح موسكو في ضرب المجموعات الشيشانية في سوريا الذين يقدّر عددهم بحوالى 4000 عنصر ومن أشرس المقاتلين المؤدلجين إسلامياً والمعبئين بالأحقاد.
من طبيعة علاقات المصالح بين الدول أنها قائمة على مبدأ «خُذ وأعطِ«، فماذا أعطى بوتين لأوباما حتى ترك له حرية التحرك في الملف السوري الى درجة تثبيت وجوده العسكري في سوريا مهما كانت صيغة الحل، علماً أن الأخير قبل تزويد المعارضة المسلحة السورية بأسلحة برية متطورة تحدث تغييراً نوعياً، من دون السماح بإسقاط الأسد وتعريض الطيران الروسي للخطر عبر الحصول عَلى أسلحة مضادة للطائرات تنتج «أفغنة» ثانية لموسكو؟. سؤال كبير يدور في الأروقة الدولية، هل تعهد «القيصر« المشاركة في الحرب في أفغانستان ضد «الدولة الإسلامية» مما يخفف حكماً الضغط على أولويات المتحدة الأميركية في مواجهة الطالبان؟ شهدت موسكو مؤخراً مؤتمراً دولياً نظمته وزارة الدفاع الروسية مهماً حول أفغانستان وكان الحضور العسكري الروسي الرفيع لافتاً. تمحور المؤتمر حول أفغانستان والإرهاب. في ذلك المؤتمر قال الجنرال الروسي كما نقل عنه: «يوجد في أفغانستان حالياً 3000 عنصر من «داعش» وهم مصدر خطر على الدول المجاورة الإسلامية وتوجد إمكانية اختراقهم للحدود الروسية. بذلك تكون «الهدية القيصرية» الثمينة جداً جزءاً من الدفاع الروسي عن موسكو وهذا يشرع شعبياً الانخراط عسكرياً الى جانب الأميركيين في الحرب في هذه الجبهة الثانية المكملة لسوريا والعراق!!. ما يؤشر الى أن البحث جدي وليس مجرد احتمال، أن النائب الأول للرئيس الأفغاني الجنرال عبد الرشيد دوستم قد جاء الى موسكو (بطبيعة الحال بعلم الأميركيين) وطلب مساعدة موسكو في الحرب ضد الاٍرهاب. كل هذا ليس إلا مقدمات للتحولات الضخمة نتيجة للحرب الدولية ضدّ الإرهاب والتي من أبرز مظاهرها التعاون العسكري سواء كان منظماً بين الجنرالات أو منسقاً على الصعيد السياسي. لروسيا في سوريا ثلاثة آلاف جندي روسي وعشرات الطائرات، ولإيران العدد نفسه الى جانب أكثر منهم من المقاتلين من «حزب الله«، في وقت تتشارك الطائرات الأميركية الطائرات الروسية السماء وبالتنسيق مع إسرائيل والقادم أعظم!.
من بين التحولات العميقة أن وكالة «ايرنا« الإيرانية قدمت تعليقاً جمع تعليقات القنوات الإسرائيلية وَمِمَّا جاء في التقرير الغريب والعجيب «إن زيارة الأسد لموسكو حيث استقبل استقبال الملوك (جاء وحده حيث التقى بوتين بدون أي مراسم استقبال) تؤكد التوجهات الروسية بأن هناك «رب بيت» جديداً في سوريا يسمونه بوتين وهو لا ينوي الرحيل الى مكان آخر». السؤال: هل قبل المرشد أن يضحي ويقبل بأنه الثاني في سوريا وليس الأول حتى يبقى الأسد ولا يسقط مشروعه الشرق الأوسطي الجديد؟ وماذا سيأخذ من القيصر مقابل هذا كله؟

لو كانت إيران جدّية في مكافحة الإرهاب!
خيرالله خيرالله/المستقبل/23 تشرين الأول/15
من سخرية القدر أن تتحدّث شخصية رسمية إيرانية من بيروت بالذات عن مكافحة الإرهاب. اختار علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن والعلاقات الخارجية في مجلس الشورى الإيراني (مجلس النواب) مقر وزارة الخارجية اللبنانية لتأكيد أن إيران تحارب الإرهاب. الشيء الوحيد الأكيد في المشهد ان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، الذي لا تتجاوز معلوماته السياسية حدود قضاء البترون الذي خذله مرّتين متتاليتين في الانتخابات النيابية، هزّ برأسه مؤيّداً كلام بروجردي. لا يؤيد الطرح الإيراني في شأن الإرهاب سوى الذين لا يعرفون شيئاً لا عن إيران ولا عن حقيقة دورها في استغلال ما هو أسوأ من الارهاب، اي الاستثمار في اثارة الغرائز المذهبية! يعيش اللبنانيون في حال من البؤس والقحط السياسي تجعلهم عاجزين عن اكثر من قول كلمة حقّ في وجه الباطل. وقد قال هذه الكلمة قبل ايام وزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب مروان حماده في مناسبة الذكرى الثالثة لاغتيال اللواء وسام الحسن على يد معروفة، بل معروفة أكثر من اللزوم.
