داود البصري/نظام المخابرات السورية يتآكل ويندثر

223

نظام المخابرات السورية يتآكل ويندثر

داود البصري/السياسة/04 أيار/15

في السنة الخامسة للثورة السورية , ومع التقدم المضطرد لقوات المعارضة المسلحة على جبهات القتال في الشمال والجنوب وانكشاف الساحل أمامها , والانتصارات النوعية التي حققتها أمام الانهيارات الملفتة للنظر والتي شملت أيضا الخسائر الكبيرة لعصابات “حزب الله” اللبناني في منطقة القلمون , ولقوات الحرس الثوري وقياداته في الجبهة الجنوبية في درعا, وفشل المستشارين العسكريين الايرانيين في فك خناق النظام , ومع انهيار وتآكل الجيش الحكومي السوري, وفرار العديد من عناصره وحاجته الماسة الى الرجال والعتاد وهو ما دعا وزير الدفاع السوري جاسم الفريج للزحف نحو طهران طلبا للنجدة والعون ومحاولة انقاذ مايمكن انقاذه , تدخل الثورة السورية عامها الجديد بآمال وتطلعات لا تقبل سوى النصر بعد التضعضع الواضح في بنية النظام العامة ووصول الانهيار المفضي والمؤدي للزوال والاندثار لأهم قاعدة سلطوية تتحكم بمسارات الأحداث وباستمرارية النظام وهي القاعدة الاستخبارية لنظام فاشي قمعي ما قام ولا تأسس الا عبر منظومة استخبارية وأمنية رهيبة كانت نموذجا لدولة القمع الشامل والهيمنة على المجتمع بطريقة شيطانية وخبيثة عرف بها النظام وتميز.

والثوار السوريون كانوا مشخصين لحالة النظام بشكل جيد من خلال التركيز على ضرب آلته الاستخبارية وهو ماحصل منذ بدايات الثورة حين تم ضرب القيادة الأمنية العليا ممثلة بآصف شوكت وهشام اختيار وداود راجحة وغيرهم من عتاة قتلة النظام ثم تواصلت الجهود في حرب نوعية صعبة ومكلفة حتى وصلت الحال لتبلور صراعات بينية داخل أجهزة وفروع المخابرات السورية تمثيل اخيرا في مصرع اللواء رستم غزالة أحد أعمدة المخابرات السورية في الشرق وحامل أسرار الارهاب في لبنان وخليفة اللواء غازي كنعان الذي قضي أغتيالا أيضا في ظل نظام مافيوزي, كما تم ابعاد اللواء رفيق شحادة على خلفية الصراع مع رستم غزاله, ومؤخرا تصاعدت التصفيات في جهاز المخابرات السوري والذي هو عصب النظام الأساسي والحساس مع دخول معاون نائب رئيس الجمهورية وكبير مستشاري الرئيس ومهندس العلاقة مع ايران وحزب الله اللواء محمد ناصيف خيربيك (أبو وائل) في غيبوبة الموت الحتمي, وكذلك خضوع المجرم الارهابي الكبير ومدير جهاز الأمن القومي اللواء على مملوك للعلاج من السرطان في مستشفى الشامي, والذي هو المحطة الأخيرة لكبار مجرمي النظام وحيث يتم منه التخرج لجهنم وبئس المصير, من الواضح ان النظام السوري المجرم وقد اقتربت لحظات السقوط والتلاشي والاضمحلال بات ينظف سجلاته ويحرق الأوراق المحروقة أصلا ويحاول تنظيف بيته الداخلي من ملفات قذرة عبر التخلص من الرموز التاريخية والعلامات الشاخصة في سجله الاجرامي الرهيب والحافل بالرزايا والمصائب لمرحلة تسلط ارهابية امتدت لأكثر من نصف قرن من الزمن السوري العصيب.

ورغم أطنان المساعدات والحقن والمقويات الروسية والايرانية والاستعانة بالعصابات الطائفية وبأسلحة وترسانة الصمود والتصدي والتوازن الستراتيجي! وبفروع المخابرات الارهابية التي اقترفت من جرائم الابادة البشرية الشاملة مايندى له جبين الانسانية الصامت وتواطؤ الدول الكواسر المخزي! الا أن النظام بات يسير حتف أنفه نحو التلاشي بفعل قوة وصمود الشعب السوري الثائر الذي دخل في مرحلة كسر عظم نهائية مع النظام المجرم وأبدى من صنوف البطولة والصمود ماسيظل خالدا عبر تاريخ مقاومة الشعوب الحرة.

نظام المخابرات السورية هو اليوم في حالة تحلل وتآكل واندثار تام مع غياب رموزه وتضعضع قاعدته القيادية وانهيار معنويات الذي بات يعيش ربع الساعة الأخير من حياته , فكل المؤشرات تؤكد أن مابقي من النظام ليس سوى أقل من القليل وأن ساعات الانهيار قادمة وستكون مفاجأة في دلالاتها, وملفات النظام القذرة أكبر كثيرا من أن يتم اخفاؤها عبر تصفية عدد من قيادات الأمن ورموز الارهاب التسلطي, فحجم الجريمة أكبر بكثير من أن يتم إخفاءها أوالتخلص من شواهدها وشهودها وآثارها… تصفية قيادات المخابرات ودخولها في مجال الاندثار المافيوزي ضمن حسابات اخفاء الشهود ومسح وتنظيف مسرح الجريمة واخفاء الملفات, هي الخطوات الأخيرة لنظام يرحل واثقا لمزبلة التاريخ, مشيعا وملعونا بملفات جرائمه المخزية الثقيلة.. نظام المخابرات السوري للجحيم والعالم مقبل على اكتشاف مصائب وعجائب وغرائب في ملفات مخابراته المنهارة. فترقبوا المفاجأة المدوية.