السعودية وفرنسا: الاتفاق مع إيران يجب أن يضمن عدم زعزعة استقرار المنطقة

220

السعودية وفرنسا: الاتفاق مع إيران يجب أن يضمن عدم زعزعة استقرار المنطقة
الرياض -وكالات:06 أيار/15

 أكدت السعودية وفرنسا أن أي اتفاق بين الدول الست الكبرى وإيران بشأن البرنامج النووي يجب أن يضمن عدم زعزعة استقرار المنطقة أو تهديد جيران إيران. وأفاد بيان رسمي فرنسي أن خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أكدا خلال محادثاتهما في الرياض, مساء أول من أمس, “ضرورة التوصل الى اتفاق قوي ودائم ويمكن التحقق منه ولا جدال فيه وملزم مع ايران” بشأن برنامجها النووي.

واضاف البيان, بحسب وكالة “رويترز”, ان هذا الاتفاق يجب ألا يزعزع الامن والاستقرار في المنطقة أو يهدد الامن والاستقرار في الدول المجاورة لايران. وقال ديبلوماسي فرنسي كبير, ان دول مجلس التعاون الخليجي “لديها خوف حقيقي من أنه عند رفع العقوبات ستكون إيران قادرة على تمويل جميع وكلائها في المنطقة”. وتعليقاً على زيارة هولاند السعودية ومشاركته في القمة الخليجية التشاورية التي عقدت في الرياض أمس, قال ديبلوماسي فرنسي آخر “يريدون منا الحضور حتى يكون بإمكانهم أن يقولوا للاميركيين: أنظروا لدينا فرنسا أيضا الأمر متروك لكم ألا تبتعدوا وأن تكونوا هنا معنا”.

وبعد محادثاته مع الملك سلمان أجرى الرئيس الفرنسي سلسلة محادثات مع كبار المسؤولين والوزراء السعوديين, كما التقى ولي العهد الأمير محمد بن نايف, أمس, في قصر الملك سعود للضيافة بالرياض.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أنه “جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات خصوصا في ما يتعلق بالتعاون لمكافحة الإرهاب, بالإضافة إلى استعراض تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية”. وفي قصر الدرعية للمؤتمرات في الرياض, التقى ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الرئيس الفرنسي الذي هنأه بمناسبة اختياره ولياً لولي العهد وتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع ورئيساً لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.

وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتطويرها في مختلف المجالات وخاصة الجانب الدفاعي, بالإضافة إلى بحث تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط. وكان هولاند التقى مساء أول من أمس الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي, حيث جرى بحث بين الجانبين في الأوضاع والتطورات الحالية باليمن. كما استقبل هولاند في مقر إقامته بقصر الملك سعود للضيافة في الرياض رئيس الائتلاف الوطني السوري الأسبق أحمد الجربا, وبحث معه في الأوضاع الحالية والتطورات في سورية.

والتقى الرئيس الفرنسي أيضاً رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد رفيق الحريري, وبحث معه في العلاقات الودية بين البلدين الصديقين. في موازاة ذلك, أجرى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير محادثات مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس, تركزت على الأوضاع والتطورات على الساحات العربية والإسلامية والدولية, وناقش الجانبان أهمية العلاقات السعودية – الفرنسية وسبل تطويرها. وفي تصريحات إلى الصحافيين, امس, أعلن فابيوس أن بلاده تبحث مع السعودية 20 مشروعاً اقتصادياً بقيمة “عشرات مليارات اليورو”. وقال “هناك 20 مشروعا بقيمة عشرات مليارات اليورو إذا تمت الموافقة عليها كلها”, مشيراً إلى أن بعض هذه المشاريع قد تتم الموافقة عليه “سريعاً”. وأضاف ان هذه المشاريع تتعلق بالاستثمارات المتبادلة وقطاع الأسلحة حيث “سيتم انجاز عدد من المشاريع على أن تأتي بنتيجة خلال الاشهر المقبلة”, وكذلك في مجال الطاقة “وعلى الأخص في مجال (الطاقة) الشمسية, مع إمكانية ان تشمل الطاقة النووية”.

كذلك ذكر فابيوس الطيران المدني والبنى التحتية الخاصة بالمواصلات, مشيراً تحديدا الى مدينتي مكة وجدة (غرب) والصحة “مع تطبيق عدد من مذكرات التفاهم التي سبق ان وقعناها” وغيرها من المشاريع. وقال “انها مشاريع بالغة الأهمية تعني ان الشراكة تنتقل الى مستوى اعلى, مع عواقب ملموسة للغاية”, مشيرا الى ابداء القيادة السعودية تصميماً على “المضي قدما بسرعة”.وأوضح فابيوس الذي يعتمد سياسة “الديبلوماسية الاقتصادية” ان لجنة مشتركة لتنفيذ الشراكة شكلتها السعودية وفرنسا ستجتمع لاستعراض الوضع في يونيو ثم في أكتوبر المقبلين بمناسبة انعقاد منتدى أعمال فرنسي سعودي. وقال ان “الامور تسارعت في الفترة الاخيرة”, مشيراً الى قيام ديبلوماسيين فرنسيين بزيارات عدة أخيراً إلى الرياض للتمهيد لهذا الشق الاقتصادي من زيارة هولاند. وصدر هذا الاعلان غداة توقيع قطر عقداً مع فرنسا بقيمة 6,3 مليار يورو لشراء 24 طائرة “رافال” بحضور فرنسوا هولاند وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.