أكثر من ذلك، يتعرّض اللبنانيون ايضاً لكل انواع الضغوط من اجل القبول بالأمر الواقع المذلّ الذي تسعى ايران الى فرضه عليهم بقوّة السلاح غير الشرعي المذهبي الموجه الى صدورهم العارية. جاء رئيس لجنة الأمن في البرلمان الإيراني الى بيروت بعد زيارة لدمشق، من اجل تكريس لبنان رهينة لدى المشروع التوسّعي الذي تقوده بلاده في المنطقة. جاء ليخيف اللبنانيين لا ليطمئنهم. جاء لتبرير التدخّل العسكري الروسي في سوريا بحجة من النوع المضحك – المبكي. قال بروجردي: «إنّ التدخّل العسكري الروسي في سوريا أتى ليسدّ الفراغ الذي خلفته أميركا بسبب عدم جديّتها في مكافحة الإرهاب». نعم، ان اميركا، خصوصاً ادارة باراك اوباما، غير جدّية في مكافحة الإرهاب. لكنّ سبب عدم جديتها يعود أوّلاً وأخيراً الى وقوفها موقف المتفرّج حيال أمرين مهمّين. يتمثّل الأمر الأوّل في السماح لبشّار الأسد برمي شعبه بالبراميل المتفجّرة بعد موافقتها على تجريد النظام السوري من السلاح الكيميائي. لم يقل لنا السيد بروجردي ما الفارق بين الإرهاب الذي يمارس عن طريق البراميل المتفجّرة وذلك الذي يمارس بواسطة السلاح الكيميائي؟ أمّا الأمر الثاني، فيتمثّل في السكوت الأميركي عن الإرهاب الروسي. لم يقصف الروس حتّى اللحظة سوى المعارضة السورية التي تمثّل الشعب السوري المظلوم الذي يسعى الى استعادة بعض من كرامته لا اكثر. تغاضت روسيا عن «داعش» بشكل شبه تام وركّزت على «الجيش الحر» في مناطق محدّدة. تمارس روسيا في الواقع إرهاباً من نوع متطوّر يخدم النظام الطائفي الذي يرفضه الشعب السوري رفضاً كاملاً ليس من منطلق انه نظام طائفي فحسب، بل من منطلق انه لا يؤمن سوى بلغة واحدة، هي لغة القتل ايضاً.
ما يفترض بأي شخصية رسمية ايرانية ان تعرفه اوّلاً ان اللبنانيين ليسوا من نوعية النائب المسيحي ميشال عون وما شابهه من موظّفين صغار لدى الميليشيا المذهبية المسمّاة «حزب الله». يعرف اللبنانيون ان الجدّية في مكافحة الإرهاب تبدأ بالتوقف عن دعم نظام، مثل النظام السوري، يذبح شعبه يومياً بكلّ أنواع الاسلحة المتوافرة لديه. يفعل ذلك معتمداً على ايران وروسيا. لا يمكن لمن يدعم النظام السوري ان يكون ضدّ الإرهاب. من يدعم هذا النظام هو في طبيعة الحال حليف للإرهاب ولـ»داعش» بالذات. النظام السوري و»داعش» وجهان لعملة واحدة نظراً إلى ان كلًّا منهما يعتمد على الآخر لتبرير وحشيته.
