كلمة المستشار العام لحزب الإنتماء اللبناني الأستاذ احمد الأسعد خلال مؤتمره الصحفي تعليقاً على خطاب نصرالله

264

كلمة المستشار العام لحزب “الإنتماء اللبناني” الأستاذ احمد الأسعد خلال مؤتمره الصحفي

نهار الثلاثاء 31آذار/15

أردت أن أعقد هذا المؤتمر الصحافي اليوم لأعلّق على الكلام الأخير للسيد حسن نصرالله، وهو كلام حافل بالمغالطات ولا ينمّ سوى عن درجة عالية من التوتر نتيجة القرار العربي في لجم أطماع النظام الإيراني وسعيه إلى مدّ سيطرته على الدول العربية بعناوين كاذبة لا تؤدي سوى إلى تعزيز التطرف والإرهاب.

لقد أتحفنا السيد حسن بعدد كبير من المغالطات أردت اليوم أن أفنّد بعضها:

  • يا سيد حسن، إذا كنت تحلم “بهبة أو نسمة حزم عربية  سواء تجاه فلسطين أو تجاه اجتياح لبنان، أو في الحرب الأخيرة على غزة”، كما تقول، فبالله عليك قل لنا لماذا لم نرَ مثل هذه الهبة من سوريا أو من إيران؟ و القول بأنهما زودتا الحزب و حماس بالسلاح فهو قول لامعنى له و لا يفي عن جوع. لماذا لم تدعم إيران بقواتها، وليس بشبابنا الشيعة، حرباً لتحرير فلسطين؟ بل لماذا لم ترد إيران على قصف إسرائيل ما تردد أنه منشأة نووية سورية، ولماذا لم تردّ على ما حصل في القنيطرة أخيراً؟ و لماذا لم تدافع سوريا عن لبنان بفاعلية خلال الإجتياح الإسرائيلي وهي التي كانت تحتل أجزاء واسعة منه؟ بل لماذا لم تسع سوريا إلى تحرير جولانها المحتل منذ عشرات الأعوام؟ ولن نذهب بعيداً: لماذا لم تردّ سوريا على الإعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على أرضها؟ هذان حليفاك يا سيد حسن، إيران وسوريا، اللذان يدعيان أنهما جبهة مقاومة ومحور ممانعة، فقبل أن تلوم الآخرين فسّر لنا سر تقصيرهما في مواجهة إسرائيل، إلاً…بأرواح اللبنانيين والفلسطينيين!!

  • قبل أن تسأل السعوديين لماذا لا يستعيدون أرض فلسطين؟ ولماذا لم يستشعروا خطر إسرائيل، فسّر لنا تخاذل حلفائك يا سيد حسن. لا ترشق الآخرين بالحجارة لأن بيت حلفائك من زجاج. بل بيتك أنت من زجاج. أين أصبحت مقاومتك المزعومة لإسرائيل يا سيد حسن؟ هل أصبحت في درعا وحمص والقصير وتكريت…وصنعاء؟ ألم تدعّ أنت أيضاً أنك استشعرت خطر التكفيريين فذهبت إلى سوريا لتقاتلهم…ولتحضرهم عملياً إلى لبنان؟ ألم تهمل أنت أيضاً مقاومتك المزعومة  لإسرائيل، ولم تعد تهاجمها إلا في المناسبات، وتحديدا” حين يقتل المسؤولين الإيرانيين؟

  • تستغرب با سيد عدم قيام تحالف عربي للدفاع عن الرئيس التونسي والرئيس المصري حسني مبارك كما قام تحالف عربي لإعادة الشرعية في اليمن، والجواب: في تونس كما في مصر شعوب ثارت ضد أنظمتها، أما في اليمن فهناك صراع يحركه النظام الإيراني فقط للسيطرة. ثم ألم تستشعر أنت أيضاً في سوريا خطراً على أمن حزب الله (وليس على أمن لبنان) فذهبت لحماية ظهر المقاومة كما قلت بنفسك، وللدفاع عن النظام السوري أيضاً؟ لماذا تلوم عشر دول أساسية في المنطقة على ما تفعل مثله أنت أيضاً منفرداً، أو بالأحرى بأوامر إيرانية؟

  • تسأل يا سيد حسن هل هناك جيوش إيرانية في اليمن؟ وهل هناك قواعد عسكرية في اليمن؟. الجواب: إيران نفسها أعلنت أنها تدعم ما تسميه “شعوب” دول عدة في المنطقة، ومنها اليمن، وهي بالتالي بمثابة جيوش إيرانية بالوكالة. وعند الحاجة، يا سيد حسن، لم تعد إيران تتردد في أن تتدخل بجيوشها، كما في سوريا والعراق.طبعاً أنت تعرف ذلك، وعلى حال كل إذا لم تكن تعرف، إسأل صديقك قاسم سليماني، أو انظر إلى صوره.

