داود البصري/جريمة خطف شبلي العيسمي… ماذا.. وكيف

233

جريمة خطف شبلي العيسمي… ماذا.. وكيف؟
داود البصري/السياسة/24 أيار/15

تمر هذه الأيام الذكرى الرابعة لجريمة مخجلة ارتكبت في عمق الأراضي اللبنانية وبما شكل خرقا واضحا لسيادة لبنان المنتهكة من قبل سفاحي الشام الذين هربوا من لبنان لكنهم تركوا بيوض ثعابينهم السامة تسرح وتمرح وأخطرهم عصابة “حزب الله” السردابية التي تحولت لفيلق من المرتزقة يقاتل مع النظام في معركة المصير الفاشي الواحد وبدعم مفتوح من النظام الإيراني الذي يعيش اليوم أبشع حالات الاستنزاف و التردي. الجريمة المتمثلة في خطف السياسي السوري المعارض القديم الأستاذ شبلي العيسمي, وهو في خريف العمر ومن أمام منزل السيدة كريمته في مدينة عاليه اللبنانية, رغم دناءتها و تهافتها وجبنها تشكل دليلا مضافا على دناءة وانحطاط النظام السوري

فبعد دخول الثورة السورية عامها الخامس تكون حصيلة خسائر الشعب السوري قد بلغت الذروة بأرقامها الفلكية التي تجاوزت كل التوقعات, في ظل خيبة أمل من الدول الكواسر التي تتفرج على مصارع السوريين و إبادتهم. و إذا كان مفهوما أن ينتقم نظام القتلة السوري من الثوار و قادتهم, فإنه ليس من المفهوم أبدا الدوافع التي دفعت بمخابرات النظام السوري لاختطاف وتغييب القيادي البعثي السابق ونائب رئيس الجمهورية السورية الأسبق والأمين العام المساعد لحزب البعث والذي أقام في العراق حتى إستقالته من الحزب و إعتزاله الحياة السياسية العام 1992 وانتقاده المر لتجربة البعث في السلطة شبلي العيسمي في تلك الجريمة المشهودة التي حدثت يوم 24 مايو 2011 في مدينة عاليه بجبل لبنان وبالقرب من منزل السيدة رجاء العيسمي إبنة شبلي فقد لف الغموض الموقف بعد أن قيل بأن العيسمي الذي أختطف وهو في سن متقدمة ( 88 ) عاما بسيارة دفع رباعية تابعة للمخابرات السورية وقد تكون العملية تمت على يد تنظيم “حزب الله” اللبناني قد أرسل لمعتقل مخابرات القوة الجوية السوري في مطار المزة. وهناك توفي لكبر السن أو للتعذيب الذي خضع له حتما , وقيام النظام السوري بتقليب الأوراق القديمة و إستهداف شيخ طاعن في السن لاعلاقة له بما يجري من أحداث وفي بداية إنطلاقة الثورة السورية هو عمل إرهابي بإمتياز إخترق السيادة اللبنانية بشكل فظ وصمتت الحكومة اللبنانية عن تلك الجريمة البشعة و التي سبقتها جرائم كثيرة مشابهة أيام الإحتلال السوري للبنان ومنها جريمة خطف وتعذيب وقتل الصحافي اللبناني الشهير سليم اللوزي بعد قطع أصابعه العام 1980 إضافة لعمليات خطف و قتل و إغتيال من قبل جهاز المخابرات السورية لفلسطينيين و عراقيين و عرب آخرين كان لبنان مسرحا لها وحيث نقلوا لسجون النظام السرية المرعبة سواء في تدمر أو غيره من سجون الفروع المخابراتية الرهيبة, فلبنان يعتبر في عرف النظام السوري منطقة قتل و حديقة خلفية لمخابرات النظام التي جندت أحزاباً وجماعات لبنانية عدة خلال حقب و مراحل الصراع اللبناني الداخلي وحيث أضحى حزب الله الإرهابي اليوم هو الحليف الأوثق والمصيري للنظام السوري استجابة لأوامر مرجعيته الإيرانية, مصير شبلي العيسمي أصبح اليوم قضية منسية ومأساته ومأساة عائلته وأهله وأبنائه لم تعد تثير اهتمام أحد ولا يهتم بملفاتها أي طرف إقليمي ودولي بعد أن اضحى الموضوع نسيا منسيا ودخل ملفه ضمن الملفات الغامضة لاختطاف وقتل مواطنين سوريين لايهتم العالم بمصيرهم ومعاناة أهلهم وذويهم , ومنهم آلاف اللبنانيين والفلسطينيين والأردنيين والعراقيين المختفين في مخابرات النظام الذي يمارس الجريمة على المستوى القومي الشامل!. فالنظام قتل من السوريين خلال السنوات الأربع المنصرمة من عمر الثورة الشعبية ما يفوق و يتجاوز المائتي ألف مواطن على أقل تقدير وجرائمه ضد الإنسانية لم تتوقف بل ازدادت بشاعة مع لجوئه لأسلوب التدمير الشامل و سياسة الأرض المحروقة واستعماله للبراميل القذرة وحتى للأسلحة الكيمياوية ضد المدنيين, وانتهاجه للحدود القصوى من العنف المفرط الذي تجاوز كل الحدود في ظل صمت دولي مريب وانتهاك فظ للحدود الدنيا من مباديء القانون الدولي وتراجع مشبوه عن كل القيم الإنسانية المعلنة ومبدأ حماية الشعوب الضعيفة, مأساة شبلي العيسمي دليل شاخص على مدى استهتار النظام السوري وأجهزة مخابراته التي ينيغي أن يخضع قادتها وعناصرها لملاحقة دولية لتدخل ضمن إطار الإحالة لمحكمة جرائم دولية ضد الإنسانية خصوصا إن كل الأدلة والشواهد متوفرة وفي الساحة اللبنانية تحديدا, شبلي العيسمي ليس له أي علاقة بما جرى ويجري في سورية ومع ذلك فقد تعرض للملاحقة والخطف والتعذيب ثم القتل… فكيف يكون إذن مصير المناضلين والمقاومين للنظام الفاشي السوري؟ لا ينبغي للنظام وزمرته من القتلة وعصاباته وشبيحته توفير أي فرصة لهم للإفلات العقوبة, وملفات سجونه السرية عامرة بمخازي وجرائم تجعل هذا النظام من أشد الأنظمة بشاعة وإرهابا في العالم ومع ذلك لا أحد يتكلم والجامعة العربية قد دخلت في غرفة الإنعاش. أما الأمم المتحدة فلا خبر جاء ولا وحي نزل والتاريخ لن يرحم المتخاذلين والمتواطئين مع أبشع نظام عرفه العالم المعاصر. ترى من ابتلع شبلي العيسمي؟ الجواب بالتأكيد عند الرفيق الفريق الدكتور حسن نصر الله.