يعرف اللبنانيون، اكثر ما يعرفون، انه لو كانت ايران جدّية في مكافحة الإرهاب، لما سلطت عليهم ميليشيا مذهبية. هذه الميليشيا تمنعهم من انتخاب رئيس جديد للجمهورية بحجة ان لبنان يجب ان يبقى رهينة لدى طهران التي تفتخر بسيطرتها على اربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء. الم يحن الوقت لإطلاق سراح لبنان بدل الإصرار على تعريضه لكلّ انواع المخاطر، بما في ذلك تدمير مؤسساته الواحدة تلو الأخرى؟ آن اوان تسمية الأشياء باسمائها. ان ايران، التي شجعت على ارتكاب كلّ انواع الجرائم في لبنان، هي آخر من يحقّ له الكلام عن مكافحة الإرهاب. اللبنانيون والسوريون والعراقيون واليمنيون والبحرينيون والكويتيون، على سبيل المثال وليس الحصر شهود على ذلك. من يدعم «حزب الله» في لبنان وسوريا، لا يستطيع التنديد بالإرهاب. الحزب الذي ليس سوى لواء في «الحرس الثوري» الإيراني يشارك في قتل الشعب السوري. قبل ذلك، من الثابت ان الحزب متّهم بالوقوف وراء سلسلة من الجرائم استهدفت اللبنانيين الشرفاء. الحزب متّهم بمحاولة اغتيال مروان حماده وبطرس حرب ومي شدياق والياس المرّ. الحزب متهم باغتيال رفيق الحريري ورفاقه وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني ووليد عيدو وبيار امين الجميّل وانطوان غانم ووسام عيد ووسام الحسن ومحمّد شطح.
اللبنانيون يعرفون ذلك ويشيرون على وجه الخصوص الى رفض «حزب الله» تسليم المتهمين باغتيال رفيق الحريري الذي ارتكب جريمة اعادة الحياة الى بيروت واعادة وضع لبنان على خريطة المنطقة والعالم وبشّر بثقافة الحياة بديلاً من ثقافة الموت…
لا يحتاج اللبنانيون الى نصائح وتوجيهات من ايران. كلّ ما يريدونه منها ان تكفّ شرها عنهم لا اكثر ولا اقلّ. فلبنان قادر على مواجهة التطورات التي تشهدها المنطقة في حال سمحت ايران لمؤسساته بالعمل بشكل طبيعي. في مقدّم هذه المؤسسات تأتي رئاسة الجمهورية التي تمثّل رأس الدولة. متى تسمح ايران بالأفعال، وليس بالكلام الصادر عن بروجردي وغيره، بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، يصبح في الإمكان القول ان تغيّراً حصل في طهران نتيجة توصلها الى اتفاق في شأن الملف النووي مع مجموعة الخمسة زائداً واحداً. في غياب رئيس الجمهورية، ستبقى الشكوك محيطة بإيران وسياستها ودورها في التدمير ونشر البؤس، اقلّه بالنسبة الى لبنان. رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة. الواضح ان ايران غير قادرة على الإقدام على مثل هذه الخطوة، بل غير مستعدة لها. لماذا؟ لأن ايران لا تراهن سوى على مزيد من الخراب في لبنان وغير لبنان، خصوصاً في سوريا والعراق والبحرين واليمن. على من يبحث عن دليل على ذلك العودة قليلاً جدًّا الى الوراء، خصوصاً الى المرحلة التي تلت التدخل الروسي في سوريا. لم تعترض إيران بأي شكل على التنسيق الروسي – الإسرائيلي في سوريا. التنسيق قائم في العمق وعلى أعلى مستوى بين الجانبين. اين الحقيقة واين الكذب في المواقف الإيرانية المعلنة… أم إن الحرب على الشعب السوري الذي صار نصفه مهجّراً تبرّر حتّى إشراك اسرائيل في هذه الحرب؟ يبدو أنّ الحرب على الجيش السوري تبرّر أيضاً الكلام عن «عدم الجدّية الأميركية»، كما فعل علاء الدين بروجردي ويفعل كثيرون غيره من المدعين محاربة اسرائيل.. حتّى آخر فلسطيني وسوري ولبناني!

 

من حقيبة “النهار” الديبلوماسية بوتين بين القوة والتفاهم مع أميركا
عبد الكريم أبو النصر/النهار/23 تشرين الأول 2015
يتصرف الرئيس فلاديمير بوتين على اساس ان سوريا باتت ملكاً له وانها ارض روسية يستطيع أن يفعل فيها وبها ما يريد، وان حليفه الرئيس بشار الأسد سلّمه مفاتيح دخولها بعدما خسر المواجهة مع شعبه المحتج وفشل مع حلفائه الايرانيين واللبنانيين في تحقيق اهدافه والقضاء على الثوار والمعارضين. وهذا الواقع يجعل مصير الأسد ونظامه في ايدي القيادة الروسية التي تستطيع ان تقول للمسؤولين في الدول المؤثرة المعنية بالأمر: تعالوا وتفاوضوا مع روسيا وليس مع ايران التي فعلت قيادتها ما تستطيع، لكن ليست لديها الامكانات والقدرات الضرورية والمناسبة للامساك وحدها بالورقة السورية والمساومة عليها في المفاوضات مع الأميركيين وحلفائهم”. هكذا اختصر مسؤول اوروبي معني بالملف السوري الموقف، وقال لنا استناداً الى معلوماته وتقويمه للأوضاع ولمسار العمليات الحربية الروسية الكثيفة في سوريا ان القيادة الروسية تواجه خيارين اساسيين:
الأول هو تبنّي الخيار المستند الى غطرسة القوة والتعامل مع الاوضاع في سوريا على اساس ان قدراتها الحربية الكبيرة يمكن ان تسمح لها بأن تفرض شروطها ومطالبها على كل الأطراف المعنيين وان تحقق مصالحها بقطع النظر عن حسابات الآخرين ومصالحهم.