  • تقول إن «إيران قدمت المساعدات من المال والسلاح ونقل الخبرة والتدريب والموقف السياسي العالي والحازم إلى الشعب الفلسطيني. جوابنا يا سيد حسن: إيران قدمت ما قدمت لتحارب بالشعب الفلسطيني كما تحارب بالشيعة اللبنانيين، ولتستخدم الشعب الفلسطيني كما في لبنان، ورقة في يدها. وبالتالي إيران قسمت الشعب الفلسطيني واضعفته.

  • تقول يا سيد حسن إن «داعش هي آخر اختراعات السعودية لكن السحر انقلب على الساحر”، وجوابنا يا سيد حسن: التدخل الإيراني الوقح، وسياسات إيران المذهبية الإستفزازية، هي التي غذت داعش وسواها، وجعلتها تنمو وتكبر وتستقطب.

  • في سوريا، يا سيد حسن، إيران هي التي تمنع الحل وليس الدول العربية كما تدعي. إيران هي التي تدافع بدماء شبابنا عن نظام لفظه القسم الأكبر من شعبه. إيران هي التي تريد أن تجعل سوريا تابعة لها، فأرسلت مسؤولين عسكريين، وأرسلت الشباب اللبنانيين للدفاع عن هذا النظام.إسأل أمهات الشباب الشيعة اللبنانيين الذين يموتون في سبيل نظام بشار الأسد يا سيد حسن. إسأل الدموع المكبوتة لهؤلاء الأمهات. أتركهن يبكين ابناءهن وأزواجهن على الأقل.

  • تستخف بعقول الناس يا سيد حسن عندما تدعي أن حزب الله قيادة مستقلة وأن إيران لم تبلغكم بأي قرار. ألست تفاخر يا سيد حسن، كما قلت يوماً، بأنك جندي صغير في جيش ولاية الفقيه؟ هل إذا عاد القرار لك يا سيد حسن، تستمر في إرسال شبابنا للموت المجاني في سوريا؟

  • تلوم السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس لأنه، كما تدعي، يؤيد “حرباً على شعب” معتبراً أن هذا سيفقده منطقه عندما ستشن إسرائيل حرباً على الشعب الفلسطيني، والجواب يا سيد حسن: الرئيس عباس وغيره يؤيدون حرباً على من يحاول أن يحتل اليمن ودولا عربية أخرى تماماً كما تفعل إسرائيل في فلسطين أو غيرها. ألا تكون إيران مثلها مثل إسرائيل إذا زعزعت استقرار العالم العربي وحاولت السيطرة على دوله؟ لا شيء يفرّق النظام الإيراني عن إسرائيل سوى أنه نظام في بلد إسلامي، ولكن الأطماع هي نفسها. وإلا، يا سيد حسن، بماذا تفسّر كلام إيران عن أنها تحكم أربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء؟ وكيف تنظر إلى الكلام عن الإمبراطورية الإيرانية؟ ماذا يعني كلام إيران عن أن  “حدودها تمتد من أفغانستان الى شواطئ المتوسط”؟

في نهاية المطاف، وبعد الردّ على كل هذه المغالطات، لا بد من القول إن كلام السيد حسن القاسي في حق السعودية وعدد من الدول العربية الشقيقة يظهر مجدداً أنه لا يعير أي أهمية ولا يكترث على الإطلاق لمصير آلاف العائلات الشيعية اللبنانية التي تقيم في المملكة وغيرها من الدول العربية وتعتاش من العمل فيها. إن السيد حسن لا يتردد في تعريض كل هؤلاء لخطر حرمانهم من لقمة عيشهم، فقط من أجل الدفاع عن أسياده في النظام الإيراني.

وسؤالنا الأخير للسيد حسن: ما البديل الذي تقدمه لهؤلاء الناس في حال تم طردهم من الدول التي يعملون فيها؟ ما نوع العمل الذي ستؤمنه لهم؟ هل ستعطيهم أسلحة وترسلهم للقتال في سوريا والعراق واليمن ربما؟ هل ستعيدهم أكفاناً إلى عائلاتهم، وتسيّرهم نعوشاً في قراهم؟

أترك الناس لتعيش يا سيد حسن. أتركهم يؤمنون لقمة عيشهم. اتركهم يعيشون يومين بكرامة ومرتاحي البال ولا تجعلهم وقودا” لسياسات وحروب لا ناقة لهم فيها و لا جمل.