الثاني هو تبنّي الخيار الواقعي الذي يجعل القيادة الروسية تتصرف على اساس ان آلتها الحربية الضخمة ليست كافية لأن تسمح لها بأن تقرر وحدها مصير سوريا بقطع النظر عما تحققه ضرباتها العسكرية وما يمكن ان ينجزه نظام الأسد على الارض في ظل التغطية الروسية الجوية والصاروخية لعملياته.
وأوضح المسؤول الاوروبي “ان خيار غطرسة القوة يجعل القيادة الروسية تتبنى وجهة نظر الأسد القائمة على اساس ان جميع الثوار والمعارضين ارهابيون ويجب قتالهم الى النهاية وسحقهم، وان الحل السياسي الوحيد المقبول للأزمة هو رفض المساومة مع خصوم النظام ومع الدول الداعمة لهم والعمل على انجاز ما يريده الرئيس السوري، أي التمسك ببقائه وبقاء نظامه والسعي الى اعادة الأمور الى مرحلة ما قبل اندلاع الثورة في آذار 2011. وقد تكون لدى الروس اغراءات لتبنّي سياسة غطرسة القوة، لكن هذا الخيار يستند الى حسابات خاطئة وسيفشل في النهاية اذ انه يزيد تأجيج الصراع الداخلي – الاقليمي – الدولي في سوريا ولن تستطيع القيادة الروسية انجاز المكاسب المتوقعة لأن القوة العسكرية الكبيرة التي تعتمد عليها لن تسمح لها بأن تحقق ما تريده كما أثبتته تجربتها الفاشلة في أفغانستان وأظهرته تجارب الاميركيين في العراق وافغانستان لاحقاً”. واضاف: “إن تبنّي الخيار الواقعي يجعل القيادة الروسية تدرك انها عاجزة عن فرض بقاء الاسد ونظامه على السوريين وعلى الدول الغربية والاقليمية المعنية بالامر، لأن هذا النظام هو المسؤول الرئيسي عن الكوارث التي اصابت سوريا في كل المجالات وعن انتشار الارهابيين في البلد ووجوده يمنع الحل السياسي الحقيقي للأزمة. والخيار الواقعي يتطلب ان تدعم القيادة الروسية فعلاً تطبيق صيغة بيان جنيف التي تدعو الى نقل السلطة الى نظام جديد تعددي يحقق التطلعات المشروعة لجميع السوريين، وتحدد خريطة طريق لانجاز هذا الهدف تتضمن خصوصاً تشكيل هيئة حكم انتقالي تضم ممثلين للنظام وللمعارضة على اساس قبول متبادل، تملك وتمارس السلطات التنفيذية الكاملة وتخضع لها الاجهزة العسكرية والامنية وباقي مؤسسات الدولة وتعمل على صوغ دستور جديد واجراء انتخابات نيابية وتعددية حرة في اشراف الأمم المتحدة. وصيغة جنيف المدعومة من كل الدول المعنية باستثناء ايران تعترف بالمعارضة السورية الحقيقية على اساس انها شريك رئيسي في عملية حل الازمة وبناء نظام جديد”.
وخلص المسؤول الاوروبي الى القول: “ان التمسك بخيار منظومة القوة يتناقض مع مصالح القيادة الروسية وطموحاتها الحقيقية. فالقيادة الروسية تريد ليس فقط الحفاظ على مصالحها في سوريا بل تعزيز دورها في الساحتين الاقليمية والدولية وتقوية موقفها التفاوضي مع اميركا والدول الغربية عموماً، ولن تتحقق هذه الاهداف من طريق التمسك بورقة الاسد الخاسرة وببقاء نظام دمر سوريا وألحق بها الكوارث، بل انها تتحقق من طريق التعاون مع الدول المؤثرة بهدف تطبيق صيغة جنيف والمجيء بزعيم جديد وقيادة جديدة تمتلك الشرعية وتبني سوريا الجديدة. وما يساعد على ذلك ان اميركا والدول الحليفة تفضّل التفاوض مع روسيا وليس مع ايران من أجل حل الأزمة السورية”.